الثورة نت|

قال قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إن أبرز المستجدات المهمة والملفتة والبارزة في هذا الأسبوع، هو قصف كتائب القسام بالصواريخ إلى “تل أبيب”.

وأكد السيد القائد، وفي كلمة له مساء اليوم حول آخر التطورات والمستجدات، أن قصف “تل أبيب” عملية مهمة للغاية ولها دلالة كبيرة جدا في ظل التدمير الشامل للقطاع والسيطرة وتقديم الإنجازات الوهمية.

وأضاف أن قصف “تل أبيب” يدل على مدى الصمود والتأييد الإلهي للمجاهدين في غزة، ويؤكد تماسكهم وقوتهم بعكس ما يتمناه ويروج له العدو.. مبينا أن  العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه وحسم المعركة وفي السيطرة على الوضع بشكل كامل في قطاع غزة.

وأشار إلى أن نجاح المجاهدين في غزة حُجّة على العرب والمسلمين، لأنهم لو اتجهوا لتقديم الدعم لكان التحرك أكثر فاعلية ويصل إلى تحرير فلسطين.. مؤكدا أن استمرار الصمود والمواجهة لها دلالة مهمة ويجب أن تحظى بالمساندة والإشادة.

ولفت قائد الثورة، إلى أن حزب الله يواصل تقديم المساندة وجبهة لبنان مؤلمة ومزعجة للعدو الصهيوني.. كما أن المجاهدون في العراق يؤكدون استمرار عملياتهم التي تستهدف العدو الإسرائيلي.

وأوضح السيد القائد أن الجبهة في اليمن هي من الجبهات التي بادرت منذ بداية الأحداث في غزة، في إطار موقف كامل وشامل على كل المستويات.. مبينا أن محصلة عملياتنا العسكرية خلال هذا الأسبوع، 10 عمليات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب استهدفت السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني والموقف بحمد الله فعال ومؤثّر.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي يائس من إمكانية أن تستمر الملاحة البحرية لصالحه في البحر الأحمر من مضيق باب المندب.. موضحا أن الحركة التجارية إلى ميناء أم الرشراش والموانئ الفلسطينية المحتلة أصبحت ضعيفة والتحرك نادرا.

ولفت إلى أن هناك رصد دقيق وجوي من قبل القوات المسلحة وتمكن في الحصول على المعلومات اللازمة لمعرفة وجهة السفينة إلى أي ميناء فلسطيني.. مبينا أنهُ مع إمكانية الحصول على المعلومة هناك جهوزية قوية لاستهداف أي سفينة وجهتها لصالح العدو الإسرائيلي.

وقال: عندما ورطت أمريكا نفسها، وكذلك بريطانيا وضعوا أنفسهم في المأزق، ليستمر استهداف سفنهم وبوارجهم وحركتهم العدائية.. مؤكدا أن قواتنا المسلحة هي التي تقدم فعلا تأمينا للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأثبتنا فعليا أن المُستهدف هو السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني.

وأوضح قائد الثورة، أن من ينسق مع القوات البحرية يعبر بدون أي مشكلة، وأحيانا يتدخل الأمريكي لإثارة المشاكل على بعض السفن.. قائلا: إن الأمريكي فُضح في عدة عمليات حاول أن يثير القلق على بعض السفن.

وأشار إلى أن الأمريكي في عدوانه ومحاولاته لحماية السفن الإسرائيلية، فشل بشكل واضح، وهو معترف بفشله ومعترف بعجزه.. لافتا إلى أن الأمريكي في البداية كان يصوّر أن عملياته العدوانية لحماية السفن الإسرائيلية سيوفر لها الحماية ويقدم لنفسه عناوين مخادعة بهدف أن يحظى بتعاون من بقية الدول لكنه فشل.

ولفت إلى أن الأمريكي والبريطاني لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم، وحتى قطعهم البحرية من مدمرات وبارجات من الاستهداف .. قائلا:لا يمكننا أن نسكت أو نتفرج على إخوتنا في غزة ويجب أن يدفع العدو مقابل ذلك الثمن الباهظ.

وأكد قائد الثورة، على استمرار في موقفنا العسكري في العمليات البحرية طالما استمر العدوان والحصار على غزة.. قائلا: مهما كان الموقف الأمريكي لن يؤثر أصلا على فاعلية موقفنا، وموقف بلدنا فعال ومؤثّر.

