ماكرون: إذا زعزعت الحبوب الأوكرانية السوق فسيعيد الاتحاد الأوروبي فرض الرسوم الجمركية عليها
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه إذا أدت واردات الحبوب الأوكرانية إلى زعزعة استقرار السوق وخلق منافسة غير عادلة للمنتجين الأوروبيين، فسيعيد الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية.
وأشار ماكرون في مؤتمر صحفي عقب قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى أن المزارعين المحتجين يطالبون "بأن تكون القواعد واحدة للجميع"، ما خلق ضرورة لـ "دراسة الواردات الغذائية من أوكرانيا بعناية".
وقال الرئيس الفرنسي: "لقد اتفقنا على إدخال قواعد أقوى لتجنب الانتهاكات الصريحة وزعزعة استقرار السوق التي شهدناها في الأشهر الأخيرة. واتفقنا على أن تكون هناك آلية حماية أقوى للحبوب، من شأنها أن تسمح بالتدخل إذا أدت الحبوب القادمة من أوكرانيا إلى السوق الأوروبية إلى زعزعة استقرار الأسعار بشكل خطير وخلق منافسة غير عادلة".
وأضاف: "بالنسبة للدجاج والسكر، اتفقنا على آليات الحماية على أساس تاريخ أحجام الواردات في عامي 2022 و2023. وتجاوز هذه الكميات المحددة سيسمح لنا بإعادة فرض الرسوم الجمركية".
وتابع: "نعم لمساعدة أوكرانيا في سياق الحرب، لا في حالة خلق منافسة غير عادلة تجلب الربح للعديد من المليارديرات وكبار المصنعين الذين لا يلتزمون بمعاييرنا".
وكان ماكرون قد ذكر في وقت سابق أن فرنسا ستطلب من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، "إجراءات واضحة" لتنظيم "الواردات المزعزعة للاستقرار" من أوكرانيا، بالإضافة إلى مراجعة اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية وسط تفاقم الوضع مع بدء احتجاجات المزارعين في أوروبا.
يشار إلى أن احتجاجات واسعة للمزارعين في فرنسا، اكتسبت زخما خلال الأسابيع الأخيرة، حيث قاموا بإغلاق الطرق السريعة الرئيسية، وعرقلوا حركة المرور بواسطة الجرارات وأكوام التبن وأكوام روث الحيوانات، في محاولة للفت النظر إلى أهمية أنشطتهم معبرين عن إدانتهم السياسات الحكومية في القطاع الزراعي التي تجعلهم، في نظرهم، غير قادرين على المنافسة.
كما يعارض المزارعون استيراد المنتجات الزراعية، والقيود المفروضة على استخدام المياه لأغراض الري، وزيادة تكلفة وقود الديزل، فضلا عن التدابير التقييدية لحماية البيئة والعبء المالي المتزايد على الإنتاج.
ويشير الكثير من المتظاهرين أيضا إلى ما يصفونه بـ"المنافسة غير العادلة" من الدول الأجنبية، والتي يقولون إنها يتم تسهيلها من خلال اتفاقيات التجارة الحرة مثل تلك التي مع "ميركوسور"، وهذا بالإضافة إلى دخول المنتجات الأوكرانية الرخيصة إلى سوق الاتحاد الأوروبي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون احتجاجات الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الزراعة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا باريس حبوب كييف مواد غذائية الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
"أُحفر، أُحفر، اُحفر": هل يمهد ترامب الطريق للاستحواذ على ثروات أوكرانيا المعدنية متجاوزًا الاتحاد الأوروبي؟
وقّعت كييف صفقة مواد خام مع الاتحاد الأوروبي قبل أشهر فقط من غزو روسيا قبل ثلاث سنوات - ولكن الولايات المتحدة الآن تجعل الوصول إلى نفس الموارد المعدنية شرطًا لاستمرار الدعم للدولة التي أنهكتها المعارك.
لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يأمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق مكاسب من خلال الصفقة التي يتفاوض بشأنها مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن الفكرة الأساسية واضحة.
فقد قال ترامب للصحفيين عشية زيارة الرئيس الأوكراني: "أعتقد أن الأمر سيكون رائعًا بالنسبة لأوكرانيا -سنكون في الموقع، وسنقوم بالحفر". "سنحفر، نحفر، نحفر، نحفر."
وواشنطن ليست القوة الوحيدة التي ترقب عينها الثروة المعدنية الهائلة وغير المستغلة إلى حد كبير في أوكرانيا.
فكما ذكرت يورونيوز في أبريل الماضي، كان الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة والعناصر الأخرى الضرورية للتكنولوجيا الرقمية والنظيفة، من الليثيوم إلى النحاس، محور دبلوماسية مكثفة من قبل المفوضية الأوروبية - وكانت أوكرانيا ثاني دولة تنضم إلى قائمة متزايدة من الشركاء الاستراتيجيين، قبل فترة وجيزة من غزو روسيا.
Relatedمقابل 5 ملايين دولار.. ترامب يعتزم تقديم إقامات "ذهبية" للأثرياء بمن فيهم الروسكدمة غامضة على يد ترامب تثير تساؤلات واسعة.. والبيت الأبيض يوضحفي مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادنوفي حديثه إلى الصحفيين يوم الأربعاء (26 فبراير) أثناء كشفه النقاب عن الصفقة الصناعية النظيفة الجديدة للاتحاد الأوروبي -وهي خطة لتنشيط اقتصاد أوروبا من خلال الاستثمار في تحول الطاقة- أوضح نائب رئيس المفوضية الأوروبية ستيفان سيجورنيه، على عكس ما ذكرته بعض التقارير الإعلامية، أنه لم يعرض على أوكرانيا بديلاً لمقايضة ترامب مع كييف.
