نظمت القاعة الرئيسية «قاعة سليم حسن» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بدورته الـ55، اليوم الخميس، ندوة لمناقشة كتاب «القاهرة شوارع وحكايات» للكاتب الراحل حمدي أبو جليل، استضافت كلا من أحمد اللباد، رسام ومصور فوتوغرافي، وحسام جاد، باحث في التاريخ العمراني، وأدار الندوة الكاتب والشاعر عادل سميح.

بدوره قال الكاتب عادل سميح، إن فصول كتاب القاهرة شوارع وحكايات عبرت عن طبيعة شخصية الراحل حمدي أبو جليل، التي اتسمت بالطفولة والاندهاش عند السرد، وخاصة أنه نشأ في بيئة ريفية في الفيوم جعلته مهتما ومنشغلا بحكايات مدينة القاهرة، سواء التاريخية التي ترتبط بالتسلسل الزمني لحكامها أو الحكايات الإنسانية المرتبطة بأهلها.

وأضاف، أن طبعة الكتاب المتواجدة حاليا في معرض القاهرة الدولي للكتاب هي الطبعة الخامسة التي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب في 500 صفحة، بعد خضوعها لبعض التعديلات التي تتوافق مع الفترة الحالية، وتابع: «الكتاب هو تجميع لمقالات الراحل التي تناولت جولات وحكايات في شوارع القاهرة، وقد اشتملت الطبعة الحالية بعض التعديلات بالاتفاق مع أبو جليل من خلال إعادة ترتيب فصول الكتاب تاريخيا، وإضافة الصور الفوتوغرافية والقصاصات التي تعبر عن القاهرة التاريخية والحديثة».

دمج التاريخ الإنساني بالآنية

كما أكد سميح أن الكاتب الراحل حمدي أبو جليل استطاع دمج التاريخي الإنساني بالآني في بوتقة واحدة بأسلوب سردي بسيط وممتع، مشيرا إلى أن الكاتب كان منشغلا بالحديث عن القاهرة من خلال أهلها الذين عاشوا فيها على مدار العصور، وليس من خلال حكامها.

واستعرض حسام جاد، باحث التاريخ العمراني، خلال الندوة التي عقدت بـ معرض القاهرة الدولي للكتاب، التغيرات التي مرت بها القاهرة منذ دخول العرب المسلمين لمصر سنة 640م، عندما قرروا العيش في الفسطاط والانعزال عن أهل القاهرة ببناء سور يحيطهم، مرورا بالقاهرة الفاطمية، وحدوث التحولات السياسية في عهد الأيوبيين والعثمانيين والتي أثرت على التطورات العمرانية، حتى الوصول إلى حكم المماليك وظهور شخصية القاهرة التاريخية، موضحا أن «الكاتب الراحل حمدي أبو جليل استطاع أن يميز بين قاهرة السلطة وقاهرة أهلها بكل جدارة، كما تناول النزاعات السياسية التي تدعونا للتفكير وإعادة النظر فيما هو تاريخي وثابت في عقولنا عن القاهرة».

المعالجة البصرية للكتاب

وفيما يتعلق بالمعالجة البصرية، للطبعة الجديدة من كتاب القاهرة شوارع وحكايات، قال الرسام والمصور أحمد اللباد، إنه مزج بين رؤية الكاتب حمدي أبو جليل الريفية، ورؤيته المدنية باعتباره شخص عاش طوال حياته في المدينة، ولم يعتمد فوتوغرافيا على الفترة التي كتب فيها فصول الكتاب «2005-2007»؛ بل عبرت اعتمد على المؤثرات البصرية والرسومات التي تدمج بين الفترات القديمة والحديثة بداية من لوحات وصف مصر التي رسمها الفرنسيين عن مصر، مرورا بالمطبوعات والمنشورات الدارجة، حتى الصور التي تجسد المرحلة الحالية: «كان الراحل متعاونا وكريما ولم يتشبث برأيه أبدا بخصوص المؤثرات البصرية بل ترك لي المجال للتعبير والاختيار».

وأكد اللباد أن لغة كتاب القاهرة شوارع وحكايات، اتسمت بالسهولة والمتعة وخفة الدم، إذ نجح الكاتب الراحل حمدي أبو جليل في استعراض معلومات تاريخية وجغرافية عن القاهرة بأسلوب ممتع وذكي، دلل على علاقته الوثيقة والمعقدة بالمدينة: «وجد الكاتب أنها مدينة غنية بالتفاصيل والمعلومات التي تستحق الاهتمام والتشابك معها، ليقدم لنا عملا عظيما نقل خلاله مشاعره المتضاربة والعميقة تجاهها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس عن القاهرة

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش «ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي»

استضافت قاعة "الصالون الثقافي" ضمن فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي: المحور الثالث أخلاقيات الترجمة"، تحت إشراف الدكتور إسلام فوزي.

في بداية الجلسة، رحب الدكتور فوزي بالحضور، مشيرًا إلى أهمية دور المترجم في العصر الحالي الذي يشهد تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة.

