صدر عن كتلة الوفاء للمقاومة البيان التالي:    عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها المركزي بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 1/2/2024 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. لن تستطيع صورة الدمار الهائل في غزة، ولا الإبادة الجماعية لأهلها، أن تحجب واقع الفشل الذريع للعدو الصهيوني في تحقيق الأهداف التي أعلنها منذ بدء عدوانه البربري، وإخفاقه الواضح الذي تجلى في عجزه عن إطلاق أسير صهيوني واحد بالقوّة، وفي عدم قدرته على إنهاء حركة حماس أو النيل من قيادتها في غزة، فضلاً عن تورطه في مفاقمة خطر نشوب حرب إقليمية في المنطقة.

إنَّ إخفاق العدو وخيبته إضافةً إلى ما صاحبهما من مؤشرات تحوّلٍ لدى الرأي العام الإنساني في العالم، وسقوط ادعاءات أمريكا وافتضاح صدقيّة العديد من الدول الأوروبيّة حول حمايتها لحقوق الإنسان أو دفاعها عن أمن واستقرار المجتمعات والدول، كلّ ذلك أفضى إلى محاولات تلمُّس مخارج لإنهاء هذا المشهد المقزّز وفتح الآفاق أمام تدابير اليوم الآتي رغم مكابرة الكيان الصهيوني وإصراره على مواصلة العدوان مع تمسّك الإدارة الأمريكية بسياسة احتضانه ورعاية إرهابه ودعم جرائمه وارتكاباته. إن الاتجاه الذي سيرسو عليه الوضع في غزّة نتيجة المحاولات الجارية لوقف النار هناك، هو الذي سيحدّد الأفق الذي سيحكم مسار الفترة المقبلة. إن جملة أحداثٍ وتطوراتٍ فرضت نفسها خلال الأيام القليلة الماضية استدعت من كتلة الوفاء للمقاومة تدارساً واهتماماً، خلصت في ضوئهما إلى ما يأتي: إنَّ فصائل المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة المقاومة الإسلامية حماس هي أولاً وأخيراً صاحبة الموقف الفصل من المقترحات التي تضمّنتها مسودّة اتفاق الإطار التي تشارك في وضعها ممثلو الدول التي اجتمعت مؤخراً في باريس، بهدف التوصّل إلى التهدئة على جبهة قطاع غزّة. وبمعزلٍ عن مضمون هذه المسودّة ومآلها، فإنَّ الهدف المطلوب تحقيقه برأينا، هو إنهاء العدوان وفكُّ الحصار وتبادل الأسرى والمعتقلين وضمان إعادة اعمار غزة وإقرار صيغة إدارة القطاع. إنَّ ما انتهت إليه محكمة العدل الدولية في لاهاي إزاء الدعوى الموجهة ضدَّ الكيان الصهيوني بجرم الإبادة الجماعيّة التي ينفذها هذا العدوّ في قطاع غزّة، لا يرقى إلى التعبير الأمثل عن معايير العدالة التي تتوق البشرية لتلّمس تطبيقاتها. مع ذلك فإنَّ في قرار المحكمة ما يؤكد العناصر الاتهامية لتورُّط الكيان الصهيوني في ارتكاب جرم الإبادة بحق أهل غزَّة وسكانها وهو جرمٌ يستوجب الإدانة التي سبقت إليها التظاهرات الشعبيّة في معظم دول العالم، وأصبحت عنواناً لصيقاً بالأداء الصهيوني المتوحش وخطره على المنطقة والعالم. إنّ تصاعد وتيرة التوتر بين العدو الصهيوني وبين المقاومة الإسلامية على طرفي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وهو نتيجة إصرار العدو على إملاء وقائع ميدانية جديدة يفرض من خلالها شروطه على لبنان بما ينتهك سيادته وأمن شعبه، الأمر الذي تتصدى له المقاومة بيقظةٍ وتدابير ردعية مناسبة تُسقط أحلام العدو وأوهامه في إمكانية تحقيق ما يريد. إنَّ حفظ المصالح الوطنية اللبنانية هو في أساس مهام المقاومة الإسلامية التي تُمارس حقَّها المشروع في الدفاع عن بلدها وشعبها، وعلى الحريصين على عدم توسُّع نطاق التوتر أن يُدركوا أنَّ سبب التوتر في غزَّة ولبنان هو العدوانيّة الصهيونيّة المدعومة من دول غربيّة تعيشُ عقدة ذنبٍ تاريخيةٍ لسنا معنيين بأي التزامٍ اتجاهها، إضافةً الى الاحتضان والرعاية الأمريكية الدائمة للعدوانية والإرهاب الصهيونيين. إنَّ من لا يضمن وقف العدوان الصهيوني على غزّة، كيف له أن يُطالب بالوقوف على خاطر المعتدين الإسرائيليين على لبنان؟ إنَّ الموازنة العامة للدولة اللبنانية عن العام 2024م، والتي أقرّها مجلس النواب بالأمس القريب، هي المرآة التي عَكَسَت واقع الحال المالي والاقتصاي في البلاد، وهو واقعٌ مريرٌ كارثي يتطلب تداركاً واستهاضاً في أكثر من مسارٍ ومجال وبالأخص لجهة معالجة حقوق موظفي القطاع العام. وهي بالتأكيد ليست الموازنة المأمولة  ولا يمكن لأحدٍ الدفاع عن الأسباب التي أدَّت إلى إخراجها بهذه الأرقام وذلك المضمون. إنّها موازنة ترطيب رمق البلد ليبقى لديه إمكانية وقدرة على التنفس والتحرك بما يعزّز الواردات ويُسهم في سداد خدمة الدين العام ويُفسح ولو بشكلٍ بسيط بالتحرُّك المُنتج لتحقيق نمو مطلوب حتى تستقيم الحال في المستقبل.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوفاء للمقاومة ة التی التی ت

إقرأ أيضاً:

من القناة.. هنا أرض البطولات

مدن القناة، قلب مصر النابض، بورسعيد والإسماعيلية والسويس، تكونت مع حفر قناة السويس، ضمَّتِ المصريين من الإسكندرية إلى أسوان، جاءوا من الصعيد والوجه البحرى وسيناء، ليشاركوا فى أعمال الحفر، ثم استقروا حولها منخرطين فى أعمال وحِرف تتطلبها الحياة التى خلقها هذا الممر المائى الجديد، فكان ذلك الخليط الذى يعبّر عن مصر وأهلها.

رغم دورها العظيم في التصدي للعدوان الثلاثى عام 1956، وكسر هيبة إنجلترا وفرنسا، ودورها فى حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد، وما قدمه أبناؤها من تضحيات، ظلت مدن القناة تعاني الظلم والتشويه.

ومع ذكرى انتصار مصر على العدوان الثلاثى فى 23 ديسمبر 1956، يجب أن يعرف شبابنا أن هناك أبطالاً فى مصر، غير لاعبى كرة القدم، وممثلي السينما، فأين نحن من أبطال المقاومة الشعبية الذين واجهوا بأجسادهم العارية وإرادتهم الصلبة أعتى الجيوش الاستعمارية؟!

علينا أن نتذكر ونذكِّر بأبطال عاشوا أو ماتوا ولا يعرف شبابنا عنهم شيئـًا، مَن منهم مات؟ وكيف مات؟ مَن منهم لا يزال على قيد الحياة؟ وكيف يعيش؟ بالطبع أمثالهم لا ينتظرون جزاء ولا شكورًا، لكن هل نالوا ما يستحقون؟ أسئلة كثيرة يجب التوقف أمامها طويلاً.

هل تعرفون البطل محمد مهران؟ إنه أحد رموز المقاومة التى تشكلت من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وانطلقت فى بورسعيد لصدِّ العدوان عقب تأميم قناة السويس، لقد كان ضمن قوات الحرس الوطنى المكلفين بالدفاع عن منطقة «مطار الجميل»، الذين تصدوا لعمليات إنزال رجال الـمظلات البريطانيين، وتمكنـوا من إبادة الكثير منهم، واشتبكوا فى معارك بطولية مع المظليين الإنجليز ليسطِّروا ملحمة عظيمة، ستبقى خالدة فى التاريخ المصرى المعاصر.

بعد وقوعه فى الأسر، رفض البطل الإدلاء بأى معلومات عن زملائه الفدائيين وأماكن اختبائهم، فعقدت له القوات المعتدية محكمة عسكرية صورية أصدرت حكمـًا باقتـلاع عينيه لزرعهما لضابط إنجليزي فقد عينيه جراء معارك المقاومة التي شارك فيها مهران!.

نقلوه بطائرة إلى قبرص لإجراء العملية بأحد المستشفيات البريطانية، وقتها ساومــوه على الإدلاء بحديث إذاعى يهاجم فيه الزعيم الراحل عبد الناصر مقابل أن يتركوه، فرفض ليعيش طوال حياته فاقدَ البصر.

من بين هؤلاء، الراحل العظيم «على زنجير»، هل تذكرون هذا الاسم؟ أو بالأحرى هل تعرفونه؟! هو أحد أبطال المقاومة، شارك وزملاؤه «أحمد هلال وحسين عثمان ومحمد حمد الله وطاهر سعد ومحمد سليمان» فى خطف الضابط الإنجليزى «أنتونى مور هاوس» ابن عمة ملكة بريطانيا، فى عملية فدائية للرد على وحشية العدوان الذى هدم المنازل وقتل النساء والأطفال، وحوَّل بورسعيد إلى ساحة للدماء وانتهاك الأعراض.

هل تعرفون الراحلة العظيمة زينب الكفراوى؟! إنها أول فتاة تنضم إلى المقاومة الشعبية فى «حرب السويس»، بدأت نضالها بجمع التبرعات لتسليح الجيش، وتوزيع المنشورات لحثِّ المواطنين على مقاومة الاحتلال، كانت وزميلاتها الطالبات فى مدرسة المعلمين يذهبن لمعسكر «الحرس الوطنى»، لتلقي التدريب على القتال، يتدربن فى السابعة صباحـًا ثم يتوجهن إلى معهد المعلمات للدراسة فى الثامنة.

لم يَهَبْن الرصاص، ولا أصوات الطائرات، ولا دوىّ الانفجارات، حملن السلاح فى سن الخامسة عشرة، دفاعـًا عن تراب هذا الوطن.

حقيقة، ما أحوجنا هذه الأيام لاستلهام روح البطولة والفداء، وأن ندرك أننا قادرون على تجاوز التحديات.

مقالات مشابهة

  • المقاومة مستمرّة: الكيان الصهيوني تحت مجهر القانون
  • كاريكاتير.. انسياق مرتزقة العدوان مع تهديدات العدو الصهيوني ضد اليمن
  • حماس: تصعيد العدوان الإسرائيلي على الضفة واغتيال المقاومين لن ينال من عزيمة المقاومة
  • ما الذي تخشاه دول عالمية وإقليمية من الوضع الجديد بسوريا؟
  • لا تستطيع قوة التغلب علينا.. الحرس الثوري الإيراني يكشف طبيعة دعمه للمقاومة
  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • من القناة.. هنا أرض البطولات
  • مسارٌ تصاعديٌّ للعمليات اليمنية.. الرسائلُ والدلالات!
  • حماس: نشكر القوات المسلحة اليمنية وأنصار الله على دعمهم المستمر رغم العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني
  • الموسوي من حورتعلا: ثبات المقاومة مع الجيش والشعب هو الذي يقدم الحماية