لجريدة عمان:
2024-09-13@02:32:04 GMT

تقرير :الحرب تهدد ولايات شرق السودان

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

تقرير :الحرب تهدد ولايات شرق السودان

القضارف (السودان) "أ ف ب": تهدّد الحرب في السودان بالوصول الى شرق البلاد الذي كان لا يزال بمنأى حتى الآن عن المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع دور محتمل في ذلك لإريتريا، وفق خبراء وشهود.

وقال الرجل الثاني في السلطة الموالية للجيش في السودان مالك عقار خلال زيارة الى إريتريا أخيرا وفي منشور على منصة "إكس"، إنه ناقش مع المسؤولين الاريتريين "سبل تجنّب امتداد الحرب الى شرق السودان".

وسلّط هذا الكلام الضوء على الخطر الذي يتهدّد ولايات شرق السودان الثلاث التي ظلت حتى الآن بمنأى عن المعارك، خصوصا مدينة بورتسودان حيث يوجد الميناء والمطار الوحيدان العاملان في السودان حاليا والمقرّ الحالي لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

في ديسمبر، سيطرت قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو بشكل مفاجئ على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، البوابة الجنوبية للخرطوم التي تعد كذلك بوابة الشرق لقوات دقلو التي يقع حصنها الرئيسي في إقليم دارفور في أقصى غرب السودان.

وانطلاقا من مواقعها الجديدة، بات بوسع قوات الدعم السريع الوصول الى الطرق المؤدية الى ولاية القضارف على الحدود مع إثيوبيا، وولاية كسلا على حدود إريتريا. كما أن كسلا هي البوابة الجنوبية لمحافظة البحر الأحمر حيث تقع بورتسودان.

غير أن شرق السودان ليس مهدّدا فقط من الداخل. وقال عقار في منتصف الشهر الجاري إنه ناقش نلك التهديدات مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.

في تسعينات القرن الماضي، كانت الخرطوم تتهم أسمرة بتدريب المتمردين السودانيين على أراضيها. ولكن البلدين تصالحا بعد اتفاق سلام بين الخرطوم والمجموعات المتمردة في الشرق.

معسكرات في إريتريا

يقول شهود لوكالة فرانس برس إنه يوجد على الأقل خمسة معسكرات لتدريب مقاتلين سودانيين في إريتريا من بينها ثلاثة في منطقة مهيب بإقليم القاش بركا.

ولا تعلّق أسمره على الموضوع. وتكتفي بالدعوة الى السلام والحوار منذ أن اندلعت في أبريل الحرب التي أوقعت آلاف القتلى، من بينهم ما يراوح بين عشرة و15 ألف قتيل في مدينة واحدة في إقليم دارفور (غرب)، وفق خبراء الأمم المتحدة. كما أدى النزاع الى نزوح أكثر من سبعة ملايين سوداني من ديارهم.

وهاجمت مجموعة متمردة سابقة في شرق السودان كانت وقّعت السلام في العام 2020 مع الخرطوم، بشكل صريح، إريتريا، وهي واحدة من أكثر دول العام عزلة الى حدّ أنه يطلق عليها اسم "كوريا الشمالية الإفريقية".

وقالت الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة في بيان في 12 يناير إن "دعم (هذه المعسكرات) واعتبار ذلك سياسة رسمية لإريتريا من شأنه إطالة الحرب في السودان وتحويلها الى نزاع إقليمي".

ويعتبر مركز أبحاث "رفت فالي إنستيتيوت" أن النزاع الإقليمي مستبعد.

ويرى أنه "بالنسبة الى إريتريا السبب الرئيسي للتدخّل هو الضغط على الخرطوم التي تقيم علاقات مع المعارضة الإريترية".

ويضيف المركز أن أسمره تريد ممارسة ضغط ولكنها لا تريد إسقاط الجيش، لأن "حلفاءها التقليديين في الشرق يدعمونه"، كما أنها لا تميل الى دعم قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو.

ويقول الخبير في شؤون شرق السودان أبو فاطيمة أونور إن المجموعات التي تدير معسكرات التدريب في إريتريا "موالية للجيش" السوداني.

ويشرف على أحدها، بحسب شهود، ابراهيم دنيا، أحد الشخصيات المعروفة في مدينة كسلا.

وظهر اسم هذا الرجل في عامي 2021 و2022 على خلفية التوترات بين قبائل البجه وقبائل بني عامر التي تعيش في السودان وإريتريا.

