بعد صدمة خروج المغرب من كأس أفريقيا.. دعوة لطي الصفحة والتخطيط للمستقبل
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
تسبب الخروج المبكر للمغرب من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في صدمة وخيبة أمل كبيرة للجماهير والخبراء، الذين أقروا بوجود أخطاء فنية أدت لمواصلة الإحباط خلال رحلة البحث عن لقب قاري جديد بعد التتويج الوحيد عام 1976.
وخسر المغرب 2-صفر من جنوب أفريقيا، وأهدر أشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان ركلة جزاء ليودع الفريق البطولة من دور الـ16 في مفاجأة كبرى.
وكان وليد الركراكي، أفضل مدرب في أفريقيا العام الماضي بعد قيادة المغرب إلى قبل نهائي كأس العالم قبل نحو 14 شهرا، يتطلع للفوز باللقب في ظل دعم الاتحاد المحلي للمنتخب وتوفير كل سبل الراحة، بل إنه رفع سقف الطموحات وقال إنه سيرحل عن منصبه إذا لم يصل الفريق للمربع الذهبي للبطولة المقامة حاليا في ساحل العاج.
لكن يبدو أن الركراكي لا يريد اتخاذ قرارات متسرعة عقب الخروج الصادم، فبعد تحمله المسؤولية قال إنه سيجتمع مع رئيس الاتحاد المغربي للتوصل لحل يخدم مصلحة الفريق.
وتعرض الركراكي للانتقادات لعدم تنويع خطة اللعب واستدعاء لاعبين مصابين أو غير جاهزين للتشكيلة النهائية، مما أثر على جاهزية الفريق ليودع المغرب البطولة، وهي نتيجة غير متوقعة لمنتخب خاض 7 مباريات في كأس العالم في قطر وخسر أمام فرنسا بالدور قبل النهائي.
جنوب إفريقيا تفاجئ المغرب وتصعد إلى ربع النهائي
⏯️ شاهد ملخص المباراة ????#كأس_أمم_إفريقيا | #المغرب_جنوب_إفريقيا #TotalEnergiesAFCON2023 pic.twitter.com/onGUBWFtoc
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 30, 2024
بادو الزاكي: علينا أن ننظر للمستقبل بإجابيةلم يصل المغرب لنهائي كأس الأمم الأفريقية منذ الخسارة أمام تونس على أرضها في 2004، وقال المدرب بادو الزاكي الذي قاد "أسود الأطلس" لبلوغ النهائي عام 2004، "اعتقد الركراكي أن الفوز بكأس الأمم أمر سهل لكن الواقع ليس كذلك. لا مجال للمقارنة مع كأس العالم. أعتقد أن المغرب هو من تسبب في إقصاء نفسه بسبب الطريقة التي تعامل بها في مباراة جنوب أفريقيا".
وأضاف الزاكي "علينا أن نطوي هذه الصفحة وأن ننظر للمستقبل بإيجابية. لدينا فريق شاب وجيل جديد يستطيع تقديم الإضافة".
وينظم المغرب كأس الأمم المقبلة بعد نحو 16 شهرا، مما قد يكون فرصة لإنهاء انتظار طويل للتتويج القاري.
وتابع الحارس الزاكي، أفضل لاعب في أفريقيا عام 1986، "كان بإمكاننا التأهل حتى في أسوأ حالاتنا لو تفادينا بعض الأخطاء، جنوب أفريقيا لم تكن أفضل خلال المباراة إنما كيفية التعامل مع المواجهة هي ما أثر علينا، بالإضافة إلى ظروف المباراة. نحن من ساعدنا المنافس".
وأكمل المغرب الدقائق الأخيرة بعشرة لاعبين بعد طرد سفيان أمرابط في الوقت المحتسب بدل الضائع حين كانت النتيجة 1-صفر.
الحكم يعود إلى تقنية الفيديو ويلغي البطاقة الصفراء ويشهر الحمراء لأمرابط #كأس_أمم_إفريقيا | #المغرب_جنوب_إفريقيا#TotalEnergiesAFCON2023 pic.twitter.com/1RDIorL5j9
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 30, 2024
واتفق مدرب المغرب السابق حسن مؤمن مع الزاكي، وقال إن سوء الحظ لعب دورا أيضا لعدم الاستمرار في البطولة.
وأضاف "لقد أهدرنا ركلة جزاء كما حدث في مباراة بنين (في بطولة 2017)، الأمر استعصى علينا رغم امتلاك أفضل اللاعبين".
وأشار مؤمن إلى أن تراجع مستوى اللاعبين كان سببا في الخروج المبكر بجانب تأثر الفريق بغياب حكيم زياش وسفيان بوفال للإصابة، "لقد تأثر المنتخب لغياب زياش وافتقد تفاهمه مع حكيمي في الجانب الأيمن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کأس الأمم
إقرأ أيضاً:
تحليل: الربط البحري بين المغرب وغرب إفريقيا.. خطوة أولى للاتصال بأوروبا
في خطوة تعكس طموح المغرب لتعزيز موقعه حلقة وصل بين قارات العالم، جرى الاتفاق في دجنبر الماضي على إنشاء خط بحري لنقل البضائع والركاب بين مدينتي أكادير ودكار.
وبينما لم تعلن السلطات المغربية موعدا لبدء استخدام الخط البحري، أفادت وسائل إعلام محلية، بتدشينه في فبراير المقبل.
وأطلق هذه المبادرة مستثمرون بريطانيون يقفون وراء شركة « أطلس مارين »، بهدف تسهيل وزيادة تدفق التجارة بين المغرب ودول غرب إفريقيا.
ويتم هذا التسهيل عبر تقليل تكاليف النقل، وتحسين كفاءة نقل البضائع والشاحنات إلى دول ساحلية في المنطقة، مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
ويتيح الخط المرتقب نقل منتجات الزراعة والصناعة الغذائية والصيد البحري إلى دكار في ساعات قليلة، بينما كانت الشاحنات تستغرق يوما ونصفا برا عبر موريتانيا، فضلا عن رسوم مالية تفرضها مقابل عبور الشاحنات.
ومن المتوقع أن تشهد الشركة البريطانية « توسعا مستقبليا في خدماتها البحرية، حيث تخطط لمد رحلاتها لتشمل مدنا أخرى مثل قادس (إسبانيا) وبورتسموث (جنوب إنجلترا) »، وفق بيان للشركة.
وسلطت هذه الخطوة الضوء على ضعف الربط البحري بين الدول الإفريقية حتى اليوم، رغم أهميته الكبيرة لزيادة التجارة البينية ودخول المنافسة الدولية.
تعاون تجاريفي ديسمبر الماضي، أعلن المغرب مشروع إنشاء الخط البحري للربط بين أكادير ودكار، بما يساهم في تسهيل تدفق التجارة بين المملكة ودول غرب إفريقيا.
ووفق بيان لجهة سوس ماسة وسط المغرب، تم توقيع مذكرة تفاهم بين رئيس مجلس الجهة كريم أشنكلي ومدير شركة « أطلس مارين » غريغوري دارلين، تتعلق باستحداث الخط البحري التجاري أكادير ـ دكار.
وقال البيان إن هذه المذكرة تعد مثالا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب ودول غرب إفريقيا.
وأفاد بأن هذا الخط سيعزز التبادل التجاري بين المغرب ودول جنوب الصحراء، عبر تقليص تكاليف النقل البري، وزيادة كفاءة نقل البضائع والشاحنات، كما أنه يشكل أحد أوجه « تعاون جنوب ـ جنوب ».
خطوة مهمةوقال الخبير الاقتصادي المغربي محمد نظيف للأناضول، إن « هذا الخط سيساهم في خفض تكاليف النقل بين البلدين من جهة، ورفع كمية المنتجات المنقولة من جهة ثانية ».
وأضاف أن « هذه الخطوة مهمة من الناحية الاستراتيجية، خاصة أنها ستمكن المغرب من الاستفادة من منفذ بحري جديد، وستساهم في ربط المغرب بدول أخرى، ورفع وتيرة التبادل التجاري ».
وتابع أن « الخط البحري سيساهم في ربط المغرب بدول غرب إفريقيا، إضافة إلى تحوله إلى صلة وصل بين المغرب وباقي الدول الإفريقية ».
نظيف رأى أن « هذا الخط سيحقق التكامل مع مشروع الأطلسي، واعتزام المغرب تعزيز صناعة السفن ».
ويأتي الخط البحري الجديد في سياق « مبادرة الأطلسي »، التي أطلقها المغرب وتتيح لدول الساحل الإفريقي الاستفادة من المحيط الأطلسي.
وفي دجنبر 2023، اتفقت دول الساحل، في مدينة مراكش المغربية، على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل مبادرة ملك المغرب محمد السادس، لاستفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي.
وأعلن وزير النقل المغربي محمد عبد الجليل، في أكتوبر الماضي، اعتزام الرباط إطلاق استراتيجية لصناعة السفن التجارية الكبرى وعدم الاقتصار على سفن الصيد.
وقال عبد الجليل، في مؤتمر صحفي بالرباط: « نقترب من الانتهاء من استراتيجية تسعى بحلول عام 2030 إلى خلق صناعة بحرية وطنية حقيقية قادرة على جعل البلاد دولة بحرية رائجة، وأن تتوفر على 100 سفينة ».
ضعف الربط الإفريقيويسلط الخط البحري المرتقب الضوء على ضعف الربط البحري بين الدول الإفريقية، ما يضيع عليها فرصا كثيرة لزيادة التجارة ودخول المنافسة الدولية، إذ يعتبر النقل البحري أبرز وسيلة للتبادل التجاري عالميا.
وأفاد الاتحاد الإفريقي، في تقرير سابق، بضعف الربط بين دول القارة وضعف السفن المملوكة لها، رغم أن 90 بالمئة من التجارة الإفريقية تمر عبر البحر.
وشدد نظيف على « ضرورة رفع وتيرة النقل البحري بين الدول الإفريقية، ليضاف إلى الربط البري والجوي ».
وأكد أن « تسهيل وسائل النقل مفيد للمغرب والدول الإفريقية الأخرى، وسيكون له منافع اقتصادية كبيرة إذا تم الاستثمار فيه ».
وختم بأن « ربط المغرب، عبر هذا الخط البحري، بدول غرب إفريقيا، ثم أوروبا، ستكون له انعكاسات إيجابية على المستوى الاقتصادي والتجاري، نظرا إلى أهمية النقل في التجارة الإقليمية والدولية ».
كلمات دلالية أوروبا الربط البحري المغرب غرب إفريقيا