دير "القديس أنطونيوس" تراث يروي محطات مؤثرة في العالم المسيحي
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
عاشت الكنيسة الارثوذكسية الفترة الماضية نهضة روحية لاحياء ذكرى القديس أنطونيوس الكبير، أب الرهبان الذي وهب للعالم المسيحي الفكر الرهباني وأسس الحياة الدينية، ولاتزال تعاليمة عالقة في أذهان الكثير وتزداد عبر السنوات خصوصية روحية وتحرص الإيبارشيات على ترديد سيرته لترسيخ ماقدمه والحفاظ عليه عبر الأجيال المتعاقبة.
الأنشطة الروحية المقبلة بكنيسة العذراء مريم القديس أنطونيوس..صاحب الأثر الباقي في الكنيسة القبطية
وتمتلئ مصر بكنوز أثرية مر بها السيد المسيح خلال رحلة هروب العائلة المقدسة، ومع مرور الاوام عبر القديسين وتركوا أثارهم الباقية حتى الأن خالدة وجعلت منها محطات يحرص العديد حول العالم المسيحي لزيارتها والقراءة عن تاريخها العريق.
اثار مسيحية خالدة
وواحدة من تلك الأثار يوجد دير يقبع في منتصف الصحراء بالبحر الأحمر، ومن داخل مغارة صغيرة تعرف بـ"القلاية" بجبل القلالي قرب البحر الأحمر، عاش القديس أنطونيوس، وترك تعاليم توارثتها الأجيال في البرية الشرقية، وبدأت حركة الرهبنة تسير من صحراء وادي النطرون في القرون التالية وأصبح اسمه متعلق بهذا الفكر ويتردد على ألسنة الكثير حول العالم كلًا بثقافته فهناك من ينطقة " سان أنطوني، أو مار أنطونيو" ويعرف بـ"أب الرهبان أو أب الأسر الرهبانية"، ويؤول إليه الفضل في تأسيس الرهبنة ووجود أديرة حول العالم.
موقع الدير في البحر الأحمر
يقع دير الانبا أنطونيوس على سفح جبل الجلالة القبلي بصحراء البحر الاحمر يتوسط الطريق المؤدي إليه ممر من الجبال، ويضم عدد من الأيقونات والكنائس والسور الأثري وعدد من القلالي التي يعيش بها الرهبان، عين الماء التي تعود تاريخًا إلى عام 1700، كما يحتضن كغيره من الأديرة "الحصن الأثري" الذي شيد في عهد الإمبراطور جوستنيان عام 537م، ويبلغ ارتفاعة 15 مترًا وكان قديمًا بناء الحصن داخل الدير بمثابة درع الحماية للرهبان من الهجمات وعادة يكون مكون من 3 طوابق ومرتفع يصل إليه الصاعد من خلال قنطرة خشبية.
وبحسب ماذكرت الكتب المسيحية تبلغ مساحة الدير 18 فدانًا ثم إلحقت به ما يقرب من 350 أخرين ليصبح واحدًا من أقدم الاديرة بالعالم وأعرقهم على الاطلاق ولعل لهذا الدير خصوصية روحية ما منحه الأسباب جعلته يستقطب الزائرين ليتكبدوا مشاقة الصعود بين مرتفعات جبلية وطرق ممهدة الملايين طوال العالم لمشاهدة مايحوي من كنائس أيقونات وزخائر قبطية شهدت على مرور أباطرة القديسين في التاريخ القبطي الارثوذكسي.
محتويات دير أب الرهبنة
ويوجد الدير العريق كنيسة الأنبا أنطونيوس، وحرص كل من مروا بهذا الدير كتابة أسمائهم على الجدار المؤدي للكنيسة، وتضم وتتبارك بأجساد القديسين، عبر سلالم بنيت فى مدق الجبل الشاهق تبلغ عدد 1420 سلمه و تصل لقرابة 45 دقيقة حتى يتمكن الصاعد الوصول حيث توجد مغارته المرتفعة عن الأرض بعض الشئ ، يتوافد الكثير من محبي القديس في مثل هذه الفترة سنويًا، ومع لحظات الدخول لهذا المكان الذي أصبح كنيسة لا يتعد طولها 6 أمتار تتهافت في نفس الزائر مشاعر روحانية تنثير القلب وتندمج مع رائحة البخور وصوت الآباء الرهبان وهم يؤدون طقوس الصلوات.
مراحل فارقة مرت على دير الانبا انطونيوس
وشهد الدير على مر العصور تجليس وترسيم كوكبة من بابوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، ولعل لهذا السبب من أضفى إلى مايمتلكه من تراث عريق ومنهم قداسة البابا غبريال السادس البطريرك الـ 91، البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك الـ 99، البابا مرقس السادس عشر البطريرك الـ 101، والبابا يوأنس السادس عشر البطريرك رقم 103، والبابا يوأنس السابع عشر البطريرك الـ107، و البابا بطرس الجأولي البطريرك الـ109، والبابا كيرلس الرابع المعروف كنسيًا بـ "أبى صلاح" البطريرك الـ110، والبابا يوساب الثاني البطريرك الـ115، ويرعى الدير الان ينافة الأنبا بسطس أسقف عام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرهبنة دير القديس انطونيوس القديس انطونيوس الكبير القدیس أنطونیوس
إقرأ أيضاً:
خبير آثار: مدينة طيبة القديمة تراث عالمي يجب الحفاظ عليه
نشب حريق محدود أمس في منطقة النباتات والحشائش المتاخمة لمعبد موت جنوب معابد الكرنك بمدينة الأقصر بعيدًا عن الكرنك بحوالي 350 م دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، ويوم 25 أكتوبر الماضى نشب حريق بالكرنك في الحشائش والنخيل الجاف الموجودين على مسافة نحو 400 مترٍ من سور المعبد الخلفي وامتدت ألسنة النيران إلى منزلين في مواجهة المعبد ونجحت قوات الحماية المدنية في السيطرة على الحريق وإخماده دون خسائر بشرية وكان بسبب سيجارة كما أعلن عن ذلك.
أضرار
وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن هذا الأمر يضع أمامنا عدة علامات استفهام ويعرض دراسة تحليلية لما حدث موضحًا أن السبب الظاهرى للحريق هو وجود الحشائش وقد حذرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان من خطورة هذه الحشائش منذ شهور ونشرت صورًا لها وطالبت بإزالتها وهناك طرق عديدة ومبتكرة لإزالتها دون أن تتسبب في أضرار للآثار في ظل استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها الوزارة في الدعاية وتنشيط السياحة ويمكن تطبيقها في حماية الآثار من أي مخاطر تهددها.
ويوضح الدكتور ريحان أن حماية الآثار من أخطار الكوارث البشرية والطبيعية تتطلب تركيب كاميرات مراقبة شاملة لكل الموقع الأثرى وما حوله مثلما تم في مشروع التجلى الأعظم حول دير سانت كاترين وكذلك إنذار مبكر وإطفاء تلقائى للحريق ووضع أنظمة لكيفية التصرف لحماية البشر والحجر وقت حدوث الحرائق أو الزلازل وغيرها وتدريب العاملين عليه مع توثيق كل الآثار المعمارية والقطع الفنية بالمتاحف والمخازن توثيقًا علميًا ورقمنتها ووضعها على مواقع دولية لحمايتها من السرقة وأية أخطار أخرى.
وأضاف: الدولة المصرية حاولت الوصول إلى مستوى الدول السياحية في عدد السياح 2028 مثل فرنسا وإسبانيا مع تطوير أنماط جديدة من السياحة وتبنى مشاريع قومية لإحياء السياحة الروحية أغلى أنواع السياحة في العالم والتي تجذب أعدادًا من السياح من شرائح مختلفة ومناطق جديدة وتتجسّد في مشروع التجلى الأعظم المنتظر افتتاح مرحلته الأولى إبريل القادم وإحياء مسار العائلة المقدسة كطريق للحج إلى مصر وإحياء مسار آل البيت وانتظار العالم لافتتاح أعظم متاحف العالم وأيقونة المتاحف الدولية وهو المتحف المصرى الكبير.
تراث عالمي
وينوه الدكتور ريحان لأهمية مدينة طيبة وجبانتها "الأقصر حاليًا" المستهدفة بهذه الحرائق فهى مسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 1979 لثلاثة معايير الأول والثالث والسادس حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع فى تكوينها الفريد كمدينة للحكم بمبانيها على البر الشرقى والغربى، وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت فى عهد المصريين القدماء وفى فترة وجود طيبة كعاصمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل، كما اقترن اسمها بعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء.
ودلت الاكتشافات الأثرية على أن مدينة طيبة ترجع إلى تاريخ أقدم مما كان يظن البعض، فلقد عثر بمنطقة الكرنك على بقايا معبد من الأسرة الثانية ووجود بناء قديم يرجع إلى عصر ما قبل الأسرات لهذا تعد طيبة من أقدم المدن فى مصر وتعد هى النقلة البنائية فى استخدام الأهرامات كمقابر ملكية إلى استخدام المقابر المخفية بوادى الملوك والملكات بالإضافة إلى المصطبة التى اكتشفت بمدينة الطارف بالأقصر فجمعت مزيجًا من طراز الدولة القديمة والدولة الوسطى التى تنتمى معظم آثار الأقصر إليها، وتعتبر طيبة عاصمة مصر فى الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد
وتضم الأقصر معبد الكرنك الذى استمر بناؤها حوالي 2000 عام على مساحة إجمالية 46 فدان لعبادة الإله “آمون رع” وزوجته “موت” وابنهما الإله “خونسو ويحتوي على 134 عمود ثم مدخل المعبد وهو طريق الكباش الشهير، ومعبد الأقصر بالقرب من معبد الكرنك ومعبد الدير البحري أو معبد حتشبسوت ووادى الملوك وتمثالي ممنون ومعبد الرمسيوم الجنائزي في منطقة البر الغربي ومدينة هابو ودير المدينة.