مرض التوحد عند الطفل يحدث بسبب الجينات.. علماء يوضحون التفاصيل
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
يتم تفسير معظم حالات التوحد عن طريق العوامل الوراثية، وتعد الأنواع الوراثية من الاضطراب أكثر شيوعًا بنسبة 33٪ مما كان يعتقد سابقًا، وهذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه علماء من كلية إيكان للطب في نيويورك.
التوحد والوراثة
وقاموا بإعادة تحليل المعلومات من الدراسات السابقة التي فحصت المخاطر العائلية لاضطراب طيف التوحد، وتبين أن الوراثة تلاحظ في ما لا يقل عن 83% من حالات التوحد في السابق، اكتشف العلم أن مرض التوحد ينتقل في كثير من الأحيان من جيل إلى جيل، ولكن من المقبول عموما أن الجينات كانت مسؤولة عن 50٪ فقط من مثل هذه الحالات.
ومع ذلك، فقد استخدم العلماء الأمريكيون الآن طرقًا بديلة لحساب تأثير العامل الوراثي. وشملت حساباتهم مجموعة من الأطفال المولودين في السويد بين عامي 1982 و2006، وتمت متابعتهم جميعاً حتى ديسمبر 2009، وهكذا شملت الدراسة 37.570 زوجاً من التوائم، و2.642.064 أخاً وأختاً، فضلاً عن 432.281 أخاً وأختاً من جهة الأم، و445.531 من جهة الأب والاخوة والاخوات ومن هذا العدد، تم تشخيص إصابة 14,516 طفلاً بالتوحد، حيث تؤثر الوراثة على حدوث هذا الاضطراب في 83% من الحالات. وشكلت العوامل الخارجية غير المتعلقة بالوراثة 17%.
لاحظ أن الدراسات السابقة التي شملت التوائم أشارت إلى أن الوراثة تحدد ما يصل إلى 90% من جميع حالات التوحد، وتشير دراسة جديدة إلى أن هذا الرقم أقل قليلاً، لكن الوراثة لا تزال تلعب دوراً رئيسياً. أما العوامل الخارجية التي يمكن أن تثير مرض التوحد، فمن بينها احتكاك الأمهات قبل وأثناء الحمل بالسموم مثل الثاليدومايد وحمض الفالبرويك، وتشمل العوامل الأخرى العمر عند الحمل، وتغذية الأم، والالتهابات أثناء الحمل، والولادة المبكرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوحد اضطراب طيف التوحد
إقرأ أيضاً:
هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
أسئلة عديدة يطرحها الاسرائيليون على أنفسهم بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهرا على العدوان المستمر على غزة، فيما المقاومة تواصل تصديها لقوات الاحتلال، ومن هذه الأسئلة التي لا يجدون عنها إجابة: ما الذي يمكنهم أن يفعلونه، ولم يفعلونه حتى الآن تجاه المقاومة، لاسيما وأن الحرب التي لا تنتهي تضر بهم أيضا، مما يجعل من وقفها مصلحة عليا لهم، خاصة وأن أمنيتهم التي لا يخفونها باستسلام المقاومة لن تتحقق.
وأكد بن درور يميني الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "قادة إسرائيل لاسيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حين يهددون بأن الحرب ستستمر حتى بعد إنجاز صفقة تبادل أسرى، فهم لا يهددون حماس، بل يخدمونها، لأن الحركة تعيش منذ أشهر عديدة مرحلة وصفها بقوة الضعف، وليس لديها ما تخسره".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "حماس ما زالت تمثل صورة الضحية، وتجسّد الهوية الوطنية الفلسطينية، وفي السياق الاستراتيجي، تعتبر التضحية الورقة الرابحة للفلسطينيين، وتمنحهم القوة الدولية، وتُخرج مئات الآلاف للشوارع في كل المدن والجامعات الغربية".
وأوضح يميني، أنه "كلما صعّد الاحتلال مظاهر الإيذاء بحق الفلسطينيين صعدوا هم إلى آفاق جديدة، فيما أصبح وضعه هو أسوأ، وبالتالي ما الذي يمكن له أن يفعله بالضبط في هذه المرحلة، هل يقتل عشرة مقاومين آخرين من حماس كل يوم، أم يدمّر عشرة مباني أخرى، أم يمنع مرور شاحنات الغذاء، مع أنه في نهاية المطاف لن يجدي كل ذلك مع حماس، لأنها ستستخدم كل هذه السياسات الاسرائيلية في تسويق روايتها عما ينفذه الاحتلال من الإبادة الجماعية والمجاعة والتطهير العرقي والاستعمار".
وأكد يميني، أنه "لابد من الإشارة أن مثل هذه الرواية الفلسطينية التي تشمل هذه المفردات تشكّل لاعباً رئيسياً على رقعة الشطرنج الاستراتيجية، وفي الوقت الذي فشلت فيه استراتيجية نتنياهو قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فقد فشلت أيضاً منذ ذلك الهجوم، لأنها تعني استراتيجية الحرب بلا توقف، فيما الثمن الداخلي والدولي الذي يدفعه الاحتلال يتزايد: داخلياً وخارجيا".
وشرح يميني قائلا إن "الثمن الإسرائيلي الداخلي لاستمرار حرب غزة يتمثل في ارتفاع معدلات الهجرة العكسية للإسرائيليين الى الخارج، ومزيد من الاستقطاب والانقسام في صفوفهم، والإحباط المتزايد بسبب تخلي الحكومة عن المختطفين، والتزامها المتضائل تجاه جنود الاحتياط، والدمار الاقتصادي نتيجة زيادة ميزانيات الحريديم، وميزانيات أقل فأقل للجنود الذين يتحملون عبء هذه الحرب".
وأشار الكاتب إلى أن "الأثمان التي يدفعها الاسرائيليون على المستوى الدولي بسبب استمرار حرب غزة يتمثل بحلول إسرائيل محلّ جنوب أفريقيا كدولة تمثل نموذج الفصل العنصري، ولا يقتصر الأمر على حظر الأسلحة الذي تفرضه العديد من الدول الغربية عليها، بل يصل الى المقاطعة الصامتة المتمثلة في وقف التعاون في مجالات البحث الأكاديمي والعلمي، وانخفاض الاستثمار فيها، والمزيد من الأحداث المعادية لليهود حول العالم، ومزيد من الانتصارات للحملات المناهضة لها".
وأردف، أنه "رغم كل ذلك، فما زال نتنياهو يهدد حماس بمزيد من القتال على أمل أن يخيفها، لكن ما يحصل في النهاية هو المزيد من نفس الشيء، لأنه في نهاية المطاف، كل يوم يمر يُنظر فيه لإسرائيل باعتبارها المعتدية، وهو بمثابة انتصار صغير آخر بالنسبة للحملة العالمية ضدها، صحيح أن حماس تعيش مرحلة ضعف، لكن إسرائيل تعيش هي الأخرى مرحلة ضعف مماثلة، صحيح أن أغلبية سكان الدول الغربية ليسوا كارهين لإسرائيل، لكن المشكلة تكمن في النخب المسيطرة على الإعلام والأوساط الأكاديمية والثقافية، التي تتمتع بنفوذ كبير، وتقف موقفاً عدائياً من الاحتلال الاسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الاحتلال اليوم، وبعد 457 يوما من القصف على غزة، والقضاء على معظم قادة حماس، فإن وقف الحرب مصلحة إسرائيلية عليا، لأن الضرر يجب أن يقلّ، وكل يوم يمرّ دون وقف لإطلاق النار سيؤدي لزيادة الأضرار عليها، فضلا عن كون وقف الحرب سيؤدي لاتفاق تطبيع استراتيجي مع السعودية، مما يعني تحسّن الوضع الإسرائيلي الذي يمرّ الآن بخسارات متزايدة، حيث يتم قتل الجنود، والمختطفون يموتون، والدولة أصبحت مصابة بالجذام أكثر فأكثر".