في مقطع فيديو بثه على الإنترنت في 15 يناير، أكد دنيا أنه درّب "دفعة أولى" من "قوات تحرير الشرق" في "معسكر" لم يحدد موقعه.

ومنذ ذلك الحين، تنشر "قوات تحرير الشرق على صفحتها على موقع "فيسبوك" مقاطع فيديو لرجال بالزي المدني مصطفين أثناء تدريب على ما يبدو. كما نشرت مقطعا يظهر فيه رجال يغنّون بلغة تيغراي التي يتحدث بها بنو عامر.

وأوضح دنيا في مقطع الفيديو أن الهدف أن يتمكن هؤلاء المجندون من "حماية أنفسهم وحماية مجتمعاتهم وأراضيهم وممتلكاتهم من الحرب".

وإذا كان دنيا امتنع عن إعلان تأييده لأحد طرفي الحرب في السودان، فإن العديد من التدوينات على صفحة حركته تؤكد الدعم الواضح للفريق أول البرهان.

ويقول شهود طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم خشية أعمال انتقامية ضدهم، إن معسكرين آخرين في إريتريا يديرهما كوادر من نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي أطاحت به تظاهرات شعبية عارمة في أبريل 2019.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع شرق السودان فی السودان فی إریتریا

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع

قال المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، إن هناك دعم كبير في الكونجرس من قبل الديمقراطيين والجمهوريين من أجل رفع المعاناة عن الشعب السوداني.

المبعوث الأمريكي للسودان: نقدر ما تفعله مصر والرئيس السيسي لحل الأزمة في الخرطوم خبراء: التدخل الدولي في السودان ضرورة ملحة وسط تصاعد الانتهاكات

وأضاف المبعوث الأمريكي للسودان في حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر" مساء اليوم الأربعاء، "الرئيس بايدن وبلينكن بذلا العديد من الجهود الدبلوماسية في الفترة الأخيرة بالتعاون مع مصر والسعودية".

صراع بين قوات الدعم والجيش 

وتابع "مازالنا نعمل على دخول المساعدات الإنسانية إلى سنار والتعامل مع قوات الدعم السريع، قوات الدعم والجيش يتصارعان من أجل السلطة وهناك أعمال عنف يشهدها السودان الذي مر بفترة انتقالية في 2018 والشعب السوداني لم يكن يشعر وقتها بالخوف أو المجاعة".

واستطرد "نود أن تكون هناك شرعية ونتعلم أن هناك الكثير من الأطراف الأخرى التي تنخرط في هذا الصراع، وهناك الكثير من الأشخاص المنعزلين ونسعى لتقليل العنف في السودان وهناك أسلحة تحصل عليها الأطراف المتنازعة تأتي من مناطق بالخارج".

فترة انتقالية

وأردف "نحتاج إلى أن تأتي الفترة الانتقالية في السودان وتلتقي الأطراف مرة أخرى ونود أن يكون هناك مستقبل ديمقراطي للشعب السوداني، ولكن بعض القوى السلبية تتدخل في الحرب السودانية وتريد أن تطيل أمد الحرب".

وأكمل "هناك ملايين يعانون في السودان حاليا ونحتاج إلى زيادة معابر وممرات المساعدات الإنسانية، وكنت على الحدود وشاهدت معاناة الأطفال السودانيين وعلينا وقف الحرب السودانية والموقف يعتبر خطيرًا".

 

مقالات مشابهة

  • الحكومة السودانية راضية عن تمديد عقوبات دارفور والدعم السريع مستاء
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • الجيش والدعم السريع يتبادلان القصف وقرار أممي ضد السودان
  • مجلس الأمن يجدد عقوباته على السودان
  • الغارديان: الدعم السريع ينشر مقاطع فيديو تدينه بجرائم حرب
  • تقرير: الغرب يطالب أوكرانيا بـ"الواقعية" في أهداف الحرب
  • السودان في ظل حرب أهلية جديدة: مسار المعارك والموارد الداخلية لتمويل الحرب
  • الصراع يحول السودان إلى مركز تنافس دولي.. هذه الدول تبحث عن موطئ قدم
  • مسؤولة أممية: الصراع في السودان يخرج عن السيطرة
  • مباحثات سودانية في القاهرة حول الحرب ومبعوث واشنطن للسودان يزور الرياض