الأونروا: قد نضطر إلى وقف عملياتنا بحلول نهاية فبراير
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
القدس "أ ف ب": أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم إنها قد تضطر إلى وقف عملياتها في قطاع غزة حيث الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل مع حلول نهاية فبراير الجاري.
وقالت الوكالة الأممية عبر حسابها على منصة إكس "إذا ظل التمويل معلقا، فسنضطر على الأرجح إلى وقف عملياتنا بحلول نهاية فبراير".
وكانت عدة دول من بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا أعلنت وقف تمويلها للوكالة موقتا بعد اتهام إسرائيل لعدد من موظفي الأونروا بالضلوع في هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وقبل أيام وجّهت إسرائيل اتهامات لموظفين في الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالضلوع في الهجوم على الدولة العبرية، وأعلنت الأونروا على الأثر إنهاء عقود عدد من الموظفين المتهمين وفتح تحقيق.
ونقل بيان للوكالة الأممية عن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الخميس قوله إنه "إذا ظل التمويل معلقا، فمن المرجح أن نضطر إلى إنهاء عملياتنا بحلول نهاية فبراير، ليس فقط في غزة، بل وأيضا في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف أنه "في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في غزة بلا هوادة، وفي الوقت الذي تدعو فيه محكمة العدل الدولية إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، فإن هذا هو الوقت لتعزيز الأونروا وليس إضعافها".
وكان مسؤولو وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة أعلنوا في بيان مشترك الأربعاء أن قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ستكون له "عواقب كارثية" على غزة.
من جانبه، قال توماس وايت، مدير شؤون الأونروا في غزة ونائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية في بيان الخميس إن "رفح (جنوب غزة)أصبحت بحرا من الناس الفارين من القصف".
وأضاف أنه "من الصعب تخيل أن سكان غزة سينجون من هذه الأزمة بدون الأونروا".
وفي عمان، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي أجرى مباحثات مع لازارني وفقا لبيان رسمي أن "لا جهة أخرى قادرة على القيام بالدور الرئيس الذي تقوم به الوكالة في غزة".
وحذر من أن "أي تخفيض في الدعم المالي المقدم للوكالة سينعكس فوراً على معاناة أعمق لأهل غزة الذين يواجهون مجاعة جماعية مردها منع إسرائيل إدخال الحد الأدنى من احتياجاتهم الإنسانية".
وتقدم الوكالة خدمات إغاثية لنحو 5,9 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.
ونزح بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة المحاصر الذي يعاني أزمة إنسانية خطيرة، 1,7 مليون فلسطيني من أصل 2,4 مليون نسمة، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: نهایة فبرایر فی غزة
إقرأ أيضاً:
نهاية سنوات الرخاء الصهيونية…
تُبَيِّن التَّحولات الحاصلة في النظام العالمي اليوم أن الكيان الصهيوني برغم ما يَمتلك من عناصر قوة عسكرية إنما هو في طريق التفكك التدريجي ليصل إلى مرحلة الاضمحلال فالزوال بطريقة أو بأخرى.
أولا: من بين المؤشرات القوية التي تؤكد هذا الاتجاه هو تقهقر حليفه الأول الولايات المتحدة اقتصاديا، وإن مازال على مستوى القوة العسكرية يحتل المكانة الأولى، فنِسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لا تزيد عن 3٪ في حين تفوق ذات النسبة 6٪ في الصين، كما أن الناتج المحلي الصيني تَفوَّق على نظيره الأمريكي من حيث معادل القدرة الشرائية وسيتفوق عليه أكثر من هنا إلى سنة 2030 (64.2 تريليون دولار للصين مقابل 31 تريليون دولار للولايات المتحدة)
حسب visual capitalist. كما أن الاقتصاد الصيني أصبح ينتج اليوم نحو 30٪ من الإنتاج الصناعي العالمي في حين لا يزيد إنتاج الولايات المتحدة عن 18٪، من دون الحديث عن الدَّيْن الداخلي الأمريكي الذي أصبح يشكل 125٪ من الناتج المحلي، وديون الولايات المتحدة لدى الصين التي تبلغ أكثر من 800 مليار دولار… الخ.
