الجزيرة:
2025-01-05@06:43:56 GMT

دلالات الحكم بسجن عمران خان قبيل انتخابات باكستان

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

دلالات الحكم بسجن عمران خان قبيل انتخابات باكستان

حُكم -أمس الأربعاء- على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان بالسجن لمدة 14 عاما في قضية فساد بعد يوم من حكم منفصل بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة تسريب أسرار الدولة.

وخان وهو نجم كريكيت سابق يحظى بشعبية كبيرة في باكستان وخاصة في صفوف الشباب، ومن شأن الحكم بسجنه وحرمانه من الانتخابات أن يريح منافسيه السياسيين أثناء الانتخابات العامة المقررة الخميس المقبل.

واتُهم خان بشراء العديد من الهدايا المقدمة من الحكام والمسؤولين الحكوميين وإعادة بيعها بربح غير معلن، وفرضت المحكمة غرامة بالملايين بالإضافة إلى حكم بالسجن على زوجته بشرى بيبي، ولم تمنحه المحكمة الخاصة -التي عقدت في السجن الذي يحتجز فيه منذ إدانته السابقة- أي فرصة للدفاع عن نفسه، ولم يكن حاضرا أثناء النطق بالحكم.

فتش عن الجيش

ويعتبر مراقبون أن توقيت الحكم ليس بريئا حيث يأتي قبل موعد الانتخابات بأيام معدودة، وذلك بهدف إبعاده عن صناديق الاقتراع وتشويه سمعته وحزبه، كما يرون أن ذلك كله يأتي بتوجيه من الجيش المؤسسة الأقوى في الدولة.

في بداية عمله كرئيس للوزراء في 2018 كان خان يحظى بدعم من الجيش وجهاز المخابرات، إلا أن قيامه بتخفيض ميزانية الدفاع أثناء وجوده في سدة الحكم ومحاولة إثبات استقلاله عن العسكر، أدى إلى تحولهم عن دعمه.

وكان حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه خان قد حظي في انتخابات 2018 بـ115 مقعدا في البرلمان الوطني (الجمعية الوطنية) من أصل 272، موقعا هزيمة قاسية لقيادات الأحزاب السياسية التقليدية، وخاصة حزب الشعب والرابطة الإسلامية.

ورفع خان خلال مسيرته السياسية شعار مكافحة الفساد المستشري في البلاد طريقا لكسب جماهيريته واستقطاب الناقمين على الأحزاب السياسية والعائلات الإقطاعية التقليدية، مثل عائلة شريف في البنجاب وعائلة بوتو في السند.

جانب من الحملة الانتخابية في أحد شوارع مدينة روالبندي قرب العاصمة إسلام آباد (الفرنسية) انتقاد أميركا

وخان الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، لم يكن صديقا للغرب، وعادة ما كان ينتقد الغرب وأميركا وتحديدا سياستهما تجاه بلاده.

وعندما أصبح رئيسا للوزراء، حرص خان على تعزز العلاقات مع الصين وروسيا، حتى إنه زار موسكو بعد يومين من شن روسيا حربا على أوكرانيا، ثم رفض مطلب أميركا بالتصويت لإدانة موسكو في الأمم المتحدة. وطالما انتقد الهجمات الأميركية التي كانت توجهها لمسلحين إسلاميين في باكستان معتبرا ذلك انتهاكا لسيادة بلاده.

وفي مخالفة لتوجه واشنطن عُرف خان بدعمه لحركة طالبان الأفغانية، كما احتفى بخروج القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس/آب 2021. وكان ذلك من العوامل التي أدت إلى تفاقم العلاقات مع واشنطن، التي يعتقد أنها شجعت على الإطاحة به.

وبالنسبة للانتخابات المقبلة ينتظر أن تكون المنافسة على أشدها بين الحزبين التقليدين، في حين يعيش حزب حركة الإنصاف حرمان زعيمه والعديد من قادته من المشاركة في الانتخابات إلى جانب انقسامات شهدها الحزب، بسبب ضغوط الجيش والواقع.

خان عُرف بدعمه لحركة طالبان الأفغانية كما احتفى بخروج القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس 2021 (رويترز) الحكم على بشرى بيبي

الحكم الأخير الذي صدر بحق خان بالسجن 14 عاما، شمل معه زوجته بشرى بيبي في القضية نفسها، وهي تهمة فساد تتعلق بهدايا تلقاها خان حينما كان في السلطة، وعلق متحدث باسم حزب حركة إنصاف في رسالة إلى وسائل الإعلام بقوله "يوم آخر حزين في تاريخ نظامنا القضائي المفكّك".

وزوجة خان الحالية والمتهمة معه بقضية الفساد هذه هي الثالثة، بعد طلاقه جميما غولدسميث (استمر زواجهما للفترة 1995- 2004)، وريهام نيار خان (استمر زواجهما للفترة من 2014- 2015).

ويحتم القانون على رئيس الوزراء الإعلان عن كل الهدايا التي يتلقاها ولا يحق له الاحتفاظ سوى بهدايا تكون قيمتها أدنى من مبلغ معين، أو يمكنه شراؤها بثمن محدد رسميا.

وأطيح بعمران خان من رئاسة الوزراء بموجب مذكرة حجب ثقة في أبريل/ نيسان 2022 بعدما خسر دعم الجيش الواسع النفوذ في باكستان. وهو يتهم منذ ذلك الحين المؤسسة العسكرية بأنها خلف متاعبه مع القضاء لمنعه من العودة إلى السلطة.

وقال عمران خان متوجها إلى الناخبين في بيان نشر قبل أيام على حسابه على منصة إكس "عليكم الانتقام لكل ظلم من خلال التصويت في الثامن من فبراير/شباط. قولوا لهم إنكم لستم خرافا يمكن توجيهها بالعصا".

نواز شريف يلوح لمؤيديه خلال تجمع انتخابي في لاهور نهاية الشهر (الفرنسية)

ويبقى حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي شغل منصب رئيس الحكومة 3 مرات بدون أن يكمل أيا من ولاياته، الأوفر حظا للفوز في الانتخابات.

وعاد شريف إلى باكستان في أكتوبر/تشرين الأول بعد 4 سنوات من المنفى في لندن. اعتبر بعض المحللين السياسيين أنه أبرم اتفاقا مع الجيش الذي كان يتهمه قبل فترة قريبة بأنه أقاله من السلطة عام 2017 لتشجيع فوز عمران خان في الانتخابات بعد سنة.

وبقي الجيش في السلطة على مدى حوالي نصف تاريخ البلاد الممتد على 75 عاما، ولا يزال يحظى بنفوذ سياسي كبير.

وقال حزب حركة الإنصاف، الذي يتزعمه خان إن الحكم الجديد اليوم يقضي أيضا بمنعه من تولي مناصب عامة لمدة 10 سنوات، مؤكدا أنه أُلقي القبض على بشرى خان، بعد وقت قصير من صدور الحكم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عمران خان حزب حرکة

إقرأ أيضاً:

الأمن السوري يعتقل مسؤول كاميرات المراقبة بسجن صيدنايا وقائدا ميدانيّا (صور)

ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن "قوات الأمن ألقت القبض على أحد مسؤولي كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا سيئ السمعة، وقائدا ميدانيّا شارك بالعديد من المجازر بحق الشعب".

ونقلت الوكالة عن مصدر قوله؛ إن "إدارة الأمن العام ألقت القبض على المجرم محمد نور الدين شلهوم، بمدينة حمص في أثناء عمليات التمشيط".

