شهد الأقباط خلال الفترة الماضية عدد من النهضات الروحية التي تحرص الكنيسة المصرية على تنظيمها احياءً لذكرى قديسها الذين قدموا الكثير من أجل حفظ التراث المسيحي ونشر مبادئ السيد المسيح ورعاية الكتاب المقدس على مدى الدهر.


ومن بين الاسماء التي اعادت الكنيسة احياء ذكراهم القديس البارة إيلارية الناسكة، والتي رحلت ف تاريخ 21 طوبة حسب التقويم القبطي من عام 513 ميلادية، وهى ابنة الملك زينون، وحفظ كتاب التراث المسيحي والقراءات اليومية المعروف بـ"السنكسار" سيرتها حتى يخلدها ويجعل من سيرته درس وعبرة للأجيال المتعاقبة.


ولدت القديسة  إيلارية في أواخر القرن الخامس، وعاشت في ثراء ابيها الملك زينون هي وأخت ثاؤبستة،  تلقت تربية مسيحية حقيقية ، وكانت هذه القديسة كثيرة الميل إلى البتولية، وفاض قلبها بحب الرهبنة ، ولم ترد أن تذهب إلى أحد أديرة العذارى القريبة من القسطنطينية وذلك بحسب ماورد في الكتب التاريخية أنها تعلم بعدم قبولها هناك خوفاً من أبيها، وكانت تفكر وتصلى كثيراً من أجل تحقيق هذا الحلم الذي شغف قلبها.
وقررت من فرط حبها للبتوليه أن ترتدي زي الرجال وسافرت في سفينة إلى الإسكندرية، ثم قصدت مدينة الإسقيط حيث يقبع دير القديس مكاريوس الكبير، وتقابلت مع الأنبا بموا وأخبرته عن قصتها، وطلبت منه أن يسمح لها بالإقامة عنده، فقبلها راهباً وأسكنها في مغارة بعيدة عن الدير حيث ظلت بها خمس عشرة عامًا.

استمرت طوال هذه الفترة تتعبد بنسك شديد وكان الأنبا بموا يفتقدها بين حين وآخر، أما هي فلم تأت إلى الدير إلا للتناول من الأسرار المقدسة كما ورد في كتب التاريخ القبطي، واشتهرت حينها كرجل يُدعى" إيلاري " وحين وقعت  أختها الصغرى في أزمتها فأرسلها الملك إلى البرية ليصلى لها الآباء الرهبان ببرية شيهيت، وحين وصلت إلى الدير صلَّى لها الرهبان أياماً كثيرة فلم تبرأ، وأخيراً سلَّموها للراهب إيلاري ليصلى لها، فأخذها وظل يصلى حتى بُرئت. 
ثم أحضرها إلى الشيوخ فأرسلوها إلى الملك سالمة، ففرح بقدومها، وسألها كيف بُرئت وكيف كان حالها في شيهيت، فقالت له أن القديس الذي أبرأها بصلاته كان يظهر لها محبته فتعجب الملك من أمر الراهب  وأرسل إلى شيوخ البرية قائلاً أرسلوا لي القديس إيلاري ليبارك المملكة، فأرسلوه
يروىى التراث المسيحي أنه حين وصل اجتمع به الملك والملكة وسألاه، كيف تعامل مع ابنتهم خلال ازمتها فقال لهم الراهب أحضرا لي الإنجيل وتعهَّدا عليه أنكما لا تعيقاني عن العودة إلى البرية إذا قلت لكما الحقيقة فلما تعهَّدا له بذلك قال: " أنا ابنتكما إيلارية ". 
كان لاخبار الملك بهذا الامر فرحًا شديدًا بل عم الفرح على الملكة  وجميع من بالقصر الملكي وظلت القديسة حينها في القصر شهراً من الزمان، ثم أرادت العودة إلى شيهيت، فلم يُرد والداها أن يطلقاها إلا بعد أن ذكَّرَتهما بالتعهد فكتب الملك إلى والي مصر يأمره بأن يقدم للدير كمية كبيرة من القمح والزيت وكل احتياجات الرهبان سنوياً، واهتم الملك بعمارة البرية وأنشأ بدير القديس مكاريوس حصناً عظيماً لا يزال قائماً إلى الآن، وبعد رجوع إيلارية إلى البرية، عاشت اثنتي عشرة سنة مداومة على النسك والعبادة ثم فاضت روحها ورحلت الى الامجاد السماوية ولاتزال قصتها ملهمه لكثير من الاقباط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنيسة المصرية الرهبنة

إقرأ أيضاً:

نحلة تلدغ رجل أمريكي في مقلة عينه.. ماذا حدث لنظره؟

حادثة غريبة تعرض لها رجل خمسيني بمدينة فيلادلفيا الأمريكية؛ إذ لدغته نحلة في مقلة عينه، ما أدى إلى تدهور نظره بدرجة شديدة، وصف معها الأطباء حالته الصحية وما حدث له بأنها «حالة طبية نادرة».. فكيف لدغته النحلة في مقلة عينه؟ وماذا حدث لنظره؟

نحلة تلسع رجل أمريكي في مقلة عينه

بدأت القصة عندما تعرض الرجل الأمريكي صاحب الـ55 عامًا للدغة نحلة في أثناء تجوله بالشارع، ولكن لم تلدغه النحلة في يده أو وجهه، وإنما وصلت إلى مقلة عينه مباشرة، دون أن يعرف الرجل كيف حدث هذا، إلا أن النتيجة كانت أنه شعر بآلام شديدة وعلى الفور توجه إلى المستشفى ليبدأ الأطباء في عمل اللازم وأخرجوا آثار لسعة النحلة من عينه ومن ثم طمأنوه وسمحوا له بالخروج.

لم يكن حظ الرجل الخمسيني سيئًا فقط لكون النحلة تمكنت من الوصول إلى مقلة عينه، وإنما لكون الأطباء في المستشفى لم يتمكنوا من إخراج آثار اللسعة بالكامل من عينه؛ إذ بقيت قطعة من الإبرة مغروسة في مقلة عينه، وهو ما جعل آلامه تزداد قوة ليضطر إلى الذهاب إلى مستشفى آخر ويعرض على أطباء آخرين حالته، حسب ما ورد على موقع «odditycentral».

إخراج قطعة حادة من عين الرجل

بعد الكشف على الرجل، وجد الأطباء أن عينه منتفخة وملتهبة ومحمرة، مع تجمع الدم بشكل واضح في الجزء السفلي من القزحية، وكان الرجل يعاني أيضًا من ألم شديد، وكشف اختبار سريع أجروه له أن بصره تدهور إلى درجة أنه بالكاد قادر على عد الأصابع أمام وجهه.

ومن خلال فحص مقلة عينه باستخدام مصباح ومجهر ذو ضوء ساطع، تمكن الأطباء من تحديد المشكلة، وهي وجود قطعة حادة من الإبرة على الحدود بين قرنية الرجل وبياض عينه، واستخدم الأطباء ملقاطًا دقيقًا خاصًا بالعين لسحب هذه القطعة الحادة المتبقية من عين الرجل، ووصفوا لها قطرات موضعية مضادة للبكتيريا وقطرات بريدنيزولون، ليبدأ نظر الرجل مع مرور الوقت يتحسن، وهو ما أكده الأطباء المعالجون له في تصريحات صحفية.

مقالات مشابهة

  • بعد أن دمرتها الحرب الأهلية.. الحياة تعود لمحمية غورونغوسا بموزمبيق
  • نحلة تلدغ رجل أمريكي في مقلة عينه.. ماذا حدث لنظره؟
  • الداخلية الروسية تدرج نائب قائد القوات البرية الأوكرانية وضباطاً آخرين على قائمة المطلوبين لديها
  • الفاتيكان يحظر الوشم وثقب الجسم عن العاملين في كاتدرائية القديس بطرس
  • تصور إسرائيلي لما بعد الحرب: اقتحامات واغتيالات وعودة للانتفاضة الثانية
  • بالفيديو.. الأونروا: الأوضاع في قطاع غزة كارثية والطرق البرية الأفضل لإدخال المساعدات
  • بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط
  • نشاط مكثف لأساقفة الكنيسة بالتزامن مع الأسبوع الثاني من صوم الرسل
  • "الأرثوذكسية" تحتفل بذكرى استشهاد القديس تيموثاؤس المصري
  • الأنبا سارافيم يزور منطقة الأرشيديوسس بالولايات المتحدة