كشف الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني عن تطورات هامة في الميدان، وقال إن الجيش السوداني يتقدم في كل محاور العمليات "بهدف التحرير لكل من الخرطوم وود مدني قبل الانتقال لكردفان ودارفور للقضاء على قوات الدعم السريع وفرض الأمن والاستقرار في البلاد.

وتحدث العطا في حوار خاص مع الجزيرة نت عن مسار العمليات العسكرية التي يقودها في أم درمان والخرطوم، وأكد "نحن في المرحلة الأخيرة من مشوار القضاء على قوات الدعم السريع وانهيارها أصبح وشيكا"، مشيرا إلى أن الحكومة بيدها حيثيات مادية تثبت تورط عدة دول في دعم قوات الدعم السريع بالسلاح والإمدادات العسكرية.

واتهم عدة دول بالإقليم بالمشاركة في قتل الشعب السوداني وإراقة دمائه ونهب ثروته من الذهب واستباحة بيوته وتشريد أهله داخليا وخارجيا من خلال دعم ما وصفها بالدعم السريع بالأسلحة الفتاكة وتوفير احتياجاته وفتح جسور الإمداد بالمؤن والمقاتلين.

كما أشار العطا في حواره إلى أن بلاده منفتحة في علاقاتها مع إيران والعديد من الدول الأخرى، وأن المصالح وحدها هي من تحكم علاقة السودان مع الآخرين، وأضاف أن بلاده تتطلع لعلاقات مع دول مهمة في القارة الأفريقية مثل الجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا.

وفيما يلي نص الحوار:  السيد الفريق ياسر بما انكم تقودون العمليات العسكرية الان بالخرطوم وبعد مضي تسعة أشهر من اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع لاتزال الجبهات العسكرية لم تحقق تقدما مما يجعل الرهان على الحل العسكري ضربا من المستحيل؟

أولا نحن الآن في المرحلة الأخيرة من عمليات القضاء على هذه المليشيات المجرمة وتحقق قواتنا في محاور القتال الرئيسية في بحري وأم درمان والخرطوم تقدما كبيرا على الأرض وأول أمس الثلاثاء سيطرت قواتنا على أهم مناطق مدينة الخرطوم بحري وأم درمان وانا انظر أمامي لانهيار المليشيات وبات تحرير الخرطوم القضاء على قوات الدعم السريع ووضعنا خطة بدأ تنفيذها على الأرض لتحرير مدينة ودمدني وولاية الجزيرة والانتقال غربا لتحرير ولايات دارفور واستعادة اي منطقة فقدانها خلال الفترة الماضية

أنا أتحدث من الميدان العسكري ولا شأن لي بقضايا أخرى وأؤكد لكم ان انتصارا حاسما بدأ يتخلق الان من واقع من يخوض الحرب يومياته.

 ما زالت الحكومة السودانية تحمل دول أخرى مسؤولية تفاقم الخسائر العسكرية في جبهات القتال دون تقديم أدلة على ذلك؟

هناك دول متورطة في الحرب على الشعب السوداني ووزارة الخارجية تتولى تقديم شكاوى في الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ونملك أدلة دامغة بيدنا واجهزتنا أعدت كل ما يعضد الشكوى ويعلم الشعب السوداني من أين يأتي السلاح الذي يقتل به والدماء التي تسيل كل يوم بفعل هذه الدول ولن نقبل تكون هذه الدول جزءا من أي وساطة لأننا نعتبر هذه الدول طرفا في الحرب على الشعب السوداني.

وهل استعاد السودان علاقاته بإيران تحت احساس خيبة الأمل؟

نحن دولة حرة وتحكم علاقاتنا الخارجية المصالح وليس المحاور نحن منفتحون للتعاون مع إيران والجزائر ومصر وروسيا وأميركا، ولماذا لا نقيم علاقات مع دول شقيقة مثل إيران، أو الجزائر التي تعد من أهم الدول العربية والأفريقية والتي زارها الرئيس البرهان مؤخرا نحن نعتمد سياسية خارجية تحكمها المصالح لا الأيدلوجيا

فتحت الحكومة أبواب المقاومة الشعبية ولكن دخل من تلك الأبواب الإسلاميون؟

ومالهم الإسلامين؟ نحن نعتبرهم مع غيرهم مواطنين يدافعون عن وطنهم الذي يتعرض للاعتداء من قبل مليشيات عابرة للحدود، وهم مواطنون لهم كامل الحق في الدفاع عن بلادهم ولا إقصاء لأي مواطن في معركة الدفاع عن الوجود الحالية

لكن الاسلاميين الآن يعملون تحت رايات عسكرية مستقلة مثل كتيبة البراء؟

التقيت بشباب الإسلاميين وقلت لهم نحن كدولة وجيش لا نعرف كتيبة البراء ولا غيرها، نعرفكم كمواطنين تدافعون عن بلادكم وعرضكم تحت قيادة الجيش، ولقد قالوا لنا: لا نريد منكم سلطة ولا جاه ولا مال.. نريد تحرير بلادنا والآن هم يقاتلون مع جيش بلادهم.

وهناك من هم غير الإسلاميين..  جاءت مجموعات "غاضبون" وهم من صناع الثورة وأماجدها وقالوا إنهم يريدون القتال مع الجيش وقلت لهم أنا لا أعرف غاضبون أعرفكم شباب سودان المستقبل.  ولقد قاتل غاضبون مع القوات وقدموا شهداء مثلهم ومثل الإسلاميين نحن كقوات مسلحة نعترف بكل انتماءات الشعب كأحزاب ولكن كمقاتلين معنا دفاعا عن أرضهم هم مواطنون أمس تم اعلان اللجنة العليا للمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم لحشد إرادة القتال وتسليح الشعب للدفاع عن نفسه وفي هذه اللجنة شيوعيون ولجان مقاومة وإسلاميون واتحاديون.. الدفاع عن الوطن لا يحتاج لراية حزبية

 يتردد الآن حديث عن تشكيل وشيك لحكومة جديدة في السودان؟

تشكيل الحكومة الجديدة رهين بمسار العمليات العسكرية على الأرض في حال حدوث تقدم كبير وهو المتوقع بتحرير الخرطوم والجزيرة سيعلن عن تشكيل جديد

 وما علاقة العمليات العسكرية بتشكيل الحكومة الجديدة؟

العلاقة في مهام واختصاصات الحكومة ما بعد الحرب وأثناء الحرب ولذلك فالآن قد تقتضي تقديرات رئيس مجلس السيادة إعفاء شخص وتعين آخر، ولكن ما بعد تحرير الوطن من التمرد نحن في حاجة لحكومة إعمار لأن حجم الدمار الذي لحق بالبلاد كبير جدا.

قاتلت الحركة الشعبية إلى جانب صفوف الجيش في منطقة جبال النوبة، وكذلك في دار فور حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.. هل تم الاتفاق بينكم وبين هذه الحركات للعمل معا في مواجهة الدعم السريع؟

أنا لم أسمع من عبد العزيز الحلو (قائد الحركة الشعبية) موقفا داعما للجيش في جبال النوبة ولكن أبناء النوبة في الحركة الشعبية خاصة في الدلنج وقفوا موقفا وطنيا بعد أن شعروا بأن المليشيا تستهدف الدلنج كمدينة والنوبة كشعب فهبت الحركة الشعبية للدفاع عن جبال النوبة أرضا وإنسانا وهذا هو المتوقع منهم فكانت ملحمة الدلنج التي وضع فيها أبناء النوبة بندقية الحركة مع بندقية الجيش للقضاء على المليشيا التي هاجمت الدلنج واعتدت على شعبها ولكن النوبة شعب لا تهزمه المليشيات.

هل هذه يعني ظهور تشكيلات تقاتل مع الجيش على أسس قبلية؟

ليس ذلك صحيحا كل المجتمعات وقفت مع الجيش السوداني التحية لأهلنا من قبائل الفور بقيادة البطل جاركولا الذي وقف مع أهله الفور ويقاتل الآن ضد المليشيا، والتقدير للشيخ موسى هلال  زعيم قبيلة المحاميد الذي وقف أيضا ضد المليشيات التي لا تمثل إنسان دارفور ولا عرب دارفور إنما تمثل قطاع الطرق والنهابين.

هل حدثت تفاهمات بين شخصيات من جنوب السودان ينتمون إلى منطقة أبيي وحميدتي بشأن تلك المنطقة المتنازع عليها والغنية بالنفط؟

بأي صفة يتحدث حميدتي ويمنح أبيي لبعض من أبناء دينكا نقوك؟ هذه مجرد "ونسة وأسمار في فنادق نيروبي الفارهة".. لن نفرط مطلقا في حقوق قبائل المسيرية في أبيي، ولن نسمح بالتبضع من تلك المنطقة والمساومة بأرض المسيرية والسودان، نحن يربطنا بجنوب السودان برتوكول لمعالجة قضية أبيي وسوف ننفذ البرتكول ونحفظ حقوق أهلنا

هل جرت مفاوضات مع الدعم السريع سرا في المنامة؟

انا مشغول بالعمليات على الأرض لتحرير المدن وعندما تنفذ مليشيا التمرد ما وقعته في جدة يمكن الجلوس معها لما بعد تنفيذ اتفاق جدة.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العملیات العسکریة قوات الدعم السریع الشعب السودانی الحرکة الشعبیة القضاء على على الأرض

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يلتقي المنشقين من ميليشيا الدعم السريع

التقى نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني، القائد مالك عقار إير، بمكتبه في بورتسودان، اليوم، مجموعة من المنشقين من ميليشيا الدعم السريع برئاسة الدكتور عبد القادر إبراهيم علي.

وبحسب البيان الصادر عن المجلس السيادي السوداني، فإن اللقاء تناول موقف المجموعة المنشقة وانحيازها للصف الوطني والثوابت الوطنية بعد سلسلة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها الميليشيا.

وأوضح عبد القادر، في تصريح صحفي، أن المجموعة انحازت للصف الوطني منذ إطلاق رصاصة الغدر الأولى من قبل الميليشيا المتمردة، وأنها لم تتبنَّ أي موقف مساند لها، مبينا أن ترتيبات إدارية أدت إلى تأخير انضمام المجموعة وإعلان موقفها الداعم للصف الوطني.

وقال إن الحرب الشعواء التي شنها التمرد والانتهاكات والفظائع التي ارتكبتها الميليشيا ونهجها البربري والجرائم التي مارستها ضد المواطن والتي تتنافي مع القيم والأخلاق هي التي دفعت المجموعة لهذه الخطوة،"

وأكد عبدالقادر رفض المجموعة لكافة الممارسات التي انتهجتها الميليشيا، والتي جاءت تنفيذا لأجندات خارجية هدفها تفكيك السودان.

مقالات مشابهة

  • ما سر خلاف الجيش السوداني و«الدعم السريع» حول معبر «أدري»؟
  • مستقبل حميدتي وقوات الدعم السريع بعد الخسائر العسكرية الأخيرة
  • وزير الخارجية يجتمع مع قائد الجيش اللبناني ويؤكد على الدعم الكامل
  • مصادر: الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع في الفاشر
  • دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • عقوبات أميركية على قائد بالدعم السريع في السودان.. من هو عبد الرحمن جمعة؟
  • عقوبات أميركية على قائد بالدعم السريع في السودان.. من هو عبد الرحمان جمعة؟
  • توم بيرييلو: التقارير التي تفيد بأن جنود قوات الدعم السريع قاموا بتسميم مئات السودانيين في قرية الهلالية تعد صدمة
  • نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يلتقي المنشقين من ميليشيا الدعم السريع