موقع النيلين:
2024-06-29@22:17:10 GMT

???? الحرب في السودان انتهت

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT


كان بالسر في المنامة كان بالشرعي في بورسودان .. كان بالمسيار في جدة .. كان بمفاوضات صف ثاني ميدانية قبلية بدون إذن الوسطاء و”الأسياد” .. في اتفاق حا يحصل، ولن يكون له صلة بالمخطط الخارجي الأول والذي قام أصلا على (تفصيل) من نقطتين لا ثالث لهما:
1- شعب أعزل غير مسلح، منقسم على نفسه، خاضع لتضليل اعلامي كثيف و”شيطنة” للصف الوطني الحقيقي و”تلميع” لمجموعات مزيفة.

2- جيش مستضعف سياسيا، ومحروم من اسناد ظهره للداخل، بالفوبيا من “الكوزنة” والفلول.
كان يفترض استمرار هذا الوضع .. مع استخدام اغراءات وألاعيب لتخدير قيادة الجيش بانحياز خارجي وشيك لصالحهم ضد الدعم السريع، مقابل عدم القيام بأي إجراء من شأنه أن يؤدي للخروج من (التفصيل) أعلاه، ومن ثم، يعاودون التفكيك مرة أخرى، بذات الطريقة التي لم تكتمل في أبريل 2023، وهي تصفية القيادات وتنصيب قيادة عميلة واحالة نصف الضباط تقريبا للمعاش وادخال البقية في المليشيا قسرا، بعد تسليمها المواقع الكبيرة.

اللحظة التي اتخذ فيها الجيش القرار بتسليح المقاومة الشعبية .. حتى ولو لم ينجح الأمر في بعض المناطق لصعوبة الامداد .. هي لحظة نهاية المخطط.

نعم .. هي “لحظة” لكن الوصول اليها استغرق شهورا من الممانعة والحلول المؤقتة والناقصة .. بسبب الاغراءات والعشم الكاذب في الخارج.
هل يمكن التراجع عن المقاومة الشعبية المسلحة؟! طبعا لا!

بالعقل كدا .. في مواطن .. تم تهديده بالقتل والسلب ومصادرة حقوقه تحت حكم أجانب مستوطنين وقناصين مرتزقة .. روس وإثيوبيين وجنوبيين .. ويلقى “كاتم صوت” في يده بفكه تاني؟!

هل تاني في مواطن بسمع كلام سياسي مرتشي من الخارج يقول له ما تدافع عن نفسك وقول (لا للحرب!) وسلم العدو مفتاح عربيتك وتكة سروالك لأن مشكلتك مع “الكيزان” ما معاهم؟!

التحدي ليس في إدارة غضب مؤقت وفورة لبن كما قال البعض، التحدي الحقيقي أمام الجيش والحكومة المقبلة، سيكون في تنظيم وتنسيق الإحتياطي الشعبي وفق رغبة المواطنين المسلحين وأسر الشهداء و وفق الجيش وبالذات تشكيلاته الخاصة التي خاضت المعارك من إبريل إلى الآن .. ولن يجرؤ أي شخص على المناورة مع هذه الكتلة الحرجة لصالح طرف خارجي، مهما كان الاغراء.

ومن لا يستطيع التعايش مع هذا الواقع الأفضل له قطعا الابتعاد عنه، وتركه لمن يعرف ما هو الدور الحقيقي للحكومة في الفترة المقبلة.

كل “الجقلبة” حصلت بعد المقاومة الشعبية التي أفرج عنها الجيش وشاهدنا بعدها مسرحا من البهدلة السياسية .. رعاة المليشيا الخارجيين .. زولهم كان طويل ولا قصير، كان مجمع ولا مزهلل، كان حقيقي ولا مضروب، مرقوه وخرمج، “علي كرتي قال لي” .. و “غندور ونسني” .. و”برهان طلع بسفنجة”. واجتماع أديس قايلنوا مناقشة دكتوراة طلع تخريج روضة، وهي روضة تابعة لإصلاحية أحداث، فيها أطفال تم استعادتهم من عصابات تسول، وملقطين من الشوارع، لا تزال عيونهم تستعطف المارة.

الآن، لا يملك أي طرف .. التوقيع عن مواطنين في حقهم الخاص وكسبهم الحلال ومدخرات عمرهم وشرف بناتهم .. ولن يجرؤ أي طرف على فرض المليشيا وخدمها السياسيين على الشعب في معادلة الحكم ليقننوا ويشرعنوا ما حدث.

لذلك الحرب انتهت .. والحل الوطني سيتم فرضه.

