NYT: عمليات الهدم عن بعد في غزة تهدف لخلق منطقة عازلة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعدته لين أبراهام وبورا إريدن ونادر إبراهيم وإلينا شوا وهيلي ويلز قالوا فيه إن عمليات الهدم التي تقوم بها القوات الإسرائيلية البرية تمحو مناطق واسعة من غزة وتغير صورة المكان، فإلى جانب الغارات التي قصف فيها الطيران الإسرائيلي مجمعات وأحياء سكنية كاملة، فإن الهدم عن بعد يدمر حياة الفلسطينيين ويتركها اثرا بلا عين بكبسة على زر جهاز.
وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال هدمت عمارات سكنية وفندقا على البحر المتوسط ومجمع المحاكم الذي بني عام 2018 وعشرات البيوت.
والتقطت الأقمار الإصطناعية صور الدمار الذي أحدثته الغارات الجوية لكن ما تقوم به القوات على الأرض لم يكشف عن حجمه وخطورته على الحياة في القطاع بعد.
وبحسب الصحيفة، فقد قام الاحتلال ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر بـ 33 عملية هدم عن بعد دمرت فيها مئات المباني، بما فيها المساجد والمدارس وأحياء بكاملها.
وأكد ذلك تحليل الصحيفة للصور التي التقطها الجيش الإسرائيلي ولقطات فيديو نشرت على منصات التواصل الإجتماعي وصور للأقمار الإصطناعية.
وفي تصريح للمتحدث باسم جيش الاحتلال قال إن الجنود "يحددون ويدمرون البنى التحتية المرفقة مع أشياء أخرى داخل البنايات" في المناطق المدنية، مضيفا أن بعض الأحياء تخدم كـ "مجمع قتالي لحماس".
وفحصت "نيويورك تايمز" عشرات لقطات الفيديو المتوفرة من 15 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 24 كانون الثاني/يناير.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم يكشفوا عن هويتهم، قولهم "إن إسرائيل تريد هدم البنايات الفلسطينية القريبة من الحدود، كجزء من عملية إنشاء منطقة عازلة داخل غزة، ما يجعل من الصعوبة على المقاتلين القيام بعمليات عبر الحدود كما فعلوا في جنوب إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر".
إلا أن معظم عمليات الهدم التي حددتها "نيويورك تايمز" تقع خارج ما يطلق عليها المنطقة العازلة، كما أن العدد الحقيقي لعمليات الهدم قد يكون أعلى، لأن الصحيفة قدرت الأضرار على البنى التحتية والمباني وممتلكات الفلسطينيين بناء على ما توفر من صور ولقطات فيديو.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدم طال جباليا التي ستقام عليها المنطقة العازلة، وساحة فلسطين التي هدمت فيها عشرات العمارات و الشجاعية التي تم فيها محو أعداد كبيرة جدا من البيوت.
وتقول الصحيفة إن الجنود يدخلون البنايات المحددة للهدم ويزرعون في داخلها الغاما ومتفجرات، ثم يخرجون ويقومون بالضغط على الفتيل من مكان بعيد.
وفي معظم الحالات يقوم الجيش بتأمين المناطق حول البنايات المحددة للهدم، لكن في مناطق القتال، فالهدم ليس بدون مخاطر فقد قتل 21 جنديا إسرائيليا الأسبوع الماضي عندما كانت وحدتهم تحضر لتفجير عدة بنايات في وسط غزة .
وقام المقاتلون الفلسطينيون برمي قذيفة صاروخية باتجاههم مما أشعل الفتيل وقتلهم.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هجاري إن الجنود كانوا ينظفون المنطقة كي يسمح لسكان البلدات الجنوبية القريبة من غزة العودة.
وفي كانون الأول/ديسمبر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن إنشاء منظقة عازلة على طول الحدود مع غزة والممتدة 36 ميلا سيكون "انتهاكا" لموقف واشنطن المعروف بشأن تخفيض مساحة المنطقة في غزة.
ويقول الخبراء في القانون الدولي إن عمليات الهدم والتي ستمنع الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم قد تخرق قواعد الحرب التي تمنع التدمير المقصود للممتلكات المدنية.
وفي فيديو التقط في تشرين الثاني/نوفمبر دمر انفجار عدة أبراج سكنية ليست بعيدة عن مستشفى في مدينة غزة.
وفي عملية هدم أخرى تمت في كانون الأول/ديسمبر، دمر انفجار بنايات حول ساحة فلسطين في مدينة غزة والتي قال المسؤولون الإسرائيليون إنها منطقة لشبكة أنفاق.
ومنذ بداية الحرب تم تدمير أو هدم جزئي لنصف بيانات غزة، وذلك حسب تقدير قام على الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية.
ومع أن معظم الضرر حصل بسبب الغارات الجوية والقتال إلا أن عمليات الهدم عن بعد تمثل أكثر الطرق التدميرية التي حدثت في الحرب.
وفي بلدة خزاعة الواقعة على خط المنطقة العازلة، شرقي خان يونس، التقطت صور للجنود وهم يضغطون على الزناد لتدمير حوالي 200 بيت، وكشف فيديو آخر عن جنود وهم يطلقون قنابل ضوئية ويصفقون وهم يقومون بالهدم.
ومن أضخم عمليات الهدم التي حددتها "نيويورك تايمز" تلك التي حدثت في الشجاعية، الحي السكني الواقع على أطراف مدينة غزة حيث محيت عشرات البيوت وعلى مدى ثلاثة أسابيع، وحسب الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية.
ؤأظهرت المقاطع المتداولة أن الهدم موجه لمسجد ومدرسة تابعة للأمم المتحدة ومدارس وبنايات جامعة بما فيها هدم كلي لجامعة الإسراء.
وبعدما طرح المسؤولون الأمريكيون أسئلة عن سبب استهداف الجامعة، قال جيش الاحتلال إن الحادث "قيد المراجعة"، وفي الوقت الذي قام به الجنود بتأمين المكان، قال المسؤولون العسكريون إن الجامعة استخدمتها حماس كمعسكر تدريب ومصنع للأسلحة، وهو زعم لم تستطع الصحيفة التحقق من صحته.
وقال ماركو ساسولي، استاذ القانون بجامعة جنيف "كون المكان استخدمه في السابق المقاتلون الأعداء لا يبرر تدميره".
وأكد ساسولي إن هذا الهدم لا يمكن عمله إلا في حالة استدعت الضرورة العسكرية و "لكنني لا أستطيع تخيل أن هذا هو الحال مع جامعة، بناية برلمان، مسجد، مدرسة أو فندق في وسط قطاع غزة". وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القرارات التي يتخذها "قائمة على الضرورة العسكرية وبناء على القانون الدولي".
وبالنسبة للفلسطينيين فالهدم هو صورة أخرى عن الهدم والخسارة، مما يطرح أسئلة حول مستقبل القطاع بعد عقود من التشريد والحصار.
وقال السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط " الخطة هي تدمير غزة وجعلها غير قابلة للعيش وبدون حياة" و "كان هدف إسرائيل هو جعل عودة أبناء شعبنا إلى أراضيهم مستحيلة".
وتقول الصحيفة إن مراسليها قاموا بمراجعة والتحقق من عشرات لقطات الفيديو مأخوذة من مصادر إسرائيلية رسمية وعدة مؤسسات إعلامية وحسابات على منصات التواصل بما فيها لقطات صورها الجنود لعمليات الهدم وقارنوها بصور الأقمار الإصطناعية وقواعد البيانات الجغرافية المكانية والتأكد من موقعها وتاريخ الهدم ومداها المكاني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الدمار غزة الاحتلال دمار تهجير العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نیویورک تایمز عملیات الهدم هدم عن بعد
إقرأ أيضاً:
عمليات تهريب واسعة لمخزون الغاز المحلي إلى دول الجوار
الثورة /
كشفت تقارير نشرت حديثا عن وجود عمليات تهريب واسعة النطاق لمخزون الغاز الاستراتيجي المحلي في مناطق سيطرة مرتزقة العدوان إلى دول الجوار، وعلى رأسها الصومال وجيبوتي، في وقت تعاني فيه المناطق المحتلة من أزمة خانقة في إمدادات الغاز، مما يزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين
وبحسب هذه التقارير يتم تهريب الغاز ، عبر البحر إلى الأسواق الخارجية، في تجارة غير مشروعة تدر أرباحًا ضخمة للتجار والمهربين من المرتزقة، فيما يبقى المواطن داخل البلاد يعاني شح الغاز وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق.
