أحمد ياسر يكتب: هل اقتربت إيران من مشروع الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
لقد امتد الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الشرق الأوسط الأوسع، مما أدى إلى تصعيد احتمالية المواجهة بين القوة الإقليمية - "محور المقاومة" الإيراني والقوة العالمية - الولايات المتحدة وحلفائها…. ويؤدي القصف الإسرائيلي المستمر غير القانوني لغزة إلى تقديرات جديدة لعشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين كل يوم.
وقد انخرطت قوة القدس الشيعية المدعومة من إيران في ضربات خطيرة للغاية مع إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة، والتي امتدت من البحر الأحمر إلى العراق وسوريا ولبنان.
والآن، في أعقاب هجوم الميليشيات الأخير على البرج 22، وهو الموقع العسكري الأمريكي في الأردن، فإن ذلك يدفع بالرئيس بايدن إلى أكبر أزمة في رئاسته… وهذا ليس ما توقعه أو تمناه الرئيس أو كبار مساعديه… قبل ذلك، كانت الولايات المتحدة وإيران تتجنبان المواجهة المباشرة بينهما.
فقد هاجمت الولايات المتحدة القوات الوكيلة لإيران في اليمن وسوريا والعراق، في حين استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وسوريا، كما ضربت طهران ما وصفته بالجماعات المناهضة لإيران في العراق وسوريا وباكستان، منذ بداية حرب غزة، كانت هذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أمريكيون في هجمات معادية في الشرق الأوسط، مما يزيد الضغط الكبير على بايدن ويخاطر بحرب جديدة في عام الانتخابات.
يعود التنافس التاريخي بين إيران والولايات المتحدة إلى الأحداث السياسية، ولا سيما الانقلاب الذي دعمته وكالة المخابرات المركزية عام 1953 والذي أطاح برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق، وفي وقت لاحق، توترت العلاقات أكثر خلال الثورة الإيرانية بعد عام 1979 وأزمة رهائن السفارة الأمريكية، كما أدت التحديات الجيوسياسية المستمرة، مثل البرامج النووية والنفوذ الإقليمي، إلى تأجيج النيران.
وتعارض إيران باستمرار وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، ردًا على ذلك، بدأ الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في بناء شبكة واسعة من الميليشيات المناهضة للغرب وإسرائيل في لبنان وغزة والعراق وسوريا واليمن على مدى عدة عقود، وقد قدمت إيران التدريب والتمويل لهذه الميليشيات الشيعية، وهي تخضع للمساءلة أمام سلطات الحرس الثوري الإيراني في طهران أكثر من حكوماتها.
كان هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بمثابة الخطوة الأولى لكشف مناورة الهيمنة الشيعية في الشرق الأوسط، ثم جاءت مساعي حزب الله لتهجير 70 ألف إسرائيلي بهجومه على شمال إسرائيل، أعقبته عشرات الضربات التي شنتها الميليشيات التي يرعاها الحرس الثوري الإيراني على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وهجمات الحوثيين ضد الشحن التجاري والعسكري في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي العراق، تتمتع طهران بنفوذ كبير على مختلف الميليشيات الشيعية المرتبطة بشكل وثيق بالحرس الثوري الإيراني، وتشمل هذه كتائب حزب الله، وحركة النجوبة، وكتائب سيد الشهداء، ومؤخرًا المقاومة الإسلامية في العراق، ويعد العراق أيضًا موطنًا لمنظمة بدر التي يمولها الحرس الثوري الإيراني، وكذلك عصائب أهل الحق.
ونشرت الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في قواعد مختلفة في العراق وفي سوريا، تتمتع إيران بوجود مباشر مع فيلق القدس، وهو وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني، وانتشرت القوات بعد انتفاضة 2011 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وتستضيف سوريا أيضًا ميليشيات شيعية تدعى كتائب زينبيون وفاطميون، وتنشر الولايات المتحدة 800 جندي في سوريا في إطار مهمة لهزيمة تنظيم داعش.
وفي الأردن، يتمركز نحو 3000 جندي أمريكي ويقومون بتسهيل المزايا التكتيكية الاستراتيجية مثل الاستخبارات والمراقبة وتحديد الأهداف ومهام الاستطلاع لسوريا والعراق…. لبنان موطن لأقوى ميليشيا شيعية، حيث يتمتع حزب الله بخبرة حربية من الحرب العراقية الإيرانية، ويسيطر الحوثيون على معظم أراضي اليمن، وحماس في غزة هي مقاومة سنية مدعومة من إيران.
ومن ناحية أخرى، تعد دول الخليج أيضًا موطنًا للقوات الأمريكية، وللولايات المتحدة 13500 جندي في الكويت، و10000 جندي أمريكي في قطر، وأكثر من 2700 جندي في المملكة العربية السعودية، و3500 جندي أمريكي في الإمارات العربية المتحدة.
وتنشر تركيا 1465 جنديًا أمريكيًا في قاعدة إنجرليك الجوية، وتستضيف البحرين الأسطول الخامس للبحرية، بعد توغل حماس في إسرائيل، عزز بايدن الوجود الأمريكي في المنطقة، ونشر قوات دفاع جوي إضافية، ومجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات، ونحو 900 جندي إضافي كوضع رادع.
إن الهدف الاستراتيجي الذي طال انتظاره لإيران هو إخراج القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، مما يمهد الطريق في نهاية المطاف لهيمنة إيران في المنطقة، تريد إيران أن تلعب دورًا جيوسياسيًا وجيوستراتيجيًا حاسمًا في منظور الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، يتعرض بايدن لضغوط هائلة للرد على طهران.