وقال إن الرئيس الأمريكي عندما اتخذ قرار العدوان على بلدنا حماية للسفن الإسرائيلية هو خرق الدستور الأمريكي وهناك احتجاجات داخل الكونجرس من بعض الأعضاء.. مضيفا أن على الرئيس الأمريكي بدلا من أن يفتح حروبا أن ينشغل أولا بأزمات بلاده وبالمشاكل التي تصنعها سياساته.

 وأضاف، أن العالم شاهد الأزمة الأخيرة في أمريكا بين حاكم تكساس، والرئيس الأمريكي التي أوشك الطرفان أن يصلا فيها إلى مستوى الاقتتال.. مشددا أن العدوان على بلدنا لن يؤثر على موقفنا وإنما له تأثير في أن نطوّر قدراتنا العسكرية، وهذا واضح للأمريكيين ويلمسونه في الصواريخ .

ودعا قائد الثورة، بريطانيا إلى أخذ الدرس من سفينته التي احترقت من الليل إلى الليل وسيلحق بنفسه وباقتصاده الضرر من دون نتيجة.. مؤكدا أن الضربات الأمريكية والبريطانية فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية.

وتابع قائد الثورة بالقول: إن من بوادر الفشل سعي أمريكا إلى الاستعانة بالصين من أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن الصيني يدرك مصلحته أنها ليست في أن يسير تبعا للأمريكي، ويعرف ما يفعله الأمريكي في تايوان.

وستطرد قائلا: إن التعبئة العسكرية من أهم الأنشطة التي تحرّك فيها شعبنا في سياق رفع الجهوزية لمساندة الشعب الفلسطيني.. كاشفا عن تدريب وتأهيل 165429 في الدورات العسكرية في الوسط الشعبي وفق إحصائيات المختصين.

 ولفت إلى أنهُ خلال فترة العدوان على بلدنا تم تدريب 600 ألف في التدريب العام والقيادي والتخصصي وفق المختصين.. مؤكدا أن هذه القدرات والإمكانات في بلدنا من كل ما قد بُني وأُعد وجُهز، هو في خدمة موقف المساندة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن أنشطة التدريب والتأهيل في إطار التعبئة مهمة جدا وستتوسع إن شاء الله وتمتد إلى مناطق كثيرة.. قائلا: إن جيش الشعب اليمني هو جيش جاهز مسلّح متمرّس على الأحداث والأهم هو ثقته بالله وروحيته الجهادية ورصيده الأخلاقي.

وشدد السيد القائد، أن أمريكا لن تنجح في التهويل بضرباتها الفاشلة وغير المؤثرة، ولا بتصنيفاتها السخيفة التي ليس لها أي قيمة عند شعبنا.. قائلا: على الأمريكي والبريطاني ومن ورائهم اللوبي اليهودي الصهيوني أن يلحظوا فاعلية وتأثير تحرك شعبنا.

وقال: إن انعكاسات وتأثيرات إجرام الأعداء بحق الشعب الفلسطيني في غزة كان له نتائج معاكسة لأهدافهم في كسر إرادة شعوبنا، فعندما يلمس الأعداء أن غطرستهم وظلمهم بحق شعوب أمتنا زادت من حركتها ووعيها سيدركون أن النتيجة معاكسة.

وأضاف أن المسيرات والمظاهرات والفعاليات والوقفات المناصرة لغزة هي من أهم الأنشطة لشعبنا العزيز.. مبينا أنهُ  لم يخرج أي شعب على مستوى عالمنا الإسلامي ولا على مستوى أي بلد في العالم كما يخرج شعبنا خروجا مليونيا في العاصمة صنعاء والمحافظات.

وأشار إلى أن عدد المسيرات في الأمانة والمحافظات بلغ وفق المعنيين 1351 وهو عدد ضخم قد لا يماثله أي رقم في أي بلد.. كما أن الوقفات والاحتجاجات التي خرجت في مناطق كثيرة بلغت 43 ألفا و646 وهو عدد هائل جدا.

ولفت إلى أن الخروج الكبير يدل على الشعور بالمسؤولية والمشاعر الإنسانية الحية والشعور بمظلومية الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن التحرّك الشعبي يأتي مكملاً وحاضنا وراعيا وأساسا للموقف العسكري الذي هو ذروة موقف شعبنا.

وبين أن موقف بلدنا متكامل على كل المستويات وهذا الموقف الصحيح ينبغي أن يستمر لأن العدوان الإسرائيلي مستمر.. قائلا: نشاط شعبنا وتحركه يحسب له الأعداء ألف ألف حساب.

