هل طُويت صفحة الخلافات التركية – الأميركية إلى حين؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
سؤال أصبح مطروحًا بقوّة على الساحة السياسية التركية في أعقاب موافقة البرلمان على قَبول عضوية السويد في حلف الناتو، وما تبع هذا الإعلان من تصريحات ومواقف أميركيّة حملت رسائل إيجابية، تشير في مجملها إلى أن مرحلة الخلافات التركية – الأميركية قد طُويت صفحاتها أو كادت، وأن المرحلة المقبلة ربما تشهد المزيد من التقارب بين الحليفَين في العديد من الملفات الخلافية بينهما، والتي أدّت إلى تراجع علاقتهما إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.
المكاسب التي حصلت عليها تركيا من موافقتها على قبول عضوية السويد في حلف الناتو، تتخطّى في مجموعها زيادة تقاربها مع دول الاتحاد الأوروبي، وإثبات ولائها للحلف، بعد أن حقّقت رغبة دوله في تشكيل جبهة موسعة ضد موسكو؛ تحسبًا لما يمكن أن تسفر عنه الحرب الروسية – الأوكرانية من نتائج، رغم العلاقات الحميمة والمصالح المشتركة التي تربطها مع جارتها روسيا.
إذ نجحت تركيا في إجبار السويد على تعديل دستورها، وإقرار قانون جديد لمكافحة الإرهاب، وإلغاء الجنسيات الممنوحة لعدد من عناصر حزب العمال الكردستاني المطلوبين لدى القضاء التركي، ومصادرة أموال بعضهم من المصارف السويدية، والحد من نشاطاتهم العدائية ضد الدولة التركية ورموزها السياسية.
هذا إلى جانب قيامها برفع الحظر عن تصدير الأسلحة لتركيا، ومن بعدها اتخذت هولندا الموقف نفسه، ولحقت بهما مؤخرًا كندا، التي أعلنت عن إلغاء كافة القيود التي كانت تعرقل عمليات بيع الأسلحة الكندية لتركيا منذ عام 2020.
عضوية السويدتخطي السويد عقبة تركيا أمام عضويتها في الناتو، جاء في إطار المقايضة التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، مقابل إتمام صفقة بيعها 40 طائرة من طائرات "إف- 16" المحدثة بقيمة 23 مليار دولار، إلى جانب الحصول على حوالي 80 مجموعة من قطع الغيار لتحديث قدرات سلاحها الجوي بقيمة 20 مليار دولار.
حيث أعلن البيت الأبيض عن قيامه بإبلاغ الكونغرس، رسميًا، بعزمه المضي قدمًا في طريق إتمام صفقة بيع طائرات حربية من طراز "إف- 16" المحدثة لتركيا، عقب تصديق الرئيس التركي على مذكرة البرلمان مباشرة، وكأنه بهذا الإعلان يفي بالتزامه بجزئه الخاص من هذه المقايضة، وبوعده الذي قطعه لإتمامها.
ورغم هذا، فإنّ التصريحات التي صدرت من بعض مسؤولي البيت الأبيض، والخطوات التي اتخذت بعد ذلك تشير إلى أنّ العلاقات بين البلدين سوف تأخذ منحًى مغايرًا لما هي عليه الآن.
كما أن هناك إمكانية كبيرة لعودة التعاون بينهما في العديد من الملفات، والقضايا الإقليمية والدولية التي تتقاطع فيها مصالحهما، مثل: الملف الليبي، والسوري، والعراقي بما يمنح أنقرة مكاسب جمّة لطالما طمحت إلى تحقيقها، وأعاقتها واشنطن.
الانسحاب من سوريا والعراقانتشرت مؤخرًا عدّة تسريبات متلاحقة تفيد بوجود رغبة لدى الولايات المتحدة في سحب قواتها المتواجدة بكل من شمال العراق (2500 جندي)، وشرق سوريا (900 جندي)، وهي الرغبة التي تتوافق مع رؤية تركيا للوجود العسكري الأميركي في كلا البلدين.
حيث أُعلن على لسان العديد من المسؤولين الأميركيين عن وجود نقاشات جدية مكثفة تجري حاليًا داخل أروقة البيت الأبيض لبحث كيفية وتوقيت الانسحاب من الأراضي السورية والعراقية، وأن هناك يقينًا لدى مسؤولين داخل الإدارة الأميركية ومقربين من الرئيس جو بايدن يرون أنّ الاستمرار العسكري الأميركي في كلا البلدين لم يعد ضروريًا.
ورغم مسارعة الخارجية الأميركية لنفي هذه التسريبات، وتأكيدها عدم وجود مثل هذا التوجه لدى واشنطن، وأنهم مصرّون على استمرار التواجد الأميركي في المنطقة؛ حفاظًا على مصالح أميركا وحلفائها، فإنّ الحديث عن سحب القوات الأميركية من المنطقة في هذا التوقيت يبدو أمرًا منطقيًا بالنظر إلى موقف واشنطن الصامت تجاه العمليات العسكرية التركية في كل من الشمالَين: السوري والعراقي.
وتحديدًا في المناطق التي تتمركز فيها قواتها، وعدم اتخاذها أي رد فعل يشير إلى رفضها هذه العمليات أو المطالبة بوقفها.
هذا إلى جانب الهجمات التي تعرضت لها قواتها على الأرض في البلدين، والخسائر التي تكبدتها في الأرواح والمعدات، وحجم الإخفاقات التي تعرضت لها، وفشل الإدارة الأميركية في تحقيق أهدافها التي سعت إليها من خلال تواجدها على الأرض هناك.
وأيضًا ما يواجهه هذا التواجد العسكريّ من معارضة قوية سواء من جانب المسؤولين في كل من بغداد ودمشق، الذين يرون فيه احتلالًا لأراضيهم، أو من جانب كل من تركيا، وروسيا، وإيران، إضافة إلى تصاعد التوترات في البحر الأحمر، والأراضي الفلسطينية.
بثّ الطمأنينةأما نفي الخارجية الأميركية، فيأتي على الأغلب في إطار محاولاتها لبث الطمأنينة في نفوس كل من قوات وحدات حماية الشعب (قسد) وعناصر حزب العمال الكردستاني شركائها في المنطقة، عبر رسالة مفادها أنها لن تتخلى عنهم، ولن تتركهم لقمة سائغة في أفواه أنقرة وطهران، كما سبق أن حدث من قبل.
ولعل التصريحات التي صدرت مؤخرًا من جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن – عن استمرار وجود خطر عناصر تنظيم الدولة، المتواجدين في الكثير من النقاط داخل المناطق، وأن الحرب ضدهم لا تزال مستمرة – تصبّ في هذا الاتجاه، للتأكيد على أن تحالف بلاده معهم لا يزال قائمًا، وأن دورهم لم ينتهِ، وأن واشنطن ماضية قُدمًا في تعاونها معهم، رغم محاولات الوقيعة بينهما.
إخراج القوات الأميركية من العراق وسوريا يعني تلقائيًا وقف الدعم العسكري واللوجيستي عن عناصر حزب العمال الكردستاني، وقوات حماية الشعب، وخروجهم من تحت عباءة الحماية الأميركية الأمر الذي سيصبّ حتمًا في صالح تركيا، ويمنحها القدرة على إعادة ترتيب الأوضاع بالمنطقة بالتوافق مع كل من قيادات البلدين في سوريا والعراق، إضافة إلى روسيا وإيران، بما يضمن لها حماية حدودها، والحفاظ على أمنها القومي.
تركيا واليونانمن المكاسب التركية التي حصدتها أنقرة أيضًا جراء إيجابية الولايات المتحدة تجاهها، تمثلت في سعي الأخيرة لتنقية أجواء العلاقات التركية – اليونانية، بصفتهما حليفتَيها المقربتَين، ودفعهما إلى الجلوس مجددًا على طاولة المفاوضات لوضع حدّ لخلافاتهما، وإزالة التوتر بينهما، وهو ما أسفر عن إعلان أثينا موافقتها على إتمام صفقة طائرات "إف-16" لتركيا، التي كانت تعارضها بشدة، وسعت إلى عرقلتها لدى الكونغرس.
صحيح أنها حصلت من واشنطن في المقابل على 40 طائرة من طراز "إف – 35" بقيمة 8 مليارات دولار، إلا أن قبولها بمد جارتها بطائرات "إف-16" المحدّثة دون الحديث عن أن هذا يزيد من قدرات تركيا العسكرية- وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لها- ساهم في تلقي أنقرة تصريحات رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس بارتياح بالغ.
إذ أكد رغبته في تعزيز الأجواء الإيجابية القائمة حاليًا بين بلاده وتركيا إثر الدعم الذي قدمته أثينا لجارتها أثناء كارثة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا في فبراير/شباط من العام الماضي.
مشيدًا وللمرة الأولى بالصناعات الدفاعية التركية وبقدراتها العسكرية غير المسبوقة، وبرغبته في إيجاد آلية للتعاون بينهما في هذا المجال، مؤكدًا قيامه بزيارة أنقرة في شهر مايو/ أيار المقبل.
معربًا عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى حلّ لمسألة تحديد الصلاحيات البحرية العالقة بينهما، والتي تعدّ من أهم القضايا الخلافية التي تعيق تقدّم العلاقات بين البلدين.
تطورات إيجابية على صعيد أكثر من ملفّ، ومكاسب متتالية، ما يؤكد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تحسنًا مطردًا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، لكن اللافت في هذه العودة أنها لن تكون وفق رؤية التابع والمتبوع التي أرادتها واشنطن، بل ستكون وفق الرؤية التركية التي تستند إلى الوقوف على قدم المساواة بينهما، وتحكمها المصالح المشتركة لكل منهما دون إملاءات أو اشتراطات، كما كان عليه الوضع من قبلُ.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بوتين: المفاوضات ممكنة ولكن ليس مع زيلينسكي..ومسؤولون غربيون يحذرون كييف من الخلافات
عواصم " وكالات": أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنّه استبعد التحدث مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره "غير شرعي".
ورد الرئيس الأوكراني بالقول إن بوتين "يخشى" المفاوضات ويستخدم "حيلا خبيثة" لإطالة أمد الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.
ويمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا على الجانبين لوضع حد للنزاع الدائر منذ نحو ثلاث سنوات في أوكرانيا، وكشف الأسبوع الماضي أن زيلينسكي يريد التفاوض على "صفقة" لوقف القتال.
وقال بوتين "إذا أراد (زيلينسكي) المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصا للمشاركة فيها"، واصفا زيلينسكي بأنه "غير شرعي" لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.
وتابع الرئيس الروسي "إذا كانت هناك رغبة بالتفاوض وإيجاد تسوية، لندع أيا كان يقود المفاوضات هناك... بطبيعة الحال سنسعى جاهدين لتحقيق ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا".
من جهته أشار زيلينسكي إلى أن هناك فرصة لتحقيق "سلام حقيقي"، لكن زعيم الكرملين يحبط جهود وقف القتال.
وأضاف "اليوم، أكد بوتين مرة أخرى أنه يخشى المفاوضات ويخشى القادة الأقوياء ويفعل كل ما في وسعه لإطالة أمد الحرب".
وحذرت كييف من استبعادها من أي محادثات سلام بين روسيا والولايات المتحدة، متهمة بوتين بالرغبة في "التلاعب" بترامب.
واعتبر بوتين أن النزاع يمكن أن ينتهي في شهرين أو أقل إذا أوقف الغرب دعم كييف.
وجاء في تصريح أدلى به بوتين لصحافي في التلفزيون الروسي "لن يصمدوا شهرا إذا نفد المال أو الذخائر عموما. كل شيء سينتهي في شهر ونصف شهر أو شهرين".
ولم ترد أي مؤشرات تدل على احتواء التصعيد في النزاع رغم تعهّد ترامب التوصل إلى هدنة سريعة عند توليه سدّة الرئاسة الأميركية.
وأعلنت روسيا اليوم الأربعاء إسقاط أكثر من 100مسيرة أوكرانيا في إطار هجوم وقع ليلا، بينما أفاد الجيش الأوكراني بأن موسكو أطلقت أيضا هجوما بالمسيرات.
وأعلن الجيش الروسي في وقت سابق أن قواته سيطرت على قرية كبيرة في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، في مكسب ميداني جديد ضمن التقدم الذي تحققه قوات موسكو.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها "حررت" قرية دفوريتشنا التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب أكثر من ثلاثة آلاف نسمة.
وسيطرت القوات الروسية على هذه القرية، الواقعة عبر نهر أوسكيل الاستراتيجي، في بداية هجومها العسكري في العام 2022، قبل أن تستعيدها كييف بعد أشهر في هجوم مضاد خاطف.
ويفيد مدوّنون عسكريون أوكرانيون لهم صلات بوزارة الدفاع، بأن القوات الروسية تتقدم على أطراف تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية تقع على قمة تلة كانت تعد حوالى 12 ألف نسمة قبل الحرب.
تراجع الجيش الأوكراني خلال العام الأخير على طول خط الجبهة الممتد على ألف كيلومتر نظرا إلى تفوق القوات الروسية عليه من جهة العديد والعتاد.
وأقالت الحكومة الأوكرانية مساعد وزير الدفاع المسؤول عن شراء الأسلحة الثلاثاء، بعدما اتهمته وزارة الدفاع بـ"الفشل" في ضمان حصول الجنود على "الذخيرة بالوقت المناسب".
الجيش الاوكراني يستهدف عمق الاراضي الروسية
من جهة ثانية، شنّت أوكرانيا هجوما استهدف مصفاة للنفط اشتعلت فيها النيران في عمق الأراضي الروسية ومنشأة نووية، فيما أفاد مسؤولون روس عن مقتل امرأة وطفلها بهجوم بمسيرة أوكرانية اليوم الأربعاء.
يأتي الهجوم الأوكراني على أجزاء من غرب روسيا في إطار تصعيد الطرفين الضربات الجوية التي تستهدف منشآت للطاقة وأخرى عسكرية مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.
وتكثفت الضربات بعدما فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي في وقت يسعى الرئيس الجمهوري لوضع حد للقتال في أسرع وقت.
وذكرت أوكرانيا أنها استهدفت في إحدى الضربات مصفاة للنفط في بلدة كستوفو في منطقة نيجني نوفغورود على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن خط الجبهة.
وأفادت روسيا في وقت سابق بأن حطام المسيرة أدى إلى اندلاع حريق في المكان.
وقالت "سيبور"، وهي شركة بتروكيماويات تملك المنشأة، على تلغرام إن "الشظايا الناجمة عن صد هجوم بمسيرة سقطت على مشروع سيبور-كستوفو ما أدلى إلى اندلاع حريق".
وأكدت "سيبور" والحاكم الإقليمي عدم سقوط ضحايا فيما يعمل عناصر الإطفاء على إخماد الحريق.
وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ولم تتحقق فرانس برس من صحتها، ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق مبان.
وذكرت أوكرانيا في وقت سابق أنها تستهدف منشآت الطاقة الروسية لعرقلة الجيش الروسي لوجستيا وحرمانه من العائدات التي تمول جهد موسكو الحربي.
وقال حاكم منطقة سمولنسك الروسية فاسيلي أنوخين إنه تم إسقاط مسيّرة أوكرانية "أثناء محاولتها الهجوم على منشأة نووية"، مشيرا إلى عدم وقوع أضرار أو ضحايا.
ولم يحدد الحاكم عن أي منشأة يتحدث، لكن محطة الطاقة النووية في سمولنسك تقع قرب بلدة ديسنوغورسك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أنها أسقطت 104 مسيّرات أوكرانية فوق مناطق غربية بينها كورسك وبريانسك فيما اعتُرض عدد أقل فوق سمولينسك وتفير وبيلغورود وغيرها.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الحدودية الروسية فياشيسلاف غلادكوف على "تلغرام" إن "أسوأ ما حصل نتيجة الهجوم بمسيرة على منزل هو مقتل طفل في الثانية من عمره ووالدته".
