بوابة الوفد:
2025-02-03@00:37:29 GMT

كثيرة العشاق (60)

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

نختتم حكاية الخديوعباس حلمى الثاني, فى الخامس والعشرين من يوليو 1914، عندما كان فى اسطنبول، وأثناء خروجه من مقر الصدر الأعظم، قام شاب مصرى يدعى محمود مظهر مقيم هناك بإطلاق الرصاص عليه فأصابه إصابات بالغة، وأطلق البوليس النار على هذا الشاب فأرداه قتيلاً، واستراب البعض أن تكون محاولة الاغتيال بإيعاز من الصدر الأعظم نفسه الذى قيل إنه تطلع لأن يكون خديو مصر، وطار النبأ إلى مصر وفرح الناس بنجاة الخديو وتقاطرت الوفود تهنئة بالنجاة، فضلاً عن برقيات التهنئة.

وقال عباس حلمى عن الحادثة: «شعرت بانقباض صدر قبلها، وعندما رأيت الشاب يصوب المسدس تجاهى تمكنت من الإمساك بيده ودفعه بعيدًا فى الوقت الذى لم يتحرك فيه الحرس إلا متأخرا، وأصابنى بعض الرصاص ولكن فى مناطق غير مميتة، وتناثرت الدماء على ملابسى وكيس نقودى، ولكنها لم تصل إلى المصحف الذى كنت أحمله، وهذا من لطف الله وحتى لو وصلت إليه لما مس هذا من قداسته».

وبعدما تلقى الخديو العلاج اعتزم العودة إلى مصر، وأبرق إلى حسين رشدى باشا ليقوم بالترتيبات اللازمة لعودته، غير أن مفاجأة كانت بانتظاره وخيبت آماله، وهى أن الإنجليز قد رأوا أن يتم تأجيل هذه العودة وطلبوا منه أن يغادر الآستانة إلى  إيطاليا للعيش مؤقتًا هناك ، إلا أنه تردد فطلب منه الرحيل لإيطاليا إلى أن تسمح الظروف بالعودة إلى مصر، فرفض أيضا, وكانت الحرب مستعرة فى ذلك الوقت بين إنجلترا وألمانيا، إلا أن إنجلترا تعرف أنه كان هناك عداء تركى للإنجليز جعلهم يتشككون فى نواياه.

وأعلنت الأحكام العسكرية فى مصر، ولما تأكدت نوايا الإنجليز فى إقصاء الخديو، وجرى الحديث عن حملة عثمانية إلى مصر لإعادته لأريكة الخديوية والتخلص من الإنجليز، وإعادة فرض السيطرة العثمانية على مصر قام الخديو من المنفى بالإعلان عن الدستور -الذى لم يرَ النور- ونص هذا الإعلان طويل جدا - وحدث الزلزال السياسى العنيف فى مصر فى 18 ديسمبر من عام 1914، الذى تمثل فى إعلان الحماية البريطانية على مصر، وفى الوقت الذى كان الخديو يحلم بدنو عودته إلى مصر، قام الإنجليز بخلعه وأقاموا البرنس حسين كامل سلطانًا على مصر، ونشر هذا الإعلان فى الجريدة الرسمية.

وإذا كان هناك جدل قد ثار حول مواقف متقلبة للخديو أثناء حكمه، فإن أحدًا لم يختلف على مجموعة من المواقف التى يمكن اعتبارها ثوابت فى فترة حكمه، التى دامت 22 عامًا وهذه الثوابت تمثلت فى الوفاء والتقدير لأسرة محمد على «الأسرة الكريمة.. وإسماعيل العظيم.. وتوفيق الوالد الطيب» على حد تعبيره دائمًا، ودعمه للشيخ على يوسف فى تأسيس صحيفة «المؤيد» وتأيده للشيخ فى قضية زواجه من بنت السادات.

وبعد حصول مصر على الاستقلال أصدر الملك فؤاد الأمر الملكى رقم 25 لسنة 1923 الذى ينظم وراثة العرش فى أسرة محمد على، وجاء فى المادة الثالثة منه نص خاص يقضى باستثناء الخديو عباس حلمى الثانى من تولى العرش - ولو استحقه طبقًا لقاعدة الأكبر من الذكور فى أسرة محمد على، ما جعل ابنه  الأمير محمد عبدالمنعم يتطلع لحكم مصر  فترة طويلة.

