الشارقة (الاتحاد)
حفل العدد (88)، لشهر فبراير (2024)، من مجلة «الشارقة الثقافية»، الصادر أخيراً، بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والمسرح والتشكيل، حيث توقفت كلمة العدد الجديد عند مهرجان الشارقة للشعر العربي، مشيرة إلى أنّ تجلّيات هذا الحراك الشعري والثقافي والفكري، هي من أجل أن يبقى الشعر منارة تاريخية وحضارية وإنسانية، وأن يحافظ على مكانته كما هو «ديوان العرب»، ودوره العميق في التغيير والتنوير وإثراء الوعي، فضلاً عن التواصل الثقافي والمعرفي.


وقالت إنه «بفضل هذه المهرجانات والملتقيات وبيوت الشعر، فلا خوف أبداً على الشعر، وقد وضع في أيدٍ أمينة، كما يقول صاحب السمو حاكم الشارقة، تسعى إلى النهوض بالشعر ودعم الشعراء والتعريف بالمواهب والإبداعات، وهو يعني النهوض بالإنسانية وصون الكرامة الثقافية».
أما مدير التحرير نواف يونس، فأطل في مقالته على نوافذ ثقافية مضيئة، وخصّص مساحة للحديث عن إبداعات عزت عمر وصباحات الشارقة قائلاً: «إن رحيلك مؤلم يا صديقي، لأن إنساناً مثلك لا يعوض.. فقد جمعت بين اللطف والكياسة، والهدوء والأدب والثقافة.. وهي حالة إنسانية راقية حضارية ونادرة، لم تنحز ولم ترض لقلمك إلا وهج الحق والبشارة..».
وأكد أن عمر أضاء برؤيته النقدية درب الكثير من الروائيين والقصاصين والشعراء.. هنا في الإمارات، وفي وطننا الكبير.. حمل لواء الثقافة بقلم نقدي معرفي مبدع، وأضاف: «الآن نودعك، ونحن نعلم أننا لا نقدر على إبقاء الشتاء لوقت أطول.. أو استعجال الربيع عن موعده.. لأننا عاجزون أمام ما يحيطنا من ثوابت الحياة.. التي ما زلنا نجلها.. لذا نودع بعضنا بعضاً.. وننتظر زماناً أقل قسوة، وأكثر إنسانية ونبلاً».
وفي تفاصيل العدد، واصل يقظان مصطفى احتفاءه بالعلماء العرب والمسلمين، متناولاً ابن البيطار رائد علم النبات في العالم، الذي ابتكر 300 دواء جديد، وكتب وليد رمضان عن «سلفستر دي ساسي» عميد المستشرقين الفرنسيين، الذي أتقن عدة لغات منها العربية، فيما رصد بدران المخلف دور المسارح والمدرجات كرسالة اجتماعية تثقيفية، وجالت آمال كامل في ربوع بلدة وادي شحرور، التي تتجمل بالتاريخ والطبيعة.
أما في باب «أدب وأدباء»، فتناولت ذكاء ماردلي مسيرة مؤنس طه حسين كامتداد فكري لعميد الأدب، وكتبت د. بهيجة مصري إدلبي عن مبارك ربيع «إبداع متفرد ومتجدد روائياً»، وتوقف محمد إسماعيل عند الشاعر العربي الكبير الجواهري، الذي تبوأ مكانة مرموقة بين الشعراء العرب، واحتفى عبدالعليم حريص بمسيرة الراحل الكاتب والناقد عزت عمر، وهو الباحث عن الذات في ثنايا النصوص، وحاور خليل الجيزاوي الشاعر محسن عبدالعزيز، الذي قال إنه يحلم دائماً بتغيير العالم.
 كما تتبع د. مصطفى قنبر إبداع عبدالسلام عيون السود، الذي أجاد بحجم المعاناة التي عاشها، وتناول د. الطيب الطويلي الديب أحمد الطويلي، الذي أثرى المدونة العربية بكتاباته الأدبية والفكرية، وسلط محمد جمال المغربي الضوء على الواقعية الاجتماعية في رواية «القاهرة الجديدة» لنجيب محفوظ، وكتب صالح لبريني عن عباس الجراري، الذي حول سماء الثقافة العربية إلى منارة مضيئة، فيما قدم حسن حمو إطلالة على عالم سليم بركات الإبداعي، حيث يقف غريباً أمام أحلام الطفولة، وكتب أحمد الماجد عن غائب طعمة فرمان، باعتباره من أهم الروائيين العرب، وله بصمة واضحة في المشهد الأدبي العربي.
وتوقفت سوسن محمد كامل عند تجربة الشاعر محمد الفراتي، الذي وقف نداً لشعراء قمم، وتناولت أميرة المليجي عمر أبوريشة، الذي ملأ الدنيا شدواً وأغنى التراث الشعري العربي، وبحث رشيد الخديري عن أفق القراءة في الرواية العربية الجديدة، وحاور أحمد حسين حميدان الأديب محمد بسام سرميني الذي قال «نحن أبطال ما نكتب»، وكتب د. علاء الجابري عن أمينة السعيد وريادة الصحافة النسائية، وقد تخرجت مع أول دفعة جامعية تضم فتيات، فيما قدم محمد صابر عبيد مداخلة حول تجربة انتصار عباس، التي صورت أحلام وتطلعات المرأة العربية إنسانياً، واستعرض خلف أبوزيد الديوان الشعري لروحية القليني، وهي من قامات الشعر النسائي العربي. أما د. محمد خليل فكتب عن محمود حسن إسماعيل «صوت متفرد وريادة شعرية»، وأشار مفيد خنسة إلى قلق الأسئلة الإنسانية في كتابات الشاعرة خديجة السعيدي، وتوقف د. محمد صابر عرب عند أحمد زكي باشا، الذي اهتم بتاريخ الأندلس الحضاري، وأخيراً حاور د. أنس الفيلالي الروائي الموريتاني أحمد سيدي الذي فاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي.ونقرأ في باب « فن. وتر. ريشة»، الموضوعات الآتية: محمد عبلة يشتغل على الإنسان وأحلامه - بقلم محمد العامري، حسن جوني.. رسام القلق الإنساني - بقلم لوركا سبيتي، محمد الأمين.. قيثارة طرب سودانية - بقلم د. جيهان إلياس، «إن شاء الله ولد» ينتصر لقضايا المرأة العربية - بقلم أسامة عسل، «المرهقون» أول فيلم يمني في مهرجان برلين - بقلم د. لمى طيارة.
وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات وإصدارات: الرحلات العربية الأندلسية - بقلم أبرار الآغا، تيارات الفلسفة في القرن العشرين - بقلم نجلاء مأمون، محمد زين العابدين في ديوانه «البنت المغزولة بالأشعار» - بقلم زمزم السيد، وجيه حسن يصور حالات إنسانية في روايته «دوي السراب» - بقلم هناء عادل، نادر كاظم.. يقرأ الأنساق الثقافية المضمرة - بقلم سعاد سعيد نوح، الكتابة والحكي في «السماء تمطر طعاماً» - بقلم مصطفى غنايم، محمد الطحناوي في كتابه «النقد وصيرورة الإيقاع الشعري» - بقلم إيمان محمد أحمد، صباح الدبي و«المتخيل الشعري» - بقلم نادية بلكريش.
ومن جهة ثانية، تضمّن العدد أيضاً مجموعة من المقالات هي: ميغيل آسين بلاسيوس.. أنصف الثقافة العربية الإسلامية - بقلم رمضان رسلان، الشارقة.. مدينة الثقافة والفنون والعلوم - بقلم عادل خزام، القاهرة مؤرخة.. بصمة حضارية موغلة في التاريخ - بقلم مصطفى عبدالله، أدب الرحلات وأثره في ظهور القصة والرواية عربياً - بقلم حاتم عبدالهادي السيد، أشعار لها حكاية - بقلم وائل الجشي، عزت عمر.. كأنه الحاضر في الغياب - بقلم محمد نجيب قدورة، في أعماقنا يكمن سر الشباب الدائم - بقلم علي كنعان، ميلتون حاطوم.. كاتب برازيلي من أصل عربي - بقلم نجوى بركات، في ذكرى رحلته المشرقية «لامارتين.. وأرز لبنان» - بقلم أحمد فرحات، الحكائية العجائبية الجديدة - بقلم اعتدال عثمان، فاروق شوشة.. استلهم التراث برومانسية مبدعة - بقلم د. حاتم الفطناسي، بين الشعر.. والقصة القصيرة - بقلم عبدالواحد لؤلؤة، اللقاء الذي لم يتكرر - بقلم أنيسة عبود، التراث الأندلسي الحي - بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، إعادة النظر في التاريخ الأدبي العالمي - بقلم عبدالنبي اصطيف، الإبداع.. وإبحار الخيال - بقلم وسام محمد ونوس، العنوان.. بوابة النص - بقلم د. محمد محمد عيسى، طارق فراج وبلاغة السفر والمكان - بقلم د. أحمد الصغير، المعنى اللغوي والاصطلاحي - بقلم الأمير كمال فرج، التأريخ الشفوي وذاكرة الغد - بقلم سلوى عباس، ألف ليلة وليلة.. شكل جديد للكتابة - بقلم شعيب ملحم، نظرية الحداثة وتأثيرية الشكل - بقلم نجوى المغربي، سعيد عولقي.. والمسرح في اليمن - بقلم رعد أمان، المونتاج السينمائي في العرض المسرحي - بقلم د. بن الطالب دحماني.
ويحتوي العدد كذلك على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: فرح مجاهد عبدالوهاب «مشهد الأيام الأخيرة» قصة، «الإيجاز السردي في قصة - مشهد الأيام الأخيرة» - نقد بقلم د. ياسين يقطين، عماد يوسف «فنجانان من القهوة» قصة قصيرة، منى بدوي يعقوب «لنتغافل قليلاً» قصة قصيرة، سماح ممدوح حسن «أختان» قصة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل «سادات العرب..»، و«أدبيات» فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأدب عدد جديد بقلم د

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية

بمتابعة حثيثة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شاركت دولة الإمارات ممثلةً في الاتحاد النسائي العام في اجتماع رفيع المستوى للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية لمناقشة خطة الانطلاقة الرسمية لمشروع «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً»، الذي أقيم في مقر جامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار متابعة تنفيذ القرار الصادر عن الدورة (33) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية عام 2024، بشأن إقرار المبادرة التي تقدمت بها دولة الإمارات حول «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً».
وترأّست وفد دولة الإمارات في الاجتماع، الذي عُقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، سعادة نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ومشاركة المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام.
وشهد الاجتماع حضور معالي السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، وسعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة، وعدد من سفراء الدول العربية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار دعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل جامعة الدول العربية، بمشاركة فاعلة من الدول الأعضاء، على تفعيل الآليات الإقليمية التي تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وتعكس هذه المبادرة التزاماً جماعياً بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد العربي، من خلال مبادرات نوعية تُسهم في معالجة التحديات البنيوية، وتُرسّخ منظومات مستدامة تُعزّز مشاركة النساء في مسارات التنمية، بما يتوافق مع أولويات الأجندة التنموية العربية (2023-2028) وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي هذا الإطار، أوضحت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن المبادرة تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم ريادة المرأة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد، من خلال تأسيس منظومة إقليمية متكاملة تُسهم في توسيع فرص النمو والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية.
وقالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إنه انطلاقاً من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، والذي يُعتبر أساساً لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة في العالم العربي، جاءت مبادرة الإمارات بإطلاق مشروع رائد على مستوى المنطقة وهو «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» لإحداث نقلة نوعية في واقع المرأة العربية عبر تأسيس أول منظومة متكاملة لإشراك كافة الجهات ذات العلاقة بالدول العربية في دعم نمو الأعمال والاقتصاد للمرأة العربية.
وأوضحت سعادتها أنه تمت مناقشة هذه المبادرة خلال الدورة الثالثة والأربعين للجنة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، برئاسة سلطنة عمان، وتم إدراج المبادرة ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري لتلك الدورة، وقد أسفرت المناقشات عن صدور القرار رقم (18) من لجنة المرأة على المستوى الوزاري، والذي نصّ على الموافقة على مبادرة الإمارات وتوصية برفعها إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لاعتمادها رسمياً، وخلال قمة العرب في البحرين تم اعتماد إنشاء المرصد بتاريخ 16 مايو 2024.
من جانبها، استعرضت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الاستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، خلال الاجتماع، الرؤية الطموحة والأهداف الاستراتيجية لـ«المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً»، وطرحت توجهات التوسع المستقبلية وخطط الاستدامة لتعزيز دور المرصد إقليمياً.
كما تطرقت إلى إطار الحوكمة الشاملة، وآلية تشكيل اللجنة التنفيذية وفرق العمل الفرعية، مع تحديد واضح لمهامها وأدوارها، إلى جانب استعراض الخطة التنفيذية التي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في دعم وتمكين المرأة اقتصادياً في العالم العرب، ووضع خطط لضمان استدامة المشروع.
وفي الختام، تم فتح الباب لنقاش مفتوح مع سعادة السفراء المندوبين الدائمين، وعرض مخرجات الاجتماع.

 

 

أخبار ذات صلة أحمد الفلاسي: نجاح «الألعاب الجامعية» يعكس رؤية تطوير الرياضة الإماراتية محمد بن راشد: بتوجيهات محمد بن زايد.. الإمارات مستمرة في الاستثمار في تعزيز قدراتها الاقتصادية وإمكاناتها السياحية المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • بوغالي يستقبل رئيس البرلمان العربي
  • الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية
  • الدكتورة حنان أبو المعاطي تفوز بجائزة مدير الحسابات العربي المتميز
  • «أبوظبي للكتاب».. خبراء يناقشون حماية الذاكرة الثقافية
  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • الجامعة العربية تنظم اجتماع لجنة تحكيم جائزة «التميز الإعلامي العربي» 5 مايو
  • توثيق صادق للأدوار الثقافية والتاريخية لـ"الطائيين" في عُمان وبلاد العرب
  • بيراميدز يدخل معسكرًا مغلقًا في برج العرب استعدادًا لحرس الحدود وفاركو في المرحلة الحاسمة للدوري
  • جمال وأصالة.. الخيل العربية موروث ديني وعربي تتوارثه الأجيال
  • الشارقة تستعرض وجهاتها المتميزة في سوق السفر العربي