وأكد السيد القائد، أنهُ عندما تضرب قواتنا بارجة أو مدمرة مشاركة في حماية الإجرام الصهيوني فإن الأعداء يتذكرون أن وراء هذه الضربات شعبا يخرج بالملايين.. قائلا: ليعرف الأمريكي أن الموقف العسكري هو موقف الشعب اليمني ويعبّر عن إرادة الشعب اليمني.

وقال: من يصرخ في هذا العصر في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني على شعب فلسطين فهو يتحرك في الموقف الصحيح والحكيم لمصلحة الأمة.. مؤكدا أن مصلحة أمتنا أن تكون أمة قوية أمام أعدائها وألا تعيش الوضعية التي تُطمع أعدائها فيها.

وأشار إلى أن موقف بلدنا في مساندة الشعب الفلسطيني محط إعجاب الكثير من أحرار العالم حتى في البلدان الغربية.. لافتا إلى أن هناك أصوات في الغرب تؤيّد وتعبّر عن إعجابها الكبير بموقف بلدنا.. كما أن في عالمنا الإسلامي الكثير من أبناء الشعوب أمتنا ارتاحت كثيرا لموقف اليمن ورأت فيه الموقف الصحيح المتكامل.

وأشاد قائد الثورة، بالإخوة العاملين والداعمين لإنجاح عمل الدورات العسكرية والمسيرات والوقفات.. مؤكدا أن نشاط شعبنا مميّز في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلي وهناك قرار رسمي وتوجّه شعبي يحتاج إلى اهتمام أكثر.

وأوضح أن كل شخص مسلم يستطيع أن يتخذ قراراً في مشترواته، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية مؤثر على الأعداء.. موكدا أن من يُقصّر في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلي فتقصيره كبير جدا.

وبين السيد القائد، أن اليهود الصهاينة يجنون المليارات من عالمنا الإسلامي والمقاطعة سلاح فعّال ومتاح وعواقب التفريط سيئة.. مشيرا إلى أن هناك تميّز للنشاط الإعلامي في بلدنا يجب أن يستمر ويتطور ويتوسع لنقل المظلومية الفلسطينية.

وقال إن المشهد الواحد لمأساة في فلسطين قد يترك تأثيرا أكثر من 100 محاضرة وأكثر من 1000 كلمة لأنه يقدم صورة حية عن مظلومية الشعب الفلسطيني.. مضيفا أن النشاط التوعوي هو من أهم الأنشطة على الإطلاق في مرحلة تسعى بعض الأنظمة العربية لتقديم صورة مزيفة للعدو الإسرائيلي.

وأضاف أن هناك أهمية لنشر الوعي للجيل الناشئ لأن الأحداث الراهنة تفضح العدو الإسرائيلي والأمريكي وتظهره على حقيقته.. قائلا: نحتاج للوعي في هذه المرحلة بالذات فالذاكرة العربية ضعيفة وتحتاج دائماً إلى التذكير وتقديم الشواهد.

وتابع: مع حجم الشواهد الواضحة على الإجرام الأمريكي والإسرائيلي والغربي هناك فرصة كبيرة لنشر الوعي، فمن أهم ما تحتاج إليه أمّتنا هو نشر الوعي القرآني على قاعدة عين على القرآن وعين على الأحداث.

واستطردا قائلا: الوعي القرآني يصنع اليقين ويضبط التوجهات بالضابط المبدئي والأخلاقي والقيمي.. محذرا من أن هناك حالة انفلات رهيبة في بلداننا في القيم ونسيان للمبادئ وتجاهل للأخلاق وتوجهات منحرفة كالتطبيع مع العدو الإسرائيلي.

وأكد قائد الثورة أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي تنكّر لقيم الإسلام واتجاه خاطئ نحو الخسران بمعيار المصلحة.. مبينا أن القرآن الكريم يقدّم صورة تقييمية وواقعية لأعداء هذه الأمة والأحداث تشهد بذلك.

 وشدد على أن الوعي القرآني يصنع اليقين ويضبط التوجهات ويقدم الرؤية الصحيحة ويعزز الشعور بالمسؤولية، ويحمي الشعوب من مساعي أعدائها في اختراقها وإضلالها في إطار الحرب الناعمة التي تستهدفها.

كما أكد قائد الثورة، أن الخروج الأسبوعي الكبير لشعبنا لا بد منه طالما استمر العدوان ويجب أن يستمر هذا الخروج لأنه من أهم الأعمال..قائلا: الخروج لله وصدعا بموقف الحق وتأييدا لبقية الإجراءات في إطار موقف بلدنا الشامل يحسب له الأعداء ألف حساب.

وأوضح قائد الثورة، أن الخروج الشعبي يعبّر عن العزم والثبات والجد والشعور الراسخ بالمسؤولية بينما الفتور والملل يعبّر عن ضعف العزم وضعف الإرادة.. قائلا، إن من يضعف حتى عن مستوى الخروج إلى الشارع لساعات في يوم من الأسبوع كيف سيكون أمام بقية الأعمال الأخرى؟

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی السید القائد وأشار إلى أن قائد الثورة موقف بلدنا مؤکدا أن مبینا أن فی البحر وأضاف أن أن هناک تل أبیب فی إطار من أهم

إقرأ أيضاً:

يوم الوداع الكبير.. المشهد الذي حجب الضوء عن واشنطن و”تل أبيب”

يمانيون../
بعد وقت بسيط من اغتيال شهيد الأمة السيد حسن نصرالله أدرك الكيان الصهيوني فداحة صنيعه، إذ ارتفعت وتيرة أعمال المقاومة، وتعقّدت مسارات أي نصر، ما دفعه لطلب الهدنة. وفي تشييع الشهيد نصر الله بهذا الإيقاع المتماسك وروح المقاومة المهيمنة، قرأ العدو سطورا جديدة مغايرة كليا لما كان ينتظر أن يقرأه باغتياله لسيد المقاومة، حيث امتزجت مشاعر الحزن بروح التحدي والإصرار على الثبات في طريق مواجهة الظلم والاحتلال حتى دحره من الأرض العربية، وحيث سجل هذا العنفوان في التعبير عن الانتماء للقائد الشهيد بداية مرحلة جديدة لن يكون للعدو فيها أن يهدأ.

أكثر من مليون نسمة كانت حاضرة مسير التشييع، في موكب مهيب يليق بالشهيد الذي كان مرعبا لهم في حياته، ولا يزال كذلك بعد استشهاده، وفي السماء كانت الطائرات الإسرائيلية تحاول قراءة شيء من تفاصيل ما بعد الشهيد.

المشهد الذي قزّم مؤامرات العدو

دائما ما كان السيد حسن نصرالله يؤكد على أمنيته بالشهادة، وطوال ثلاثين عاما لم تعط كلماته أو حركاته -يوما- معنى غير ما كان يفصح عنه، وعلى ذلك أسس جيش المقاومة، الذي ارتبط بهذا القائد الأمة، ويدرك اليوم بأن الوفاء لهذا القائد هو بالاستمرار على الخط الذي اختطه وسار عليه في درب الجهاد ومواجهة الشيطان وإزهاق الباطل.

مثّل التشييع مشهدا كرنفاليا، قزّم كل تلك التشنجات التي عاشتها الغرف الصهيونية والأمريكية في التخطيط وتحشيد الإمكانات لهزيمة المقاومة، بل وإنهاء وجودها، إذ جدد ذلك المشهد العهد للشهيد بمواصلة السير على الدرب، كما ثبّت حقيقة النموذج في هذا القائد الذي يبدو من المستحيل أن يغيب عن مشهد يوم الانتصار الأعظم.

لا سجل أخلاقي ولا رصيد قيمي
للكيان الصهيوني والطاغوت الأكبر أن يعبرا عن إحباطهما من هذه الامتدادات التي لن تنتهي لروح المقاومة، وهي التي وُجدت -يوم وُجدت- لهدف لم تنجح كل أشكال الاستهداف والمؤامرات في تغيير تفاصيله؛ مضمونه: إن على العدو الصهيوني أن يرحل من الأرض العربية.

هدف وحقيقة ثابتة: لن تهدأ جذوة المقاومة حتى يشهدها الواقع فعلا ماثلا يثبّت الحق ويُزهق الباطل.

حتى وقد استشهد السيد نصرالله، لم يفلح العدو في محاولته تغليب أي مشهد آخر على حضور القائد الذي قاد أول نصر عربي على الكيان، وإعلان الجنوب اللبناني أنه أول أرض عربية يتم تحريرها من أيدي الصهاينة الغاصبين.

وأن تأتي كل هذه الجموع ومن ورائها (80) دولة فإنه تجديد العهد على الموقف والكلمة، فكيف للعدو أن يتصور أنه يمكن أن ينال من هذه الأمة وهو كلما استهدف قائد ظهر آلاف القادة الذين لا يتزحزحون عن موقفهم الثابت، ولا تغريهم أموال أو مناصب.

له أن يعبر عن امتعاضه وغيظه، وجموعُ يوم الوداع الكبير أكدت أن جرائم الاحتلال الصهيوني وعمليات الاغتيال الجبانة بحقّ قادة المقاومة في فلسطين ولبنان وكل مكان؛ لن تُوقف مسيرتها حتى اقتلاعه واستعادة الأرض والمقدسات.

أكثر من ثمانين قنبلة من نوع “هايفي هايد مارك 84” أمريكية الصنع، الخارقة للتحصينات، تزن اكثر من ثمانين طنا عكست حجم الحقد الصهيوني على رجل رفض الخنوع والاستسلام والانضمام إلى ركب التابعين، كما عكست حجم تأثير هذا الشهيد.

لذلك كان المشهد مثيرا للعدو، ولذلك حلّق لا شعوريا بطائراته في سماء التشييع.. التقط الصور وحتما حلل المضامين والدلائل، فالسيد نصر الله ينتصر حتى يوم تشييعه بهذا التماسك القوي للنفوس الحرة التي جاءت من ثمانين دولة، وهو الذي كان يأمل باغتياله أن ينهي فكرة المقاومة.

إنه إرث عقود من الزمن، من مبادئ تؤكد التمسك بالحق ولو كان الثمن بذل النفس، وهي ثقافة لا يفقهها من يقاتلون من وراء جُدر، تمرّسوا منهجية التمرد على الإنسانية واعتادوا الخيانة.. أفراد لا تجمعهم إلا ثقافة النهب والسيطرة على ممتلكات الغير، يفتقدون للرمز الأخلاقي، كما يفتقدون لأي شعور بالانتماء؛ لا إلى دين ولا إلى النوع البشري. ممثلون وحيدون للطغيان والظلم والاستبداد. لا سجل أخلاقي لهم ولا رصيد قيمي.

المواجهة التي مزقت أحلام العدو

يأتي هذا فيما لا تزال الشواهد تذكّر العدو بأن بصمات الشهيد نصرالله لا تزال في ساحة المعركة، ولا يزال عنفوانه يمنع الكيان من تطبيع الحياة عقب المواجهة التي مزقت أحلامه وحولتها إلى أشلاء، فالمقاومة تزداد قوة، واغتيال الأمين العام لحزب الله إنما زاد من شحن همتها أكثر لتمثّل عامل ردع ورعب للصهاينة الذين ظلوا في شتاتاهم داخل الكيان المحتل وما استطاعوا العودة إلى الشمال.

في خطاب للشهيد نصر الله قبل عملية الاغتيال تعهد بأن المستوطنين الذين فروا من شمال فلسطين لن يعودوا قبل أن يتوقف العدوان على غزة. واليوم ورغم وقف إطلاق النار في جبهة لبنان وجبهة غزة إلا أن الفشل لا يزال يلاحق النتنياهو الذي ما استطاع حتى أن يؤمِّن مستوطنيه ويقنعهم بالعودة إلى مستوطنات الشمال.

اللبنانيون عادوا إلى جنوب لبنان فور وقف إطلاق النار مع حزب الله، ولا مقارنة بين من ينتمون إلى الأرض ويشعرون بهذا الانتماء، وبين غاصب يدرك أنه دخيل ومحتل اعتاد الشتات.

ما رآه العدو في مراسم التشييع

أحيت هذه الجموع أيضا حقيقة صعوبة المقارنة بين جموع المقاومة التي تشرّبت ثقافة البذل والعطاء وثقافة الاستشهاد، وبين مجاميع من المحتلين وقطاع الطرق، من لا ثوابت يقفون عندها، ولا مرجعيات راكزة يمكن أن تدلهم إلى طريق الرشاد.

ورغم أن قادة الاحتلال الإسرائيلي الأمريكي يعون بأن الواقع لا يضمن أي مستوى من ثبات الصهاينة على كلمة واحدة، إلا أن المكابرة تتجاوز كما يبدو حتى هؤلاء الذين يمثلون بنية الكيان من المستوطنين، ليتجه منهج قادة الاحتلال البربري إلى محاولة صرف صورة الهزائم المتواصلة بتكرار أعمال البلطجة وارتكاب الجرائم الوحشية، وفي مسعى مستمر لطمس شخصية القائد البطل الذي ظل طوال ثلاثة عقود يمثل شوكة وعقبة أمام مخططات فرض الهيمنة المريحة على المنطقة بأسرها. كيف لا وهو الذي مرّغ أنف “الجيش الذي لا يقهر” في التراب، كيف لا وهو يرى في الجموع الحاضرة في مراسم التشييع ومن خلفها ملايين آخرين كلاً منهم يمثل مشروع مقاوم بروحية الشهيد القائد حسن نصرالله.

