تماسك المجتمع المنظم والمبادر وثقافة التطوع قاعدتا المسار الاجتماعي بمشروع تنمية مدينة طرطوس القديمة
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
طرطوس-سانا
شكل تماسك المجتمع المحلي بمدينة طرطوس القديمة والألفة والتعاون التي تجمع سكانها مع وجود أشخاص فاعلين لهم حضورهم الاجتماعي، ركيزة عمل المسار الاجتماعي لفريق عمل المدينة القديمة لإنجاز الخارطة التنموية الشاملة لها بالتوازي مع المسارين الاقتصادي والثقافي.
مجتمع مدينة طرطوس القديمة من المجتمعات المتوازنة من حيث التوزع الديمغرافي وتوزع الفئات العمرية، وتشكل فئة الشباب النسبة الأكبر ضمن المجتمع، حيث بلغت 55 بالمئة من عدد السكان بحسب ملف “فهم السياق العام للمدينة القديمة” الذي أعدته الأمانة السورية للتنمية وفريق عمل مشروع المدينة القديمة وخبراء وممثلون عن الجهات الحكومية والمجتمع المحلي في طرطوس.
وللمرأة بحسب الملف دور واضح داخل مجتمع المدينة القديمة يبرز بشكل خاص في مجال تعليم الأبناء وبدرجة ثانية في دعم أسرتها، وغالبية النساء في المدينة يعملن ضمن منازلهن بمهن مختلفة، ويقدمن بإمكانياتهن البسيطة الخدمات للزبائن من داخل وخارج مدينة طرطوس القديمة.
وبين الملف أن صغر مساحة المدينة القديمة وقلة عدد سكانها ونمط الأبنية فيها، لها أثر واضح في تعزيز معرفة أبناء مدينة طرطوس القديمة الوثيقة ببعضهم وزيادة تواصلهم اليومي من خلال اجتماعاتهم في مقاهي المدينة القديمة مساء واجتماعات النساء صباحاً ضمن المنازل، ما جعل مجتمع المدينة يتمتع بعلاقات اجتماعية متماسكة ومترابطة يميزها التعاون والثقة والألفة وحسن الضيافة والتكافل، وخاصة بحالات المرض والوفاة.
وتسود في المدينة عادات اجتماعية كمبادلة الطعام في شهر رمضان والقيام بتنظيف المدينة وتزيينها وتقديم مساعدات للفقراء من خلال الزكاة ومساعدة كبار السن ومساعدة المرضى حسب الإمكانيات المادية المتوفرة.
وبينت خبيرة المسار الاجتماعي بفريق العمل الدكتورة بتول عيسى في تصريح لسانا أن العمل اعتمد على منهج قائم على دراسة ميدانية للواقع والاحتياجات والتحديات ونقاط القوة والضعف فيه، حيث نتج تحديد المسارات الثلاثة “الاجتماعية والاقتصادية والثقافية” للمدينة القديمة ووضع خارطة تنموية شاملة، ما يعزز المنطقة ويحقق تنمية مستدامة فيها.
ولفتت عيسى إلى أن الاحتياج الإنساني شكل ركيزة المسار الاجتماعي لجهة دراسة احتياجات السكان وإمكانيات المجتمع وتوظيفها خدمة لهم بحيث تصبح التنمية والتطوير بهذه المنطقة ضمناً، بمعنى أن ينطلق تطوير مجتمع طرطوس القديمة من ذاته لتكون مدينة ولادة قادرة على خدمة مجتمعها المحلي والاستمرار بهذا التطوير لتحقيق التنمية الاجتماعية الإنسانية فيه بشكل مستدام.
وحسب عيسى فإن تماسك أبناء مدينة طرطوس القديمة ووجود شخصيات لها ثقلها وتأثيرها الاجتماعي تحظى بالتقدير والقبول وتتسم بالحكمة والاتزان لتكون بمثابة المرجع لهم، كانا نقطة بداية عمل المسار الاجتماعي لتعزيز فكرة تنمية ثقافة التطوع والانطلاق منها على اعتبارها الأسهل والأعمق والأكثر تأثيراً في هكذا مجتمع يعيش أبناؤه الألفة والمحبة ويخدمون بعضهم البعض.
وأضافت عيسى: “ما تقدم يعتبر الجانب الأهم للرؤية الاستراتيجية لطرطوس القديمة كمنطقة جذب اقتصادي ثقافي اجتماعي مستدام قائم على (مجتمعها المنظم والمبادر) وهي الجزئية التي تم التركيز عليها في المسار الاجتماعي الذي تتلخص أهدافه ومقترحاته بخمسة جوانب هي تفعيل الفضاء الاجتماعي، وتعزيز ثقافة التطوع والمبادرة والتشارك، وتأسيس صندوق دعم مجتمعي مالي لتوظيف التكافل للسكن وتحسين مستوى الرعاية الصحية”.
