افتتاح مميز لرالي قطر الدولي أولى جولات بطولة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
وسط أجواء مثالية ومشاركة كبيرة وحضور جماهيري مميز، افتتحت مساء اليوم فعاليات النسخة الخامسة والأربعين من رالي قطر الدولي، الذي يشكل الجولة الأولى والافتتاحية من النسخة الرابعة والأربعين من بطولة الشرق الأوسط للراليات للعام الحالي 2024، الذي تستمر منافساته حتى مساء بعد غد السبت في 13 مرحلة خاصة بالسرعة في شمالي البلاد.
وانضم أبرز السائقين إلى السيد عبد الرحمن المناعي رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، والسيد عمرو الحمد المدير التنفيذي للاتحاد لحضور المؤتمر الصحفي الرسمي قبل انطلاق النسخة الـ 45 من رالي قطر الدولي، فيما أقيم حفل الانطلاق في بوليفارد لوسيل، إحدى أبرز وجهات قطر السياحية.
حصلت الأطقم الـ 22 المشاركة في الجولة الأولى الإقليمية على فرصة إيجاد أفضل معايير الضبط لسياراتهم تمهيدا لانطلاق المنافسات، عبر مرحلة خاصة استعراضية على حلبة الكارتينج في نادي لوسيل الرياضي، تم اعتمادها من قبل اللجنة التنظيمية للرالي.
ومن المقرر أن يخوض المتسابقون غمار منافسات 12 مرحلة خاصة بالسرعة على مدار يوم غد الجمعة وبعد غد السبت في صحاري قطر، قبل العودة إلى بوليفارد لوسيل من جديد لحفل الختام مساء السبت.
في حين يسعى السائق القطري ناصر صالح العطية إلى تحقيق فوزه الثامن عشر على أرضه وأمام جماهيره، في ظل منافسة محتدمة مع أسماء كبيرة في بطولة العالم للراليات، أبرزهم النرويجي مادس أوستبيرج في الرالي للمرة الثالثة تواليا، فضلا عن مواجهة أسماء أخرى محلية على غرار عبد العزيز الكواري وخالد السويدي وناصر خليفة العطية.
وتمنى السيد عمرو الحمد، المدير التنفيذي للاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، لجميع السائقين التوفيق خلال منافسات رالي قطر الدولي، معربا في الوقت نفسه عن تقديره لجميع العاملين في الاتحاد على جهودهم المستمرة لإنجاح البطولات التي تنظم على أرض قطر.
وقال الحمد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الصحفي: إن رالي قطر الدولي الذي يشكل الجولة الأولى من بطولة الشرق الأوسط، استقطب هذا العام أسماء كبيرة في عالم الراليات، يتقدمهم ناصر صالح العطية، والنرويجي مادس أوستبيرج والقطريان عبدالعزيز الكواري وخالد السويدي.
وأضاف أن منافسات الرالي هذا العام ستكون قوية ومثيرة، في ظل مشاركة نخبة بارزة من السائقين المميزين، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مرحبا بجميع السائقين المشاركين في الرالي، ومبديا رضاه الكامل بالأعداد المشاركة في الرالي والتي وصفها بالجيدة للغاية.
وأعرب الحمد عن أمله في أن تخرج منافسات رالي قطر الدولي بصورة مثالية وآمنة، خاصة أن مسارات الرالي من الأصعب على مستوى العالم، متوجها بالشكر إلى جميع مؤسسات الدولة التي تساهم بفاعلية في إنجاح تنظيم الرالي.
من جانبه، أوضح ناصر صالح العطية أن رالي قطر الدولي يشهد هذا العام مشاركة مميزة من السائقين العالميين والمحليين، متوقعا أن تكون المنافسة قوية بين الجميع من أجل حصد اللقب.
وقال العطية خلال المؤتمر الصحفي: "إنه رالي بلدي وأعرفه جيدا، وسأبذل قصارى جهدي للفوز به، خاصة في ظل المشاركة المميزة والمنافسة القوية من جميع المتسابقين".
ورأى الفائز بلقب الشرق الأوسط 19 مرة أن مهمة الفوز والاحتفاظ بلقب رالي قطر هذا العام لن تكون سهلة على الإطلاق، معتبرا أنه من الرائع وجود سائقين مميزين في الرالي، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتطوير البطولة.
من جانبه، أكد السائق القطري عبدالعزيز الكواري جاهزيته لخوض منافسات رالي قطر الدولي الجولة الأولى من بطولة الشرق الأوسط للراليات، موجها الشكر إلى الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية على دعمه للمشاركة في الرالي.
وأوضح أن المنافسة في الرالي لن تكون سهلة في ظل وجود نخبة من السائقين المميزين، على رأسهم ناصر صالح العطية أحد أبرز سائقي الراليات في العالم، لكنه شدد على جاهزيته لتقديم أداء جيد والمنافسة على اللقب.
بدوره، أعرب السائق القطري خالد السويدي عن تطلعه لتقديم مستويات عالية، وإنهاء رالي قطر الدولي في مركز متقدم، خاصة في ظل المنافسة القوية التي سيشهدها الرالي في ظل وجود سائقين على مستويات عالية في عالم الراليات، معتبرا أن رالي قطر أحد أصعب الراليات سواء من ناحية مراحله أو مساراته.
من ناحيته، أبدى السائق النرويجي مادس أوستبيرج سعادته بالمشاركة للمرة الثالثة في رالي قطر الدولي، خاصة بعدما اكتسب خبرة خلال العامين الماضيين، معتبرا أن التنظيم الجيد لهذا الرالي سبب حرصه على
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: رالي قطر الدولي
إقرأ أيضاً:
الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة
يرغب الأميركان في شرق أوسط مستقر، وفي سبيل ذلك يتخذون أفضل السياسات الكفيلة بزعزعة استقراره. منذ وقت طويل يراودهم حلم الوصول إلى "الكأس المقدسة"، تلك التي ستأتي بالسلام والاستقرار الأبديين. والكأس المقدسة هي السلام مع السعودية وفقًا للوصف الذي نحته زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في مقال له على صحيفة هآرتس.
استعصت الكأس المقدسة حتى الآن، وستصبح بعيدة المنال مستقبلًا في ظل ازدهار اليهودية الراديكالية، كما يتوقع لبيد. تدرك السعودية أمرين هامين حين يتعلق الأمر بالتطبيع مع إسرائيل: مكانتها الرمزية في العالم الإسلامي، والأصول التوراتية التي تختبئ وراء النفاق الغربي. كما تدرك أيضًا أن سلامًا مفتوحًا مع إسرائيل، دون حل جذري للمشكلة الفلسطينية، لن يسهم في استقرار الشرق الأوسط.
بعد أربعة عقود من السلام مع مصر يتساءل المثقفون الإسرائيليون عن قيمة ذلك النوع من "السلام البارد". الحال بين مصر وإسرائيل بات أكثر خطرًا من سلام بارد. فقد اعترضت إسرائيل مؤخرًا على الإنشاءات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، وسبق لها أن وصفت ثورة 25 يناير/ تشرين الأول بالطاعون المصري.
داخل النقاش الجاري هناك – حول النشاط العسكري المصري في جزيرة سيناء – علّق تامير موراج، المراسل الدبلوماسي للقناة 14 الإسرائيلية، مطلع هذا الشهر قائلًا: ".. على قيادتنا العليا أن تبقى مستيقظة في الليل. مباشرة أمام أعيننا، وتحت ستار اتفاقية السلام، قامت مصر ببناء جيش هائل يعتمد على الأسلحة الأميركية، وجميع تدريباته تحاكي سيناريوهات غزو إسرائيل [..]. قوات بحرية قوية، وقوة جوية قادرة على تحدي وتعقيد الأمور بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي. هذه القوة العسكرية برمتها، التي تنتهك وتقوض اتفاقات كامب ديفيد بشكل متكرر، تتدرب من أجل هدف واحد: الحرب مع إسرائيل".
إعلانشيء واحد في حكم المؤكد، وهو أن إسرائيل – الحصن الغربي- كيان تأسس على عجلة استعمارية، وأن الزمن يعقد عليه الأمور من كل جانب. ما من كأس مقدسة في الشرق الأوسط، وحتى السلام البارد مع القوة العربية الكبرى في طريقه لأن يصبح سلامًا خطرًا، سلامًا يتدرب على غزو الجار، كما تخبرنا القناة 14 المعروفة بتطرفها وقربها من المنظومة اليمينية.
الخفة في التعاطي مع الشرق الأوسط صارت إلى علامة فارقة في السياسة الغربية التي نحَت، مؤخرًا، منحى توراتيًّا وباتت ترى الدولة الإسرائيلية شأنًا إلهيًّا، بعد أن كانت "حصنًا غربيًا" كما في تصوّر كونراد أديناور، مؤسس ألمانيا الحديثة.
القول إن المقاربة الغربية لمسألة الصراع العربي- الفلسطيني أخذت بعدًا توراتيًا ليس رجمًا بالغيب، ولا هو حديث مرسل. في يونيو/ حزيران 2001 دُعي بيل كلينتون للاحتفال بكتاب "كيف تخوض حربًا حديثة"، للجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق للناتو. كان قد مرّ نصف عام على مغادرة كلينتون للبيت الأبيض، وعام كامل على انهيار مفاوضات كامب ديفيد.
لساعة كاملة تحدث كلينتون – لأوّل مرّة- عمّا دار في المفاوضات. تسبب عرفات، يقول كلينتون، في انهيار المفاوضات حين أقدم على الخطأ الذي لا يغتفر. إذ شكّك في "الحقيقة التاريخية" التي تقول إن الهيكل اليهودي يوجد هناك، أسفل المجمَع الإسلامي المكوّن من المسجد الأقصى، قبة الصخرة، وحائط البراق.
بالنسبة لكلينتون فإن هذا التشكيك أمر لا يحتمل. قال للحاضرين "أخبرت عرفات، قلتُ له أنا أعرف أن الهيكل هناك في الأسفل". في الواقع فقد سمع عرفات ما هو أكثر خطورة من هذه الجملة. في الرواية التي دوّنها إيهود باراك، قائد الوفد الإسرائيلي، عن الساعات الأخيرة من المفاوضات نقرأ أن كلينتون انتفض ونهر عرفات صارخًا في وجهه "أخبرني القس سولومو وأنا طفل في نيويورك أن الهيكل هناك تحت المسجد". قبل أن يغادر الحفلة قال كلينتون للحاضرين "أعتذر، لقد أفسدتُ ذلك الشيء في الشرق الأوسط"، كما نقلت مجلة نيوزويك في حينه (يونيو/ حزيران، 2001 ).
إعلانيعمل كل الغرب، لقناعات توراتية – كولونيالية، على إفساد "ذلك الشيء" في الشرق الأوسط، ولم يكن كلينتون استثناء. الإبادة الجارية في غزة كشفت عن رؤية غربية للصراع تقع القصة التوراتية في مركزها. حتى الغرب الثقافي انخرط في ذلك الخيال التوراتي. ولم يعد مستغربًا أن يرى المرء مفكرًا سياسيًا مرموقًا مثل نيال فيرغسون، الذي يقدّم نفسه بوصفه ملحدًا يرسل أولاده إلى الكنيسة، وهو يتحدث عن "المهمة الإسرائيلية فائقة النجاح" في غزة. فـ "تلك الأرض"، يقول فيرغسون، هي مكان وهبه الإله – الذي لا يؤمن بوجوده- لليهود.
الشرق الأوسط حقيقة جيوسياسية بالغة التعقيد، تتصارع حوله ثلاث رؤى، كما يذهب الباحث الإسرائيلي عاموس يلدين في مقاله الأحدث على فورين أفيرز: رؤية المقاومة الفلسطينية (حماس)، الرؤية الإيرانية، والرؤية الأميركية.
لا يمكن العثور على تصور عربي متجانس لمسألة الشرق الأوسط، لا لماضيه ولا لمستقبله. ثمّة خيالات وأحلام متناقضة ومتصارعة. غير أن مشروعًا عربيًا مكتملًا، بما يوازي ويماثل المشاريع المتجانسة التي تنظر إلى المنطقة من خارجها، لا يزال بعيد المنال.
تقوم الرؤية الأميركية، في تقدير يلدين، على تحقيق استقرار في الشرق الأوسط عبر إستراتيجيات متعددة: إنتاج فرص سياسية للإسرائيليين والفلسطينيين معًا، التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ومن خلال اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض.
السؤال الإسرائيلي كان دائمًا هو سؤال الاستقرار، وهذا ما تدركه كل المقاربات الأميركية للصراع. فالمجتمع الإسرائيلي سيتعين عليه، في آخر الأمر، أن يتجاوز سؤال البقاء إلى أسئلة أخرى لا تقل أهمية، منها سؤال الاندماج مع الجوار.
فما من مثيل واحد في العالم لحالة النبذ والقطيعة التي تعيشها "الدولة" الإسرائيلية مع كل الجيران. لا تتجاوب إسرائيل كثيرًا مع تكتيكات الاستقرار التي تبتكرها السياسة الأميركية، ومع اتجاهها يمينًا فإن استجابة إسرائيل للرؤى والتقديرات القادمة من خارج المنطقة ستصبح أكثر ندرة.
إعلانفي مذكراته قال كيسنجر إن المسؤولين الإسرائيليين شكروه في وقت متأخر جدًّا على تكتيكاته التي حمَت دولتهم إبّان الصدام العسكري العربي- الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي.
لم تكن المصلحة الإستراتيجية التي تنطوي عليها "حلول" كيسنجر واضحةً في العقل الإسرائيلي أوّل الأمر. كان كيسنجر بالنسبة لهم أميركيًا أكثر من حقيقته اليهودية، ولم تكن الحميمية الإسرائيلية- الأميركية قد بلغت الحد الذي نراه الآن، بأن تعمل دولة عضو في مجلس الأمن على رعاية إبادة بشرية على الهواء. وحتى الآن، في أوج الحميمية التوراتية بين البلدين، فثمة هامش مناورة واسع تستطيع إسرائيل من خلاله تمرير مشاريعها العدوانية بما فيها تلك التي تأخذ شكلًا إجراميًا مروّعًا.
الرؤيتان الأخريان؛ رؤية حماس ورؤية المحور الإيراني، تختلفان وتتفقان. وجه اتفاقهما هو في استنزاف إسرائيل وحشرها في زاوية الدخيل والغريب على المنطقة. يواصل يلدين تقديره لما يراه قائلًا: فشلت المقاربات الثلاث ونجحت إسرائيل في فرض رؤيتها الواقعية. إذ أدت العمليات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى سلسلة من النجاحات انتهت بسقوط النظام السوري من جهة، وإلى تقويض "الكوريدور الممتد من غرب إيران وحتى الحدود الإسرائيلية، ذلك الطريق الذي عكفت إيران على بنائه لأربعة عقود"، بحسب يلدين.
نجحت إسرائيل من خلال أعمالها العسكرية على جبهات عدة في تغيير "الشكل" الأوسط على نحو لم تكن تتوقعه ولا يبدو أنها تأنس له. لقد تخلّق شكل جديد غامض للشرق الأوسط، لم يستقر بعد، ولا يمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في قابل الأيام.
وإن كانت إسرائيل قد نجحت في إبعاد إيران عن حدودها، فإن الحدود التركية باتت الآن، ولأوّل مرّة، على مشارف الدولة العبرية. يتداول الكُتّاب الإسرائيليون النقاش حول المفاجأة السورية التي جعلت تركيا، ذات الثأر التاريخي، محاددة لدولتهم. كل حركة في الشرق الأوسط تخلق نقائضها، وكل إجابة عن سؤال هي في الحقيقة تعقيد للسؤال نفسه.
إعلانإلى ما قبل ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، 2024، كانت الثورة السورية قد آلت إلى قصة من الماضي البعيد. أما الثوار وهم يتحضرون للعملية العسكرية فإن طموحاتهم لم تأخذهم إلى ما هو أبعد من ريف حلب، كما دوّن كمال أوزتورك، الصحفي التركي القريب من المعارضة السورية، في مقالة له على الجزيرة نت.
تدحرجت الكرة كما هي عادة الأحداث في المنطقة وبتنا نشاهد شرقًا أوسطَ جديدًا وغامضًا يختلف جذريًّا عن ذلك الذي تخيله شمعون بيريز مخترع مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في تسعينيات القرن الماضي.
بينما المسألتان؛ الفلسطينية واللبنانية ذاهبتان إلى الهدوء، برز الحدث السوري إلى العلن على شكل "هزة أرضية لم تحدث في المنطقة منذ اتفاقية سايكس-بيكو عام 2016" وفقًا لكلمات نتنياهو أمام المحكمة المركزية. ما من شيء، ولا أحد، بمقدوره أن يمنع الرياح والعواصف في الشرق الأوسط، ولا حتى أن يخبرنا من أين ستهبّ ولا أين ستسكن.