وانتقد المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بايدن لعدم رده على الهجمات السابقة وإيماءات الاسترضاء من خلال المحادثات النووية، وعمليات تبادل الأسرى الأخيرة، والإفراج عن أموال إيران المجمدة، لقد ارتكبت إدارة بايدن خطأ سياسيا فادحا في تقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل بعد غارة حماس مباشرة… ومرة أخرى، سيقع بايدن في خطأ سياسي فادح آخر من خلال الانتقام المباشر من إيران... لقد كانت رغبة نتنياهو ورفاقه المتطرفين منذ فترة طويلة هي جر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تتجاهل حكم محكمة العدل الدولية الذي يقضي بوجوب قيام إسرائيل بوقف أنشطة الإبادة الجماعية في غزة… علاوة على ذلك، فإن قضايا فلسطين وإيران خاطرت بحلفاء الولايات المتحدة لإعطاء الولايات المتحدة تفويضًا مطلقًا، وخاصة فرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول الخليج... ولمواجهة الاستنزاف غير المتكافئ في حرب إيران وقواتها بالوكالة، تحتاج الولايات المتحدة إلى تحالف هائل بين حلفائها.
ومرة أخرى، قد تبرر الفظائع التي ترتكبها إسرائيل غزو روسيا لأوكرانيا، علاوة على أنها تساعد في صعود الجغرافيا السياسية المناهضة للديمقراطية… وسيكون من الحكمة أن يعالج البنتاغون الأسباب الجذرية لفلسطين ويطرح حل الدولتين على الآلية التشريعية الأمريكية الحالية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس محكمة العدل الدولية واشنطن تركيا الحوثيين اليمن ايران روسيا سوريا بشار الأسد بوتين أخبار مصر السعودية القصف الاسرائيلى الحرس الثوری الإیرانی الولایات المتحدة العراق وسوریا الشرق الأوسط فی العراق أمریکی فی إیران فی من إیران جندی فی
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأنهي الفوضى في الشرق الأوسط وحرب أوكرانيا وأمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة
أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أنه سينهي الحرب في أوكرانيا والفوضى بالشرق الأوسط وسيمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وقال ترامب، في كلمة له بمناسبة أعياد الميلاد، إنه سيوجه الجيش «لإنشاء منظومة القبة الحديدية لحماية سماء أميركا».
وأضاف «سنتوقف عن الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة بشكل سخيف».
وبخصوص علاقة الولايات المتحدة بدول الجوار، قال الرئيس الأميركي المنتخب «أبلغت المسؤولين في المكسيك أن ما يجري على حدودنا غير مقبول»، في إشارة إلى تدفق المهاجرين نحو الحدود الأميركية.
وتأتي تصريحات ترامب قبل أقل من شهر من تسلمه منصبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير المقبل.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد انتقد ما وصفها بالرسوم غير العادلة المفروضة على السفن الأميركية التي تمر في قناة بنما، وهدد بالمطالبة بإعادة السيطرة على هذا الممر المائي إلى واشنطن.
وأشار ترامب بطريقة مبطنة إلى نفوذ الصين المتنامي حول القناة التي تعد طريق ملاحة رئيسيا للشركات والمصالح الأميركية التي تشحن البضائع عبرها بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
وكتب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «يتم التعامل مع قواتنا البحرية وتجارتنا بطريقة غير عادلة.. الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة».
وأضاف «هذا النهب لبلدنا سيتوقف فورا».
وأعيدت السيطرة على قناة بنما التي أكملت الولايات المتحدة إنشاءها في العام 1914، إلى البلاد الواقعة في أميركا الوسطى بموجب معاهدة توريخوس-كارتر عام 1977 وقعها الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر.
وتولت بنما السيطرة الكاملة في عام 1999.
وتابع ترامب أن «إدارة القناة تركت لبنما وحدها، وليس للصين أو لأي جهة أخرى. لم ولن ندعها تقع في الأيدي الخطأ أبدا!».
وقال إنه إذا لم يكن بإمكان بنما ضمان «التشغيل الآمن والفاعل والموثوق» للقناة «سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بشكل كامل».
ووصف ترامب قناة بنما بأنها «من الأصول الوطنية الحيوية للولايات المتحدة». وقال ان «هذا الاحتيال الكامل على بلدنا سيتوقف على الفور».
من جهة اخرى، أعلن ترامب تعيين مارك بورنيت، مبتكر ومنتج برنامج تلفزيون الواقع «ذي أبرنتيس» الذي صنع شهرة الملياردير الأميركي الجمهوري قبل دخوله إلى عالم السياسة في 2015، مبعوثا له إلى المملكة المتحدة.
وكتب ترامب في بيان «اشتهر مارك بابتكار وإنتاج بعض من أعظم البرامج في تاريخ التلفزيون»، ذاكرا على وجه الخصوص «ذا فويس» و«ذي أبرنتيس».
وأضاف الجمهوري «يجلب مارك مزيجا فريدا من الحنكة الديبلوماسية والاعتراف الدولي لهذا الدور المهم».
يأتي هذا الاختيار بعد ثلاثة أسابيع تقريبا على تعيين السفير الأميركي الجديد في لندن – الحليف الرئيسي لواشنطن – وارن ستيفنز، وهو داعم مالي لترامب.
وخلافا لمنصب السفير، لن يتطلب منصب المبعوث تصويتا في مجلس الشيوخ للمصادقة عليه.
وقال ترامب «سيعمل مارك على تحسين العلاقات الديبلوماسية، مع التركيز على المجالات ذات الاهتمام المشترك، خصوصا التجارة وفرص الاستثمار والتبادل الثقافي».
حقق بورنيت المولود في لندن نجاحه الأكبر مع برنامج الواقع «ذي أبرنتيس» الذي بث على شبكة إن بي سي اعتبارا من العام 2004 لمدة 15 موسما.