اكتشاف جديد يمنح الأمل في مكافحة السرطان!
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
يعالج الأطباء بعض أنواع السرطان باستخدام الأدوية المناعية التي تسخر دفاعات الجسم الطبيعية لمهاجمة الخلايا السرطانية، ولكن بدرجات متفاوتة من النجاح.
والآن، وجد فريق من العلماء طريقة قد يتمكنون من خلالها تعزيز فعالية الدواء، من خلال "مصانع الطاقة" داخل الأورام.
ويتم تشغيل كل خلية حية بواسطة حجرات خاصة تسمى الميتوكوندريا، والتي تولد الطاقة.
واكتشف العلماء أن "إعادة توصيل" الحمض النووي للميتوكوندريا يمكنه جعل الورم أكثر استجابة للأدوية بما يصل إلى مرتين ونصف.
وركزوا في بحثهم على عقار علاج مناعي شائع يسمى nivolumab، الذي يستخدم لعلاج سرطان الجلد وسرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان الأمعاء.
وكشفت التجارب أن عقار nivolumab كان أكثر فعالية بما يصل إلى مرتين ونصف عندما كانت الأورام تحتوي على مستويات عالية من طفرات الحمض النووي للميتوكوندريا.
وقال العلماء إن هذا قد يسمح للأطباء بمعرفة المرضى الذين سيستفيدون أكثر من العلاج المناعي قبل بدء العلاج.
لكن العلماء يعتقدون أيضا أن محاكاة تأثيرات طفرات الحمض النووي يمكن أن تجعل السرطانات المقاومة للعلاج أكثر حساسية للعلاج المناعي، ما يمكّن الآلاف من مرضى السرطان من الاستفادة من الأدوية.
وقال المعد المشارك الدكتور بايام غاماج، قائد المجموعة في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة (CRUK) في اسكتلندا وجامعة غلاسكو: "نظرا لأن الخلايا السرطانية يمكن أن تبدو مشابهة للخلايا السليمة من الخارج، فإن جعل جهاز المناعة لدينا يتعرف على الخلايا السرطانية ويدمرها يعد مهمة معقدة. أكثر من نصف حالات السرطان لديها طفرات في الحمض النووي للميتوكوندريا. ولكن عندما قمنا بهندسة هذه الطفرات في المختبر، وجدنا أن الأورام التي تحتوي على الحمض النووي الأكثر تحورا في الميتوكوندريا تكون أكثر حساسية للعلاج المناعي. وبفضل هذا البحث، لدينا الآن أداة قوية تمنحنا نهجا جديدا تماما لوقف السرطان في مساراته".
والآن، أصبحت التكنولوجيا الكامنة وراء هذا الاكتشاف موضوع براءات الاختراع المقدمة من شركة Cancer Research Horizons، ذراع الابتكار في CRUK.
وسيساعد ذلك في جلب التكنولوجيا إلى السوق للسماح بتطوير علاجات جديدة تعطل مصادر الطاقة التي يستخدمها السرطان في الانتشار والنمو.
وقال الدكتور إيان فولكس، المدير التنفيذي للأبحاث والابتكار في CRUK والرئيس التنفيذي لشركة Cancer Research Horizons: "بعد سنوات من الأبحاث المعملية المضنية، حددنا نقطة ضعف حيوية في السرطان. إن طفرات الحمض النووي للميتوكوندريا هي جزء شائع من السرطان وهذا الاكتشاف المذهل له إمكانات لا حدود لها".
نشرت النتائج في مجلة Nature Cancer.
عن روسيا اليومالمصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان
في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان بسبب الحرب والتهجير القسري، وجد العديد من السودانيين في سلطنة عمان ملاذًا لهم، حيث كانوا يأملون في بناء حياة جديدة بعيدًا عن المعاناة. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه الآمال تتلاشى تدريجيًا، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات العمانية، والتي كانت بمثابة ضربة قوية لجميع الذين كانوا يطمحون إلى استقرار حياتهم هناك.