يقف الشرق الأوسط، برمّته، على كثبان من الرمال المتحرّكة. سكونه المريب باعث على الشك، وحركته المفاجِئة لا تخضع للقواعد. داخل هذا الغموض الوجودي، "الهيولى المحيّرة"، يُراد لإسرائيل أن تغدو كيانًا مستقرًّا. وليس لتلك الأمنية من معنى سوى أنها صادرة عن خيال عاجز وفقير، وعن أوهام خطرة حول شرقنا الأوسط اللعوب والعنيد.
كما لو أن الحديث عن الشرق الأوسط الجديد، دائمًا، يتعلق بالبحث عن مكان آمن لإسرائيل في تلك البقعة من الأرض، لا عن فهم جذري لحقيقته الجيوسياسية في سياقها التاريخي.
الشرق الأوسط الذي يُراد له أن يتسع لإسرائيل يضيق بنفسه وبشعوبه، وهو واحد من أكثر الأماكن الطاردة للسكّان الأصليين. جدران الشرق الأوسط السياسية والاجتماعية ضيقة، وقد أدّت التفاعلات السياسية التي حدثت في العقد الماضي إلى حروب أهلية مدمّرة.
إعلانتريد إسرائيل مكانًا آمنًا في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك فقد بنت إستراتيجيتها على ثلاثة مبادئ: "الردع، الإنذار المبكر، والنصر الحاسم" كما يرى الباحث الإسرائيلي أسّاف أوريون في مقال له على فورين بوليسي. لطالما استخدمت إسرائيل سجلها من الانتصارات الحاسمة في ردع خصومها، وكانت تضرب الصغير ضربة يخرّ لها قلب الكبير، كما هو قانون "عنترة" في الصراع.
من خلال آلتها العسكرية المتقدمة حرصت على تحقيق انتصارات حاسمة داخل أراضي العدو، بعيدًا عن الحدود. ذلك ما جعلها تبدو وكأنها حقيقة جيوسياسية نهائية في الشرق الأدنى، وليست كيانًا استيطانيًّا في منطقة غير مستقرة في المجمل.
غير أنها مع نهاية معاركها تقف على حقائق جديدة، غالبًا أكثر تعقيدًا. كلما تعقدت المسائل أمام إسرائيل وعدتها أميركا بالكأس المقدسة، وتلك الكأس تأخذ في كل مرّة شكلًا واسمًا. كانت "مصر"- التي يتدرب جيشها على غزو إسرائيل كما يقول مراسل القناة 14- هي تلك الكأس الغالية قبل أربعة عقود.
من الحقائق الجديدة التي وقفت عليها إسرائيل بُعيد انهيار نظام الأسد أن إيران المحشورة في الزاوية، كما حذرت جيروزاليم بوست، قد تلجأ إلى تسريع برنامجها النووي بوصفه الحصن الأخير بعد انهيار كل الحصون. إن نجحت إيران في ذلك المسعى فعلى الإسرائيليين أن يهاجروا، كما يذهب تقريرٌ متشائم لصحيفة يديعوت أحرنوت.
يشبه الحال – بالنسبة لإستراتيجية الأمن الإسرائيلية- لعبة الدمى الروسية، الماتريوشكا، كلما نزع اللاعب مجسمًا وجد تحته آخر. في الواقع ثمّة كأس مقدسة، سهلة ويمكن تخيّلها: الدولة الفلسطينية. غير أن إسرائيل، ومن ورائها العلمانية الغربية التوراتية، اختارت طريق النيران.
الأمم لا تذهب إلى الاستقرار عبر المذابح. جربت أميركا ذلك الطريق مرارًا وفشلت فيه. وكان عليها، وهي تلعب دور الأم، أن تنقل إلى إسرائيل ما تحتاجه الأخيرة من العظة والعبرة. أو على الأقل أن تكشف لها عن نوع من "الحب القاسي"، وفقًا للنصيحة التي قدمها توماس فريدمان عبر صحيفة نيويورك تايمز في العام الماضي.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية