موقع النيلين:
2024-10-05@08:11:17 GMT

????السفير عبد الله الأزرق يكتب: شركاء العمالة

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT


كان الموريتاني محمد ولد صلاحي سجيناً بغوانتانامو، وكتب وهو بالسجن كتاباً عنوانه: Guantanamo Diary (يوميات غوانتينامو) سجل فيه التعذيب المريع الذي أُخضع له المعتقلون.
ذكر ولد اصلاحي أنه لما اشتد التعذيب عليهم ارتد أحد المعتقلين عن الإسلام ليلقى حُظوة لدى الجلادين بالمعتقل.

لكن العجيب أن ذلك المرتد كان محل احتقار الجلادين المعذِّبين؛ وكان بعض الضباط يقولون له: إنك خنت إخوانك في المعتقل، فكيف نثق فيك!!!

ويحدثك الدبلوماسيون عن احتقارهم للجواسيس الذين يخونون بلادهم ويتعاونون معم في السفارات.

ومما يضاعف احتقار الذين يديرون الجواسيس لهم؛ قناعة مجمع عليها وهي أن الجاسوس يكذب، مما يتطلب دائماً الحذر في تقييم إفاداته.

ومن بين من وثَّق هذه الحقيقة عميل MI6 البريطانية والذي عمل دبلوماسياً السيد Le Carre؛ الذي له مؤلفات في التجسس، وآخرون.

صراحةً، لم يمثل اعتراف البنت رشا عوض بتلقيها وزمرتها في قحت أموالاً من صندوق دعم الديمقراطية NED؛ وشركاء الحوكمة الكندية Governance Partners) (مقرها تورونتو يا محمد محمد خير) إضافةً معرفية لي؛ ذلك لأن نفس هذا الصندوق سبق أن نشر أسماء المنظمات السودانية التي يموّلها، وشملت مركز الخاتم عدلان، ومركز محمود محمد طه، ولجنة محامي دارفور، ومنظمة لا لقهر النساء، وعديداً من المنظمات اليسارية الأخرى، وشخصيات من قحت من بينهم فيصل محمد صالح.

وسبق أن أعلنت نائبة مدير المعونة الأمريكية تخصيص 100 مليون دولار لمنظمات قحت في السودان؛ وهذا منشور ومتاح. وشركاء الحوكمة لا تقل شبهة عن رصيفاتها.
ومعلوم أن الأوربيين خصصوا 7 مليون يورو سنوياً لحمدوك وطاقمه، واعترف به الذين حول حمدوك في مجلس الوزراء.

خطورة ما صرّحت به البنت رشا عوض، وما كُشف عن تلقى كل العملاء أموالاً من الذين يُمسكون بطوقهم، هي “تطبيع ثقافة العمالة”، بحيث يغدو أن تتلقى أموالاً من الخارج شيئاً عادياً لا يُنكر.. وتدريجياُ لا يُعدّ ذلك عيباً.

لكن المؤسف أن هذه المسكينة وزمرتها، قد يكونون لا يعلمون ( وربما يعلمون ) أن صندوق دعم الديمقراطية NED هو أحد أذرع CIA، وأن المعونة الأمريكية ليست سوى أحد أجهزة تجنيد الجواسيس منذ أن تبنت أميركا سياسة عسكرة الإغاثة Militarization of Relief؛ ولكن العمالة تُميت القلب والضمير.

وقد كتب William Blum عن عسكرة الإغاثة واستغلالها للتجسس بتفصيل.
ولأميركا تاريخ قديم في اختراق القابلين للعمالة.
وقد نشرت «نيويورك تايمز» عام 1967 حول مجموعات الطلاب التي تلقت أموالاً من وكالة الاستخبارات المركزية مقابل جمع معلومات استخبارية.

كما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» في 26 شباط 1967ي عن تمويل وكالة الاستخبارات المركزية لنقابات العمال والمنظمات الثقافية والمثقفين ووسائل الإعلام في الخارج.

