«يوميات طبيب سيناوي» بمعرض الكتاب.. والقعيد: سيناء هي خط الدفاع الأول
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
استضافت قاعة «فكر وإبداع» ضمن فعاليات محور كاتب وكتاب بالبرنامج الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ندوة نقاشية حول كتاب بعنوان «يوميات طبيب سيناوى.. السنوات العجاف ومحنة الاحتلال»، للكاتب الدكتور الطبيب صلاح سليم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ناقش الندوة كل من الطبيب والمفكر الدكتور بهي مرسي، والكاتب والمفكر يوسف القعيد عضو مجلس النواب، والإعلامي الدكتور جمال الشاعر، وأدار الندوة النقاشية الإعلامية هبة عبدالعزيز، بحضور عدد من الأطباء والكتاب وأبناء سيناء وجمهور المعرض.
وقدمت الإعلامية هبة عبدالعزيز أنه مزج بين دراسة الطب والكتابة بجمل مختصرة ومباشرة، وما بين الموهبة الأدبية وسرد لقاص بارع جدا، مشيرة إلى أن بداية الكتاب يشهد قصة العجوة تدل معانيها على شدة الصبر والتدبير من قبل الأم.
الكتاب يحكي قصص التحدي في سيناءوفى بداية المناقشة قدم الدكتور صلاح سلام، تعريفا عن الكتاب أنه يحكى عن الحياة في سيناء وقصص التحدى بها وما واجهته من تحديات، وتقديم الكتاب فى سياق يبدو منفصل ولكنه جد متصل يرصد فترة حالكة من تاريخ سيناء ولكن من خلال سيرة ذاتية تحكي عن فطرية وعفوية أهلها وكيف عاشوا في عزلة عن الوطن حتى قبل عدوان 1967.
وفي بداية الندوة، أثنى المفكر الدكتور بهي الدين مرسي، على اختيار عنوان الكتاب «يوميات طبيب سيناوى..»، مؤكدا أن سرد أحداث الكتاب يأتي بعد ما كنت عام 2016 فى ندوة عن سيناء ومنها جاءت فكرة الكتابة عن سيناء الحبيبة، معبرا عن حبه الشديد لها، ممتنا لما عاش فيها من أنبياء وزوجاتهم وتكثيف الطاقة الروحانية فيها ما يعطي بسلام وطمأنينة نفسية.
وأوضح الدكتور بهي الدين، أن بطلة القصة الرئيسة «وهيبة» وهي كانت الأم التي تحافظ على أبنائها، مقدما نقدا بإيجابية شديدة للكتاب السيناوي، مشيرا إلى انه شعر تجاه «وهيبة» بكل انتماء وولاء ووضعها في مقام والدته.
وقال الكاتب القدير يوسف القعيد، إن كتاب «يوميات طبيب سيناوي» مهم ومخطوط، قبل نشره وكتبت مقدمة وسعادة جيدة عن أوضاع سيناء يجب أن تأخذها باهتمام لأن سيناء هي خط الدفاع الأول لمصر لأن العدو الصهيوني هو العدو الجوهري، مشيرا إلى أن الانتفاضة الفلسطينية الراهنة تم توجيهها إلى هدف استهداف سيناء وبالتالي فهو يمثل الخطر الحقيقي على مصر.
وأفاد «القعيد» برؤيته الأدبية عن الكتاب الذي تدور أحداثه عن يوميات سيناوية، ممتنا لسيناء أرضا وشعبا، مشيرا إلى أن أدب اليوميات تحديدا، إن فقد الصدق يفقد مبررات وجوده، وعن نزعة سياسية نجد أن الوطنية المصرية في أمس الحاجة للدراسات والكتابات الوطنية، مدركين أن عدو الأمس في سيناء هو نفسه عدو اليوم بفلسطين.
وأكد الدكتور الإعلامي جمال الشاعر، أن كتاب «مذكرات طيب سيناوي» كتاب مهم، واستطاع الكاتب أن يقدم الكتاب من خلال ثلاث قباعات، وهي قبعة الأديب والطبيب والنائب الأديب لأنه استطاع أن يقدم توازن وتوجه إلى منطقة أنسنة السياسة، مشيرا إلى أنه جعل مسارات إنسانية، وليس سياسية وجعل الموضوع قريبا من قلوب المتلقي ولم يتحدث بغضب.
وأشار «الشاعر» إلى أن الكاتب تناول مرحلة الطفولة التي يهتم بها البشر عموما، وأن لديهم هجمة طفولية ممتدة وحنين للطفولة، من ترابط أسرى وود وذكريات، وفي نهاية المناقشة قدم الشاعر هديته للكاتب جزءا من قصيدة «افرح».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس مشیرا إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
نجوم النعائم
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
واليوم أيضا لن نتحدث عن نجم مفرد، بل سنتحدث عن مجموعة من النجوم وقد أطلق عليها العرب اسم نجوم النعائم، وقسموها إلى النعائم الشمالية وهي أربعة نجوم تشكل جزءًا من «إبريق الشاي» الشهير في كوكبة القوس، والنعائم الجنوبية وهي أربعة نجوم في الكوكبة نفسها، وفقًا للمعاجم اللغوية ف«النَّعائِم» هو جمع لكلمة «نَعامة»، ويشير إلى مجموعة من النجوم التي تشكل منزلة من منازل القمر، تُصور على هيئة النعامة، وقد كانت النعامة أحد الحيوانات التي تعيش في الصحراء العربية، وقد وصفها الشعراء في معلقاتهم وقصائدهم، فلا غرابة حين يقومون بتسمية النجوم المتناثرة في السماء بقطعان النعام.
وفقًا للتقويم الفلكي العربي، تُعتبر «النعايم»، المنزلة الرابعة من منازل فصل الشتاء، وتبدأ في 15 يناير وتستمر لمدة 13 يومًا خلال هذه الفترة، يكون الطقس شديد البرودة، خاصة في الليل والصباح الباكر، وقد اعتمد العرب القدماء على منازل القمر والنجوم، بما في ذلك «النعائم» لتحديد مواعيد الزراعة والأنشطة الفلاحية، خلال هذه الفترة، وكان المزارعون يجهزون أراضيهم للزراعة، حيث تُزرع خلالها الكثير من المحاصيل، كما استخدم المغاربة «المنازل» لتحديد مواعيد الزراعة، وحصاد المحاصيل، وغرس الأشجار، وجني الغلات، بالإضافة إلى تحديد مواسم الصيد البري وقنص الطيور.
ولأن «النعائم»، تشير إلى مجموعة من النجوم وليس نجمًا واحدًا، فإن خصائصها الفلكية التي أثبتتها الدراسات الحديثة تشير إلى أنها تختلف من نجم لآخر من حيث القطر ودرجة الحرارة، والبعد عن الأرض، ولكن تتراوح أحجام النجوم بين حوالي 5% من حجم الشمس إلى حوالي عشرة أضعاف قطر الشمس، أما درجات الحرارة السطحية للنجوم، فتتراوح بين 3,500 درجة كلفن للنجوم الحمراء الصغيرة إلى 30,000 درجة كلفن أو أكثر للنجوم الزرقاء الكبيرة.
وإذا أتينا إلى الشعر العربي وورود هذه النجوم فيه فنجدها في كل العصور الأدبية في الشعر العربي، كما نجد لها شواهد في المنظومات والقصائد العمانية، فنجد مثلا الشاعر العماني سليمان النبهاني يصف قوم ويمدحهم بأنهم وصلوا في العلو والرفعة مكانة لم تصل لها نجوم النعائم فقال:
همُ القوم سادوا كلَّ حيٍ وشيَّدوا مراتبَ لم تبلغ مداها النَّعائمُ
ليوثٌ صناديد غُيوث هواطل جبال منيفات بحار خضارمُ
كما أن البحار العماني أحمد بن ماجد ذكرها في منظوماته الفلكية فقال:
والقَلبُ والشولَةُ والنَعَائِم
وَبَعدَهَا البَلدَةُ تَطلُع دائِم
ثُمَّ السعُودُ الأَربَعَة والفَرغُ
يا طال ما فُصِّل عليها الشُّرعُ
حتى أننا نجد أبو طالب بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر النعائم في مقطوعة شعرية وهو يصف أن بني هاشم بلغوا في المجد مكان نجوم النعائم، وذلك بفضل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول:
لَقَدْ حَلَّ مَجْدُ بَني هاشمٍ
مَكانَ النَّعائِمِ وَالنَّثْرَةْ
وَخَيْرُ بَنِي هاشمٍ أَحْمَدٌ
رَسولُ الْإِلَهِ عَلَى فَتْرَةْ
ونجد الشاعر الجاهلي عامر بن الظرب العدواني يذكر النعائم في إحدى قصائده ويقرنها مع نجم النسر فيقول:
سَمَوْا فِي الْمَعالِي رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةٍ
أَحَلَّتْهُمُ حَيْثُ النَّعائِمُ والنَّسرُ
أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ فَتَضاءَلَتْ
لِنُورِهِمُ الشمْسُ الْمُنِيرَةُ وَالْبَدْرُ
في حين نجد أن الشاعر الأموي أبو طالب المأموني يذكر نجوم النعائم مقرونة بنجم السهى فيقول:
سيخلف جفني مخلفات الغمائم
على ما مضى من عمري المتقادم
بأرض رواق العز فيها مطنب
على هاشم فوق السهى والنعائم
ونرى الشاعر العباسي أبو العلاء المعري في لزومياته يذكر هذه النجوم في معرض مدح أحدهم ويذكر الصوم أيضا فيقول:
وَرِثتَ هُدى التَذكارِ مِن قَبلَ جُرهُمٍ
أَوانَ تَرَقَّت في السماءِ النَعائِمُ
وَما زِلتَ لِلدَينِ القَديمِ دِعامَةً
إِذا قَلِقَت مِن حامِليهِ الدَعائِمُ
وَلَو كُنتَ لي ما أُرهِفَت لَكَ مُديَةٌ
وَلا رامَ إِفطاراً بِأَكلِكَ صائِمُ
وإذا أتينا إلى الشاعر العباسي الشريف المرتضى نجده يشبه النوق وهي تمشي في الليل مثل نجوم النعائم التي تنتثر في السماء فيقول:
ركبوا قلائصَ كالنّعائمِ خرّقَتْ
عنها الظّلامَ بوَخْدِها تَخرِيقا
يَقطَعن أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ
يمرُقن عن جَفْنِ القِسيِّ مُروقا