يَحلُم الجميع بالغنى، لكن في هذه الأيام ومع كثرة المتطلبات المعيشية زادت الأمنيات، وأصبح البحث عن الآثار هو الشغل الشاغل لكثير من الناس الذين يريدون الثراء السريع والفاحش، لكن الغالبية العظمى منهم تعتمد في بحثهم عن الآثار على الجن، والجن - كما نعلم - إن لم يكن كاذبًا على طول الطريق، فقد يأتيك مُخلِّطًا بين الصدق والكذب، فقد يخبرك بوجود كنز في المكان، لكنه لا يدلك على المكان الصحيح تحديدًا، وإذا دلَّك على المكان الصحيح فلا بد لمن يستدلون على هذه الأماكن بالجن من ارتكاب مخالفات كبيره تهدم الدين، ولا يبقى لاستخراج الكنوز معها طعم ولا معنى، كيف هذا؟

الجن والآثار


الجن صاحب قضيه يدافع عنها إلى آخر يوم في حياته، وهي العداء لبني آدم، فإذا ما أجبر الجن على المفاوضة على أمرٍ يُحِبُّه كتخلِّيه عن هذه الكنوز لبني آدم، فإنه يطلب منهم مطالب تعجزهم إن كانوا أصحاب دين ويريدون أن يحافظوا عليه، أو تُضِّيع عليهم دينهم إن كانوا أصحاب دنيا ويريدون الدنيا فقط، فمن الممكن أن يطلب منهم، إما أن يقتلوا شخصا على المكان حتى يفتح لهم المكان، أو قد يطلب منهم زنًا صريحًا على المكان، وغالبا ما يطلبون زوجة أو ابنة صاحب المكان ليذلُّوه طوال حياته أن أقدم على فعلِ هذا العمل!

 

ولو فطن الباحث عن الآثار لعلم أن الجن لن ينصره بحالٍ من الأحوال على بني جنسه، إلا إذا كان ما يقدمه أكبرَ مما سيأخذه، إلا أن يكون الشخص الباحث عن الآثار ديوثًا لا يغار على أهله، ويُفَضِّل المالَ على العرض مع أن الأصل المحافظة على العِرض،  ولو بذل صاحبُه كلَّ كنوز الدنيا، قال حسان بن ثابت:
 

أصُونُ عِرضِي بمَالِي لا أُُدَنِّسُهُ…لَا بَارَكَ اللهُ بَعدَ العِرضِ فِي المَالِ

ثم إن ما تبحث عنه من الآثار قدرٌ قدَّره الله سبحانه وتعالى، إمَّا كُتبَ لك فلن يمنعه إنسٌ ولا جنٌ، وليست المطالب الشركيه شرطًا في استخراجه، ولكن يكون ذلك بميعاد، وإمَّا أن يكون غيرَ مُقدَّرٍ لك فلن تحصل عليه ولو قدَّمت للجن جميع الكبائر، ولو أنفقتَ على ذلك مالَك كلَّه، فالأفضل لك تركُ البحث عما لم يُقَّدر لك أصلًا - أو قُدِّرَ ولكن لم يَحِن أوانه - لما قدَّره الله ووقَّته، فالأمر بإرادته لا ببحثك قال تعالى ( وأمَّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمه من ربك)  فأراد ربك ولم يرد الدجَّال ولا الجن استخراجه، فالأمر إرادة من الله سبحانه وتعالى لك وليس بحثا منك، فقدِّم ما عليك وهو ( وكان ابوهما صالحا) ودع ما ليس لك، لأن الأمر إرادة وليس بحثًا، ولو كان الأمر لك لبحثت الكنوز عنك.

 

قصة من الواقع

كان هناك رجل يعمل كدجال في مدينة الجيزة، وكان يحلم بالثراء السريع. قرر أن يستغل طموحه هذا بإقناع أحد الأشخاص، وهو مزارع يبلغ من العمر 42 سنة، بأنه قادر على اكتشاف الكنوز الأثرية المدفونة في الأراضي المحيطة به. لكنه كان بحاجة إلى مساعدة جني لاستخراج هذه الكنوز.

بدأ الدجال في زيارة منزل المزارع لمعاينة المنطقة التي يعتقد أنها تحتوي على الكنز. وخلال إحدى هذه الزيارات، لاحظ الدجال ابنة المزارع، التي تبلغ من العمر 16 سنة. طرأت فكرة على ذهنه، حيث أدعى أن الجن يرغب في معاشرة فتاة لكي يتمكن من فك الطلاسم واكتشاف مكان الكنز. وبدأ في إقناع والدها بأنه يجب أن يقدم ابنته كقربان للجن، وأن يسمح للدجال بأن يستغل جسدها لتحقيق هذا الهدف.

بالطبع، كان هذا القرار غير مقبول وغير أخلاقي، ولكن المزارع وافق على طلب الدجال دون تفكير بعقلانية وتم تنفيذ الخطة، حيث قام الدجال بادعاء استحضار الجن وبدأ في أداء طقوس غامضة أمام صاحب المنزل.

بعد انتهاء الدجال من مهمته، غادر المنزل. وفيما بعد، اعترف الأب لزوجته بما حدث، أي أن الدجال اغتصب ابنتهما، تفاجأت الأم وغضبت للغاية، وقررت أن تأخذ الأمر إلى الشرطة. توجهت إلى قسم الشرطة وقدمت بلاغًا بالواقعة.

