في إطار مساعي وقف الحرب في قطاع غزة، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، جرت في باريس محادثات جديدة، لبحث اتفاق هدنة في حرب غزة، بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي عُرفت بـ "وثيقة باريس" والتي تشتمل على هدنة مؤقته لمدة شهر ونصف.

من جانبه، أوضح خبراء وأساتذة العلوم السياسية، أن من أبرز البنود التي تضمنتها الوثيقة، عملية تبادل للأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين بالسجون الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدين أن هناك ضغوط خارجية وداخلية على الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس للجلوس على طاولة المفاوضات.

الدكتور أحمد قنديل

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه ليست هناك تفاصيل أُعلنت من جانب أي جهة، ولكن ما اطلعنا عليه من بعض التقارير الصحفية التي تشير إلى أن بنود الهدنة تشمل مسألة تبادل الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على عدة مراحل، وكذلك مسألة إدخال المساعدات الإنسانية بسهولة ويُسر لأهالي قطاع غزة.

وأضاف "قنديل" في تصريح خاص لـ "الفجر"، حتى الآن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن تفاصيل هذه المحادثات في باريس بمشاركة واشنطن والقاهرة والدوحة، لافتًا إلى أن كلًا من الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس عانوا خلال الفترة الأخيرة من خسائر ضخمة، وهناك ضغوط خارجية وداخلية كبيرة من أجل إيقاف الحرب وإعادة الأسرى، وإدخال المساعدات.

وأوضح الدكتور أحمد قنديل، أن الضغوط الخارجية والداخلية بدأت تدفع الجانبين إلى الجلوس معًا مرة أخرى لبحث سُبل الخروج من الكارثة الإنسانية التي يشهدها العالم كله لفترة تجاوزت الـ 110 يوم، مؤكدًا أن كافة هذه الضغوط أصبحت مؤثرة جدًا، وكشفت أن الحل العسكري ليس هو الحل للأزمة، وأن التفاوض والعودة إلى الحل السياسي هو الأهم في الفترة المُقبلة.

وتابع قائلًا: الجانب الإسرائيلي يؤكد على مسألة تحرير الرهائن، باعتبار أنها أحد القضايا الداخلية التي تُمثل ضغط شديد على الحكومة اليمينية المتطرفة لـ "نتنياهو"، والمظاهرات من جانب أُسر الأسرى، الذين يرون أن الحكومة الحالية لا تهتم بإعادة هؤلاء الأسرى وإنما هدفها الرئيسي هو البقاء في السُلطة والاستمرار في هذه الحرب التي لها أهداف وهمية ليس من الواقعي تحقيقها على الأرض، وبالتالي تُمثل عامل ضغط قوي على الحكومة الحالية.

الدكتور طارق فهمي

وفي السياق ذاته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مباحثات باريس، والتي تبحث اتفاق هدنة جديدة في قطاع غزة لمدة شهر ونصف، خطوة إيجابية، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، والقاهرة وقطر لوقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح "فهمي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن من بين أهداف بنود الهند المرتقبة اشتمالها على عملية تبادل الأسرى على مراحل تدريجية، وبناء رؤية لتقريب وجهات النظر لإطالة أمد الهدنة الإنسانية، مشيرًا إلى أن المباحثات ستشهد اجتماعات ولقاءات أخرى سواء في باريس أو خارجها، مؤكدًا أن محادثات باريس خطوة جيدة في مسار ما هو قادم من لقاءات، لافتًا إلى أهمية حضور الجانب الأمريكي، بمشاركة "ويليام بيرنز" مدير المخابرات المركزية الأمريكية، وهو من يدير هذه اللقاءات بصورة كبيرة.

ولفت الدكتور طارق فهمي، إلى أن الترتيبات السياسية والأمنية ستمضي في إطارها إذا توافرت الإرادة من الطرفين الجانب الإسرائيلي وحماس، موضحًا أن هناك تجاوب من جانب حركة حماس مع كافة الصيغ لسبب أنها تريد أن تبقى في المعادلة ولا تكون خارجها، ومن مصلحة إسرائيل وقف إطلاق النار واستعادة قوتها العسكرية.

وأردف أستاذ العلوم السياسية، قائلا: هناك خطوات جيدة يمكن أن تؤدي إلى انفراجه في المشهد، منوهًا إلى وجود ضغوطات دولية وعربية على الجانبين وخاصة الجانب الإسرائيلي الذي يتنعت في الكثير من الأمور، مؤكدًا أن هناك خطط إيجابية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ومنها مبادرة الـ 10 نقاط الأوروبية ثم مبادرة الـ 5 نقاط من الجانب البريطاني، واللتان تبدأن بخطوات إجرائية لتحقيق السلام في قطاع غزة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وثيقة باريس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قطاع غزة حماس وإسرائيل حرب غزة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

شقيق أسير قُتل في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بقتله

قال داني الغرات شقيق أسير قتل خلال الأسر في غزة وأعادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جثته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إن الجيش الإسرائيلي قتل أخاه في قصف جوي.

وأضاف الغرات أمس الأحد في الكنيست أن شقيقه إسحاق "تلقى العلاج في المستشفى بغزة وتم إنقاذ حياته لأنه كان مهما لهم"، في إشارة إلى حركة حماس.

وأضاف أنهم "زرعوا له جلدا من ساقه، وفقا للطبيب الذي عالجه".

وهاجم الغرات أعضاء الكنيست، قائلا "أولئك الذين كانت لديهم مصلحة في عودتهم قتلى هم أنتم، لأن حماس لم تكن لديها مثل هذه المصلحة، لأن قيمتهم تقل إذا كانوا قتلى".

وأضاف "من قتلهم كان سلاح الجو في القصف".

وأعيدت جثة الأسير إسحاق الغرات (69 عاما) إلى إسرائيل ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وكانت حماس أسرته من منزله في مستوطنة نير عوز في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكان داني الغرات قائدا لمركز شرطة أشدود، لكنه أصبح أحد أبرز الناشطين من أجل عودة الأسرى المحتجزين لدى حماس منذ أسر شقيقه، وفي فبراير/شباط الماضي قال إنه سيتقدم بشكوى قضائية ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتهمة التسبب بمقتل أخيه.

وصرح داني أكثر من مرة بأن نتنياهو هو من يعرقل صفقة تبادل الأسرى وليس حماس، التي "التزمت بكل هذا الاتفاق من جهتها".

إعلان

وقال إن "رئيس الحكومة عاد من الولايات المتحدة وتعتريه النشوة بعد كل المقابلات الصحفية الوهمية، وبعد كل الوجبات الفاخرة في الفندق".

وكانت حماس بدأت في 20 فبراير/شباط الماضي أول عملية تسليم جثث أسرى إسرائيليين منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

وصرحت الحركة أنها حاولت الحفاظ على حياة الأسرى بكل الطرق، وقالت إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء، بيد أن حكومتهم فضلت قتلهم وقتل 17 ألف طفل فلسطيني معهم.

وأكدت حماس أنها حافظت على حرمة جثث الأسرى القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم نتنياهو يتباكى على قتلاه، لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.

مقالات مشابهة

  • شقيق أسير قُتل في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بقتله
  • حماس: لا طريق سوى الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق للحفاظ على مصير الأسرى
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية
  • ماذا تحمل زيارة ويتكوف المرتقبة للمنطقة؟.. محللون يجيبون
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • "هآرتس" تؤكد مقتل 41 أسيرا في غزة بنيران الجيش الإسرائيلي
  • حماس: حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتجاوز 12 ألف شهيدة
  • كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون