#الماضي و #المستقبل في مناهجنا. .. كتاب: #التربية_الوطنية: أنموذجًا!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

بينماوأنا أستعد لإعداد ورقة بعنوان: “إدماج #مفاهيم #المستقبل في مناهجنا”، التي سأقدمها إلى أحد المؤتمرات، وبنفسي أن أحسب عدد الأفعال الماضية في كتاب التربية الوطنية، الجزء الثاني للصف العاشر الذي صدر عن المركز الوطني للمناهج، ولم يكتمل توزيعه على المدارس بعد!

وقبل البدء، أضع الاعتبارات الآتية:

مقالات ذات صلة التوقيت الموحد 2024/02/01

١-إن من الطبيعي أن تكثر الأفعال الماضية في المناهج؛ لأنها تقدم معلومات عن أحداث ماضوية.

٢-لا أنقد أحدًا ولا كتابًا، ولكن آمل أن لا تكون مقالتي سببًا في عدم السماح لي بدخول المركز الوطني!

فالمقالة وصفية، تحليلية، وليست عدائية!

٣-هناك تركيز في الإطار العام للمناهج على توجيه الطلبة نحو المستقبل، وإدماج مفاهيم مستقبلية في جميع الكتب.

  على ضوء هذه المعطيات، سأضع عددًا من حقائق الكتاب.

٤- ليس من السهل الابتعاد عن الأفعال الماضية، ولكني سأحاول فعل ذلك في هذه المقالة؛ لأثبت إمكان التحدث في المستقبل حتى لو كان الحدث ماضيًا.

          ( 01)

الأفعال المستقبلية في الكتاب:

 في الوحدة الأولى، والمسماة بالوحدة الثالثة، وفق جزأي الكتاب، فماذا سأكتب؟:

١- لم يحتوِ الكتاب على أي فعل مستقبلي أو فعل مضارع تدخل عليه”س” المستقبل، أو”سوف” التي يستخدمها المسؤولون حين يتحدثون عن إنجازاتهم.

فلم يُلاحظ أي فعل مستقبلي فجميع الأفعال ماضوية، أو بصيغة المضارع غير المستقبلي.

وسأقدم بعض عبارات كما وردت في وحدة الكتاب.

       ( 02 )

 أمثلة عن غياب المستقبل

سأقدم العبارات الآتية من الكتاب.

-سعى المركز.

-جاء الكتاب.

-تميز الكتاب.

-روعي في الكتاب.

-تضمن الكتاب.

-قال سارتر.

-دعت الأديان.

-تأسس مجلس حقوق الإنسان.

-قامت المرأة الأردنية.

-تضمن العهد الدولي.

-تبنى الأردن.

-صادق الأردن.

-وردت حقوق الأردنيات.

-كانت أول مشاركة للمرأة .

-أكدت العهود الدولية.

-أوْلى الأردن.

-إلى أي مدًى نجحت المرأة؟

-هل أسهمت؟

هذه الأفعال والعبارات الماضوية. ولكي لا يقال: هناك أفعال مضارع !

فلماذا تغيبها؟!

أقول: ليس من فعل يعطي معنى المستقبل، ولذلك لم أغيّب فعلًا مستقبليّا.

        ( 03)

الكتاب كله ماضوي!

يمتلىء الكتاب بموضوعات الماضي، والسرد التاريخي لها، وهذا يفهم، لكن ما يصعب فهمه هو أن يخلو الكتاب من أي امتداد مستقبلي؛ مثل:

-ماذا تتوقع وضع حقوق الإنسان في الأردن بعد عشر سنوات؟

-كم وزيرة ستكون في الأردن بعد عشر سنوات؟

_متى ستقوم الدولة الفلسطينية؟

-هل سنشهد رئيسة وزراء أردنية؟ متى ؟

-هل سينجح المركز الوطني لحقوق الإنسان في الدفاع عن حقوقنا؟

-صف العلاقات الزوجية في الأسرة الأردنية، بعد تعديل الدستور لصالح المرأة!

هذه أمثلة لما يمكن أن توجه الطلبة نحو المستقبل!

ما الذي يمنع علماء المناهج من ذلك؟

أين المجالس؟ وأين الست وستون مراجعًا؟ بل وتحية إلى المراجع التربوي للكتاب!

   (04)

مقالتي هذه من دون فعل ماضٍ!