تم تشكيل فريق بحث للتحقيق في الحادثة، وتمكنوا من العثور على الدجال واعتقاله. اعترف الدجال بجريمته وأقر بأنه استغل الفتاة بهدف استحضار الجن وتحقيق أهدافه غير القانونية. تم توجيه التهم المناسبة له وأحيل إلى المحكمة لمحاكمته بتهمة اغتصاب قاصر وممارسة الدجل والشعوذة.

هذه القصة تسلط الضوء على خطورة النصب والاحتيال والاستغلال، وتذكرنا بأهمية الحذر والوعي في التعامل مع الآخرين. يجب أن نكون حذرين ونتجنب الوقوع في فخ الأشخاص الذين يستغلون طموحاتنا ويعدون بأشياء غير قانونية أو غير أخلاقية. كما يجب علينا التعاون مع السلطات لكشف ومحاسبة المجرمين وحماية الضحايا من الاعتداءات والاستغلال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدجل والشعوذة على المکان عن الآثار

إقرأ أيضاً:

السياحة والآثار تشارك في المعرض السياحي الدولي ببولندا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاركت وزارة السياحة والآثار مُمثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في المعرض السياحي الدولي ITTF في دورته الثانية والذي أُقيم بالعاصمة البولندية وارسو.
 وقد افتتح الجناح المصري السفير أحمد الأنصاري سفير مصر في بولندا برفقة عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وبحضور عدد من أعضاء السفارة المصرية ببولندا.
 


ومن جانبه، أوضح  عمرو القاضي، أن مشاركة الوزارة في هذا المعرض تأتي في إطار استراتيجيتها للترويج للمقصد السياحي المصري في الأسواق السياحية المستهدفة لاسيما السوق البولندي في ظل ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منه من زيادة وصلت إلى معدلات قياسية، مشيراً إلى أن السوق البولندي يأتي في المرتبة الخامسة ضمن أهم وأكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، لافتاً إلى أن هذه الطفرة الكبيرة في أعداد الحركة السياحية من هذا السوق ترجع إلى زيادة حركة الطيران منه إلى المقاصد السياحية المصرية.

وخلال أيام المعرض، عقد الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي عدداً من اللقاءات المهنية مع رئيس اتحاد شركات ووكالات السياحة والسفر البولندي، وأهم منظمي الرحلات وشركات الطيران ببولندا ودول شرق أوروبا، حيث تم استعراض المقومات والمنتجات والأنماط السياحية التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري والأنشطة السياحية المختلفة التي يمكن للسائحين البولنديين ممارستها خلال زيارتهم لمصر، بالإضافة إلى التعرف على آرائهم وتطلعاتهم فيما يخص المقصد السياحي المصري، كما تم مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من السوق البولندي إلى مصر.

هذا بالإضافة إلى الحديث عن المقاصد الأثرية العديدة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري وبحث إمكانية قيام منظمي الرحلات بوضع هذه المقاصد ضمن البرامج السياحية التي يتم تنظيمها للسائح البولندي المهتم بمنتج السياحة الشاطئية بما يساهم في تعريفه بمنتج السياحة الثقافية الذي ينفرد به المقصد السياحي المصري، كما تم بحث زيادة عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الساحل الشمالي ولاسيما مدينة العلمين الجديدة.

كما عقد، على هامش المشاركة في المعرض، مؤتمراً صحفياً حضره العديد من ممثلي وسائل الإعلام البولندية والدولية تم خلاله التأكيد على أهمية السوق البولندي وتعريف السائح البولندي بالمقصد السياحي المصري، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الجهود التي قامت بها الدولة المصرية من تطوير للبنية التحتية بما يساهم في تعزيز التجربة السياحية في مصر.  
 

 


وقد فاز الجناح المصري المشارك في المعرض بجائزة أفضل جناح من حيث التصميم والذي جاء على شكل معبد بصورة عصرية يضم شاشات مختلفة الأحجام لعرض الأفلام الترويجية عن الوجهات السياحية المتنوعة بالمقصد المصري وأماكن الجذب السياحي به وتنوع أنماطه ومنتجاته ومقوماته السياحية.

ومن الجدير بالذكر أن هذا المعرض يعد أحد أكبر التجمعات السياحية المهنية لمنظمي الرحلات البولنديين وشركاء المهنة وشركات السياحة والطيران من جميع أنحاء العالم والعاملة في السوق البولندي، وتعد مشاركة الوزارة به فرصة جيدة للتواصل الفعال والمثمر والتشاور لبحث أوجه التعاون المشترك لتحقيق المستهدفات من الحركة السياحية الوافدة منه بالإضافة الى اطلاعهم على أبرز المستجدات التي يشهدها قطاع السياحة في مصر. 
 

مقالات مشابهة

  • محمد عصام يكتب: عادل حمودة.. الرجل المناسب في المكان المناسب
  • السياحة والآثار تشارك في المعرض السياحي الدولي ببولندا
  • أسامة حمدان: أمس كان من أيام الله المجيدة ورسالة واضحة للعدو
  • استياء إسرائيلي من تصاعد العزلة الدولية: لماذا بتنا مركز الكراهية العالمية؟
  • عقب العداء المعلن.. هل يذيب لقاء حزب الإصلاح بالزبيدي جليد الخلافات باليمن؟
  • لحظة خروج ”الجن” من رؤوس نساء و”العفاريت تهيج”.. فيديو لواعظ مصري يثير ضجة
  • «السياحة» تشارك في معرض الحوافز السياحي الدولي بإسبانيا
  • العنف الأسري: الأسباب والآثار والحلول
  • سيدات يعتدين على موظفة في مقهى بعد تحذيرهن من التدخين داخل المكان..فيديو
  • والدة تتواطأ مع القاتل: تفاصيل جريمة قتل الطفلة إيزابيلا في بريطانيا