حمص-سانا

كرست الفنانة التشكيلية سميرة مدور حياتها الاجتماعية والعلمية في خدمة الفن التشكيلي الذي ترى فيه منبعا لكل شيء جميل في حياة الشعوب وحضاراتها عبر التاريخ.

مدور التي قضت أكثر من خمسة وأربعين عاماً في تدريس مادة التربية الفنية في المدارس والجامعات وشاركت في تأليف مناهج التربية الفنية بوزارة التربية لمختلف المراحل الدراسية لمع اسمها بالحياة التشكيلية في سورية وخارجها من خلال عشرات المعارض والملتقيات التشكيلية التي شاركت فيها، وتميزت بالأسلوب الواقعي والانطباعي اللذين يجسدان حارات حمص القديمة وطبيعة ريفها الجميل.

وعن مسيرتها الفنية ونظرتها للفن التشكيلي من مختلف وظائفه، أوضحت مدور في لقاء مع سانا أنها نشأت في عائلة مثقفة تهتم بالفتاة، وتشجعها على أن تأخذ دورها في المجتمع وتحترم الفن التشكيلي وكل الفنون التي ترقى بالإنسان من رياضة وغيرها.

وكانت بداياتها في المرحلة الابتدائية من خلال رسمها لخرائط البلدان والطبيعة، وكل ما تراه حولها فشاركت في المعارض المدرسية ثم تدربت في معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية، ولاقت تشجيعا من أستاذها الفنان التشكيلي أحمد دراق السباعي الذي صقل موهبتها وحفزها لتلتحق بعدها بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وتغدو معلمة لهذا الفن في عدد من المدارس والمعاهد التربوية.

وترى مدور أن للفن رسالة إنسانية جوهرية تجمع الحب والروح والجمال، فهو سلاح لمحاربة القبح والظلم في المجتمع وإظهار لقيم الشعوب ورقيها وهو ما وصلنا عبر التاريخ من خلال الجداريات والمنحوتات والرسوم على الكهوف والمعابد والآثار.

وتعتبر أن نظرة الانسان للفن التشكيلي تغيرت منذ بداية القرن الماضي فلم يعد حكراً على أحد، ولم يعد فقط لتخليد المشاهير بل تطور مع التطور التكنولوجي واخذ يدخل في مختلف مناحي الحياة ليظهر أن داخل كل إنسان فنان يستطيع إخراجه والعمل على تطويره لو شاء ذلك.

وتضيف.. إن للفن وظائف تربوية وخاصة عند الأطفال، ومنهم أولئك من ذوي الإعاقة، فكم من طفل مريض بالتوحد مبدع استطاع أن يعبر بالرسم الجميل عما يشعر به، موجهة الدعوة للاهتمام بدرس مادة التربية الفنية في المدارس لأنها لا تقل أهمية عن المواد الأخرى، فهي تغذي نفوس الأطفال بحب انتمائهم للوطن، وكل ما فيه من جمال.

وعن المواد والموضوعات التي تفضلها أوضحت مدور التي تم تكريمها في العديد من المناسبات والملتقيات أنها تفضل الألوان الزيتية لأنها تكفل لها اظهار ما يختلج في نفسها من أحاسيس فتتعانق الألوان الحارة مع الباردة لتعطي إشعاعا يضج بالحياة، حتى في لوحاتها التي أظهرت فيها تأثرها بألم الحرب وبالدمار الذي لحق بحمص التي لم تفارق وجدانها.

وإلى جانب إبداعها بالفن التشكيلي ومسيرتها الحافلة بالعطاء، كانت مدور وهي من مواليد حمص عام 1959 مثالاً للمرأة السورية الناجحة في مختلف المجالات اذ مارست الرياضة منذ طفولتها وشاركت بالأندية الرياضية، ونالت المركز الأول في بطولة سورية للمدارس والأندية بكرتي اليد والسلة.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

التشكيلية الأردنية نعمت الناصر: أسوان مدينة لا تُنسى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الفنانة التشكيلية الأردنية نعمت الناصر، إنها وقعت في عشق أسوان، وأحبّت أهلها الطيبين، واعتادت على زيارتها في كل عام، وحرصت على قيام أفراد عائللتها بزيارة المدينة أيضاً، من أجل الاستمتاع بمعالمها وطبيعتها ونيلها الساحر.

وقالت "الناصر" في تصريحات لها على هامش مشاركتها بالدورة الثامنة من مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، المقامة حالياً في أسوان، إن أسوان تُعد مصدر إلهام لكل فنان، وهي بلد الفنون والحضارة على مر التاريخ.

وعبّرت الفنانة التشكيلية الأردنية عن سعادتها لمشاركتها بدورات مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، الذي يجمع في كل عام نخبة من فناني العرب على أرض أسوان الطيبة.

وتحدث الفنانة نعمت الناصر، التي تعد من الروّاد في مجال الفنون التشكيلية الأردنية والعربية، حاضر ومستقبل الفنون التشكيلية العربية، فقالت انتشار التكنولوجيا، وتطبيقات الكمبيوتر المتعددة، جعلت طلاب الفنون في العالم العربي، يصابون بالكسل، ولا يبدعون بأيديهم، ولا يقدمون أعمالا فنية، إلا بالاستعانة بالكمبيوتر.

وقالت إن الحركة التشكيلية العربية، أكثر حضورا وتميزا من نظيرتها في أوروبا، وأن الفنان التشكيلي العربي، لديه التاريخ والبيئة الخصبة، لاستلهام أعماله.

الفنانين العرب يقدمون للعالم، أعمالا تشكيلية أكثر تأثيرا وإلهاما وإبهاراً

وأضافت بأن الفنانين العرب يقدمون للعالم، أعمالا تشكيلية أكثر تأثيرا وإلهاما وإبهاراً، وأن الشرق سيبقى أكبر ملهم لكل فنان تشكيلي، كونه الأعمق تاريخاً، والأكثر تراثاً.

ولفتت إلى أن التواصل بين الفنانين التشكيليين العرب، صار أكثر قوة بفضل الملتقيات والمعارض الفنية مثل مهرجان طيبة الدولي للفنون، ونوّهت إلى أنه حتى المدن التي باتت اليوم من مدن الحروب تشهد فعاليات وممارسة حيّة ولافتة للفنون التشكيلية.

يُذكر أن فعاليات مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، تُقام للعام الثامن على التوالي، برعاية الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة،  والهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، ومحافظة أسوان، تستقطب العشرات من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، وتتوزّع فعاليات المهرجان من بين عروض مسرحية، وفلكلورية، وتشكيلية.

ويُعد المهرجان مناسبة يلتقي فيها فنانون من ثقافات ومدارس مختلفة، ويتبادلون الأفكار والرؤى، ويتعرفون على تجارب فنية جديدة، ويوظفون خبراتهم في مجالات الفنون المسرحية والتشكيلية في اكتشاف المواهب وتنمية مهارات المبدعين من طلاب المدارس في أسوان.

1000134435 1000134438 1000134441 1000134444 1000134432 1000134447

مقالات مشابهة

  • مهرجان طيبة بأسوان يحتفي بالفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي
  • التشكيلية الأردنية نعمت الناصر: أسوان مدينة لا تُنسى
  • أحمد عز يكشف عن مصدر نجاحه خلال مسيرته الفنية بمهرجان القاهرة السينمائي
  • وزير الثقافة: مهرجان القاهرة السينمائى أصبح ‏رمزًا للفن السابع ومنارة لروح الابتكار والتجديد
  • عاجل.. هند عبد الحليم توجه رسالة لجمهورها من مهرجان القاهرة السينمائي بعد أزمتها الصحية
  • وزير الثقافة: مهرجان القاهرة السينمائي جسر بين الثقافات وحاضنة للمواهب
  • زينة عطار باشي تقيم المعرض التشكيلي “ألوان من بلاد الرافدين”
  • إعلان أسماء الفائزين في جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي
  • وطني تحت الدمار .. مايا دياب توجه رسالة مؤثرة فى عيد ميلادها
  • سيمون توجه رسالة تحفيز لجمهورها