وقال سيجورنيه: "لدينا بالفعل اتفاق مع أوكرانيا بشأن المواد الخام، وقد أبرمنا هذا الاتفاق قبل الحرب بوقت طويل، في عام 2021"، واصفًا إياه بأنه اتفاق "مربح للجانبين" بالنسبة للاتحاد الأوروبي وجارته الشرقية.
وأضاف أن ما قاله لمسؤولي الحكومة الأوكرانية خلال زيارة المفوضية إلى كييف قبل يومين بمناسبة الذكرى الثالثة للغزو الروسي هو أن هذا الاتفاق يجب أن يُنفذ.
Relatedماكرون: حضور زيلنسكي قمة مجموعة السبع يمكن أن يغير قواعد اللعبةصدمة عالمية من مشادة ترامب وزيلنسكي.. وتضامن أوروبي مع الرئيس الأوكراني إلا أوربانالرئيس الأوكراني زيلنسكي: "قد يرتفع عدد القوات الكورية الشمالية إلى 100 ألف عند الحدود مع أوكرانيا"وقال سيجورني "لدينا بالفعل عدد معين من المشاريع التي يمكن تسميتها أوروبية، والتي يمكن إطلاق بعضها في شهر مارس". "على أساس هذا الاتفاق، يمكننا بناء شراكات وإجراءات ملموسة على حد سواء، إحداها بشأن "الغرافيت" الذي يمكن أن يمثل ما يصل إلى 10% من الاستهلاك الأوروبي بحلول عام 2030."
في اليوم التالي (27 فبراير)، أي عشية زيارة زيلينسكي إلى واشنطن حيث كان من المرتقب أن يوقع اتفاقًا مبدئيًا مع الحكومة الأمريكية والتي انتهت بمشادة كلامية بين ترامب وزيلينسكي الذي غادر البيت على عجل، كان المسؤول التنفيذي للاتحاد الأوروبي أكثر تحفظًا، ولم يؤكد أو ينفي ادعاءات سيجورنيه المتفائلة.
وقال متحدث باسم التكتل: "لا يوجد ما نضيفه في الوقت الحالي". "ما نتوقعه قريبًا، هو الحصول على قائمة أولى من هذه المشاريع الاستراتيجية بموجب اللائحة، والتقييم مستمر، لذا ترقبوا المزيد من التفاصيل في الأسابيع المقبلة".
ما تريده الولايات المتحدة من أوكرانياوفيما يتعلق بالمحادثات الجارية بين ترامب وزيلينسكي، التزمت المفوضية الصمت. وقال المتحدث باسمها: "نحن لا نقدم تعليقًا جاريًا على جميع التبادلات التي نجريها مع نظرائنا الأوكرانيين". "هذه صفقة تجري مناقشتها بين كييف وواشنطن، وهي تتعلق بالأوكرانيين والولايات المتحدة، وليس لنا أن ندخل في أي تعليق بشأنها".
ومع توجه زيلينسكي إلى واشنطن لمقابلة الرجل الذي وصفه الأسبوع الماضي بـ"الديكتاتور" ولكنه الآن لا يستطيع تصديق كلماته، ظلت التفاصيل حول الصفقة الأولية غامضة. لكن هناك شيء واحد واضح: الأمر لا يتعلق فقط بالمعادن النادرة.
إذ تدعو مذكرة مسربة تحدد الخطوط العريضة للصفقة الأمريكية -الأوكرانية إلى إنشاء صندوق استثماري لإعادة الإعمار يخضع لسيطرة مشتركة يتمكن من خلاله المستثمرون الأمريكيون من الوصول إلى "رواسب المعادن والهيدروكربونات والنفط والغاز الطبيعي والمواد الأخرى القابلة للاستخراج، وغيرها من البنى التحتية ذات الصلة بأصول الموارد الطبيعية (مثل محطات الغاز الطبيعي المسال والبنية التحتية للموانئ)".
ويبدو أن مطالبة ترامب السابقة بنصف تريليون دولار كسداد مفترض للدعم العسكري الأمريكي قد تم إسقاطها، ولكن لا توجد إشارة إلى الضمانة الأمنية التي ذكرها زيلينسكي كشرط للتوقيع الذي أجهضته المشادة الكلامية بين الرئيسين.
وقد انتقد النائب الهولندي في البرلمان الأوروبي ثيس ريوتن، وهو مقرر الظل في البرلمان الأوروبي بشأن أوكرانيا وعضو مجموعة يسار الوسط S&D في لجنة الشؤون الخارجية، بشدة تكتيكات ترامب القوية في مقابلة مع يورونيوز.
وقال ريوتن: "تدرك أوكرانيا أن علاقتها مع أوروبا هي شراكة طويلة الأمد، وليست قائمة على سياسة أوروبا أولاً".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماكرون من البرتغال: أوكرانيا هي معركة "وجودية" بالنسبة لأوروبا ولا بد من الوحدة بيننا ترامب: سنحاول إعادة ما نستطيع من الأراضي إلى أوكرانيا "الضمانات الأمنية أولاً"..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادرة مع واشنطن دونالد ترامبغاز طبيعيالنفطالحرب في أوكرانيا