سلامة عمر يكتب: أنهلك وفينا الصالحون؟!
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
كان رد النبي ﷺ على هذا السؤال: نعم إذا كثر الخبث! فقد عمت العقوبات لهذا السبب كما قالﷺ في حديث آخر: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه" وقال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
وقولهﷺ إذا كثر الخبث، معناه، عند أكثر أهل العلم: الزنا، وإشاعة قصص الزنا وقذف المحصنات وغيرها.
والإسلام لم يكتف بالنَّهي عن الفواحش وحسب؛ بل جفَّف منابعها، وقطع وسائل انتشارها؛ فحرَّم كل ما يؤدي إلى تهوينها في عيون الناس، وذيوعها وإشاعتها في المجتمعات؛ صيانة لها، وحفاظًا على أمنها وسلامها الأخلاقي والقِيَمي، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وقال أيضًا: {وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ}، مشددًا على أنه يجب على كلّ إنسان إذا سمع بوقوع منكر من منكرات أن يحمد الله على السَّلامة، وأن يسأله العافية، وأن يتعظ ويحفظ لسانه، فقد أخرج البخاري عن علي بن أبي طالب قال: "العامل الفاحشة، والذي يشيع بها، في الإثم سواء".
فقال ﷺ: «وأيُّما رَجُلٍ أشاعَ على رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِكَلِمَةٍ وهُوَ مِنْها بَرِيءٌ يَشِينُهُ بِها فِي الدُّنْيا كانَ حَقًّا على الله تَعَالَى أنْ يُدْنيَهُ يَوْمَ القيامَةِ فِي النَّارِ حَتَّى يأْتِيَ بِإِنْفاذِ مَا قالَ».
فهل الذي ينجي الأمة هو أن يكونوا من المصلحين الصالحين؟
المانع من نزول العذاب هو الإصلاح لا مجرد الصلاح، فيجب أن يكون الإنسان صالحًا في نفسه مصلحًا لغيره، واعلموا أنه إن لم يكن مصلحًا، فإنه لا يكون صالحاً؛ لأن حقيقة الصلاح وتمامه إنما تكون بالإصلاح، قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
نسال الله الهدى والتقى والعفاف والغنى، ونسأله تعالى أن يبعد عنّا الفواحش ما ظهر منها وبطن وأن يبعد عنّا وساوس الشيطان وفتن النساء.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
حكم صيام 27 رجب.. «الإفتاء» توضح جوازه واستحباب إحياء ليلة الإسراء والمعراج
يستعد عدد كبير من المسلمين لإحياء ليلة الإسراء والمعراج، التي توافق الـ27 من شهر رجب، حيث يبدأ الاحتفاء بها من مغرب اليوم الأحد حتى فجر يوم الاثنين، ويُعد الصيام في شهر رجب من العبادات المستحبة شرعًا، كونه أحد الأشهر الحرم التي تُضاعف فيها الحسنات وتُرفع فيها أعمال العباد.
ويتساءل الكثيرون عن حكم صيام يوم 27 رجب تحديدًا، حيث يُعتقد لدى البعض أنه اليوم الذي وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج، ويؤكد الفقهاء أن الصيام بشكل عام في شهر رجب من الأعمال الصالحة التي يُستحب الالتزام بها، دون تخصيص يوم معين إلا بدليل شرعي واضح.
ما حكم صيام 27 رجبوأجابت دار الإفتاء في فتوى لها على سؤال إحدى المتابعات حول ما حكم صيام 27 رجب، تقول فيه: ما حكم صيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب؟ فإني اعتدتُ صيامه كل عام؛ تعبيرًا مني عن الفرح بما أنعم الله به على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الليلة المباركة، وأوضحت الدار أن صيامُ يوم السابع والعشرين من شهر رجب فرحًا بما أنعم الله تعالى به على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم المبارك هو من الأمور المستحبة المندوب إليها والمرغَّب في الإتيان بها وتعظيم شأنها؛ وقد تواردت نصوص جماعة من الفقهاء على ذلك.
ولفتت الدار خلال إجابتها عن سؤال ما حكم صيام 27 رجب إلى أنه مِن المقرر شرعًا أنَّ «الأمر المطلق يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال»؛ فالأمر فيه واسعٌ، وإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وإيقاعه أكثرَ مِن وجهٍ؛ فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجهٍ دون وجهٍ إلَّا بدليل، وإلا كان ذلك هو الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعه اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم.
صيام الإسراء والمعراجوأضافت الإفتاء فيما يخص ما حكم صيام 27 رجب، أن صيامُ يوم السابع والعشرين من رجب فرحًا بما أنعم الله تعالى به على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم المبارك؛ باعتباره اليوم الذي كان صبيحة ليلة الإسراء والمعراج وفق المشهور لا مانع منه شرعًا؛ حيث ورد الأمر الشرعي بالتذكير بأيَّام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيَّام الله تعالى: الوقائع العظيمة التي مَنَّ الله فيها على عباده بتفريجِ كُربةٍ أو تأييدٍ بنصرٍ أو نحوهما، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه؛ شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفاءً واحتفالًا بنجاة أخيه سيدنا موسى عليه السلام؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ».