المخرج عصام السيد يوثق رواية «اعتصام المثقفين» ضد الإخوان في كتاب
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
هذا كتاب مهم ينطوى على شهادات مهمة لأسماء عايشت الأزمة وأعربت عن قلقها على مستقبل وحاضر الثقافة فى مصر بعد مجىء الإخوان على سدة الحكم فى مصر، وفوق هذا فإن أهمية ودقة ما ورد فى الكتاب أن كاتبه لم يكتف بالشهادات وإنما استعان بالكثير من الوثائق أما الملمح الثالث، فهو بقلم مخرج مسرحى قدير هو عصام السيد، ومن المفارقات المتعلقة بهذا الكتاب أن صدوره واجه مجموعة من التحديات والعقبات إلى أن رأى النور بعد عامين.
أخبار متعلقة
«لن أخبر أحد.. بيدوفيليا».. رواية أسماء سالم تبرز الأثر النفسي للتحرش الجنسي
«لست مختلة».. رواية جديدة لسمر فوزي في معرض الكتاب
«روح واحدة».. رواية جديدة لـ أحمد عاطف درة
أما الكتاب فهو بعنوان «اعتصام المثقفين.. الطريق إلى 30 يونيو» والذى يتناول مجريات الأحداث بعد مجىء الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر، حيث ضاقت الأرض بما رحبت، وبالأخص على النخبة المثقفة أثناء حكم الإخوان. وفى مايو 2013 أعلن دكتور هشام قنديل تعديلا وزاريا، وكان الظن أن الإخوان سيرضخون لمطالب المعارضة، فى ضرورة وجود وزارة ائتلافية تجرى تحت ظلها انتخابات المجلس النيابى الجديد.
وبالتالى فإن التعديل الوزارى كان هدفه- حسب هذا الظن- إشراك مجموعة من الوزراء المحسوبين على المعارضة حتى تقبل بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة، ولكن جاء التعديل الوزارى مخيبا للآمال، فلم يضم سوى الأهل والعشيرة، وجاء ضمنهم الدكتور علاء عبد العزيز (المدرس بمعهد السينما) وزيرا للثقافة، ولم يكن معروفا للوسط الثقافى والفنى.
وعلى الفور انشغلت وسائل التواصل الاجتماعى بالبحث عن سيرته الشخصية، فاتضح أن كل مؤهله لتولى الوزارة مقال نشره بجريدة الحرية والعدالة وعضويته فى حزب إسلامى تحت التأسيس، ولم يقف الأمر عند هذا فلقد قام عبد العزيز وبعد حلف اليمين مباشرة بنشر عدة تصريحات تلقى التهم جزافا على قيادات وزارة الثقافة، واتضح منها أنه جاء لتصفية خصومات شخصية.
وبعد قليل تكشفت خيوط كثيرة، فالوزير كان ينفذ خطة لأخونة الوزارة ضمن خطة عامة للإخوان لتغيير هوية مصر، وعلى الفور تحرك المثقفون لمناهضة تلك الخطة، وأصدروا عدة بيانات خاصة بعد أن اتضح أن تعيينه فى معهد السينما غير قانونى، وتسارعت الأحداث مع عزل الدكتور أحمد مجاهد من منصبه كرئيس لهيئة الكتاب، فبدأت المظاهرات والاحتجاجات، ثم توالت قرارات الوزير التى كانت بمثابة ألغام زرعها بنفسه ولنفسه.
غلاف الكتاب
وتصاعدت الاحتجاجات من مؤتمر بأكاديمية الفنون إلى اجتماع لعموم المثقفين فى نقابة الصحفيين، ثم اعتصام بالأوبرا ووقف جميع أنشطتها لمدة 3 أيام، ومسيرة احتجاج إلى الوزارة وحصارها يوما بأكمله، حتى منع الوزير من حضور أى من الفعاليات التى تقيمها الوزارة، ثم إلى وقفة احتجاج أمام الأوبرا والتهديد بتصعيد أكبر لو لم يتم عزل الوزير، ثم تم تنفيذ التهديد بالاعتصام داخل وزارة الثقافة بداية من يوم 5 يونيو. وهكذا تصاعدت حركة المثقفين لتصبح رقما صعبا يقاوم بلا هوادة حتى صارت إحدى شرارات ثورة 30 يونيو.
