مصدومة في إبنتي.. فكيف أجعلها تتراجع عن خطئها
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي أنا اليوم أعيش صدمة حياتي، صدمة أفقدتني بوصلة الحياة.
ففجأة بت أرى نفسي أما غير صالحة لأنني غفلت عن ابنتي حتى اكتشفت أنها تواعد شابا وتعيش معه قصة حب جميلة حسب اعتقادها.
اجل سيدتي هي الابنة الصغرى بعد ثلاث ذكور، مضى من عمرها 15 سنة، أخذت من ودنا ودلالنا حصة الأسد. حتى هي كانت لطيفة جدا وخفيفة الروح، متفوقة في الدراسة والحمد لله.
ولأنها متفوقة في دراستها كافأتها بشراء هاتف ذكي لها، في البداية استعماله له كان عادية. لكن بعد توالي الأيام صار تعلقها به ملفت للانتباه.
التمست لها العذر واعتقدت ان الأمر لن يتعدى حدود الدراسة، لكن مع الوقت تغيرت ابنتي. صارات تحب الجلوس بمفردها، لم تعد تحدثني كالسابق. وصار كل وقتها بعد الدراسة تقضيه مع المحمول.
فانتابني شعور مريب، تقربت منها لكنها كانت متحفظة جدا، ودوما تقول أنها تدردش مع رفيقاتها، أو تتابع الموضة. وبعد إصرار مني صارحتني أنه يوجد شخص يريد التقرب منها، وقالت أنه يحبها.
فشعرت بصدمة كبيرة، ولم أبدي أي رد فعل خوفا من أن أتصرف بطريقة تجعلني أخسر ابنتي. سألتها من يكون، فقالت أنها لا تعرفه، ولم تلتقي به. وأن علاقتها به فقط عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
وحين سألتها إن كانت تحبه، لم تجب، وقالت فقط أنه شاب محترم وخلوق، وابن ناس. فكيف لصبية في سنها أن يكون لها واسع النظر لتستطيع تقييم الآخرين دون معرفتهم؟.
أعلم أن ابنتي لا تزال غير واعية وأنها اغترت فقط لما قاله لها، لهذا فضلت أن لا أتصرف بعنف. لكنني في نفس الوقت أحتاج للنصح، فأرجوكم كيف تدرك ان الامر خطأ دون أن أخسر ثقتها فيّ؟
السيدة “ن” من البليدة
الــــرد:تحية طيبة حبيبتي ومرحبا بك في هذا المنبر الذي نأمل أن يكون نبراس أمل للجميع.
أقدر شعورك جيدا، وأعلم مدى التوتر الذي تمرين به، فأنت أمام عدة تحديات، أولهم مستقبل ابنتك وسيرتها. وأمام تحدي العائلة وكيف تصونين علاقتها لأفراد أسرتها.
لهذا أرى أن تصرفك الراشد والراجح هو عين العقل، لأن أهم أمر الآن هو تحافظي على جسر التواصل مع ابنتك. وأن تبقى كتابا مفتوحا أمامك حتى تكوني على علم بكل تصرفاتها. وهكذا يمكنك تقويم سلوكها حتى تصبح فتاة راقية بأخلاقها.
في البداية اعلمي أن ابنتك تمر بفترة المراهقة، وهي مرحلة التغيرات الهرمونية والجسدية. قد تشعر الفتاة بالإعجاب بالجنس الآخر، وهي مشاعر طبيعية لدى البنات في تلك المرحلة.
لكن يجب التعامل معها بوعي وذكاء وبأسلوب سليم بعدم كبتها واحتواء ابنتك جيدًا. ومن هذا المنبر أوجه رسالتي إلى كل أم بالنقاط الآتية حتى لا تنفلت الأمور من يديك.
سيديتي، تعاملي مع ابنتك بحنان، وكوني ملاذها وصديقتها، وجربي أن تستمعي لها قبل ان تحكمي عليها انها ارتكبت خطأ.، واحترمي مشاعرها ولا تسخري منها.
وتذكري نفسك عندما كنتِ في مثل عمرها، فنحن كراشدين ندرك أن مشاعر المراهقة ليست حبًّا وإنما قد تكون مجرد إعجاب، أو فضول.
لذا تجنبي العنف أو التوبيخ في التعامل مع ابنتك، كأول سبيل لتجعلي ابنتك تقلع عن هذه العلاقة. واكتفي بمراقبة تصرفات ابنتك دون أن تشعرينها بذلك.
عاملي ابنتك كشخص بالغ لا كطفلة، وناقشيها واحترمي مشاعرها وآراءها. كوني قدوة لها في أقوالك، تلفظي فقط بالكلام النقي.
احرصي على تأدية الصلاة في وقتها وأطلب منها أن تصلي أمامك. اقرئي يوميا وردا من الكتاب الشريف. واطلبي منها أن تقرأ لك هي مثلا وامدحي صوتها العذب، كذلك في اللباس.
تجنّبي الخجل في التعامل مع ابنتك، وتحدثي معها عن مشاعر الحب، وأوضحي لها الفرق بين الحب والإعجاب. وأعطيها الثقة واطلبي منها أن تكون صريحة معك في جميع أمور حياتها.
وتأكدي أن بناء الثقة بينكما سيساعدك على ذلك، وأخبريها بأنكِ تحبين الاستماع إليها.
توددي إلى ابنتك وأشعريها بحبك وحنانك، واصنعي لها بعض المفاجآت. كأن تضعي لها هدية في غرفتها، أو تخرجي معها وحدكما لتناول الإفطار والحديث بانفتاح.
أكثري من احتضان ابنتك، ولا تنسي طبع قبلات حانية على وجنتيها. واطلبي منها أن تشاركك بعض النشاطات في المنزل، حتى لا يتسلل إليها الشعور بالملل.
شجعيها على تنمية مواهببها، فهذا يساعدها على الإحساس بالإنجاز والتميز، واحرصي على أن تشغل وقت فراغها فيما يفيدها.
ثم أوضحي لها أن الحب شعور جميل خلقه الله داخلنا وليست عيبًا. لكن يجب أن يكون في الوقت المناسب وللشخص المناسب.
واحكي لها عن تجاربك التي مررتِ بها أو سمعتِ عنها خلال فترة المراهقة. حتى تأخذ العبرة منها.
وهكذا تأكدي سيدتي أنك ستحتوينها، وسوف تعي خطأها، ولن يغرها أي شخص لا في العالم الافتراضي، ولا في العالم الواقعي.
لذا إياك والتوتر حتى لا تنفلت أعصابك ويجرك ذلك لتصرف غير محسوب، استعيني بالله، فالله ولي التوفيق.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: منها أن
إقرأ أيضاً:
سوق السيارات في العراق: المبيعات تتراجع والمواطنون يبحثون عن حلول تمويلية
27 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: سوق السيارات في العراق يعكس بشكل واضح التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، حيث يسير هذا القطاع في مسار غير مستقر في ظل الركود الاقتصادي الذي يعصف بمختلف المجالات.
وتراجعت القدرة الشرائية للمواطنين، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الطلب على السيارات، لا سيما في فئة السيارات الجديدة. وأظهرت إحصائيات حديثة تراجع مبيعات السيارات في العراق بنسبة تصل إلى 5% هذا العام مقارنة بالعام 2023.
يعزو العديد من المحللين هذا الانخفاض إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بما في ذلك انخفاض مستويات الدخل وارتفاع معدلات التضخم التي تفوق قدرة المواطن على شراء السلع، وخاصة السيارات.
تتعدد الأسباب التي تساهم في تراجع الطلب على السيارات في السوق العراقية، حيث تتزامن الأزمات المالية مع حالة من عدم الاستقرار السياسي في المنطقة.
التوترات السياسية في دول الجوار والأزمات الاقتصادية قد يكون لها دور بارز في تراجع الثقة لدى المواطنين في قدرة الحكومة على معالجة هذه القضايا، مما ينعكس على قراراتهم الاستهلاكية. وفي هذا السياق،
وأفادت مصادر اقتصادية أن التوقعات لعام 2024 تشير إلى استمرار هذا التراجع في مبيعات السيارات إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية على ما هي عليه. وذكرت تحليلات أن العوامل المرتبطة بتقلبات أسعار الصرف والضرائب المرتفعة على السيارات قد تكون من أبرز أسباب الركود.
وفي خضم هذه الأوضاع، زادت الضرائب والرسوم المفروضة على السيارات الجديدة بشكل ملحوظ، ما دفع العديد من المواطنين إلى التوجه نحو سوق السيارات المستعملة كخيار بديل.
يتراوح سعر السيارة المستعملة في العراق بين 10 إلى 15 ألف دولار، وهو ما يعد عبئًا أقل على ميزانية العائلات مقارنة بالسيارات الجديدة التي ارتفعت أسعارها بشكل حاد.
وذكر مصدر في أحد معارض السيارات أن “البحث عن سيارات مستعملة أصبح الأكثر رواجًا في الوقت الحالي بسبب ارتفاع الأسعار التي فرضتها الضرائب والرسوم، وتزايد الضغوط الاقتصادية على المواطنين”.
من جهة أخرى، فإن ضعف البنية التحتية في العراق يشكل عائقًا آخر أمام النمو في سوق السيارات. الطرق غير المعبدة والشبكة الرديئة للمواصلات العامة تعيق حركة المرور وتحد من رغبة المواطنين في شراء سيارات جديدة.
ويُظهر هذا الوضع ضعفًا في التخطيط العمراني والاهتمام بالبنية التحتية من قبل الجهات الحكومية.
من جانب آخر، تحدث باحث اجتماعي عن تأثير غزو الصناعات الصينية في العراق، حيث أشار إلى أن “السيارات الصينية أصبحت الخيار الأكثر شعبية بين المواطنين بفضل أسعارها المنخفضة وأدائها المقبول”، وهو ما أدى إلى زيادة الإقبال على هذه الفئة من السيارات.
وقال الباحث: “هناك رغبة واضحة لدى العراقيين في شراء سيارات بأسعار معقولة وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، وأصبحت السيارات الصينية تلبي هذه الحاجة”.
فيما يتعلق بمسألة تمويل شراء السيارات، لفت تحليل اقتصادي إلى أن نظام البيع بالأقساط قد ساهم بشكل كبير في تسهيل عملية الشراء لفئات المجتمع ذوي الدخل المحدود والمتوسط. وبفضل الأنظمة الجديدة لتمويل السيارات والتي تقدم تقسيطًا مريحًا بفوائد أقل، أصبح بإمكان المواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية شراء سيارات بسهولة نسبية.
ولكن، بحسب رأي العديد من المستهلكين، فإن “هذه الأنظمة قد تكون محفوفة بالمخاطر إذا ما استمرت الأوضاع الاقتصادية في التدهور، مما قد يعرض المواطنين لمشاكل في تسديد الأقساط”.
من جهة أخرى، عبرت مواطنة في تدوينة لها على منصة فيسبوك عن استيائها من الحالة الاقتصادية، حيث قالت: “حتى لو حاولنا التكيف مع الأسعار، تبقى الضرائب والرسوم على السيارات عقبة أمامنا. لا أستطيع أن أشتري سيارة جديدة أو مستعملة بدون التفكير في ضغوط الأقساط والديون التي سترافقني”.
كما ذكر أحد المهتمين بالشأن السياسي في تغريدة له على منصة إكس: “الوضع الاقتصادي في العراق يتطلب حلولًا جذرية، فزيادة الرسوم والضرائب على السيارات ليست إلا حلقة في سلسلة من السياسات التي تزيد العبء على المواطنين، في وقت تزداد فيه التحديات الاقتصادية”. وأضاف أن “الركود الذي يشهده سوق السيارات هو نتيجة حتمية لعدة عوامل متشابكة تتعلق بالاقتصاد الوطني، والاستقرار السياسي، وإجراءات الحكومة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts