رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقع في تناقض كبير بسبب غزة
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلها لشؤون الأمن القومي جون هدسون، قال فيه إن سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والباحثة المشهورة عالميا في مجال الإبادة الجماعية، تعرضت لتحدٍ واضح من قبل موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحاليين والسابقين الذين شككوا في موقفها من الحرب في غزة والتواطؤ في السياسة الأمريكية المثيرة للانقسام.
قالت أغنيسكا سايكس، المتخصصة في الصحة العالمية، والتي صرحت لصحيفة "واشنطن بوست" بأنها تركت وظيفتها في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أواخر الأسبوع الماضي: "لقد كتبت كتابا عن الإبادة الجماعية وما زلت تعملين مع الإدارة: يجب عليك الاستقالة والتحدث علنا".
وقاطعت سايكس كلمة، كانت باور تلقيها في واشنطن حول تغير المناخ والكوارث الطبيعية مشيرة إلى كتاب باور "مشكلة من الجحيم"، الكتاب الحائز على جائزة بوليتزر ويدين تقاعس الولايات المتحدة عن وقف العديد من الفظائع، من أرمينيا إلى رواندا، والتي امتدت على مدى عدة إدارات رئاسية.
ومثل الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس بايدن، تشرف باور على وكالة منقسمة بشدة حول دعم واشنطن العسكري لحرب "إسرائيل" في غزة ورفض المطالبة بوقف إطلاق النار، وفقا للتقرير.
لكنها اختلفت عنهم بالمواجهة العلنية من قبل القوى العاملة معها بشأن سياسة الإدارة، وهو انعكاس لما يقوله مسؤولو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن عملها الطويل حول هذا الموضوع ومسؤولية منظمتها في الاستجابة لمعاناة سكان غزة المنكوبين بسبب نقص الغذاء. المياه والدواء وسط القصف العسكري الإسرائيلي المدمر.
وبعد مقاطعة سايكس، شكرتها باور على تعليقاتها وقدمت ردا لاحقا في البرنامج عندما اعترفت بأن الوضع في غزة "مدمر"، وذكرت أن "أكثر من 25 ألف مدني قتلوا"، وهو رقم لا تستخدمه دائما الحكومة الأمريكية لأن وزارة الصحة في غزة لا تميز بين مقاتلي حماس والمدنيين الفلسطينيين. (ومع ذلك، قال بعض المسؤولين الأمريكيين إن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى مما تعلنه الوزارة)، وفقا للتقرير.
وقالت باور: "لا يتم إدخال موارد كافية"، مؤكدة على الحاجة الملحة لتقديم المساعدة لأكثر من 1.8 مليون من سكان غزة الذين شُردوا. وأشارت إلى أن المفاوضين الأمريكيين يسعون للتوسط في هدنة إنسانية من شأنها أن تسمح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني مقابل إطلاق حماس للرهائن.
وفي الوقت نفسه، شددت باور على ما وصفته "رعب" هجوم حماس عبر الحدود في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل وأدى إلى احتجاز أكثر من 240 رهينة. وقالت: "حياة الإنسان مقدسة".
وبحسب التقرير، فلطالما قالت باور إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية فريدة عن منع الفظائع الجماعية، وحذرت من تردد الولايات المتحدة في مواجهة العنف واسع النطاق، مثل تعامل إدارة كلينتون مع الإبادة الجماعية لأقلية التوتسي في رواندا. وكثيرا ما يُنقل عنها قولها: "الصمت في وجه الفظائع ليس حيادا.. الصمت في وجه الفظائع هو إذعان".
خلال المحادثة التي جرت يوم الثلاثاء، تساءلت موظفة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حنّا فونك، عما إذا كانت الولايات المتحدة تهدر سلطتها الأخلاقية على المسرح العالمي من خلال نقل الأسلحة والمعدات إلى "إسرائيل" خلال حملتها العسكرية.
وقالت فونك لباور أثناء فقرة الأسئلة والأجوبة: "إن الإبادة الجماعية التي تمولها الولايات المتحدة في غزة جعلتنا غير قادرين على أن نكون قادة أخلاقيين في مجالات تغير المناخ وجميع القضايا التنموية والإنسانية الملحة الأخرى التي نهتم بها نحن العاملون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كثيرا.. كيف تقودينا إلى محاسبة هذا النفاق في السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتغلب عليه؟"
وترفض الولايات المتحدة و"إسرائيل" استخدام مصطلح الإبادة الجماعية لوصف قتل الفلسطينيين في غزة، وهو الخلاف الذي يقع في قلب الإجراءات المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتي رفعتها جنوب أفريقيا. وأمرت المحكمة إسرائيل ببذل المزيد من الجهود لمنع مقتل المدنيين في غزة، لكنها لم تدعو إلى وقف إطلاق النار.
وفي ردها على فونك في هذا النشاط، لم تتناول باور اتهامات الإبادة الجماعية لكنها قدمت دفاعا ضمنيا عن الحملة العسكرية الإسرائيلية، قائلة "من المهم للغاية ألا يتكرر ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مرة أخرى أبدا"، حسب التقرير.
