حضر مجموعة من الرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات التكنولوجيا، وعلى رأسهم رئيس شركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، جلسة استماع في الكونغرس حول المعدلات المتزايدة للانتهاكات والاعتداء الجنسي ضد الأطفال عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي حضور أسر ضحايا من الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات، اتهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الشركات وقال: "أياديكم ملطخة بالدماء"، بحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عما دار في جلسة الاستماع المثيرة للجدل.

وبدوره اعتذر زوكبربيرغ للعائلات التي حضرت الجلسة، وقال: "آسف على كل شيء مررتم به. لا ينبغي أن يمر أحد بتلك الأشياء التي عانيتم منها، ولهذا السبب نستثمر الكثير (من الأموال)".

امتدت جلسة الاستماع لقرابة 4 ساعات، حيث سعى الرؤساء التنفيذيون، مارك زوكربيرغ من شركة ميتا، وشو زي تشيو من تيك توك، وليندا ياكارينو من منصة "إكس"، وإيفان شبيغل من "سناب تشات"، ولمنصة "ديسكورد" جيستون سيترون، إلى طمأنة أعضاء مجلس الشيوخ والعائلات بشأن خطواتهم لمواجهة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.

وبحسب بيانات المركز الوطني للأطفال المفقودين والمتعرضين للاستغلال، وهي مؤسسة غير ربحية تتبع مثل هذه القضايا لصالح الحكومة الأميركية، فإن الصور ومقاطع الفيديو الجنسية للأطفال باتت منتشرة على نطاق أوسع من أي وقت مضى.

وأوضحت المؤسسة أن المحتوى الموجود على الإنترنت من هذا النوع، زاد من 32 مليونا عام 2022 إلى أكثر من 36 مليونا خلال عام 2023، وأصبح منتشرا بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي العملاقة مثل فيسبوك، على الرغم من جهود لسنوات لمواجهة المشكلة.

يذكر أن "ميتا" المالكة لفيسيوك وإنستغرام، أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أنها ستحجب المزيد من المحتوى الذي يمكن أن يشاهده المراهقون على الموقع والتطبيق، بعد ضغوط عليها من جهات رقابية حول العالم، للحد من المحتوى الذي قد يتسبب في أضرار للأطفال والمراهقين.

وقالت الشركة في بيان، إنها ستفرض على المراهقين قيودا أشد لضبط المحتوى في هذه التطبيقات، وستقيد أيضا مصطلحات البحث الإضافية في تطبيق إنستغرام للصور، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وأضافت أن هذه الخطوة "ستصعب على المراهقين الوصول إلى المحتوى الحساس"، كالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل، عند استخدامهم ميزات على إنستغرام منها "البحث" و"الاستكشاف".

وبالعودة إلى جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ، الأربعاء، فقد ركزت على مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال. واعترف المشرعون أنهم "فشلوا" في تحركاتهم من أجل إيجاد قوانين للحد من هذه الأزمة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وكان من بين الحضور، عدد من عائلات وأصدقاء أطفال انتحر بعضهم بسبب التنمر أو تعاطي المخدرات بتشجيع عبر الإنترنت، ورفعوا قبل دقائق من انطلاق جلسة الاستماع، لافتات للضحايا، مما أضفى جانبا عاطفيا على الجلسة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العائلات سخرت طوال جلسة الاستماع من حديث مسؤولي شركات التكنولوجيا عن التزامهم بسلامة الأطفال، وأشادت بتعهد أعضاء مجلس الشيوخ بمحاسبة الشركات.

من جانبه، تطرق زوكربيرغ إلى الاستثمارات الكبيرة في مجال السلامة والتغييرات الأخيرة التي نفذتها شركته في سياساتها لمنح الآباء مزيدا من السيطرة على بيانات أطفالهم، ودعا الكونغرس إلى إجبار متاجر التطبيقات الإلكترونية (مثل غوغل وآبل) على لعب دور أكبر في التشديد على أنشطة الأطفال عبر الإنترنت.

وفي أول شهادة أمام الكونغرس لمسؤول في شركة "إكس" منذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك على المنصة المعروفة سابقا باسم تويتر، تطرقت ياكارينو إلى خطط تشكيل فريق سلامة جديد، وإطلاع الحكومة على بعض تقارير الشركة فيما يتعلق بالمواد المسيئة للأطفال.

أما المدير التنفيذي لتيك توك، فأكد خلال الجلسة على أنه على الرغم من الانطباع السائد بأن منصته يسيطر عليها الصغار، فإن متوسط عمر المستخدمين هو أكثر من 30 سنة.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن بعض الآباء الحضور لم يتأثروا بتصريحات المديرين التنفيذيين، واتهموا زوكربيرغ بأنه "مخادع".

وعن زوكربيرغ، قالت ديب شميل، وهي تحمل صورة ابنتها بيكا (18 عاما) التي توفيت جراء تسمم بالفنتانيل جراء تناول حبة اشترتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إنه اتخذ بعض الخيارات التي لا تمنح أولوية لسلامة الأطفال، وما حدث هو نتيجة لذلك".

كما قالت جوليانا أرنولد، التي توفيت ابنتها كوكو (17 عاما) بسبب تسمم الفنتانيل بعد شرائها حبة عبر إنستغرام، إنها ترى أن الأزمة تتفاقم.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن حساب إنستغرام لتاجر المخدرات الذي باع ابنتها الفنتانيل، ظل يعمل لمدة 4 أشهر بعد وفاة ابنتها. وأوضحت أيضًا أنها أبلغت الشرطة مؤخرا أنه عاد إلى منصة التواصل الاجتماعي مستخدما حسابا جديدا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی جلسة الاستماع

إقرأ أيضاً:

الجيش البيلاروسي يحذر من تصاعد انتهاكات أوكرانيا على الحدود المشتركة

 أعلن جيش بيلاروس، اليوم السبت، تسجيل زيادة حادة في عدد عمليات الاستطلاع باستخدام الطائرات بدون طيار بالقرب من الحدود بين أوكرانيا وبيلاروس، مؤكدًا استعداده التام للاستجابة لمثل هذه "الاستفزازات".


وقال رئيس قوات الدفاع الصاروخية الجوية وقيادة الدفاع الجوي في الجيش البيلاروسي أندريه سيفرينشيك - بحسب ما نقلته وكالة أنباء "بيلتا" المحلية - إن بيلاروس تستجيب بشكل مناسب للأوضاع في جميع أنحاء البلاد في المجال الجوي.


وأضاف: "سجلنا مؤخرًا زيادة حادة في عدد رحلات الاستطلاع بدون طيار التي تستكشف المناطق القريبة من الحدود البيلاروسية.. الوضع في المجال الجوي متوتر.. نرى انتهاكات جوية مستمرة للحدود، ولن نترك أي انتهاك دون إجابة".


ولفت سيفرينشيك إلى أن "وحدات الجيش الأوكراني في المنطقة القريبة من الحدود مجهزة ليس فقط بطائرات استطلاع بدون طيار ولكن أيضًا بطائرات بدون طيار قادرة على توجيه ضربات في عمق أراضي بيلاروسيا".


وأشار إلى أن الجيش البيلاروسي نشر أصول استطلاع إضافية على الحدود، بالإضافة إلى نشر فرق رادار متنقلة على ارتفاعات منخفضة تابعة لقوات الرادار، وتعزيز نظام مراكز المراقبة البصرية من أجل توفير المعلومات لوحدات إطلاق النار من قوات الدفاع الجوي والقيادات العملياتية في الخدمة القتالية.


وأكد سيفرينشيك أنه تم نشر قوات وأصول دفاع جوي إضافية في مناطق محددة بالحدود الجنوبية أيضًا لحماية المنشآت الحيوية، حيث تقوم وحدات الطيران المناوبة برحلات على طول حدود الدولة ليلاً ونهارًا لأغراض الاستطلاع ومن أجل الاستجابة للمهام الناشئة في المجال الجوي، ويتم تنسيق إجراءات ضمان الأمن في المجال الجوي بشكل وثيق مع وحدات لجنة حدود الدولة في بيلاروسيا.


من جانبه، أكد فاديم لوكاشيفيتش، القائد في قيادة العمليات الخاصة للقوات المسلحة البيلاروسية، أن "التوترات على الحدود البيلاروسية الأوكرانية تتصاعد، حيث بدأ تحالف الدول الغربية صراعًا ساخنًا بالقرب من أراضينا، في محاولة لإشراك بلادنا في هذه الحرب".
وشدد على أن "بيلاروس تبذل قصارى جهدها للحفاظ على السلام"، مشيرا إلى أن هناك "معلومات تفيد بأن أوكرانيا تقوم بحشد القوات والأسلحة والمعدات العسكرية بالقرب من حدودنا، حيث تم نشر مركبات قتال المشاة الأمريكية، وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، والمدفعية الثقيلة بعيدة المدى، وغيرها من المعدات في منطقة جيتومير".


وتابع المسؤول العسكري أنه "وفقًا لتقديراتنا، فإن أداء الجيش الأوكراني ليس جيدًا على خط المواجهة، لكن رغم الخسائر الفادحة (التي يتكبدها)، فإن النقص في المعدات يؤدي إلى نقل الكثير من الأفراد والمركبات نحو حدودنا.. لماذا؟ لأي سبب؟".
 

مقالات مشابهة

  • إحدى الناجيات من سجون مأرب تكشف تفاصيل انتهاكات مؤلمة بحق النساء .. فيديو
  • ميتا تخطط لإطلاق روبوتات المحادثة الآلية على إنستغرام
  • ما هي أيباك التي تختار أعضاء الكونغرس بحسب موقفهم من إسرائيل؟
  • اتحاد إذاعات الدول العربية ينظم ندوات حول صناعة المحتوى والميديا عن طريق الذكاء الاصطناعي
  • الجيش البيلاروسي يحذر من تصاعد انتهاكات أوكرانيا على الحدود المشتركة
  • جلسة استماع لاستعراض المخطط الاستراتيجي المحدث لمدينة قلين في كفر الشيخ
  • رمضان صبحي يخضع لجلسة استماع ثانية أمام الوكالة المصرية لمكافحة المنشطات
  • رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت يعتقد أنه من المقبول سرقة المحتوى إذا كان موجودا على الإنترنت
  • للمرة الأولى.. آبل تطرح نظارات فيجن برو خارج الولايات المتحدة
  • برلمان باكستان يرد على قرار أميركي بشأن الانتخابات