مدريد تشكو تحول طائرات "لارام" إلى "قوارب" للهجرة غير النظامية
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
تسعى إسبانيا إلى التخفيف من “التدفق غير المسبوق” لطالبي اللجوء كما تصفه الصحافة الإسبانية، في مطار “باراخاس” في مدريد منذ أكثر من أسبوعين.
وتلقت إسبانيا طلبات لجوء من أزيد من 400 شخص بمطار مدريد، هذا الوضع دفعها إلى التواصل مع السفارة الإسبانية في الرباط، لإخبار المملكة بالوصول الجماعي للمهاجرين عبر الخطوط الملكية المغربية.
وكشفت مصادر لصحيفة “إلموندو” الإسبانية، أن الطلب الموجه إلى الحكومة المغربية يتضمن إبلاغ الخطوط الملكية المغربية بأن طائراتها تستخدم “كقارب” للهجرة وأن رحلاتها اليومية إلى مطار باراخاس تعتبر “طريقا هاما” بالنسبة للمهاجرين.
وأبلغت السفارة الإسبانية بالمغرب بالتدفق الهائل للأشخاص الذين وصلوا إلى باراخاس قادمين من الدار البيضاء عقب لقاء فرناندو غراندي-مارلاسكا بالسفير الإسباني الجديد بالمغرب، إنريكي أوخيدا.
وبدورها قالت صحيفة “إلبايس” الإسبانية، إن الحكومة الإسبانية دعت نظيرتها المغربية إلى عدم السماح للمسافرين من دولة السينغال بالسفر عبر رحلات جوية للتوقف في إسبانيا دون تأشيرة شينغن، وبذلك تدعو الرباط إلى استباق شرط الحصول على إذن الدخول إلى منطقة شنغن لتجنب تدفق طالبي اللجوء.
ووصفت وزارة الداخلية الإسبانية عمليات التوقف هذه بأنها “احتيالية”، حيث أن نية الركاب لن تكون الوصول إلى وجهتهم النهائية، بل البقاء في إسبانيا مستفيدين من توقف رحلتهم.
وفي الفترة ما بين 1 دجنبر و15 يناير الفائت، تمت معالجة ما مجموعه 847 طلبًا للحماية الدولية أي اللجوء في مطار مدريد، وهو رقم غير مسبوق.
وبحسب الصحيفة، بعثت السفارة الإسبانية بالرباط مذكرة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، طلبت فيها “اتخاذ التدابير اللازمة للمنع المؤقت من الصعود على متن الرحلات الجوية التجارية”، إلى دول ثالثة ليست جزءًا من منطقة شنغن وعبور المطار في إسبانيا لحاملي جوازات السفر السنغالية العادية التي ليس لديها تأشيرة شنغن مختومة قبل عامين على الأقل من الرحلة. ويستثنى من ذلك حاملو جوازات السفر الدبلوماسية وأولئك الذين لديهم تأشيرة شنغن صالحة (صلاحيتها العادية سنتان).
وطلبت السفارة من السلطات المغربية الإبقاء على هذا الإجراء “إلى حين دخول تأشيرة عبور المطار الإلزامية لحاملي جوازات السفر المذكورة حيز التنفيذ، المقرر في 19 فبراير الجاري”.
كلمات دلالية إسبانيا المغرب هجرةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسبانيا المغرب هجرة
إقرأ أيضاً:
اللجوء.. وكرم شعب
على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.
واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.
ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.
قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.
كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".
سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".