براءة اختراع لجامعة جدة حول ابتكار تحضير مواد سيراميكية مقاومة للنشاط الميكروبي
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
حصلت جامعة جدة على براءة اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية, حول ابتكار طريقة لتحضير مواد سيراميكية مقاومة للنشاط الميكروبي؛ وذلك وسط تنافس 100 مشروع في برنامج "تمكين الأستاذ الريادي" التابع لوزارة التعليم.
واستطلع الاختراع التحديات التي تواجه العميل من كثرة استخدام المعقمات ومحاليل التنظيف المكلفة اقتصادياً والمؤثرة على الصحة العامة، وافتقار السوق المحلي لنوعية السيراميك المقاوم للبكتيريا والفطريات الممرضة؛ مرجعاً حل ذلك لاختراع مواد سيراميكية مصنعة من مخلفات صناعية بترولية وخامة معدنية طبيعية لتطوير السيراميك العادي وتحويله لسيراميك مقاوم للنشاط الميكروبي "صحي وآمن".
وعكف فريق عمل بحثي من جامعة جدة مكون من: أستاذ الكيمياء البروفيسور ناجي زناتي، وأستاذ الأحياء البروفيسور آمنة صديق، وأستاذ مساعد كيمياء الدكتور يوسف الجمل، وأستاذ مشارك الدكتورة عفراء عبدالقادر, على ابتكار طريقة لتحضير مواد سيراميكية مقاومة للنشاط الميكروبي.
وسجل هذا الاختراع القيمة المقدمة للمواد السيراميكية "الخام"، والمتمثلة في خفض سعر التكلفة المالية لإنتاج السيراميك العادي نتيجة لاستخدام المخلفات الصناعية زهيدة التكلفة في إنتاج المواد السيراميكية الصديقة للبيئة، وإضافة قيمة للسيراميك العادي فيصبح مقاوماً للميكروبات الضارة، حيث يمكن كذلك استخدام المواد السيراميكية في صناعة الطوب الحراري المتحمل لدرجات الحرارة العالية والمستخدم في بطانة الأفران وفي الصناعات التعدينية.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
صوت الشارع العالمي.. حين تتحول المظاهرات إلى مقاومة دبلوماسية
سالم بن حمد الحجري
في مشهد يتكرر في شوارع العواصم الكبرى، من نيويورك إلى لندن، ومن كيب تاون إلى كوالالمبور، يخرج الناس إلى الساحات حاملين صور غزة تحت الركام، وأصواتهم تهتف للعدالة وتدين الاحتلال، هذه المظاهرات التي اندلعت ردًا على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، ليست مجرد موجة عاطفية عابرة؛ بل هي تعبير سياسي وإنساني بالغ الدلالة.
المتظاهرون، من خلفيات وأديان وثقافات متعددة، يوحّدهم موقف أخلاقي ضد الإبادة، وضد صمت العالم وتخاذله. لقد بات واضحًا أنَّ هذه الاحتجاجات لم تعد فقط وسيلة لإفراغ الغضب، بل تحوّلت إلى أداة ضغط حقيقية تُحرج الحكومات، وتدفعها إلى مراجعة مواقفها وتحالفاتها، فالصور القادمة من غزة تمثل أبشع صور الإبادة الجماعية، بيوت مدمّرة وأطفال تحت الأنقاض، ومشافي تقصف وحتى مستودعات الطعام وأماكن الإيواء، وحصار ومنع لدخول مسببات الحياة من غذاء ودواء كلها مشاهد تهز الضمير العالمي، ولكن ما يُعطي هذه الصور وزنًا سياسيًا هو ذاك الصوت الجماهيري الذي يصرخ: "كفى"!
إنَّ ما نراه اليوم هو شكل من أشكال المقاومة العابرة للحدود، مقاومة لا تحمل سلاحًا، لكنها تملك سلاح الرأي العام والمقاطعة والدعوة للمحاسبة، هذه المقاومة لا تنتمي لجغرافيا محددة؛ بل إلى ضمير الإنسان، وفي زمن التواطؤ الرسمي والصمت الإعلامي الممنهج، يصبح هذا الحراك الشعبي بمثابة وثيقة حيّة تُدون الرواية الحقيقية، وتعيد تعريف مفاهيم مثل العدالة والكرامة والحرية، واصطفاف بجانب الحق الذي تمثله القضية الفلسطينية.
ورغم محاولات الاحتلال المستمرة لتشويه الصورة وخلط الأوراق، إلا أن الشارع لا يُخدع بسهولة؛ بل إنه يزداد وعيًا وتنظيمًا، ويجعل من كل مظاهرة منصة للفضح والمساءلة، ومن كل لافتة رسالة تتجاوز الحدود، ولكن، كما يعوّل الاحتلال على تفوقه العسكري، فإنه أيضًا يعوّل على تعب الناس ونسيانهم واعتيادهم على المشهد المتكرر للمجازر وآثار المجاعة والنزوح، لذا فإنَّ استمرار هذا الصوت، وتنامي زخمه، لم يعد ترفًا نضاليًا؛ بل ضرورة إنسانية عاجلة، فالصوت العالي وغضب الجماهير ليس مجرد ضجيج؛ بل هو رأي عام صادق يُمكن ترجمته إلى موقف سياسي ودبلوماسي يمكن أن تستثمره الحكومات؛ باعتباره مطلبا شعبيا وورقة ضغط دولي في المؤسسات الدولية الراعية للأمن والسلم، ويبني تحالفا دوليا يدفع إلى وقف الحرب ويُربك غرف السياسة المغلقة، ويمنح المقهورين أملًا، ويُبقي الذاكرة حيَّة، وكما يقول نيلسون مانديلا: "دائمًا ما يبدو المستحيل كذلك... حتى يُنجَز".
"لن نترك غزة وحدها" قالها الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وهو ما يجب أن يكون بكل وسائل المقاومة المتاحة، فلا بُد للقيد أن ينكسر.
لأجل غزة، لأجل العدالة، لأجل الإنسان... فلنُبقِ الصوت عاليًا.