تكثيف الجهود من أجل التوصل لهدنة .. وسط معارك عنيفة في غزة
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية) "أ ف ب" "د ب أ": تتكاثّف الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بينما تواصلت المعارك بين الطرفين والقصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر في ظل وضع إنساني كارثي.
وأفاد شهود عن ضربات إسرائيلية في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تخوض القوات الإسرائيلية معارك على الأرض مع مقاتلي حركة حماس، وفيما تشتبه إسرائيل بأنّ قادة الحركة يختبئون في المنطقة.
ويأتي ذلك فيما يصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الخميس إلى مصر، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس، لبحث مبادرة جديدة تمت صياغتها خلال اجتماع نهاية الأسبوع الماضي في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين من مصر وإسرائيل وقطر.
هدنة من ستة أسابيع
وبحسب مسؤولون في حماس، فإنّ الحركة تدرس اقتراحاً يتألّف من ثلاث مراحل، تنصّ الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يومياً.
وخُطف نحو 250 شخصاً خلال الهجوم نقلوا إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية. ولا يزال 132 رهينة منهم محتجزين، ويعتقد أن 29 منهم لقوا حتفهم.
وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "في الأيام المقبلة" إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أمريكي من دون أن يحدّد الدول التي سيزورها.
وفي الوقت الراهن، تطالب حماس بوقف إطلاق نار بشكل كامل كشرط مسبق لأي اتفاق، خصوصاً في ما يتعلق بالإفراج عن الرهائن.
من جانبها، تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن هدنة محتملة، ولكنها تستمر في التأكيد أنها لن تنهي هجومها على غزة إلا بعد القضاء على حماس، وإطلاق سراح الرهائن، وبعد حصولها على ضمانات بشأن أمن إسرائيل في المستقبل.
وتحت ضغوط عائلات الرهائن من أجل تحرير ذويهم المحتجزين في غزة ومن أعضاء حكومته الرافضين لتقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء "نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن".
"حافة الهاوية"
على المستوى الإنساني، حذّر مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أنه بعد حوالى أربعة أشهر من الحرب، سكان قطاع غزة "يموتون من الجوع" و"يُدفعون إلى حافة الهاوية".
وفي خان يونس، حاولت بعثة منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع توصيل الغذاء إلى مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في المدينة، لكن "حشداً يائساً (من السكان) أخذ الطعام من الشاحنات"، حسبما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء.
وفي السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة بأنّ "أكثر من 30 ألف نازح في المدارس القريبة لمجمع ناصر الطبي يفتقدون للماء والطعام وحليب الأطفال والأدوية المطلوبة لآلاف الحالات المرضية والمزمنة".
وفي هذا المستشفى الذي يفتقر إلى جميع المعدات الأساسية، وحيث تساهم الظروف غير الصحية في انتشار الأمراض، يحاول الأطباء المنهكون التعامل مع تدفّق المصابين.
وقال الطبيب محمود رجا ابو شمالة لوكالة فرانس برس، إنّه "لا يوجد أكثر من خمسة أو ستة أطباء في غرفة الطوارئ"، مضيفاً أنّ "على كلّ واحد منّا أن يعتني بعشر حالات في الوقت نفسه"، وموضحاً أنّ "المصابين الذين يصلون يموتون قبل أن نتمكّن من رعايتهم".
وفي القطاع المدمر، دفعت العمليات العسكرية 1,7 مليون من حوالى 2,4 مليون ساكن إلى النزوح عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة. وتوجه معظمهم جنوباً، ويتجمع الآن أكثر من 1,3 مليون شخص في رفح، محاصرين على الحدود المغلقة مع مصر، وفق المصدر نفسه.
وخارج غزة، تستمرّ المخاوف من اتساع نطاق الحرب. وفي السياق، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الذين يستهدفون النقل البحري الدولي منذ منتصف نوفمبر "تضامناً" مع غزة، مسؤوليتهم عن هجوم على سفينة أميركية في خليج عدن خلال الليل.