وأشارت عيسى إلى أن أبناء مجتمع طرطوس القديمة لديهم خبرة كافية لواقعهم التاريخي الثقافي والأثري فكانوا بمثابة خبير ودليل سياحي للفريق ومشارك أساسي في إنجاز هذا العمل المهم الذي بني على إحصائيات الحالة الاجتماعية بالدرجة الأولى.
وأكد مختار مدينة طرطوس القديمة منذر يونس أن تجاوب سكان المدينة وتعاونهم الكبير مع فريق العمل كان نابعاً من إرادتهم لتطوير وتحسين واقع المدينة بمختلف مكوناتها، لتأخذ مكانتها ودورها التنموي على نحو يسهم بإنعاش المنطقة بأبنائها اجتماعياً واقتصادياً وصحياً، وهي القاعدة التي شكلت صمام أمان للسكان كونها انطلقت من احتياجاتهم وهمومهم.
وانطلقت في الـ 14 من الشهر الماضي أعمال ورشة تبني الخارطة التنموية لمدينة طرطوس القديمة، التي أقامتها الأمانة السورية للتنمية بالشراكة مع محافظة طرطوس، وبمشاركة أكثر من 150 شخصاً من أبناء المدينة القديمة والمجتمع المحلي، وخبراء وممثلين عن الجهات الحكومية والأهلية.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: المدینة القدیمة
إقرأ أيضاً:
مجتمع الإمارات برؤية قائد الوطن
مجتمع الإمارات برؤية قائد الوطن
إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة المجد والرفعة والارتقاء بمكانة الوطن ليكون الأكثر تميزاً بين الأمم، العام 2025 “عام المجتمع” تحت شعار “يداً بيد”، يعكس حرص سموه على جعل قيم ومثل المجتمع المجسدة لقوة اتحادنا الشامخ وتلاحمه وترابطه ثقافة دائمة في حياة الأجيال، وداعماً لتحقيق المستهدفات الوطنية في مجتمع مزدهر ومتماسك، ويبين رؤية سموه الثاقبة لتحقيق الاستثمار الأمثل بقدرات أفراد المجتمع انطلاقاً من تمكين الإنسان الذي يحمل قيم الدولة ويتشارك المسؤولية مع جميع المؤمنين بثوابتها وتوجهاتها ورسالتها الحضارية، ويعملون على قلب واحد لتحقيق الأهداف التي تعمق تطورها وازدهارها، كما أكد سموه بالقول: “بإذن الله تعالى سيكون 2025 “عام المجتمع” في دولة الإمارات، عامٌ نعمل فيه يداً بيد لتعزيز الروابط في مجتمعنا وأسرنا وترسيخ المسؤولية المشتركة في بناء وطننا وإطلاق الإمكانيات والمواهب.
المجتمع القوي والمتماسك والمستقر يعني وطناً قادراً على تحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته والتخطيط السليم لمستقبله، ويمثل هذا العام فرصة لكل من يعتبر الإمارات وطناً له لتفعيل القيم المجتمعية والمبادرة من أجل مجتمع مزدهر يعمل بروح واحدة لبلوغ تطلعاته وصون هويته وقيمه والحفاظ على استدامة موارده للأجيال المقبلة”.
برؤية وتوجيهات قائد الوطن.. ستكون الإمارات دائماً أيقونة عصرها ورائدة الحداثة بمختلف مكونات مجتمعها التي تؤكد قوة الارتباط بالجذور، حيث القيم والتكاتف والترابط نهج دائم وهوية أصيلة تعكس تلاحم نسيج المجتمع وما تتسم به الشخصية الإماراتية من انتماء وولاء وإخلاص لوطنها ومثله، والتي يشكل “عام المجتمع” داعماً لها، لما يؤمنه من بيئة مثالية لاستخراج الطاقات والقدرات الإبداعية والخلاقة، وللمساهمة الفعالة في المبادرات المجتمعية، ونيل شرف خدمة الوطن، وكما تبهر الإمارات العالم بنهضتها وتحضرها وازدهارها، فهي كذلك تقدم نموذجاً يقتدى بنموذج مجتمعها الذي يعتز بإرثه العريق من العادات الأصيلة، والمتعدد والواعي والمنفتح على كافة الثقافات ويحتضن مقيمين من كافة أنحاء العالم يقدمون أرقى صور التعايش والتعاون والمحبة، و”عام المجتمع” المبادرة الوطنية الملهمة بكل دلالاتها ومعانيها تؤكد أهمية وفاعلية قوة المجتمعات في صعود الأمم وتفوقها.