بل أتوقع في بعض المناطق قيادات الصف الثاني من “الدعم السريع” ستفاوض دون الرجوع للمستوى الاعلى حتى لا تنتظر المساومة بها.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه

 

السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه

ناصر السيد النور

لم تعد الأزمة السودانية التي خلقتها الحرب ـ المستمرة – تلقى اهتماماً يجدر بما وصلت إليه من كوارث مهولة، بدا وكأنها عصية على الحل، وفي الوقت نفسه يواصل طرفاها قوات الجيش والدعم السريع القتال، بكل ما تتيحه وسائل الحرب. والاهتمام المفترض هو ما يعول عليه ضحاياها بالمعنى الإنساني، في إنهاء معاناتهم الإنسانية كأكثر الأطراف تضررا من الحرب، أو بما تشكله من تهديد وخطر داهم، لا يتوافق ومنظومة الأمن الإقليمي والدولي هذا إذا حسن الظن بالوثوق بما تقوله ـ من دون أن تنفذه غالبا- مؤسسات معنية بالسلم والأمن الدوليين، ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس أمنها الدولي، أو مؤسسة إقليمية من جامعة عربية واتحاد افريقي، بإمكانياتهما المحدودة، وموقفهما المتردد في التعامل مع أطراف الأزمة وضحاياها.

وما يلفت الانتباه مؤخراً، تكرار التحذيرات الصادرة عن كل الهيئات الدولية الإنسانية، بما سيؤول إليه الوضع في السودان، نتيجة لحرب وحشية، وما أحدثته من حالات إنسانية في النزوح واللجوء، وسقوط ضحايا دون حصر، ومؤخراً المجاعة الوشيكة. ويتزامن هذا مع وصف يبعث على الإحباط، باعتبارها أسوأ كارثة يشهدها العالم في الألفية الثالثة، وتقع الكارثة السودانية ضمن خريطة صراعات العالم، أو البؤر الملتهبة (غزة، وأوكرانيا) في موقع تتقاطع معه قوى الصراع الدولي، والوزن الاقتصادي والتأثير السياسي، وأخيراً الموقع الاستراتيجي.

وقد كتب حازم صاغية الكاتب اللبناني مؤخراً «ما من شكّ في أنّ بيننا عنصريّين تصدّهم عن الاهتمام بالسودان أفريقيّتُه، واللون الأسمر لبشرة سكانه. لكنْ في بيئات ثقافية قد لا يصح فيها هذا الوصف، يبدو التجاهل أعقد وأشدّ مواربة. ذاك أنّ أحوال السودان تشكّل فضيحة لوعي تلك البيئات، التي غالباً ما اعتبرت أنّ النزاعات والصراعات لا تستحقّ صفتها هذه، ناهيك عن الاهتمام بها، ما لم تكن نتاج اصطدام بطرف غربيّ وأجنبيّ، وأنّ الضحايا بالتالي لا يكونون ضحايا ما لم يقتلهم هذا الطرف بعينه». وهذا الوصف ربما يصدق وربما وافق واقع حال السياسات العربية، بل قبل ذلك النظرة العربية لدول الجامعة العربية التي تعاني في تعريف هويتها عربياً كدول في هامش المحيط العربي كالصومال وموريتانيا، إذ تُعامل من حيث موقعها الجغرافي من الخليج إلى المحيط، من دون اعتراف بالقواسم المشتركة، وأولها البعد الثقافي والعنصري. والواقع أن التأثير العربي في الأزمة السودانية لا ينكر وجوده، ولكنه على الجانب الذي لا يرغب فيه السودانيون. فقد اتهم سفير السودان هذا الأسبوع في جلسة مجلس الأمن، دولة الإمارات صراحة بدعم قوات الدعم السريع، وطالبها بالتوقف عن التدخل في دعم أحد طرفي الصراع، واعتبرها سفير الإمارات في رده على الاتهامات، سخيفة. فأدخلت الحرب العلاقات الدبلوماسية بين السودان ومحيطه العربي في أزمة ذات بعد آخر، من دون أن تصل إلى موقف الخطر لأسباب معلومة. والحرب بطبيعة الحال أصبحت جاذبة لتدخلات متفرقة مثلها مثل حروب أخرى.

أما الداخل الذي ترك ليواجه مصيره تفتك به معارك الطرفين، من دون تمييز في مستوى الدمار والخراب في وتيرة معارك متصاعدة، لا ينتظر منها نتيجة حاسمة، إلا في حدود ما تقتل من مدنيين. ومن دون تدخل مطلوب، إقليماً أو دولياً، ازدادت قوى الطرفين شراهة في حربها، وفي حجم الانتهاكات المرتكبة. وقد لا تنتظر الأزمة السودانية حلولا ما بعد الحرب، كإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية، وما إليها مما يؤمل أن تعيد الأمور إلى نصابها، وهذه الرؤية الرغبوية، التي يأمل فيها السودانيون تبدو، مع واقع الظروف الحالية، بعيدة عن التحقق، وأعقد مما تسمح به الإمكانيات المتاحة. فما الذي يمكن أن ينقذ، خاصة أن الأزمة السودانية أصبحت مركبة تداخلت فيها المؤثرات ومجريات الأحداث، بما دفع بها بعيداً نحو المجهول، وتأخرت بالتالي معالجة جزئياتها، ما زاد من تعقيدها. فاقتصاد البلد الفقير قد أوصلته الحرب إلى ما يتعدى البيانات والأرقام الإحصائية، إلى مرحلة صفرية، مع انهيار في العملة وارتفاع في التضخم، وما انسحب جراء ذلك من تعطل الحياة والأنشطة الاقتصادية، وسكان يعانون شظف العيش، وبحاجة إلى مساعدات وكل ما يتأتى من الخارج في مواجهة مجاعة هي الأسوأ من نوعها أيضا وفق التقديرات الدولية. ولأن الحرب ألحقت ضرراً بليغاً بالبنية التحتية على رثاثتها، وتشمل المؤسسات الاقتصادية القائمة وخروج الاقتصاد السوداني عن مسار اقتصاد الدولة، التي فقدت أصولها وممتلكاتها، أسوة بممتلكات المواطنين؛ فإن ما ينتظر إصلاحه اقتصادياً سيحتاج إلى عقود، فإذا كان الانهيار الاقتصادي الذي يؤثر في سردية الحرب، ويعيد على ضوء نتائجه الفادحة المباشرة صياغة ملامح البلاد من جوانبها كافة، فإن السياسة التي قادت بطرق ممارستها من قبل الساسة للحرب نفسها وبعثت التشوهات السياسية في منظومة الحكم والدولة، ما يعني عملياً بروز نمط آخر لساسة وإدارة السياسة، وفق وضعية مغايرة مضادة لتقاليدها التاريخية ورموزها السياسية، ولأن الحرب أخطر ما أحدثه الانقسام المجتمعي في التصنيف الجهوي والقبلي لمنظومات الدولة الضاربة، كالجيش وبقية التحالفات العسكرية، تكون الأزمة السودانية قد دفعت إلى الوجود بلداً مقسماً وفق نتائج الحرب.

إزاء هذا الوضع السياسي الغامض والمربك يصعب التنبؤ بما يمكن أن تنقذه السياسة تسوية أو على فرضية إطار سياسي جامع، يستدعي أشكال الحلول والتوافقات السياسية على ما درج عليها ممارسو السياسية السودانية. فالعودة إلى الخريطة التقليدية للمكونات السياسية بأحزابها ونقاباتها وتكتلاتها في اليمين واليسار، خضعت لمناورات الحرب، وتغيرت قواعد اللعبة فيها بين سياسة حرب تعبر عنها حكومة عسكرية، تمثل طرفاً رئيسياً في الحرب، والمدنيين الذين يمثلون الجانب السياسي الرافض لاستمرار الحرب. وهنا تبدو المساحة متباعدة بين جميع الأطراف، ما يضع الواجهات السياسية في موقف حرج لغياب الإرادة الوطنية السياسية، خاصة أن المكونات السياسية المدنية تصنف بالذراع السياسي لقوات الدعم السريع. وهو تصنيف يلقي ظلالا سالبة عليها، على الرغم من الغرض والدعاية التي تقف وراءه، وهذه القوات التي يقاتلها الجيش زادت من حدة تعقيد المعادلة السياسية والعسكرية الاجتماعية في البلاد. ويزيد من مستوى الانهيار السياسي عدم التنسيق في المواقف، وأحياناً الموقف من الحرب نفسها، فلا تزال نتائج الحرب تحدد مستوى الاقتراب بين الموقف الوطني والحزبي والجهوي. ولعل الأخير يشكل أبرز التحديات التي يواجهها السياسي السوداني لارتباطاتها النفسية والاجتماعية. إذا كان حجم المخاطر التي أحدثتها الحرب الجارية في السودان منذ عام ونصف العام من دون توقف، جعلت من غير الممكن تصور ما سيكون عليه الوضع بعد مرحلة الحرب، إلا بالقدر الذي يحمل التمنيات أكثر من الواقع وحقائقه. فما تضرر لم يكن محصوراً بالدائرة العسكرية، حيث ميادين القتال ولغة السلاح، وإنما كارثة أقرب ما تكون إلى الفناء ألمت بشعب وأرض وكل ما ترمز إليه محددات الدولة التعريفية، في حدود ما يلامس الوجود الإنساني قبل القانوني والدستوري للكيان الذي بعثرته سياسات أخطأت بالتقدير، أو سبق الإصرار نتائج لم تكن في الحسبان مما يجعل من معالجتها أمراً غير وارد في المدى المنظور.

*نقلا عن “القدس العربي”

الوسومأقريقيا الجامعة العربية حرب السودان

مقالات مشابهة

  • مناوي: لن نسمح بتفتيت السودان
  • هل انتهت فرصة التسوية السياسية الأميركية بين إسرائيل وحزب الله؟
  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!
  • نهايات الحرب في السودان
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • صحفي إسرائيلي يكشف عدد ما دمرته المقاومة من آليات بغزة.. تفاصيل مثيرة
  • "الشعبية": الاحتلال يكثف حربه ضد المدنيين تعويضا عن فشله أمام المقاومة
  • الدويري: عملية جنين تعكس تقدما نوعيا في عمل المقاومة
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه
  • المعارك العسكرية هي الحلقة الأخيرة من حلقات الحرب