الخسائر المالية الناجمة عن التغير المناخي مروعة – طلال أبوغزاله
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
_____________
من المؤكد أن الوتيرة المتسارعة لظاهرة الانحباس الحراري العالمي، وارتفاع منسوب مياه البحر، والأحداث المناخية القاسية، والعواقب التي لا تعد ولا تحصى الناجمة عن التحولات البيئية التي يسببها الإنسان، ترسم صورة قاتمة لأرضنا التي تعاني من محنة.
ومع ذلك، في مواجهة الشدائد تكمن فرصة غير مسبوقة – فرصة ليس للتخفيف من الأزمات الوشيكة فحسب، بل لإعادة اكتشاف أنفسنا والأنظمة الاقتصادية التي ساهمت في الحالة المحفوفة بالمخاطر التي يعيشها عالمنا، فالدول ليست كيانات معزولة، بل مكونات مترابطة في الشبكة المعقدة لأرضنا.
معروف ان تداعيات تغير المناخ تمتد إلى ما هو أبعد من المخاوف البيئية، لتشمل إمكانية حدوث مآس اقتصادية كبيرة لا تقتصر على داخل الحدود الجغرافية؛ إذ لربما أن الانبعاثات الصادرة عن دولة واحدة تساهم في تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض برمتها، وهذا التأثير الجماعي هو بمثابة نشأة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تتجاوز الحدود وتؤثر على جميع الدول.
إن الخسائر المالية الناجمة عن الكوارث الطبيعية مذهلة، حيث تصل الأضرار المباشرة وفقا لأرقام صندوق النقد الدولي زهاء 1.3 تريليون دولار أمريكي سنويا أي ما يمثل حوالي 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في المتوسط سنويا.
هذا الترابط بين هذه العوامل الخارجية يؤكد ضرورة التعاون الدولي والجهود المتضافرة لمعالجة المسؤولية المشتركة عن التخفيف من تغير المناخ، وعلى هذا النحو، فإن فهم هذه العوامل الخارجية العالمية والتخفيف منها يستلزم اتباع نهج شامل يعترف بالطبيعة المترابطة للتحديات البيئية ويؤكد أهمية اتخاذ إجراءات موحدة ومنسقة على نطاق عالمي.
مؤشر جيد تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا مشروع الإعلان السياسي بشأن أهداف التنمية المستدامة والتغلب على الأزمات المتعددة التي يواجهها العالم، ويجدد الالتزام بتلك الأهداف ويعيد إحياء الأمل نحو تحقيقها بحلول عام 2030 لا سيما الهدف 13 للعمل العاجل ضد تغير المناخ وآثاره البعيدة المدى.
فالحاجة الملحة للتصدي لتغير المناخ ليست مجرد دعوة للعمل؛ إنها دعوة لإعادة تصوّر أسس وجودنا، وبعيداً عن التوقعات القاتمة والتحذيرات الرهيبة، هناك طريق إلى الأمام يحمل الوعد بمستقبل مستدام وقادر على الصمود، وهذا ليس مجرد تحدي بيئي؛ إنه حساب مجتمعي واقتصادي عميق، يتطلب منا إعادة تشكيل قيمنا وسياساتنا وصناعاتنا من أجل صياغة تعايش متناغم مع أرضنا.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: التغي ر الخسائر المالية الناجمة عن
إقرأ أيضاً:
«البيئة»: إجراء دراسات تحليلية لتحديد تأثيرات تغير المناخ المحتملة على المنطقة المحلية
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن آلية التكيف مع التغيرات المناخية على المستوى المحلي تتضمن مجموعة من الإجراءات والأنشطة التي تهدف إلى تقليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع هذه التغيرات، حيث تشمل التحليل المحلي للتغيرات المناخية، من خلال إجراء دراسات تحليلية لتحديد تأثيرات التغيرات المناخية المحتملة على المنطقة المحلية، تحديد العوامل الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤثر في قدرة المجتمع على التكيف.
حماية النظام البيئي المحليوأضافت وزيرة البيئة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن التكيف مع تغيرات المناخ، يتضمن تطوير البنية التحتية لتكون مرنة أمام التغيرات المناخية، مثل تحسين تصريف مياه الأمطار، بناء سدود للحد من الفيضانات، وتعزيز الهياكل ضد العواصف، واعتماد تقنيات البناء المستدامة التي تأخذ في الاعتبار الظروف المناخية المستقبلية، بالإضافة إلى حماية النظام البيئي المحلي، بما في ذلك الغابات والمراعي، من خلال برامج إعادة التشجير ووقف تدهور الأراضي.
برامج إعادة التشجير ووقف تدهور الأراضيوأشارت وزيرة البيئة إلى أهمية تعزيز وعي المجتمعات المحلية حول التغيرات المناخية وأهمية التكيف معها، وإشراك المجتمعات المحلية في عملية اتخاذ القرار، لضمان تنفيذ حلول تتناسب مع احتياجاتهم، بالإضافة إلى دعم مشروعات تنويع مصادر الدخل المحلي لتقليل الاعتماد على الأنشطة الزراعية التي قد تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات المناخية.