وأضافت: "عندما تكون قيادة حماس طليقة، كما تعلمون، فإن نفس النوع من الهجمات، ونفس النوع من احتجاز الرهائن، ونفس النوع من الاعتداء الجنسي، يمكن أن يحدث مرة أخرى".
وتحدثت أيضا عن الفروق بين وظائف العاملين في الحكومة والناشطين الخارجيين، وكلاهما من الأدوار التي لعبتها باور في حياتها المهنية.
وقالت: "الشيء الوحيد الأصعب الذي وجدته في حياتي هو عدم حصولي على فرصة المشاركة في تلك المناظرات والوقوف على الهامش ومشاهدة الأشياء التي يتمنى المرء أن يراها تحدث... بشكل مختلف".
وفقا للتقرير، فإن هذا التفاعل يمثل أول صدام بين باور وموظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحاليين والسابقين في نشاط عام، لكنها واجهت معارضة بطرق أخرى. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أيد المئات من موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. يوزع الناشطون الليبراليون في منظمة MoveOn عريضة تطالبها بالاستقالة أو إعادة جائزة بوليتزر التي حصلت عليها، والتي تعتبر اعترافا بارزا بالصحافة المؤثرة وغيرها من الأعمال المنشورة.
كما تعرضت لانتقادات لعدم الكشف علنا عن مقتل متعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توفي بعد غارة إسرائيلية مشتبه بها على غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وقالت باور إنها في جميع مناقشاتها رفيعة المستوى حول الصراع، جعلت حماية عمال الإغاثة أولوية.
وقالت خلال منتدى الثلاثاء: "لا توجد مكالمة واحدة يقوم بها الرئيس بايدن أو مشاركة يقوم بها أي شخص في إدارة بايدن لا تضع أهمية حماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي في قمة المحادثة".
وعندما سُئلت سايكس عن رد باور على تحديها العلني يوم الثلاثاء، قالت إنها تشعر بخيبة أمل لأن التسلسل الزمني الذي ذكرته باور للصراع بدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر دون التطرق إلى "الـ 75 عاما الماضية التي أُجبر فيها الفلسطينيون بعنف على ترك أرض أجدادهم"، وفقا للتقرير.
وأضافت في مقابلة: "أنا ديمقراطية مدى الحياة، لكن استخدام هذه الإدارة حق النقض ضد وقف إطلاق النار وتمكين الإبادة الجماعية لا يبشر بالخير للحزب الديمقراطي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين امريكا فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار باور على فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: انهيار الوكالة سيحرم جيلاً كاملاً من التعليم
حذّر المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة، لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أمس الخميس، من أنّ انهيار الوكالة سيتسبّب بحرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينينين من التعليم، ما سيؤدّي لزرع بذور مزيد من التطرّف.
وقال لازاريني إنّ "هناك خطراً حقيقياً يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها، إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة". وأضاف أنّه "إذا انهارت الأونروا فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب".
الأمم المتحدة تؤكد أن التقدم الذي تحقق خلال الأسابيع الأولى لوقف إطلاق النار يستمر بالتراجع، حيث يخيم شح الغذاء والماء والخدمات الصحية على قطاع #غزة بعد 11 يوما من وقف دخول المساعدات الإنسانية.https://t.co/gODVzAIKdg
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) March 12, 2025ومنذ أكثر من 7 عقود، تُقدّم الأونروا إلى اللاجئين الفلسطينيين مساعدات أساسية وإنسانية وخدمية مثل التعليم والرعاية الصحية.
ووصف لازاريني الأونروا بأنّها "شريان حياة" لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.
وكان لازاريني قال الإثنين الماضي، إنّه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على "تولّي المسؤولية" في غزة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في جنيف "إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة"، مشدداً على أنّ "البديل الوحيد القابل للاستمرار هو المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية".
Philippe #Lazzarini, the Commissioner-General of the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees (#UNRWA), warned that the collapse of the agency would deprive an entire generation of #Palestinian children of education, "which would lead to planting the seeds of… pic.twitter.com/DbNR3ZYDxI
— Mideast.Discourse.News (@news_mideast) March 14, 2025وفي قطاع غزة الذي دمّرته الحرب التي استمرت 15 شهراً، توظف الأونروا 13 ألف شخص وتدير عمليات إنسانية لمنظمات أخرى.
وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون أقِرّ في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وتتّهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم الوكالة. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أغسطس (آب) 2024، إلى أن 9 من موظفي الأونروا "ربما كانوا متورطين" في الهجوم.
وقال لازاريني أمس الخميس: "نحن نقدّم في المقام الأول خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية". وأضاف "من هنا فأنا لا أرى أيّ منظمة غير حكومية أو وكالة أممية، تتدخل فجأة لتقديم خدمات عامة".
وحذّر المسؤول الأممي من أنّ فقدان الخدمات التعليمية التي تقدمها الأونروا قد تكون عواقبه وخيمة. وقال "إذا حرمتَ 100 ألف فتاة وصبي في غزة، على سبيل المثال، من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدرستهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فأنا أقول لك إنّنا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف". مضيفاً "أعتقد أنّ هذه وصفة لكارثة".