بما يعني أن الكيان لم تعد تسنده أكبر قوة اقتصادية في العالم، خاصة إذا علمنا تأييد الصين لقيام دولة فلسطينية مستقلة. أما إذا أضفنا إلى هذا المؤشر ما نراه اليوم من بداية خروج النظام العالمي عن نظام “بريتن وودز” وعن هيمنة الدولار، يتأكد لنا أن سنوات الرخاء الصهيونية قد باتت في عِداد الماضي وأن القادم سيكون أسوأ لهذا الكيان المُصْطَنَع في هذا الجانب.
ثانيا: على صعيد التماسك الداخلي للكيان الصهيوني، يلاحظ منذ طوفان الأقصى مدى هشاشة التماسك الداخلي للمجتمع الصهيوني من حيث التركيبة العرقية والدينية.
الصراع الطبقي واضح وقائم بين هذه الفئات
فاليهود الأشكيناز من أصل غربي أكثر عداء للفلسطينيين من اليهود السفارديم (مغاربة وإسبان) واليهود الشرقيين من أصل شرقي واليهود الأثيوبيين، كما أن الصراع الطبقي واضح وقائم بين هذه الفئات وإن تَعمَّد المُتحكِّمون في السلطة في الكيان جعل “بن غفير” الشرقي رمزا للتشدد والعنصرية تجاه الفسطينيين وحاولوا تغطية هذه التنافضات بإعطاء الصفة اليهودية الواحدة للجميع ناهيك عن المواطنة الاسرائيلية.
إذا أضفنا إلى هذا كون عرب 1948 سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أصبحوا الآن يشكلون كتلة ذات وزن (نحو 20٪) مقارنة ببقية السكان ولديهم تمثيل في الكنيست وهم الآن يشكلون جماعة ضاغطة ذات أثر كبير على الرأي العام داخل الكيان فإننا سنتوقع تفككا سريعا في السنوات القادمة لهذا المجتمع المُصْطَنَع وغير الطبيعي في تركيبته.
ثالثا: على صعيد ميزان القوة الإقليمي، حيث تأكد للعالم أجمع أن الكيان الصهيوني لم يعد هو القوة العسكرية الأولى في المنطقة، بل إن حتى تفوقه من ناحية انفراده بامتلاك السلاح النووي بات اليوم محل شك، مادام العدوان الأخير على إيران لم يستهدف المنشآت النووية في هذا البلد.
وفي ذلك اعتراف ضمني بأن إيران أصبحت تمتلك القدرة على إنتاج القنبلة النووية متى أرادت، يكفيها المبرر لذلك. وكان الهجوم على منشآتها النووية كاف كمبرر لتقوم بأول تفجير نووي علني لها وتُعلن نفسها قوة نووية في المنطقة، ولعل هذا ما جعل العصابة الحاكمة في تل أبيب ترتدع وتمتنع عن القيام بهذه الخطوة. ومن شأن هذا الواقع الجديد أن يُشجِّع دول المنطقة الأخرى وبخاصة مصر على كسر ميزان القوة العسكري مع الكيان بما في ذلك السعي لامتلاك قدرات نووية هي الأخرى.
هذه بعض المؤشرات الدَّالة على أن معركة طوفان الأقصى قد حققت نتائجها الاستراتيجية وعلى رأسها كشف نقاط ضعف الكيان وبداية تدهور حال حلفائه ونهاية حقبة الرخاء لديه، وإعطاء مزيد من الأمل للفلسطينيين بأن بداية نهاية الاحتلال قد اقتربت حتى وإن كان حجم التضحيات كبيرا، بل وغير مسبوق في التاريخ، مما يدل أن مجرمي الحرب الصهاينة هم بالفعل مُدركون لهذه الحقائق ويعلمون علم اليقين أن سنوات الرخاء بالنسبة لهم قد ولَّت، بل إن نهايتهم قد اقتربت…
الشروق الجزائرية