قالت خمسة مصادر مطلعة إن الحرس الثوري الإيراني قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الهجمات القاتلة التي ألقي باللوم فيها على إسرائيل وسيعتمد بشكل أكبر على الجماعات الشيعية المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.

وقالت ثلاثة من المصادر لوكالة رويترز إنه في الوقت الذي يطالب فيه المتشددون في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها يرجع جزئيا إلى نفورها من الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في الشرق الأوسط.

وبينما قالت المصادر إن إيران ليس لديها أي نية للانسحاب من سوريا - وهي جزء رئيسي من مجال نفوذ طهران - فإن إعادة التفكير تؤكد كيف تتكشف عواقب الحرب التي أشعلها هجوم حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر على إسرائيل في المنطقة.

وقال أحد المصادر – وهو مسؤول أمني إقليمي كبير أطلعته طهران على إفادته – إن كبار القادة الإيرانيين غادروا سوريا مع العشرات من الضباط ذوي الرتب المتوسطة، ووصف ذلك بأنه تقليص للوجود.

ولم يذكر المصدر عدد الإيرانيين الذين غادروا ولم تتمكن رويترز من تحديد ذلك بشكل مستقل.

ولم تتمكن وكالة الأنباء من الوصول إلى الحرس الثوري للتعليق ولم ترد وزارة الإعلام السورية على الأسئلة التي أرسلتها عبر البريد الإلكتروني بشأن هذه القصة.

ومع ذلك، نفت قناة الميادين الإخبارية اللبنانية، التابعة لحزب الله، التقرير الذي أفاد بأن الحرس الثوري قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا.

وقالت وسائل الإعلام، نقلًا عن "مصادر موثوقة"، إنه طُلب من المستشارين الإيرانيين البقاء في سوريا، ولكن من دون عائلاتهم.

وقالت ثلاثة من المصادر إن الحرس الثوري سيدير العمليات السورية عن بعد بمساعدة حليفه حزب الله.

وقال مصدر آخر، وهو مسؤول إقليمي مقرب من إيران، إن أولئك الذين ما زالوا في سوريا تركوا مكاتبهم وابتعدوا عن الأنظار موصخا أن "الإيرانيون لن يتخلوا عن سوريا لكنهم قلصوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد".

وقالت المصادر إن التغييرات حتى الآن لم يكن لها تأثير على العمليات، وأشار أحد المصادر، وهو إيراني، إلى أن التقليص "سيساعد طهران على تجنب الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وغزة".

منذ اندلاع الحرب في غزة، كثفت إسرائيل حملة من الضربات الجوية مستمرة منذ سنوات بهدف دحر الوجود الإيراني في سوريا، حيث هاجمت كلًا من الحرس الثوري وحزب الله، الذي كان بدوره يتبادل إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ ذلك الحين. 

ونادرا ما تعلق إسرائيل على هجماتها في سوريا ولم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة هناك وردا على أسئلة رويترز، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يعلق على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.

وفي إحدى الهجمات، التي وقعت في 20 يناير، قُتل خمسة من أفراد الحرس الثوري، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، بما في ذلك جنرال كان يدير الاستخبارات لفيلق القدس، المسؤول عن عمليات الحرس في الخارج. ودمرت الغارة مبنى في دمشق بالأرض.

وفي حادث آخر، في 25 ديسمبر خارج دمشق، قتل أحد كبار مستشاري الحرس الثوري المسؤول عن التنسيق بين سوريا وإيران وقاد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الصلاة في جنازته.

وتحدثت رويترز إلى ستة مصادر مطلعة على الانتشار الإيراني في سوريا لهذه القصة ورفضوا الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع.

وقالت ثلاثة من المصادر إن الحرس الثوري أثار مخاوفه مع السلطات السورية من أن تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دورًا في الضربات القاتلة الأخيرة.

وأشار مصدر آخر مطلع على العمليات الإيرانية في سوريا إلى أن الضربات الدقيقة دفعت الحرس الثوري إلى نقل مواقع العمليات ومساكن الضباط، وسط مخاوف من "خرق استخباراتي".

وقالت ثلاثة من المصادر إن الحرس الثوري يقوم مرة أخرى بتجنيد مقاتلين شيعة من أفغانستان وباكستان للانتشار في سوريا، وهو ما يعكس المراحل السابقة من الحرب عندما لعبت الميليشيات الشيعية دورًا في تحويل دفة الصراع.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرس الثوري الإيراني إسرائيل حركة حماس إن الحرس الثوری المصادر إن فی سوریا

إقرأ أيضاً:

اليمن.. الإفراج مؤقتا عن عارضة أزياء ظهرت في صور بدون حجاب

أفادت مصادر مقربة من عارضة الأزياء اليمنية خلود باشراحيل بأن الشرطة بمحافظة حضرموت أفرجت عنها هي وزوجها بضمانة حضورية تمهيدا لمحاكمتهما بعد أكثر من أسبوع من احتجازهما.

وذكرت المصادر لوكالة "رويترز" أن الشرطة في المكلا عاصمة حضرموت أطلقت سراحهما بضمانة حضورية "تُلزمهما باستكمال إجراءات القضية" أمام النيابة العامة غدا الأربعاء، وكان قد تم احتجاز الزوجين عقب ظهور عارضة الأزياء في مجموعة صور معه بدون حجاب أو عباءة.

وتقع حضرموت بجنوب شرق اليمن ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، وكانت الشرطة أفرجت عنهما يوم الاثنين ثم احتجزتهما مجددا في نفس اليوم في واقعة أثارت انتقادات للسلطات.

واحتجزت نقطة تفتيش أمنية بمدينة المكلا خلود وزوجها يوم الاثنين وهما في طريق عودتهما لمنزلهما وأعادتهما إلى سجن إدارة الأمن مرة أخرى "لاستيفاء التزامات خارج القانون" وفقا لوصف مصادر حقوقية.

وأكدت المصادر المقربة من أسرة الشابة أن الشرطة أحالت ملفها وزوجها للنيابة بتهمة نشر صورة مسيئة في خطوة ممهدة لمحاكمتهما، رغم إرغامهما على إزالة المحتوى موضوع الشكوى. وأضافت المصادر أنهما حررا تعهدا مكتوبا بعدم العودة لنشر محتوى مشابه.

ولم يصدر بعد تعليق من السلطات الأمنية في حضرموت بشأن الإفراج عن خلود باشراحيل. فيما أكد مصدران في أمن المكلا لـ "رويترز" مساء الثلاثاء الإفراج عن خلود بضمانة حضورية.

وكانت الشرطة قد اعتقلت عارضة الأزياء وزوجها في وقت سابق من يونيو الجاري بعد ظهورها في مجموعة من اللقطات المصورة والصور في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بدون ارتداء الحجاب أو العباءة التي ترتديها معظم النساء في اليمن.

ودعت خلود باشراحيل في تسجيلات مصورة على منصات التواصل الاجتماعي إلى "التحرر ورفض الأفكار التقليدية والمتشددة" كما أعلنت مؤخرا أنها قررت خلع الحجاب، وأثارت الصور والمقاطع المصورة جدلا واسعا.

المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • أميركا تلاحق شبكة ظل مصرفية تمول أنشطة الحرس الثوري
  • في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان.. هل سيُقاتل هؤلاء مع حزب الله؟
  • أمريكا تفرض عقوبات على 50 كيانا وشخصا إيرانيا.. وطهران: جزء من الحرب الاقتصادية
  • واشنطن تفرض عقوبات على شبكة متهمة بنقل مليارات للجيش الإيراني
  • اليمن.. الإفراج مؤقتا عن عارضة أزياء ظهرت في صور بدون حجاب
  • واشنطن تفرض عقوبات على 50 كيانًا وشخصًا بتهمة نقل مليارات الدولارات لصالح إيران
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على "شبكة ظل مصرفية" بتهمة نقل المليارات للجيش الإيراني
  • واشنطن تفرض عقوبات على شبكة "تنقل المليارات" للجيش الإيراني
  • واشنطن تفرض عقوبات على شبكة تنقل المليارات للجيش الإيراني
  • قوة من الحرس الثوري الإيراني تصل مطار الحديدة باليمن وتزحف باتجاه قوات طارق بالساحل الغربي