وأصيب طفل آخر ووالده أيضا بجروح في الهجوم.
وأفاد الجيش الأوكراني بأن روسيا أطلقت بدورها أيضا هجوما بالمسيرات أدى إلى دوي صفارات الإنذار وأضرار ناجمة عن الشظايا في مناطق أوكرانية عدة.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 29 مسيرة روسية فوق تسع مناطق جنوبية وشرقية.
وفي كييف، قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو إن الحطام من مسيرة روسية سقط في منطقة وسط العاصمة.
وفي منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، أفاد الحاكم بأن المسيرات الروسية هاجمت منشآت تابعة للمرافئ في بلدة إزمايل.
وفي مدينة خيرسون الجنوبية، قال رئيس البلدية رومان مروشكو إن رجلا يبلغ 52 عاما قتل بهجوم بمسيرة روسية.
تأتي الهجمات المتبادلة في مرحلة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا قبيل الذكرى الثالثة للتدخل الروسي إذ تدور معارك مكلفة حققت روسيا خلالها تقدما ثابتا وإن كان صعبا، لا سيما في شرق أوكرانيا.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن تقدمها تواصل اليوم الأربعاء مؤكدة بأن قواتها سيطرت على قرية نوفويليزافيتيفكا في منطقة دونيتسك الصناعية.
وتعد المنطقة واحدة من أربع مناطق أعلنت روسيا ضمها أواخر العام 2022، رغم عدم تمكنها من السيطرة عسكريا بالكامل على أي منها.
تقع القرية بمحاذاة منطقة دنيبروبيتروفسك التي تتقدم القوات الروسية نحوها وتبدو في طريقها لدخولها لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
مسؤولون غربيون يحذرون كييف من تصاعد الخلاف
في هذه الاثناء، حذر مسؤولون غربيون أوكرانيا من أن تصاعد الخلاف بين وزير الدفاع رستم أوميروف ورئيسة هيئة المشتريات الدفاعية مارينا بيزروكوفا قد يعرض الثقة في البلاد للخطر وحثوا الحكومة على حل الوضع بسرعة حتى لا يعرقل توريدات الأسلحة.
وبدأ الصراع الأسبوع الماضي عندما صوت مجلس إدارة هيئة المشتريات الدفاعية بالإجماع على تمديد عقد رئيسة الهيئة مارينا بيزروكوفا لعام آخر.
غير أن وزير الدفاع أوميروف أبطل القرار، رافضا تجديد عقدها. واتهمها بأن أداءها سيئا وبالفشل في تسليم الأسلحة والذخيرة للقوات إلى خط الجبهة.
وأثار القرار غضب النواب وهيئات مكافحة الفساد التي قالت إن خطوة الوزير غير قانونية لأنه جرى تمديد عقد بيزروكوفا من جانب المجلس الإشرافي التابع للهيئة يناير.
كما دافعوا عنها بالقول إنها كانت فعالة في خلق قدر أكبر من الشفافية والإصلاحات داخل هيئة المشتريات الدفاعية التي لطالما واجهت مزاعم بالفساد.
وبموجب القانون الأوكراني، يعد قرار أوميروف برفض تجديد عقدها غير قانوني.
وتأتي الواقعة في توقيت حساس سياسيا لأوكرانيا فيما تتابع قيادة البلاد التحركات المقبلة لإدارة ترامب.
وفي بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، حث الدبلوماسيون الذين يمثلون مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الحكومة على حل الوضع "بسرعة والتركيز على الحفاظ على استمرار مشتريات الدفاع".
وقالوا "الاتساق مع مبادئ الحوكمة الرشيدة وتوصيات حلف شمال الأطلسي (الناتو) مهم للحفاظ على ثقة الشعب والشركاء الدوليين".