هذه توطئة لكتاب مهم تضمن الكثير من التفاصيل للمخرج المسرحى الكبير عصام السيد والذى يروى الأسرار الدقيقة لتلك الأيام، من خلال ما نشرته الصحف والمواقع- توخيا لأقصى درجات الموضوعية- رغم مشاركة كاتبه فيها.
يروى الكتاب الأسرار الدقيقة لتلك الأيام، ومنها أسرار تكشف لأول مرة، ورغم مشاركة الكاتب فى تلك الأحداث ومنذ اللحظة الأولى ومعرفته الشخصية بالأطراف الفاعلة فيها، إلا أنه يوثق الأحداث من خلال ما نشرته الصحف والمواقع الإخبارية توخيا لأقصى درجات الموضوعية، كما يستند إلى وثائق ضمّنها فى الكتاب.
ولقد نشر الكاتب من قبل هذه الأحداث فى موقع شهريار النجوم فى مقالات أسبوعية، لكن الكتاب أكثر استفاضة ويمتلئ بتفاصيل أكثر ويضم وثائق لم تنشر فى المقالات التى كانت تتابع الأحداث بشكل يومى، أما الكتاب، فإنه يختلف فى الصياغة ولا يرتبط بالترتيب الزمنى.
وكان من المفترض نشر الكتاب منذ عامين تقريبا فى دار نشر خاصة، لكن الدكتورة إيناس عبد الدايم طلبت من الكاتب نشره بالهيئة العامة للكتاب حتى يتوفر للجمهور بسعر مناسب، وبالفعل تم سحب الكتاب من الدار الخاصة، وتم تقديمه لهيئة الكتاب فتحمس له الدكتور هيثم الحاج على لنشره، على أن يصدر فى يونيو 2022، لكن بسبب أزمة طارئة فى ورق الطباعة تم التأجيل إلى معرض الكتاب 2023.
وبرغم الانتهاء من بروفة الكتاب وتوقيع الكاتب عليها وإعداده للطباعة، اختفت أخبار الكتاب بمجرد مغادرة الدكتور هيثم لمنصبه وتولى نائبه الدكتور أحمد البهى للمنصب، ولم يكن كتاب اعتصام المثقفين الوحيد الذى اختفى، فمعظم ما تم الاتفاق على نشره فى عصر الدكتور هيثم لم يتم تنفيذه، ومن ضمنها كتب عن حرب أكتوبر فى فروع عدة، ودواوين شعرية هامة.
ولم يقف الأمر عند الكتب، فهناك مشروعات أخرى توقفت، مثل مكتبة الطفل بالشروق التى تقع على مساحة 4000 متر ومعدة لاستقبال كل الأنشطة الفنية والثقافية والتى كانت معدة للافتتاح، فلم يفتتح منها حتى الآن سوى منفذ بيع الكتب، و74 كشك بيع للكتب فى القرى جاهزة منذ عام تقريبا ولم تفتتح حتى الآن، بل الكارثة الأكبر أن بيع الكتب على المنصة الإلكترونية لهيئة الكتاب متوقف.
واليوم يصدر الكتاب عن دار سما للنشر التى تحمست لنشره فورا احتفالا بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو.
ثقافة سور الأزبكية المخرج عصام السيد اعتصام المثقفينالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة
إقرأ أيضاً:
حياة المضمار.. «البوابة نيوز» تنشر فصلًا من رواية «لمّاح»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنشر «البوابة نيوز» فصلًا من رواية "لمّاح" للكاتب المصري منعم زيدان، والمأخوذة عن الفيلم الذي يحمل نفس الاسم للسيناريست الإماراتي عيسى الجناحي؛ والتي تُصدر قريبًا عن مؤسسة "الباشكاتب" للسيناريو والنشر والسينما.
وزيدان كاتب روائي وسيناريست مصري مقيم بالإمارات، صدرت له من قبل رواية "الدخان الأزرق"2018 عن دار الكتاب العربي؛ أما الجناحي، فهو عضو مسرح دبي الأهلي، وتعّد الرواية هي تجربته السردية الأولى بخلاف أعماله للكتابة في السينما والمسرح.
حياة المضمارالعلاقة بين راشد ولمّاح أكثر من مجرد علاقة فارس بحصانه، بل كانت ارتباطًا عميقًا يجمع بين روحين تتوحدان في الحب والاحترام. كان راشد يجد في لماح ليس مجرد حصان أصيل يمتلك القوة والجمال، بل رفيقًا وأخًا يقاسمه كل لحظة شغف وعزيمة. كان حين يقترب منه في الاسطبل، يلمح في عينيه لمعة فريدة، كأنه يُخبره بأنهما خُلِقا ليكونا معًا، وأن هذا الرباط الذي جمعهما ليس عابرًا، بل خالدًا كخُطاهما في الأرض.
حينما كان راشد يركب على ظهر لماح، كان يشعر بالتحام خاص، كأنهما كائن واحد يتحرك بتناغم كامل. لم يكن بحاجة إلى توجيه لماح؛ يكفي أن يُمسك اللجام بلطف حتى يفهم لماح ما يريده، وكأنه يقرأ أفكار راشد. كان هذا التناغم بينهما عجيبًا وساحرًا، بل صديق يفهمه من نظرة واحدة، يفهم مشاعره حتى قبل أن ينطق بها.
لماح بدوره كان يعشق راشد بلا حدود؛ كان يُسرع إليه متى ناداه، يلتف حوله، ويضع رأسه في يده كأنه يبحث عن لمسة حانية أو كلمة مُطمئنة. كانت مشاعر لماح تظهر بوضوح في تصرفاته الصغيرة، كالتفاتة حانية أو رعشة صغيرة عندما يسمع صوت راشد، وكأنه يقول له إنه دائمًا إلى جانبه، وأنه مستعد للانطلاق معه إلى أي مكان دون تردد.
في ساعات التدريب، كان راشد يجد في لماح الشريك المثالي الذي يساعده على تحقيق أهدافه. لم يكن راشد يخاف من المخاطر طالما كان لماح بجواره، لأنه كان يثق في قدرته وحكمته. كان يلاحظ كيف يتصرف لماح بذكاء وحنكة حينما يتعرض لموقف صعب، وكأن الحصان يعرف ما يجب فعله تمامًا. هذه الثقة المتبادلة بينهما جعلت من علاقتهما ليست فقط علاقة عمل أو شغف بالخيل، بل علاقة مفعمة بالإخلاص المتبادل.
كانت لحظات الغروب في المضمار تضيف بُعدًا جديدًا لهذه العلاقة؛ كان راشد يجلس بجانب لماح بعد يوم طويل من التدريب، يمرر يده على فرائه اللامع، ويتحدث إليه كما لو كان يتحدث إلى صديق عزيز. كان يحدثه عن آماله وطموحاته، وكان لماح ينصت بصمت، وكأنه يتفهم كل كلمة، ويشارك صاحبه تلك المشاعر، بروحه قبل أذنيه.
في السباقات، كان لماح يعطي أفضل ما لديه، ليس فقط ليحقق النصر، بل ليُسعد راشد ويشعره بالفخر. كان الحصان يدرك أن كل خطوة يخطوها وكل انطلاقة يحققها هي لأجل صاحبه الذي يعامله كرفيق، وليس مجرد وسيلة لتحقيق انتصار. وعندما يتوج بالنصر، كان راشد يُشع فرحًا وفخرًا، يحتضن لماح ويهمس له بكلمات الامتنان، كأنه يُعبر له عن مكانته في قلبه وأن ما يربطهما أكبر من مجرد فوز أو خسارة.
هذه العلاقة العميقة التي جمعت بين راشد ولماح كانت عنوانًا للإخلاص والتفاهم، فرغم أن لماح حصان لا ينطق، كان يُعبر عن مشاعره بأفعاله، بينما كان راشد يبادله المحبة والتقدير. وفي كل لحظة يقضيانها معًا، كانا يعلمان أن هذه الصداقة ليست مجرد صحبة، بل رابطة خالدة تجسد معنى الوفاء بين الإنسان وحصانه.
كانت الشمس تتسلل بين الغيوم البيضاء، ترسم على الرمال الدافئة خطوطًا ذهبية تزين مضمار السباق الصغير. وقف راشد، بطل المنطقة في الفروسية، على ظهر حصانه “لماح”، متأهبًا كما اعتاد. إلى جانبه، وقف صديقاه يتبادلان الابتسامات قبل أن تنطلق إشارة البداية. كان السباق وديًا، مجرد تحدٍّ بين الأصدقاء، لكن في عيون راشد، كل سباق هو فرصة لإثبات مهارته ولإبهار شخص واحد فقط،
العلاقة بين راشد ولمّاح أكثر من مجرد علاقة فارس بحصانه، بل كانت ارتباطًا عميقًا يجمع بين روحين تتوحدان في الحب والاحترام. كان راشد يجد في لماح ليس مجرد حصان أصيل يمتلك القوة والجمال، بل رفيقًا وأخًا يقاسمه كل لحظة شغف وعزيمة. كان حين يقترب منه في الاسطبل، يلمح في عينيه لمعة فريدة، كأنه يُخبره بأنهما خُلِقا ليكونا معًا، وأن هذا الرباط الذي جمعهما ليس عابرًا، بل خالدًا كخُطاهما في الأرض.
غلاف رواية “لمّاح”حينما كان راشد يركب على ظهر لماح، كان يشعر بالتحام خاص، كأنهما كائن واحد يتحرك بتناغم كامل. لم يكن بحاجة إلى توجيه لماح؛ يكفي أن يُمسك اللجام بلطف حتى يفهم لماح ما يريده، وكأنه يقرأ أفكار راشد. كان هذا التناغم بينهما عجيبًا وساحرًا، بل صديق يفهمه من نظرة واحدة، يفهم مشاعره حتى قبل أن ينطق بها.
لماح بدوره كان يعشق راشد بلا حدود؛ كان يُسرع إليه متى ناداه، يلتف حوله، ويضع رأسه في يده كأنه يبحث عن لمسة حانية أو كلمة مُطمئنة. كانت مشاعر لماح تظهر بوضوح في تصرفاته الصغيرة، كالتفاتة حانية أو رعشة صغيرة عندما يسمع صوت راشد، وكأنه يقول له إنه دائمًا إلى جانبه، وأنه مستعد للانطلاق معه إلى أي مكان دون تردد.
في ساعات التدريب، كان راشد يجد في لماح الشريك المثالي الذي يساعده على تحقيق أهدافه. لم يكن راشد يخاف من المخاطر طالما كان لماح بجواره، لأنه كان يثق في قدرته وحكمته. كان يلاحظ كيف يتصرف لماح بذكاء وحنكة حينما يتعرض لموقف صعب، وكأن الحصان يعرف ما يجب فعله تمامًا. هذه الثقة المتبادلة بينهما جعلت من علاقتهما ليست فقط علاقة عمل أو شغف بالخيل، بل علاقة مفعمة بالإخلاص المتبادل.
كانت لحظات الغروب في المضمار تضيف بُعدًا جديدًا لهذه العلاقة؛ كان راشد يجلس بجانب لماح بعد يوم طويل من التدريب، يمرر يده على فرائه اللامع، ويتحدث إليه كما لو كان يتحدث إلى صديق عزيز. كان يحدثه عن آماله وطموحاته، وكان لماح ينصت بصمت، وكأنه يتفهم كل كلمة، ويشارك صاحبه تلك المشاعر، بروحه قبل أذنيه.
في السباقات، كان لماح يعطي أفضل ما لديه، ليس فقط ليحقق النصر، بل ليُسعد راشد ويشعره بالفخر. كان الحصان يدرك أن كل خطوة يخطوها وكل انطلاقة يحققها هي لأجل صاحبه الذي يعامله كرفيق، وليس مجرد وسيلة لتحقيق انتصار. وعندما يتوج بالنصر، كان راشد يُشع فرحًا وفخرًا، يحتضن لماح ويهمس له بكلمات الامتنان، كأنه يُعبر له عن مكانته في قلبه وأن ما يربطهما أكبر من مجرد فوز أو خسارة.
هذه العلاقة العميقة التي جمعت بين راشد ولماح كانت عنوانًا للإخلاص والتفاهم، فرغم أن لماح حصان لا ينطق، كان يُعبر عن مشاعره بأفعاله، بينما كان راشد يبادله المحبة والتقدير. وفي كل لحظة يقضيانها معًا، كانا يعلمان أن هذه الصداقة ليست مجرد صحبة، بل رابطة خالدة تجسد معنى الوفاء بين الإنسان وحصانه.
كانت الشمس تتسلل بين الغيوم البيضاء، ترسم على الرمال الدافئة خطوطًا ذهبية تزين مضمار السباق الصغير. وقف راشد، بطل المنطقة في الفروسية، على ظهر حصانه “لماح”، متأهبًا كما اعتاد. إلى جانبه، وقف صديقاه يتبادلان الابتسامات قبل أن تنطلق إشارة البداية. كان السباق وديًا، مجرد تحدٍّ بين الأصدقاء، لكن في عيون راشد، كل سباق هو فرصة لإثبات مهارته ولإبهار شخص واحد فقط.