وبعد فترة وجيزة، أعلنت واشنطن أنها دمّرت عشر مسيّرات هجومية ومركز قيادة للحوثيين في اليمن. كما وقع انفجار بالقرب من سفينة قبالة سواحل اليمن، بحسب وكالة شحن بريطانية.
انسحاب ملحوظ
قال شهود عيان فلسطينيون إن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت الخميس، من مناطق واسعة في مدينة غزة وشمال القطاع للمرة الأولى منذ بدء العملية البرية التي شنتها إسرائيل على الجيب الساحلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح الفلسطينيون ، بالمناطق التي شهدت انسحابا للجيش ، في مقابلات منفصلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، أن دمارا كبيرا خلفته الآليات الحربية الإسرائيلية في الممتلكات العامة ومنازل المدنيين والبنى التحتية.
وشهدت بلدة بيت لاهيا ومنطقة التوام والكرامة والعمودي شمال قطاع غزة، وحي النصر ومنطقة شارع الرشيد في مدينة غزة انسحابا ملحوظا لقوات الجيش الإسرائيلي لأول مرة منذ بدء العملية البرية بالقطاع.
وأضاف الشهود أن عشرات المواطنين توجهوا إلى تلك المناطق لتفقد ممتلكاتهم فيما حاول آخرون انتشال جثث فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من القطاع.
ولم يتم التحقق إذا ما كان الانسحاب دائما أم أنه مجرد إعادة تمركز وتموضع في تلك المناطق.
ومع ذلك، أكد شهود عيان بأن الطيران الإسرائيلي يحلق على مستويات منخفضة في المناطق التي شهدت انسحابا للجيش الإسرائيلي، فيما تواصل طائرات مسيرة إطلاق النيران في شمالي القطاع.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعقيب حول تراجع قواته من مناطق بقطاع غزة.
ويأتي هذا التراجع في سياق التقارير التي تشير إلى تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، ما قد يؤدي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في القطاع وتسليم الأسرى الإسرائيليين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
رد وشيك من حماس على المقترح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الخميس، أنها تواصل مشاوراتها "المعمقة" حول المقترح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما تضمنه من بند يتعلق بنزع السلاح كشرط لإنهاء حرب الإبادة.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدرين فلسطينيين مطلعين أحدهما من "حماس"، أن "مشاورات الحركة حول المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار تقترب من الانتهاء".
ولفت المصدران إلى أن "المشاورات تقترب من الانتهاء، وسيتم إرسال الرد للوسطاء فور الانتهاء، والتوقعات بانتهاء المشاورات قريبا، وليس مستبعدا أن تنتهي اليوم الخميس".
في غضون ذلك، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن "المقاومة تتعامل مع المقترح المطروح مؤخرًا بمسؤولية عالية، وما زال يخضع لمشاورات معمقة".
وأضاف مرداوي في تصريحات تلفزيونية، أنّ "أي اتفاق يجب أن يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وصفقة تبادل مشرفة، ورفع الحصار عن القطاع وإعادة إعماره".
وذكر أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يرفضون الحلول الجزئية أو المؤقتة، مضيفا أن "الحركة ستواصل التمسك بمجابهة الاحتلال بالوسائل كافة، وفي مقدمتها السلاح الذي لن يُطرح أو يُناقش على الطاولة".
ولفت إلى أن "حماس منفتحة على المفاوضات مع الإدارة الأمريكية، وترحب بانعقادها في أي زمان ومكان إذا ما كانت مفيدة وتصب نحو تحقيق مصالح شعبنا في تحقيق أهدافه وإنهاء مسلسل الإبادة والتشريد والتجويع".
وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أن قيادتها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت الحركة تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أجرى جولة ميدانية مؤخرا في شمال قطاع غزة، برفقة وزير جيشه يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال يانيف عسور، وعدد من قادة الفرق والألوية.
ووجه نتنياهو خلال جولته تهديدات جديدة إلى حركة حماس، وقال إنها "ستتلقى المزيد من الضربات، ونُصر على إطلاق راح أسرانا، وعلى تحقيق كافة أهدافنا في هذه الحرب".