التورط الأمريكي مكشوف

يحاول البعض اليوم قراءة المعطيات التي سبقت اغتيال الشهيد نصرالله في محاولة للوصول إلى ما يثبت تورط أمريكا في هذه العملية، والأصل أن كل المشروع والمخطط الذي يراد بتنفيذه تغيير ديموجرافية المنطقة بأسرها هو أمريكي، أن العدوان على غزة واستهداف شعوب المنطقة ونهبها بالقوة هو فعل أمريكي. فأمريكا حاضرة في كل ما تعيشه الدول العربية والإسلامية من تأخُر وفقر، ومن خلافات واقتتال، حتى في إطار القطر الواحد.

الأمر ليس بحاجة لجمع الاستدلالات أو التحليل للتيقن من هذا التورط، فأمريكا كانت مشاركة في العدوان على غزة من أول يوم، وأمريكا هي التي وفرت للكيان السلاح والمعلومات الاستخبارية في العدوان على جنوب لبنان، وأمريكا هي التي ألجمت العالم في فضيحة تفجير البيجرات وأجهزة الاتصال في بيروت، وفضلا عن ذلك فأمريكا تقولها جهارا بأنها معنية حتى النخاع بأمن “إسرائيل”، وترى المقاومةَ في غزة وحزب الله في لبنان إلى جانب إيران مصادر قلق، وسلوكُها العملي السياسي والعسكري والاستخباراتي يعكس ذلك بكل وضوح. وأمريكا كانت دائما حاضرة بصورة عملية في الجرائم المستمرة التي تشهدها المنطقة، في مقدمتها عمليات الاستهداف لرموز المقاومة، كون الأخيرة لا تزال تمثل العقبة دون تنفيذ مشروعها في المنطقة. أما أبلغ دليل على التورط فهي عملية الاستهداف بذاتها للسيد نصر الله، فأمريكا هي من زودت الكيان بالمعلومة، وهي من زودته بالقنابل وهي قنابل خاصة، تشير المعلومات إلى أنه اُضيف لها مادة اليورانيوم المنضب، ما زاد من قدرتها على الاختراق ورفع درجة الحرارة في محيط الانفجار، إضافة إلى حاضن خاص يحوّلها من قنبلة (غبية) إلى قنبلة موجهة (ذكية).

شهيد الإسلام والإنسانية

نعم هو شهيد الإسلام، حين كان الإسلام دافعه لقتال العدو الصهيوني الذي اغتصب الأرض، وقتل الأبرياء، وأقلق أمن المنطقة بمؤامراته، العدو الذي لم يلتزم بعهود ومواثيق، هو من وقّع عليها وذهب يمارس التسلط ضد الشعوب الإسلامية.

لم يتوار الشهيد القائد نصرالله خلف مبرر أن العدوان لم يكن على أرضه، ولكن الانتماء للإسلام برز بهذه النخوة التي رفضت هذا الاستفراد بالشعب الفلسطيني، وتعامل مع المعركة على أنها معركته وكل المقاومة.

ونعم هو شهيد الإنسانية حين كان تحركه إنسانياً لنجدة الضعفاء من النساء والأطفال والمسنين، حين أمِن العدو إلى أن الأمة العربية والإسلامية لم يعد لها صوت ولن يكون لها أي تحرك، إلا أن النزعة الإنسانية لدى الشهيد جعلته يتحرك لقتال أعداء الإنسانية.

موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • والي مراكش ينتصر للضعفاء.. إعفاء قائد أصدر قرار إغلاق محل “مول الحوت”
  • قائد “أيزنهاور”.. صواريخ اليمن لم نرى مثلها من قبل
  • مناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي المالية بالأمانة
  • عرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من منتسبي السلطة القضائية بإب
  • قائد “أيزنهاور” يكشف تفاصيل جديدة عن هجمات صنعاء على القطع الحربية الأمريكية
  • مدرسة عمار بن ياسر تخطف بطولة “الهوية الإيمانية” بوصاب السافل
  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”: بيان إدانة وتعزية
  • مناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي النفط
  • يوم الوداع الكبير.. المشهد الذي حجب الضوء عن واشنطن و”تل أبيب”
  • مناورة عسكرية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحيمة الداخلية بصنعاء