عاجل.. السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي: عندما يلمس الأعداء أن غطرستهم وظلمهم بحق شعوب أمتنا زادت من حركتها ووعيها سيدركون أن النتيجة معاكسة
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
عاجل.. السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي: عندما يلمس الأعداء أن غطرستهم وظلمهم بحق شعوب أمتنا زادت من حركتها ووعيها سيدركون أن النتيجة معاكسة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“معاداة السامية”: تعني معاداة العرب وكل شعوب الشرق الأوسط!
الساميون Semites هو الاسم الذي اطلقه علما الأجناس على شعوب الشرق الأوسط، وتشمل الاكاديون :سكان بلاد الرافدين وشرق سوريا (وهم السومريون والبابليون والاشوريون). والكنعانيون وهم الفينيقيون سكان غرب سوريا ولبنان وفلسطين. والعرب، وحمير (سكان اليمن وجنوب جزيرة العرب)، والعبرانيون أو بنو إسرائيل، إضافة إلى شعوب الحبشة السامية وهم الامهرا والتقري والتقراي.
وأطلق علما اللغة على مجموعة اللغات التي تتكلم بها هذه الشعوب، اللغات السامية languages Semitic والتي تفرعت من لغة واحدة هي اللغة السامية الأم.
وقد استمد علما الأجناس الاسم الذي اطلقوه على هذه الشعوب من التوراة. فالسامية نسبة إلى سام بن نوح. ويلفظ الاسم سام، في العبرية، شام shem، ففي العبرية تتبادل السين والشين، إذ نجد على سبيل المثال أن الكلمات العربية سن وسنة وسلام، تنطق في العبرية: شن وشنة وشلوم.
وهكذا فان السامية أو الجنس السامي يشمل كل شعوب الشرق الأوسط الحاضرة وعلى راسهم العرب بحكم انهم الاغلبية وما بنو إسرائيل الا شعب واحد يمثل اقلية بين الشعوب السامية المذكورة، هاجر وانتشر في الأرض منذ ازمان سحيقة، وتوزع اليهود بين مختلف دول العالم وشكلوا جز لا يتجزا من سكان الدول التي هاجروا إليها، وسقط حقهم في موطنهم الأصلي بالتقادم، واكتسبوا حق المواطنة في البلاد التي هاجروا إليها شأنهم في ذلك شان كل شعوب الأرض، ولا يحق لهم المطالبة بأثر رجعي بارض هجروها منذ الاف السنين، والا اذا فتحنا هذا الباب لكل الشعوب فان الفوضى سوف تسود العالم ويختلط الحابل بالنابل ولن تنعم الأمم بالاستقرار والامن والسلام ابدا، وسوف يدعي كل شعب ان له حق تاريخي في هذه الأرض أو تلك بحجة ان اسلاف اسلافه القدماء هاجروا منها. فقد ظلت الشعوب منذ فجر التاريخ في حالة هجرات مستمرة من بلد الي اخر الي ان استقر كل شعب اخيرا في بلد بعينه بحدوده المعترف بها دوليا الان.
إن مصطلح "معاداة السامية" Antisemitism الذي جرى ترسيخه في الغرب منذ عقود واستخدم في مناسبات تاريخية مختلفة ويجري تداوله اليوم، للدلالة حصرا على معاداة اليهود وكأنهم الشعب السامي الوحيد في العالم، ما هو إلا تزييف للتاريخ وتضليل اعلامي ممنهج.
ومن الغريب أن يجوز هذا التزييف وهذا التضليل على العرب، وعلى اعلامهم وصحافتهم، وعلى حملة الأقلام وصناع الرأي العام في العالم العربي.
والأكثر غرابة ومجافاة للمنطق، ان يستخدم شعار معاداة السامية سلاحا ضد العرب أنفسهم في صراعهم مع دولة إسرائيل لسلب عرب فلسطين حقوقهم المشروعة في أرضهم.
والأمثلة على ذلك كثيرة واحدثها الامر التنفيذي الذي اصدره قبل أسابيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغرض ما اسماه مكافحة "معاداة السامية". وقد صدر هذا القرار إثر المظاهرات الطلابية السلمية التي شهدتها العديد من الجامعات الأمريكية في العام ٢٠٢٤ والمناهضة لحرب إسرائيل على غزة الفلسطينية والمنتقدة لموقف الإدارة الأمريكية الداعم للسياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن شان هذا الأمر التنفيذي منح السلطات الأمريكية حق ترحيل كل طالب يشارك في مظاهرة سليمة تندد بالأعمال العدوانية التي تقوم بها دولة إسرائيل ضد سكان فلسطين.
وتعود جذور شعار معادة السامية الي القرن التاسع عشر، حيث ظهر هذا الشعار كرد فعل على كتابات المستشرق الفرنسي ارنيست رينان Renan Earnest صاحب نظرية تفوق الجنس الاري الأبيض على الجنس السامي. ومنذ ذلك التاريخ عمدت المنظمات اليهودية في الغرب الي تصوير السامية على أنها تعني اليهود لا غير. وقد انطلت هذه الفرية حتى على العلما الباحثين في دول الغرب، فاذا نظرت في اي معجم أو موسوعة افرنجية أو نحوها، ستجد ان مصطلح معاداة السامية قد جرى تعريفه بأنه يعني كراهية اليهود.
وأما نظرية تفوق الجنس الأبيض، فما هي إلا نتاج لانثروبولوجيا القرن التاسع عشر ذات النزعة العنصرية والتي تجاوزها العلم والفكر السياسي الإنساني في القرن العشرين. وتقول المصادر ان المستشرق رينان نفسه قد تنكر لهذه النظرية فيما بعد واستقر رأيه اخيرا على تساوي الأجناس في الطبيعة البشرية، وانه لا فضل لجنس على اخر.
عبد المنعم عجب الفَيا
٢٤ فبراير ٢٠٢٥
abusara21@gmail.com