قرار منفرد.. لماذا أوقفت كتائب حزب الله عملياتها في العراق؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتخاذه قرار بالرد على مقتل ثلاثة من جنود بلاده بهجوم استهدف قاعدة عسكرية في الأردن، أصدرت مليشيا "كتائب حزب الله" في العراق، بيانا علّقت فيه عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية، وذلك "دفعا لإحراج الحكومة العراقية".
وأوضحت "كتائب حزب الله" خلال بيان لها، الثلاثاء، إن "إخوتنا في محور المقاومة - لا سيما في الجمهورية الإسلامية (إيران)- لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيرا ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا".
وقبل ذلك، اكتفى بايدن بإعلان أنه اتخذ قرارا بشأن طريقة الرد على مقتل الجنود. لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قال: "من الممكن جدا أن تشهدوا مقاربة متدرجة في هذه الحال، ليس مجرد إجراء واحد بل احتمال اتخاذ إجراءات عدة".
ضغط إيراني
وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي، مهند الجنابي، إن "تعليق العمليات مرتبط بإيران وسعيها في عدم المضي بتصعيد خطير قد يعرضها إلى رد فعل، وأن الأخيرة لا تنظر فقط للضربة العسكرية، وإنما إلى تقييد العراق ماليا بشكل يضر بمصالح طهران الاقتصادية".
وأوضح الجنابي لـ"عربي21" قائلا: "صحيح أن إيران تحرص على موضوع أمنها القومي، لكن الجانب الاقتصادي في الوقت ذاته، قد يدفع طهران إلى أن تخفّض من حجم التصعيد الذي يقوم به وكلاؤها في العراق".
ولفت إلى أن "إيران على المستوى الرسمية والدبلوماسي تحرص على تغيير الصورة النمطية لدى العالم بأن هذه الجماعات مرتبطة بها، لكن من المؤكد أنها ترتبط بالحرس الثوري وجهات إيرانية أخرى، لذلك أرجح أن تكون طهران هي من ضغطت على الفصائل لإيقاف عملياتها".
وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية في العراق، معتز النجم، إن "المناورة الإيرانية المتمثلة بالتبرؤ من هذه الجماعات، وضعت الكرة داخل الفصائل في كيفية التعاطي مع الحدث، لكن الولايات المتحدة تدرك أن إيران لديها باع طويل في التكتيك الإستراتيجي".
وبيّن النجم لـ"عربي1" أن "الفصائل المسلحة في أعمالها تؤكد يوما بعد آخر أنها تمثل أجندة خارجية ليس لها علاقة بالمصلحة العراقية، لذلك إذا كان قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني هو من أوقف عملياتها، فإنها بالفعل مجرّد جماعات عاملة في العراق ولا تنتمي إليه".
وجاء قرار تعليق العمليات للمليشيا الأقرب إلى إيران في العراق، بعد يوم من تسريبات نشرتها حسابات عراقية على مواقع التواصل تفيد بزيارة قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني إلى العراق، ولقائه بعدد من قادة الفصائل، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
تهديد السوداني
وبخصوص الحديث عن أن إيقاف العمليات سببه تهديد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالاستقالة، استبعد الجنابي أن يكون الأخير قد أقدم على هذه الخطوة، ذلك لأنه انخرط في حوار مع الفصائل المسلحة لمنع التصعيد، لكنها لم تمتثل للموقف الحكومي منذ 27 أكتوبر الماضي.
وتساءل الجنابي قائلا: "إذا كان تعليق العمليات جاء نتيجة تهديد السوداني بالاستقالة، فلماذا لم تصدر بيانات من الفصائل الأخرى مثل (النجباء، كتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء) المنخرطة ضمن ما يعرف بـ(المقاومة الإسلامية في العراق)؟".
ولفت إلى أن "قرار كتائب حزب الله المنفرد، ربما يفتح المجال أمام تكهنات عدة، منها: أن (المقاومة الإسلامية في العراق) قد أوقفت عملياتها منذ آخر عملية لها، والتي استهدفت فيها القوات الأمريكية في موقع برج22 على حدود الأردن".
وتابع: "أو ربما أن من كان ينفذ الهجمات ضد القوات الأمريكية هي كتائب حزب الله فقط، وبالتالي عندما علقتها توقفت بشكل كامل عمليات (المقاومة الإسلامية في العراق). أو قد تكون الجماعات المسلحة الأخرى، هي أيضا أوقفت عملياتها لكنها لم تعلن ذلك".
وعلى الصعيد ذاته، رأى النجم أن "الولايات المتحدة أعطت مجالات واسعا لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني للتوصل إلى اتفاق مع الجماعات المسلحة لإيقاف هجماتها، لكن واشنطن أدركت أن الأخير جرى تحييده بشكل كبيرة من الفصائل".
وأردف: "أستبعد تهديد السوداني بتقديم الاستقالة، لأنه قد يكون بالفعل اتخذ مثل هذه الخطوة، ولم تستمع إليه الفصائل، وكذلك موضوع أن الأخيرة أوقفت عملياتها من أجل عدم إحراج الحكومة هو أمر مستبعد".
وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني نشرت، الأربعاء، تقريرا أفادت فيه بأن بيان "كتائب حزب الله في العراق الذي علقت فيه العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية، جاء بعد تهديد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالاستقالة من رئاسة الحكومة".
"ردّ عاصف"
وعن طبيعة الرد الأمريكي المحتمل، قال الخبير الأمني مهند الجنابي إن "حجم الضغوطات في داخل الولايات المتحدة كبيرة جدا، إضافة إلى أن الأخيرة قد خسرت حالة الردع التي كانت تفرضها واشنطن في المنطقة، بسبب العملية التي نفذتها الجماعات المسلحة وقتلت 3 من جنودها".
وبناء على ذلك، توقع الجنابي أن "أي رد أمريكي لن يقل حجم تأثيرها عن ضربة مطار بغداد الدولي عام 2020، والتي استهدفت فيها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، أما دون ذلك فإنه ربما لا يعيد للولايات المتحدة سياسة الردع في المنطقة تجاه إيران أو الجماعات المسلحة".
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية، معتز النجم، إن "ضربة القوات الأمريكية الأخيرة والتي أسفرت عن مقل عدد من جنودها، دفعت الفصائل للنظر في سلوكياتها، خصوصا أن هذا الهجوم أثر كثيرا في الداخل الأمريكي، وأصبحت هناك أصوات تنادي باستهداف هذه الجماعات".
وبحسب النجم، فإن "الضربة الأمريكية المتوقعة للجماعات المسلحة في العراق، ستكون استباقية وعاصفة تقضي على رؤوس كبيرة داخل هذه الفصائل، ولن تكون ضربات خفيفة كما يحصل في كل مرة".
وأردف: "بحكم التجارب السابقة، فإن الولايات المتحدة إذا تعرضت إلى خسائر في الأرواح، فإنها سترد بشكل أو بآخر، لذلك فإن إعلان كتائب حزب الله في العراق إيقاف عملياتها العسكرية، لن يوقف ردة الفعل الأمريكية على مقتل 3 من جنودها".
وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن "المقاومة الإسلامية في العراق" تقف وراء هجوم بمسيّرة أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات في قاعدة عسكرية بالأردن قرب الحدود مع سوريا.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن "دوائر الاستخبارات لدينا تميل إلى فرضية أن مجموعة المقاومة الإسلامية في العراق التي تضم عددا من الفصائل الموالية لإيران نفّذت الهجوم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراق إيران السوداني العراق إيران غزة السوداني طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الإسلامیة فی العراق الوزراء محمد شیاع السودانی الولایات المتحدة القوات الأمریکیة الجماعات المسلحة کتائب حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدء جلسات إدراج الفصائل المسلحة في سوريا ضمن وزارة الدفاع
كشف وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الاثنين، عن بدء جلسات مع الفصائل العسكرية في خطوة تهدف إلى إدراجها ضمن وزارة الدفاع، وذلك في إطار مساعي الإدارة الجديدة حصر السلاح بيد الدولة وتحقق استقرار البنية التنظيمية للقوات المسلحة.
وقال أبو قصرة في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، "بدأنا جلسات مع الفصائل العسكرية من أجل وضع خطوات لانخراطها بوزارة الدفاع".
وبحسب الوزير، فإن هذه الخطوة تأتي "ضمن توجيهات القيادة العامة لإعادة هيكلة القوات المسلحة وتنظيم الجيش العربي السوري".
وأشار وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية، إلى أن هذه الجلسات "تهدف إلى وضع خارطة طريق لتحقيق الاستقرار بالبنية التنظيمية للقوات المسلحة".
والأسبوع الماضي، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، بأن وزارة الدفاع بدأت بعقد الجلسات التنظيمية مع القيادات العسكرية من أجل البدء بعملية انخراط الفصائل في الوزارة.
يأتي ذلك على وقع تأكيدات قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، على عزم وزارة الدفاع حل جميع الفصائل من أجل حصر السلاح في يد الدولة.
وقال الشرع المعروف بلقب "الجولاني"، في تصريحات صحفية أدلى بها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إنه "لن يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة السورية".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص واللاذقية، وأخيرا دمشق.
وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: ضمن توجيهات القيادة العامة لإعادة هيكلة القوات وتنظيم الجيش العربي السوري، بدأنا جلساتٍ مع الفصائل العسكرية من أجل وضع خطوات لانخراطها بوزارة الدفاع، حيث تهدف الجلسات إلى وضع خارطة طريق لتحقيق الاستقرار بالبنية التنظيمية للقوات المسلحة. pic.twitter.com/QJFh1c41n3 — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) January 6, 2025