و سوف أحلل الكتاب وأنقده لاحقُا، لأكشف لماذا نحن نراوح في مكاننا؟

ملاحظة ١:

مكتوب على الكتاب أسما ء كبيرة. في الساحة: وزراء، رؤساء مراكز بحثية ، ومؤرخون،

بل ويوجد مُراجِع تربوي؟ إضافة إلى قُرّاء المركز الستٌ وستون!

وهناك مجالس رفيعة، ووفود، ولجان علماء، فلماذا ؟ وماذا؟

ملاحظة ٢:

تحدث مسؤول تربوي- على ذمّة جريدة الغد اليوم الخميس- أنه قال:

الكتب متوافرة، لكن هناك نقص في المناهج!!!!

لو لي شعر فسوف أشلّخه!!

متى ستفهم علي جنابك؟!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المستقبل التربية الوطنية ذوقان عبيدات مفاهيم المستقبل

إقرأ أيضاً:

هل نحتاج الكتاب اليوم؟

عندما دُعيتُ إلى معرض مسقط للكتاب لتأثيث فعالية على هامش المعرض حول شعر الرَّاحل زاهر الغافري، وقبلها كنتُ في معرض تونس للكتاب، تداعت في ذهني أسئلة تخصُّ منزلة الكتاب والشَّغف به، هل ما زلنا نحتاج الكتاب، وتلك العبارات التي مُلِئْنا بها في صغرنا، واعتمدناها تواقيع في كتبنا، من نوع "رحيق الكتب"، و"خير جليس في الزمان كتاب" "وخير جليس في الأنام كتاب"، وتراكُمٌ من الشعارات سادت زمن العقّاد والرافعي والزيّات وانتشرت في أجيال لاحقة آمنت بما آمنت به من وَفْرَةِ الأصنام التي تداعت عبر الزّمان. تذكّرت مقولات الكتاب والحثّ على القراءة والعمل على امتلاك الكتاب ورقيّا (فلم تكن لدينا بدائل، سوى الامتلاك ليسير الحال، والاستعارة لعسير الحال)، والشَّغف والفرح الذي كان يعترينا عندما نظفر بكتاب، فوجدتُ عملا هائلاً على إعادة مكانة الكتاب، واستعادة أثره، ولكن هنالك أمرين على غاية من الأهميّة في ظنّي، الأمر الأوّل لاحظته في بعض الشباب الذين يهتمّون بالكُتَّاب عمومًا، ويتتبَّعونهم ويعملون على طرح الأسئلة عليهم، ولقد لاحظت اليوم في عينيّ طفلٍ أسئلةً عن التّاريخ وعن عنوان المحاضرة التي سأل فيها الولد الصّغير الدكتور أحمد الرحبي عن عنوان المحاضرة "أوَّل إطلالة أوروبيّة على عُمان" فأبان له الدكتور أحمد الرحبي أنّ الرَحّالة الروسي أفاناسي نيكيتين هو أوّل رحّلة تحدّث عن عُمان وأظهر له أنّ الأستاذ ديمتري ستريشنيف صاحب المحاضرة، هو من المهتمّين بهذا الموضوع ومن متتبِّعيه علميّا، وبدأ من ذلك حديث عن التاريخ ومنزلته وقيمته، ولعلَّ أهمّ ما في هذا الأمر غير شغف الولد وقدرتَه وحبَّه المعرفيّ، أنَّ أباه هو الذي تعهَّده وشجّعه على سؤال مدير الجلسة، وأنّه هو الذي طلب برفق السّؤال، ثمَّ ترك ابنه وانصرف، وهذا ملمحٌ رأيته يتعاود مع كلّ مبدعٍ أمرُّ معه أو ألتقيه، ترى الأطفال والشبابَ يقفون مع هذا وذاك. قيمة المعرض ليست في إحياء الكتب وتعهُّد القراءة فحسب، بل أيْضًا في تدريب الناشئة على التواصل مع كتّابهم، في مناسبات حفلات التوقيع، أو في المحاضرات، أو في أروقة المعرض. الأمرُ الثاني الذي يُحسَب لمعْرض مسْقَط هو توفير أرضيَّة لتلاقي المبدعين والنُقَّاد والكُتّاب على اختلاف أعمارهم وشرائحهم وأرضيّاتهم وأهوائهم وأمزجتهم، فتجد المستشرق والمستغرب والعربيّ والمستعرب، وتوفَّرت جلسات كانت على هامشها حوارات بنَّاءة ونُظِّمت فعاليّات ونقاشات أثارت الرّاكد وحرَّكت السّاكن، وإن كان يُطلَب أكثر من ذلك، فإنّي أعتقد أنّ الأرضيّة قد تهيَّأت لفعل الأحسن، من مآثِر هذه اللِّقاءات أن التقيت بالمترجمة والمحقّقة الألمانيّة المستعربة كلاوديا أوت، التي أبهرتني بوفرة أسئلتها وبعمق رغبتها في معرفة كلّ ما هو عربيّ، وكانت تسأل بدقّة وتسمع بإنصات ورقّة، لا تتباهى زهْوًا بعلمٍ لها، ولا تبثّ ممكن معرفتها بثَّ مسْتعْرِضٍ، وإنّما تنساب باحثة عن إكمال الصّورة المشهديّة التي تكوِّنها عن الأدب العربيّ، الذي بدأته دارسةً، وانتهت معه مترجمةً، ناقلةً لقسم من أدبنا إلى اللّغة الألمانيّة. هذا الاحتفاء بالعلم والعلماء له تقديرٌ عميقٌ وأثرٌ في الأنفس، وصانعٌ لأجيالٍ تُقَدِّرُ المعرفة، والعلم، وتُجلُّ فعل القراءة، ونحن أمَّةٌ دينُها يدعو إلى القراءة، إلى الاطّلاع، إلى البيان وكشفَ الغمّة. لابدّ أن يُقدِّر أهل الفعل والحزم والعزم والحلّ والعقد أنّ هذه النماذج الأدبيّة والعلميّة تصنع اقتداءً واحتذاءً أفضل بكثير من الفراغ وشطحات الأهواء. لقاءُ أديبٍ أو عالمٍ أو فنّانٍ أو رسّام أو كاتبِ تجربته، هو شعورٌ بامتلاء الذات وبعضٌ من التوازن الذي تحتاج إليه الناشئة والشباب، ويحتاجه الكبار أيضًا لتعميق التواصل ولتقريب الأفكار، يحتاج الكاتب أن يرى ناشره، أن يُعاتبه، أن يذكر له المحاسن والأضداد، والعكس صحيح. يحتاج الصحفيّ والإذاعي أن يجد أرضيَّة ثقافيّة علميّة يُمكن أن ينتعش بها وفيها، يحتاج الأديب والكاتب عامَّة أن يُلاقي وجْهًا من قُرّائه، وأن يُدرك أثره في هذه الذّوات، كلّ هذا يكون في محفلٍ يحتفي بالكتاب مهما كان نوعه، فالبقاء للكتاب، ومزيدًا من الألق والتألُّق لكلّ من أثّثه وساهم في نجاحه. بقي أمرٌ بسيطٌ حتّى لا أغرق في الإطراء، وهو تركيمُ الفعاليّات وتزامنها في الوقت ذاته أحيانًا، وهو أمرٌ أثَّر بنسبة على أعداد الحاضرين، فكانت بعض الندوات شبه فراغ تقريبًا، ولذلك لابدّ من العمل على التفكير في كيفيّة نجاح هذه الفعاليّات على أهمّيتها وضرورة المحافظة عليها، يعني مثلاً، لمَ لا تكون حفلات التوقيع لبعض الكتّاب المتحقّقين مصحوبة بحوارٍ حقيقيّ، ينتهي إلى التوقيع، لمَ لا تُدَارُ نقاشاتٌ عميقة حول بعض الكتب التي ترشِّحها لجان قراءة. من حقّنا أن نزهو بعرْض الكتاب وتعمّقه لندفع ما اتُّهمنا به من أميّة قرائيّة ظالمة!

مقالات مشابهة

  • “المياه الوطنية” تحقق المركز الثاني لجائزة التميز في تفضيل المحتوى المحلي
  • “المياه الوطنية” تحقق المركز الثاني في جائزة التميز لتفضيل المحتوى المحلي
  • تايمز: هكذا ينظر كتاب بريطانيون لأداء ترامب بعد 100 يوم من الحكم
  • مفتي الجمهورية: الإمام البخاري أنموذج علمي فريد في تاريخ الأمة
  • هل نحتاج الكتاب اليوم؟
  • الجبهة الوطنية يهنئ العمال بعيدهم: حجر الأساس في بناء المستقبل
  • المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي
  • الجماز: على من دمّر الهلال أن يرحل والمستقبل يجب أن يُترك لقيادة جديدة
  • الشوبكي يكتب .. الأردن بين مطرقة الضغوط الأمريكية وسندان المصارحة الوطنية: ماذا ينتظرنا؟
  • المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بوزارة التربية يقيم دورة تدريبية ‏حول منهجية البحث العلمي‏