ولأن الدولار أعمى بصائر عملاء هذا الوقف NED؛ وعملاء المعونة، وعملاء المنظمات والهيئات الغربية الأخرى؛ من السودانيين، فهم لا يعلمون أن الأمريكان يفضحون عملاءهم حين يقضون منهم أوطارهم، تماماً كما يفضح السفهاء العاهرات حين يقضون منهن أوطارهم.
وكمثال، فقد فضحوا خوان قوايدو «Juan Guaido» الذي قاد الانقلاب على نيكولاس مادورو رئيس فينزويلا، الذي أعقب هوغو شافيز، وذلك في 23 يناير 2019م، وأعلنوا أن الوقف موّل تدريبه، وبالطبع موّل حزبه المسمى (الإرادة الشعبية)، وكل العناصر الداعمة له!!
ومن قبل فضحوا نورييقا، رئيس بنما، وقالوا: إنه كان في قائمة مرتبات وكالة المخابرات الأمريكية.
وفضحوا رؤساء وملوكاً عرباً.
فماذا يساوي سَقَطُ المتاع السوداني هذا بجانب أولئك المشاهير الذي فُضحوا؟!
فالمؤكّد أنه سيُرمى بهم غداً في سلة النفايات كما تُرمى أوراق الحمام القذرة.
هؤلاء أدوات غير نظيفة، تستخدم لمحاربة الإسلام، باستثناء إسلام الجامية والمدخلية والجمهوريين…

وكل هذه نسخ متوافقة تماماً مع ما يُسمى الإسلام الأمريكي.
وكل كلام غير هذا ليس سوى سذاجة وجهل بالسياسات الغربية إزاء المسلمين، أو تغبيش متعمّد للرأي العام.

هذه الأدوات غير النظيفة تُستغل للقضاء على ثقافتنا وهويتنا وديننا؛ ليسود الشذوذ الذي وظَّفوا له مسؤولة الجندر عائشة، وليسود هؤلاء بإرجاعهم لحكمنا كرّة أخرى!!
ليس لأميركا الأرضية الأخلاقية Moral High Ground للحديث عن حقوق إنسان أو انتهاكات واضطهاد للبشر، فتاريخها وحاضرها يفضحها.

ويكفي سكوتها عن مليشيا حميدتي؛ وما تفعله إسرائيل بدعمها وحمايتها هذا الأيام.
أميركا والغرب لا يقرّبون ولا يمولون إلّا العملاء من أمثال رشا عوض وحمدوك وزمرتهم.
من هنا جاء استهداف مولانا أحمد هارون؛ ذلك لأن الله عصمه من العمالة والانحطاط؛ فطوبى له.
????السفير عبد الله الأزرق
———————————
31 يناير 2024

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

  الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور

قال الله تعالى: «الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» [إبراهيم: 1].

وكلمة (إليك) فى قوله سبحانه وتعالى: «أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ» تدل على أن الوحى انتهى إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إلى غيره، فهو لا يُؤخذ إلا منه صلى الله عليه وسلم، ولا يُدرك إلا بواسطتِهِ صلى الله عليه وسلم.

وقد انبنى على هذا قوله سبحانه وتعالى: «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، حيث أُسند إخراج الناس من الظلمات إلى النورِ إلى سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالهداية لا تكون إلا باتباعِه هو صلى الله عليه وسلم، والاستنان بسُنته والتمسك بهَديه.

وكان من الممكن -من حيث الصياغة اللغوية- أن تكون الآية: لِيَخرج الناسُ، بحيث تفيد أنه بوُسعِ كلِّ واحد من الناس أن يهتدىَ بالكتاب، ويخرج نفسه بنفسه من الظلمات إلى النور بمجرد قراءته وفهمه الخاص للقرآن الكريم دون الرجوع إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تأتِ كذلك؛ لأن هذا المعنى غير صحيح، وغير مراد.

فهذه الكلمة الربانية «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» تبين دون أدنى شكٍّ أنه ليس دورُ سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هو مجرد تلاوة آيات القرآن الكريم على مسامع الناس فقط.

وقد جاءت آيات أخرى توضح هذا فى جلاء لا خفاء فيه، قال الله تعالى: «وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» [النساء: 113]، وهذه الآية صريحة فى أن الله تعالى أنزل عليه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وأنزل عليه الحكمة أيضاً، وعطف الحكمة على الكتاب يقتضى المغايرة بينهما، والذى يغايرُ الكتابَ هو ما يُبلغُه صلى الله عليه وسلم من تشريع بقوله، أو بفعله، أو بتقريره -أى: عدم اعتراضِه على فعل بحضرته- فالسُّنّة وحى كالقرآن تماماً، وتفسير بعض العلماء للحكمة بأنها النبوة لا يناقض هذا المعنى، بل يؤيده ويقويه، فالحكمة نبوة ووحى زكى قسيم لكتاب الله تعالى، جاءت مبينة له، وموضحة لأحكامه، بل استقلت ببيان بعض الأحكام الشرعية.

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لم يكن مجرد مبلغ لآيات القرآن الكريم، بل كان يعلم الناس القرآن والحكمة، وقد جاء هذا صريحاً فى غير موضع من كتاب الله تعالى، من هذا قوله سبحانه: «كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» [البقرة: 151]، وقوله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» [آل عمران: 164]، وقوله عز وجل: «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» [الجمعة: 2]، فهذه الآيات جميعاً نصَّت على أنه صلى الله عليه وسلم يعلِّم الكتاب والحكمة؛ أى: ما أوحاه الله تعالى إليه من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة.

وجَلىٌّ فى هذه الآيات المباركات أن تعليم الكتاب والحكمة جاء معطوفاً على تلاوته صلى الله عليه وسلم آيات الله تعالى؛ وسبقت الإشارة إلى أن العطف يقتضى المغايرة، فتعليم الكتاب شىء غير تلاوة آياته وتبليغها للناس، ومن صور هذا التعليم ما كان يراه الصحابة الكرام من سلوكه وأخلاقه التى هى صورة عملية لكتاب الله تعالى، فلما قال أحدُهم للسيدة عائشة رضى الله عنها: يا أمَّ المؤمنين أنبئينى عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: «ألستَ تقرأُ القرآن؟» قال: بلى، قالت: «فإن خُلقَ نبى الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن» [رواه مسلم].

وهذا معناه أنه لا بد من أن نأخذ بالسنة المطهرة، فبها يكون الانتقال من الظلمات إلى النور، وهى الحكمة التى بدونها يتخبط الناس فى دنياهم، والتى لا يصح أخذ القرآن الكريم بعيداً عنها، فالقرآن الكريم يدل على أنه لا يُؤخذ إلا من خلال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه هو الذى يعلمه، وتعليمه صلى الله عليه وسلم هو سنته المطهرة.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: المعلم بأدوات بسيطة هو الذي يستطيع تشكيل الحياة وصنع المستقبل
  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • بحضور محمد بن زايد والسيسي.. «مدن القابضة» توقع اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع رأس الحكمة
  • "مدن القابضة" توقع اتفاقيات مع شركاء ومستثمرين لتطوير مشروع "رأس الحكمة"
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عقوق الوالدين وعقوق الوطن والدين
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة ندى القلعة تتصدر قائمة المشاهير الذين احتفلوا بانتصارات الجيش على طريقة “زردية” البرهان
  • شمشون يكتب نهايته في لبنان.. قراءة في كتابات إسرائيلية وغربية
  • شاهدوها.. صورة للجنود الإسرائيليين الذين قتلهم حزب الله عند الحدود
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • الجيش اللبناني: قوة إسرائيلية خرقت الخط الأزرق داخل لبنان ثم انسحبت