المتحف الوطني يدشن معرض سرمدية الأبيض
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
مسقط "العُمانية": افتتح المتحف الوطني في بيت جريزة معرض بعنوان "سرمدية الأبيض: لوتشيو فونتانا وفنانو حركة الفن المُطلق الإيطاليون"،بالتعاون مع صالة العرض "روبيلات وفوينا" وذلك تعزيزًا لقيم التواصل الحضاري والثقافي بين سلطنة عُمان والجمهورية الإيطالية، ويستمر حتى 31 مارس المقبل. وقد تضمن المعرض ثمانية أعمال فنية منتقاة لأبرز فناني حركة الفن المطلق الإيطالية في منتصف القرن العشرين، وهم: أغوستينو بونالومي، وإنريكو كاستيلاني، وبيترو كونساغرا، ولوتشيو فونتانا، وبييرو مانزوني، وباولو شيجي.
وتجسّد الأعمال الفنية في هذا المعرض التنوع والابتكار، حيث يسود لوحات المعرض اللون الأبيض، الذي يُجسّد نقاء الطموحات الفنية لهؤلاء الفنانين، ويؤكد على عمق تجاربهم في استغلال العمق التصوري للوحات أحادية اللون، التي تسرد رحلة التطور الفنية التي شهدتها المدرسة "الفضائية" في الخمسينات حتى السبعينات من القرن العشرين.
ومن الأعمال المعروضة في المعرض أعمال الفنان والنحّات لوتشيو فونتانا والمعنونة بـ (المفهوم الفضائي/ الانتظار)، ويُعد أحد أبرز الفنانين في القرن العشرين وأكثرهم راديكالية، ورائد الحركة الفضائية، واشتهر في العالم بلوحاته المشروطة (المجروحة بسكين).
وقد فتحت أعمال الفنان فونتانا المجال لظهور فن ما وراء اللوحة، الذي ظهر صداه في عمل "غياب الألوان" للفنان الإيطالي مانزوني و"السطوح المنحنية البيضاء" للفنان شيجي، كما كشفت أعمال الفنانَيْن: كاستيلاني وبونالومي، عن إمكانات جديدة للأبعاد والألوان الخارجة عن النمط التقليدية المعتادة في الفن، كما توضح منحوتات بونالومي وكونساغرا – من أعمال المدرسة الفضائية- إمكان أن تكون لغة الفن بعيدة كل البعد عن الرسم النمطي التقليدي المعتاد.
وإلى جانب الأعمال الفنية المعروضة في بيت جريزة، أعارت المؤسسة لوحة بعنوان (الأحمر) للفنان أغوستينو بونالومي للعرض بجانب قطع العرض الثابت في المتحف الوطني.
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني: إكمالًا لإرث بيت جريزة التاريخي ذي التصميم الهندسي البديع والتصميم الحسن؛ أتت فكرة المشروع الذي يحمل عنوان "تحفة فنية ببيت جريزة" والذي يهدف المتحف الوطني من خلاله إلى إثراء الأبعاد الفنية والتعبيرية لهذا البيت، باستضافة المعارض الفنية ذات الدلالات والمعاني الرفيعة بين جنباته، كمعرض "سرمدية الأبيض".
وأضاف: نرجو أن يحظى زوار المعرض بتجربة فنية متميزة، ولا يسعنا إلا أن نُعبّر عن شكرنا العميق للجهود والدعم الكريم من صالة العرض "روبيلات وفوينا" في تنظيم وإعداد هذا المعرض المتفرِّد.
من جانبهم قال إدموندو دي روبيلانت وماركو فوينا (شركاء في "روبيلانت وفوينا"): "بصفتنا أحد أبرز صالات العرض التي تُعنى بالترويج عن فن ما بعد الحرب الإيطالي، فنحن سعداء اليوم بتنظيم هذا المعرض بالشراكة مع المتحف الوطني في سلطنة عُمان، فهو أول معرض يحكي عن المدرسة "الفضائية" وتأثيرها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ويُعد المعرض الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ".
وقال سعادة بيير لويجي ديليا سفير جمهورية إيطاليا المعتمد لدى سلطنة عُمان: إننا نسعد اليوم أن نرى في مسقط هذا المعرض الفني الإيطالي الذي يعرض أعمالاً فنية للفنان لوتشيو فونتانا وغيره من فناني حركة الفن المطلق الإيطالية في رحاب بيت جريزة بتصميمه البديع، ونأمل أن يكون هذا النوع من الفن الحديث مُلهماً للجيل الحديث، وحاثّاً لهم لتقدير تقاليدهم الثقافية، ونحن في السفارة الإيطالية سعداء بتجلي هذا المعرض إلى حقيقة في أرض الواقع.حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السمو وأصحاب السعادة والسفراء المعتمدين لدى سلطنة عُمان، والمهتمين في المجال الثقافي والمتحفي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المتحف الوطنی هذا المعرض
إقرأ أيضاً:
معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
جدة – صالح الخزمري
شهد معرض جدة للكتاب على مدى أيامه السابقة، مع اقتراب ختام فعالياته لهذا العام، إقبالاً كبيراً من الزوار وضيوف البرنامج الثقافي، الذين تفاعلوا مع فعاليات ثرية، شملت ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وحديث كتاب.
هذا التفاعل أسهم في إبراز المعرض بوصفه منصة ثقافية، تجمع بين الأدب والفن والفكر، وسط حضور مميز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها.
ووسط أجواء ثرية بالإبداع والتفكير النقدي، سلَّط معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على العلاقة المتشابكة بين الفن والفلسفة من خلال ورشة عمل مميزة قدَّمها الدكتور بدر الدين مصطفى.
الورشة التي كانت جزءاً من البرنامج الثقافي للمعرض جمعت تحت سقفها نخبة من الفنانين التشكيليين المهتمين بالمجال الأدبي والفلسفي، وصُنَّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملهم.
وفي حديثه أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفلسفة تُعنى بفهم العالم عبر التفكير النقدي والتحليل العقلي المجرد. وأوضح أن القوانين التي تحكم المجتمع هي ذاتها التي تُشكِّل لغته وإدراكاته ومفاهيمه وقيمه وفنونه، وقال: “على ضوء هذه القوانين برزت ثقافتنا مثالاً على وجود نظام متكامل، وجميع معارفنا وفنوننا تدين لهذا النظام”.
وأضفى مصطفى بُعداً عملياً على الورشة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الرسومات والصور والأفلام، وناقش كيفية تناول الفلسفة لهذه الأعمال لخلق مفاهيم متعددة، وعلَّق: “الفن دائمًا مجال للتأويل؛ إذ تتعدد وجهات النظر حوله. لا يمكننا محاكمة الفن فلسفياً، ولكن من المشروع قراءة الفن من زاوية فلسفية”.
* فيما استعرضت ورشة عمل “القراءة المتخصصة” الأسس التي تجعل من القراءة المتخصصة أداة فعالة لتطوير الفكر والمعرفة.
وركزت الورشة على أربعة عوامل رئيسية، هي: التأسيس، والتركيز، والتراكم، والتكامل، التي تقود القارئ إلى خلاصة التجربة الفكرية.
وأوضح المتحدث في الورشة عبدالرحمن الطارقي أن القراءة ليست مجرد نشاط اعتيادي، بل هي فعل وجودي، يعكس حالة من الانبعاث الفكري.
وأشار إلى دور القراءة الدقيقة في فك رموز النصوص، والوصول إلى أعماقها، مستشهدًا بمقولات الجاحظ التي تؤكد أن القراءة تجربة تفاعلية مع النصوص.
وأضاف الطارقي بأن فهم النصوص يتطلب توظيف المعارف السابقة؛ إذ تصبح القراءة مهارة لغوية، تسهم في بناء بيئة معرفية متكاملة. كما أشار إلى أن الكتابة منذ نشأتها، كانت وسيلة للتطور الفكري، موضحًا أن الكتب الجيدة لا تكتفي بإشباع فضول القارئ، بل تفتح أمامه أبواب تساؤلات جديدة، تعزز البحث المستمر.
وأكَّد أن القراءة المتخصصة تُعد بوابة لفهم أعمق للعالم والعلوم المختلفة؛ إذ تجمع بين تحليل المعرفة المكتسبة وإضافة أبعاد جديدة من خلال التساؤل والبحث، ولفت إلى أن هذه العملية تُفضي إلى تكامل فكري يدفع القارئ إلى استكشاف المزيد.
* وكشفت ندوة (من الهواية إلى الاحتراف: الكتابة الروائية) عن تجارب ملهمة لثلاثة كُتَّاب: رزان العيسى، وغدير هوساوي، وناصر السنان، الذين شاركوا قصصهم عن مواجهة التحديات وتحقيق النجاح بدعم الحاضنات الأدبية.
وقد أجمع المشاركون على أهمية الورش الإبداعية والإرشاد الشخصي في صقل مواهبهم وتوجيههم نحو الاحتراف.
وأوضحت رزان العيسى أن البدايات كانت متعثرة، لكنها تمكنت من تجاوز الصعوبات بفضل الدعم المستمر والرغبة في التطوير، مؤكدة أن الإصرار كان المفتاح للوصول إلى مراحل متقدمة في الكتابة.
أما غدير هوساوي فقد أشارت إلى أن شغفها بالكتابة بدأ منذ الطفولة؛ إذ كانت حصص التعبير المدرسي نافذة لاكتشاف موهبتها، مؤكدة أن القراءة وتوسيع آفاق البحث كان لهما دور كبير في تطوير قدراتها الأدبية.
من جانبه، تحدث ناصر السنان عن التحدي الذي واجهه في تحقيق التوازن بين حياته المهنية كونه مهندساً وحياته الأسرية وشغفه بالكتابة، مشيرًا إلى أنه كان يضطر للاستيقاظ مبكراً لكتابة رواياته.
وأكَّد السنان أن الحاضنة الأدبية لعبت دوراً كبيراً في تطوير شخصيات رواياته وأفكارها، بفضل الإرشاد المستمر والمراجعات التفصيلية.
وأجمعت هوساوي والسنان على أن الدعم الذي قدمته الحاضنات الأدبية كان حاسماً في تخطي التحديات وتحقيق التقدم؛ إذ عمل المرشدون معهم خطوة بخطوة لتطوير أفكارهم وتخطيط رواياتهم بشكل احترافي.