لقد شهدت الفترة الأخيرة توقف جميع انواع التأشيرات للسودانيين، وهو ما أثر بشكل كبير على كل من كان يسعى لتحقيق أحلامه في عمان. لا سيما أن القرارات شملت أيضًا توقف الالحاق العائلي، وهو ما فاقم معاناة العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت في رحلة لم شمل أفرادها بعد تهجيرهم قسرًا بسبب الحرب. هذه الإجراءات كانت بمثابة خيبة أمل جديدة لكل من كان يتطلع إلى لم شمل أسرته وإعادة الحياة إلى طبيعتها في أرض جديدة.
تعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها عمان بمثابة ضربة قوية لمجتمع السودانيين المقيمين في السلطنة، حيث شملت المقيمين لعدة سنوات قبل الحرب، وهو ما يزيد من عمق توهان السودانيين الذين كانوا قد استقروا هناك لفترات طويلة. العديد منهم دفعوا ثمن الاستقرار في بلد آخر، لكنهم تفاجؤوا بأن حياتهم العملية والشخصية أصبحت في مهب الريح بعد هذه القرارات المفاجئة.
أحد القرارات الأكثر تأثيرًا كان توقف اجراءات السجلات التجارية حتى للذين سددوا الرسوم واستلموا شهادة السجل التجاري، مما عطل العديد من المشروعات التي كانت تعتمد على استمرار هذه الإجراءات. هذه الإجراءات كانت قد بدأت وفقًا للنظام، ولكن تم ايقاف اجراءاتهم عند هذا الحد، ما تسبب في حالة من تضرر كبير لأصحاب المشاريع الذين كانوا يراهنون على هذه الفرص لتحسين أوضاعهم الاقتصادية بعد ما عانوا من ويلات الحرب في وطنهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقف اجراءات استقدام الزوجة والابناء، وهو ما جعل العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت الاستثمار في عمان غير قادرة على لم شمل أفرادها. هؤلاء كانوا قد بدأوا إجراءات الاستقدام بتفاؤل، على أمل أن تبدأ حياتهم في عمان بشكل جديد ومثمر، لكنهم وجدوا أنفسهم اليوم عالقين في حلقة مفرغة من الإجراءات المتوقفة التي وضعتهم أمام واقع مرير.
ومنذ بدء الحرب، اتجه السودانيون للاستقرار بالعديد من الدول، حيث سعوا إلى إنشاء مشاريعهم واستثماراتهم في محاولات لتأمين حياة أفضل بعيدًا عن النزاع. الجدير بالذكر أن للسودانيين إسهامات واضحة في بناء العديد من دول الخليج، إذ استعانت بهم هذه الدول في الماضي لدورهم البارز في التأسيس والبناء في قطاعات متعددة.
وفي ظل هذه القرارات، لم تقم السفارة السودانية بأي خطوات ملموسة للتوضيح أو معالجة الموقف، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بالموضوع. حتى الآن، لم تصدر السفارة أي بيانات رسمية تشرح تفاصيل الأسباب الكامنة وراء هذه الإجراءات أو تقدم حلولًا للمتضررين. هذا الصمت دفع العديد من السودانيين إلى الشعور بأنهم تُركوا يواجهون مصيرهم المجهول وحدهم، مما زاد من معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وفي النهاية، لم يتوقف الأمر عند هذه القرارات وحدها. لم يتم استرداد المبالغ للذين بدؤا اجراءاتهم وتوقفت بسبب القرارات، مما زاد من الضغط المالي على العديد من الأسر التي كانت قد بدأت بالفعل في دفع رسوم لهذه الإجراءات. هذا الموقف أضاف معاناة جديدة للمقيمين الذين كانوا يعولون على تلك المبالغ لإكمال مشروعاتهم وتطوير حياتهم.
كل هذه القرارات، التي جاءت في وقت كان يعاني فيه السودانيون من آثار الحرب والنزوح، ساهمت في تضرر كبير للعديد منهم، وأدت إلى زيادة معاناتهم النفسية والاجتماعية. ومع ذلك، تبقى الأسئلة دون إجابة: هل ستستمر هذه القيود على السودانيين في عمان؟ وهل ستتغير هذه القرارات في المستقبل؟ ما يزال الكثيرون يترقبون في أمل أن يعيد الأفق المستقبلي فرصًا جديدة للعديد من الأسر التي كانت قد تعلق آمالها على هذه الدولة كمصدر للأمان والاستقرار.
إنضم لقناة النيلين على واتساب