توفى الخديو فى منفاه فى سويسرا فى التاسع عشر من ديسمبر سنة 1944- خلال حكم الملك فاروق- ومن الصدفة أن تاريخ وفـاة آخر خديو لمصر والسودان، وافق نفس تاريخ خلعه عن حكم مصــــر ولكن بعد 30 عاما، ونظرا لظروف الحرب العالمية الثانية وقت وفاة الخديو عباس حلمى الثانى تعذر نقل الجثمان ليعود بعد ذلك إلى مصر فى 26 أكتوبر 1945 ويدفن فى «تربة أفندينا»، وهى المقابر الخاصة  بأسرة الخديو توفيق بالقاهرة بعد حياة حافلة بالمشروعات العملاقة, والوطنية الخالصة والحب الجارف لمعشوقته التى ضحى من أجلها بكل غالٍ ونفيس.

حفظ الله مصر وأهلها

 

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى صلاح صيام شاب مصرى إلى مصر

إقرأ أيضاً:

الناتو: هناك حاجة لمزيد من التسليح بدول الحلف

أنقرة (زمان التركية) – شدد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، على ضرورة امتلاك مزيد من الأسلحة بدول جميع أعضاء الحلف بدء من الولايات المتحدة وصولا إلى تركيا.

وتناول روته الصراع الروسي الأوكراني والنفقات الدفاعية للدول الأعضاء بحلف الناتو خلال عريضة قدمها إلى صحيفة Bild am Sonntag الألمانية.

وزعم روته أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يخطط لمهامة أراضي الحلف مشددا على ضرورة توفير مزيد من الأموال والإنتاج الصناعي لمنع هذا.

وأكد روته أن هناك حاجة لمزيد من خطوط الإنتاج الإضافية ومزيد من مقاتلات الاف 35 ومزيد من الذخيرة والأسلحة والدبابات في جميع أراضي الحلف بدء من الولايات المتحدة وصولا إلى تركيا قائلا: “حينها لن يجرؤ على مهاجمتنا”.

وفي تقييمه لطلب الرئيس دونالد ترامب من أعضاء الناتو الأوروبيين تخصيص 5 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي للتسلح، أكد روته أن ترامب كان محقا بوجه عام في هذا الطلب الذي طرحه خلال فترة ولايته السابقة قائلا: “بفضل هذه المبادرة، استثمرنا أكثر. أنفق الحلفاء الأوروبيون وكندا أكثر من 600 مليار دولار على الدفاع منذ عام 2014. أكثر من ثلثي شركاء الناتو ينفقون الآن أكثر من 2 في المئة على الدفاع، مرة أخرى بفضل السيد ترامب “.

وأضاف روته أنهم ما زالوا بحاجة إلى استثمار المزيد وأن الحلفاء سيقررون كيفية قياسه في الأشهر المقبلة، قائلا: “لكن يمكنني أن أؤكد لكم شيئًا واحدًا: سيكون أكثر بكثير من 2 في المئة”.

وأفاد أمين عام الناتو أنه بالنظر إلى حجم الاقتصاد الألماني بشكل خاص فإن بإمكان برلين أن تفعل أكثر من ذلك بكثير من حيث إنتاج الأسلحة والذخيرة مشيرًا إلى أنه يجب على ألمانيا زيادة نفقاتها الدفاعية.

وأكد روته أن زيادة الإنفاق الدفاعي في العديد من الدول الأوروبية ستتم مناقشتها في الأشهر المقبلة قائلا: “دعوني أكون واضحًا جدًا. يجب أن نكون مستعدين للحرب. وهذه هي أفضل طريقة لتجنب الحرب “.

Tags: الحرب الروسية الأوكرانيةحلف الناتومارك روته

مقالات مشابهة

  • بن شرادة: عمل البعثة الأممية يشوبها شوائب كثيرة
  • الناتو: هناك حاجة لمزيد من التسليح بدول الحلف
  • محلل سياسي: الإرادة المصرية أفشلت مخططات كثيرة تعرضت لها المنطقة
  • محلل سياسي فلسطيني: مصر تحملت خسائر كثيرة بسبب موقفها من القضية الفلسطينية
  • فنانون بوجوه كثيرة في رمضان 2025.. من سيكون الأفضل؟
  • عمر العبد اللات يشعل حماس جمهوره فى الأدرن
  • محققو الأمم المتحدة: هناك أدلة كثيرة على جرائم الأسد في سوريا
  • إسماعيل يوسف يهاجم إدارة الزمالك: ارتكبت أخطاء كثيرة منذ بداية الموسم
  • محققو الأمم المتحدة: هناك "أدلة كثيرة" على جرائم الأسد
  • مميزات كثيرة.. 4 أخطاء يجب تجنبها عند استخدام العداد الذكي