تحديات ترجمة النصوص 

من جانبه، تحدث الدكتور أحمد بدران، أستاذ الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، عن التحديات التي تواجه النصوص الأصلية أثناء ترجمتها إلى لغات أخرى، لا سيما مع إدخال لغات نادرة ومختلفة في الترجمة للأعمال الأدبية. 

وأوضح أن من أهم هذه التحديات عدم إلمام المترجم باللغة الأصلية للنص، وبيّن أن الترجمة هي عملية تراكمية قديمة، وتستمر في التطور مع مرور الزمن، حيث يُضاف لها مصطلحات لغوية جديدة ورغم أن الذكاء الاصطناعي أداة لا تمتلك مشاعر ولا تستطيع أن تُعبّر عن البُعد الدلالي والعاطفي الذي يضيفه المترجم، إلا أن هذه التكنولوجيا توفر مميزات في توفير الوقت والمال.

لا يمكن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي

أكد المترجم أحمد عويضة أنه لا يمكن الاعتماد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في الترجمة، فهو لا ينقل العاطفة والمشاعر وروح النص، وهي الوظيفة الأساسية للمترجم. 

أضاف أنه يمكن الاستعانة بهذه التكنولوجيا في بعض الحالات لتوفير الوقت والمجهود، لكن لا يمكن الاعتماد عليها لترجمة نصوص كاملة، حيث قد تظهر النصوص مترجمة بشكل مشوه. وفي المستقبل، من الممكن أن يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا ليصبح أكثر دقة.

من جانبه، تحدث المترجم محمد مطاوع عن مشروعه "Plan Sheet"، وهو برنامج يساعد ذوي الإعاقة البصرية والحركية على تعلم الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم البرنامج ببرمجة التعامل مع الكلمات والنصوص وأخلاقيات الترجمة. وأشار إلى أن البرنامج يضم حاليًا 17 متطوعًا من ذوي الإعاقة البصرية، مع أمل في زيادة هذا العدد قريبًا.

أما دكتور محمد نصر الجبالي، أستاذ الأدب الروسي في جامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة، فقد أكد أن أخلاقيات الترجمة لا تتعلق بالمترجم فقط، بل أيضًا بعوامل أخرى مثل دار النشر التي قد تفرض بعض العناوين أو المواضيع غير المناسبة، بالإضافة إلى العقود المجحفة التي قد يتعرض لها المترجم.

واقترح تدريس مادة خاصة بأخلاقيات الترجمة في كليات الترجمة، بهدف إعداد جيل من المترجمين يكونون ملمّين بالقيم الثقافية والأخلاقية ويُقدّرون تقبل الآخر دون تحيز، مع ضرورة الاهتمام بالتوازن النفسي للمترجم.

فيما أكد الدكتور ياسر آمان، أستاذ بكلية الألسن جامعة المنيا، أن الذكاء الاصطناعي يمثل استعمارًا للعقول والقلوب، حيث يترجم النصوص بناءً على البيانات والمعلومات المسجلة به، حتى وإن كانت هذه البيانات مغلوطة أو متحيزة. 

وأضاف أن استخدام الذكاء الاصطناعي ينطوي على بعض المخاوف، خصوصًا فيما يتعلق بعدم دقة الترجمة، حيث يمكن أن يتم تعديل النصوص وفقًا لأجندات أو خوارزميات مسجلة مسبقًا.

أعربت الدكتورة صفاء نور، مدرس اللغة والدراسات اليابانية بجامعة القاهرة، عن رأيها بأن الذكاء الاصطناعي يعد أداة فعّالة لتوفير الوقت والمجهود، ولكنها لا يمكن أن تحل محل المترجم بشكل كامل دون الاهتمام بأخلاقيات العمل. 

وأكدت أن المترجم هو المسؤول الأول عن الحفاظ على أخلاقيات الترجمة، حيث يتحكم هو في الآلة وليست الآلة هي من تتحكم فيه، مشيرة إلى أنه رغم قوة الذكاء الاصطناعي، فإنه لا يمكنه نقل المشاعر وروح النص التي يتقنها البشر.

يُذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُقام في الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير تحت شعار "اقرأ.. في البدء كانت الكلمة"، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية.

مقالات مشابهة

  • معرض القاهرة للكتاب يناقش الحب والحرب في عيون الأطفال
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش "اقتصاد المنصات الرقمية"
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش «الحب والحرب في عيون الأطفال»
  • معرض الكتاب يناقش «ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي»
  • العالم والأديب.. معرض الكتاب يناقش «كيف تشكّل أحمد مستجير؟»
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش دور اللغة العربية وتأثير التعددية الثقافية على الأدب الأفريقي
  • العالم والأديب.. معرض الكتاب يناقش «كيف تشكل أحمد مستجير؟»
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش "علاقة الفن التشكيلي بالمجتمع"
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش الأدب اليوناني وترجمته إلى العربية
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش أثر اللغة العربية على الثقافة الأفريقية