وتتم عمليات التهريب وفق المصادر الإعلامية ،عبر مسارين رئيسيين، الأول من منطقة باب المندب صوب جيبوتي، والثاني من منطقة نشطون بمحافظة المهرة باتجاه السواحل الصومالية، حيث يتم شحن كميات كبيرة من الغاز عبر سفن صغيرة متخصصة، تعمل على نقل الشحنات المهربة إلى وجهاتها النهائية. وأشارت المصادر إلى أن بعض النافذين والتجار يستغلون حالة الانفلات الأمني وغياب الرقابة، مما يسمح بمرور هذه الكميات إلى خارج البلاد دون أي قيود أو إجراءات رقابية حقيقية.
وتسهم عمليات التهريب المستمرة بشكل مباشر في نقص كميات الغاز المتوفرة في الأسواق المحلية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية.
حيث يجد المواطن نفسه مجبرًا على دفع مبالغ طائلة للحصول على أسطوانة غاز واحدة، في حين أن هذه الكميات كان يفترض أن تغطي احتياجات المواطنين في عدة محافظات يمنية.
ويؤكد مراقبون أن هذه العمليات تعكس حالة الانفلات الأمني والفساد المنتشر في المناطق الواقعة تحت الاحتلال حيث أصبحت هذه المناطق ساحة ضخمة للتهريب بمختلف أنواعه، من النفط والغاز إلى السلع والمواد الأساسية، ويأتي هذا في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، والتي لا يتحملها المواطن وحده، بل تتفاقم بفعل هذه العمليات المنظمة التي تستنزف الموارد المحلية لصالح شبكات التهريب.
من جهة أخرى شهدت جزيرة سقطرى امس، احتجاجات جديدة ضد الاحتلال الإماراتي ومليشياته رفضاً لتسليم مطار الجزيرة لشركة تابعة للاحتلال الاماراتي
ونفذ موظفو مطار سقطرى، وقفة احتجاجية، أمام مطار الجزيرة، مؤكدين رفضهم لتسليم مطار الجزيرة لشركة تابعة للاحتلال الإماراتي الذي يسيطر على الجزيرة منذ سنوات وتسعى لخصخصة المطار.
ورفع الموظفون شعارات ولافتتات منددة بخصخصة المطار معبرين عن رفضهم تسليمه لشركة المثلث الشرقي الإماراتية باعتباره مرفقاً سيادياً.
وكانت مصادر في حكومة المرتزقة كشفت في وقت سابق، عن تحركات إماراتية لتوسيع السيطرة الاقتصادية على جزيرة سقطرى، أقصى جنوب اليمن.
وقالت المصادر إن شركة إماراتية قابضة تدعى شركة المثلث الشرقية، يديرها ضابط إماراتي يدعى سعيد الكعبي، تسلمت إدارة المنافذ في محافظة أرخبيل سقطرى، وأخرها مطار الجزيرة، الذي تسلمته الشركة خلال اليومين الماضيين.
ووفقاً للمصادر، فإن تسلم الشركة الإماراتية لإدارة مطار الجزيرة جاء بتوجيهات من المرتزق عبدالسلام حميد المعين من الاحتلال وزير النقل في حكومة المرتزقة وكذلك المرتزق رأفت الثقلي المعين من الاحتلال محافظ سقطرى الموالي.
وباستلام الشركة الإماراتية المطار بشكل كلي، واستبدال عمال وموظفي المطار، تكون أبوظبي قد أطبقت سيطرتها على كافة المنافذ في الجزيرة.
وكانت احتجاجات شعبية في سقطرى، قد نددت بالاحتكار الذي تمارسه “شركة أدنوك الإماراتية” للمشتقات النفطية، داعين إلى انتفاضة واسعة ضد الاحتلال الإماراتي ومليشياته