#سوريا#سجن_صيدنايا
إدارة #الأمن_العام تلقي القبض على المجرم المطلوب( محمد نور الدين شلهوم) احد المشاركين في تعطيل كاميرات السجن وسرق ملفات للمعتقلين. #محاسبة_شبيحة_الأسد pic.twitter.com/3yRxk0f0nQ — ‏‏‏المركز السوري لإستقصاء الجرائم (@C_S_E_C) January 2, 2025

ْ????|| مصدر بوزارة الداخلية لسانا: إدارة الأمن العام تلقي القبض على المجرم "ساهر النداف" أثناء عمليات التمشيط بمدينة #حمص، وهو أحد القادة الميدانيين الذين أجرموا بحق الشعب السوري، وشارك بالعديد من المجازر، ويعتبر من فلول الميليشيات الذين رفضوا تسليم سلاحهم واختبأوا بين المدنيين. — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) January 3, 2025

وأضاف، أن "شلهوم يعد أحد مسؤولي كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا، ومن شارك بتعطيلها قبل سيطرة إدارة العمليات العسكرية على المنطقة”.

إظهار أخبار متعلقة



في ذات الوقت، أعلنت الداخلية السورية، أن إدارة الأمن العام ألقت “القبض على المجرم ساهر النداف، في أثناء عمليات التمشيط بمدينة حمص”، وفق سانا.

وبينت أنه “أحد القادة الميدانيين الذين أجرموا بحق الشعب السوري، وشارك في العديد من المجازر على طول الأراضي السورية، ويعد من فلول المليشيات الذين رفضوا تسليم سلاحهم ولجؤوا للاختباء بين المدنيين”.

والخميس، بدأت قوات الأمن السورية حملة تمشيط أمنية في محافظة حمص، تستهدف من وصفتهم بـ "مجرمي حرب، ومتورطين رفضوا تسليم سلاحهم ومراجعة مراكز التسوية".

وصباح الجمعة، أعلنت قوات الأمن السورية توسيع عملياتها، لتشمل أحياء أخرى في مدينة حمص.
ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، فتحت إدارة العمليات العسكرية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم سلاحهم، إلا أن رفض بعضهم أدى لمواجهات في عدد من محافظات البلاد.

إظهار أخبار متعلقة



وذكرت تقارير حقوقية، أن آلاف المعتقلين قتلوا بشكل منظّم وسرّي داخل السجن، حيث نفذ النظام المخلوع إعدامات جماعية دون محاكمات، وقدرت تلك التقارير أن النظام أعدم الآلاف بمعدل 50 شخصا أسبوعيا بين عامي 2011 و2015.

وبعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسيطرة الفصائل السورية على المدن وفتح السجون والمعتقلات والأفرع الأمنية والإفراج عن المعتقلين، ظل عشرات آلاف المعتقلين مفقودين دون أثر، مع اكتشاف مقابر جماعية تشير إلى احتمال أن يكون المفقودون في عداد الموتى.

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي، و53 سنة من نظام عائلة الأسد.

مقالات مشابهة

  • الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا
  • نتنياهو يوافق على تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي قبيل توجهه لقطر
  • ما هي أبرز الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يجب مراقبتها في 2025؟
  • اعتقال مسؤول كاميرات المراقبة بسجن صيدنايا وقائد من فلول نظام الأسد
  • قبيل رحيله.. بايدن يطلب من الكونغرس الموافقة على صفقة سلاح ضخمة لـإسرائيل
  • سوريا.. القبض على مسؤول كاميرات المراقبة بسجن صدينايا وقائد ميداني
  • الأمن السوري يعتقل مسؤول كاميرات المراقبة بسجن صيدنايا وقائدا ميدانيّا (صور)
  • رئيس جامعة الأزهر: حديث سيدنا النبي عن الغش يحمل دلالات تربوية عظيمة
  • ويسكنسون: مسؤولون يبحثون عدم احتساب 200 بطاقة اقتراع انتخابية
  • هذه الدول ستشهد تغيرات في السلطة خلال 2025.. ما تأثير ذلك على روسيا؟