يواجه الكثير من الآباء صعوبة في غرس القيم والمبادئ الأساسية التي يؤمنون بها في أطفالهم؛ فإقناع طفل صغير بأهمية قيم مثل الصبر، أو احترام كبار السن، أو حتى التعاون والإيثار، ليس بالأمر السهل. لكن مختصي التربية قدموا مجموعة من الحلول التي من شأنها مساعدة الوالدين على إنجاز المهمة.

اختصاصية الأطفال مارسيلا أليخاندرا كافولي شددت في تقرير نشرته مجلة "آتر بارون" الفرنسية، على أهميّة استغلال اللعب مع الأطفال في زرع القيم والمبادئ بسن مبكرة، لما يوفّره من فوائد لتنمية مهاراتهم الاجتماعية.

كافولي قدّمت 4 خطوات بسيطة يمكن تطبيقها مع الصغار:

1- حدد القيمة المُراد تعليمها للطفل

يعد سن الطفل أحد أهم العوامل المعتمدة في اختيار القيمة التي يرغب الوالدان بزرعها، إذ من الممكن أن تتراوح بين حدود بسيطة مثل "لا تصرخ على أمك وأبيك"، وتصل إلى "عامل أجدادك باحترام". ينبغي على الوالدين تحديد القيمة التي يرغبان في نقلها إلى طفلهما، والتفكير جيدا في الطريقة المثلى لصياغتها.

حدد القيمة التي تريد زرعها في طفلك وفكر جيدا في كيفية صياغتها بإيجابية (شترستوك) 2- اشرح القيمة للطفل بوضوح

حتى يفهم الأطفال معنى القيمة وأهميتها، من الضروري أن تكون مكتوبة بطريقة إيجابية. على سبيل المثال، قد تبدو عبارة "لا ينبغي معاملة الأجداد بطريقة غير محترمة" واضحة للغاية، إلا أن صياغتها سيئة. سيكون من الأفضل تغييرها إلى "يجب معاملة الأجداد بالحب والاحترام"، لأن اللغة التي نستخدمها في إيصال القيمة مهمة جدا عند وضع القواعد، خاصة عندما يتم تفضيل الصيغة الإيجابية على السلبية.

3- استخدم اللعب في ترسيخ القيمة

بمجرد شرح القيم، يحين وقت الشروع في تنفيذها. ولإيصال الفكرة عبر اللعب، يمكن اختراع لعبة مسلية يقوم المشاركون فيها بتكرار القاعدة مرتين. أولا بالصوت، ثم بتقليد صوت شخص آخر في العائلة.

يقوم أحد الوالدين بترديد عبارة "يجب أن يُعامَل الأجداد بالحب والاحترام" بصوته أولا، ثم مقلدا صوت الجدة مثلا. وهكذا، سيستمتع الطفل بالتقليد، في الوقت الذي تحفر فيه القيمة في عقله الباطن.

غرس القيم في الأطفال من خلال اللعب مفيد لجميع أعضاء الأسرة (شترستوك) 4- حدد عواقب عدم اتباع القاعدة

بعد تعلم الطفل أهمية قيمة ما، يتوجب على الوالدين شرح عواقب تجاوزها. تذكّر أن العائلة بأكملها تشكل جزءا من اللعبة، لذلك يمكن للجميع المشاركة في اختيار عواقب تجاوز قاعدة ما.

حاول أن تجعل هذا التمرين ممتعا قدر الإمكان، يمكنكم -مثلا- الجلوس في دائرة يقدم كل طفل فيها أفكاره حول عواقب مخالفة القيم. الأهم في الأمر، هو أن تستمع العائلة بكاملها بعملية زرع القيم وترسيخها في الأطفال!.

غرس القيم من خلال اللعب مع الأطفال مفيد للجميع، ويحفز على تطوير المهارات الاجتماعية المستقبلية. وكلما كان طفلك أصغر سنا، كان أكثر استعدادا للتعلّم وتقبّل التوجيه.

كلما كان طفلك أصغر سنا كان أكثر استعدادا للتعلّم وتقبّل التوجيه (غيتي) نصائح لحوار عائلي إيجابي

وفي إطار متصل، ينصح عالم النفس وأستاذ التربية توماس ليكونا عبر مقال كتبه في موقع "سايكولوجي توداي"، بجعل الاجتماعات العائلية -سواء للتعلم أو لمناقشة أي أمور أسرية من خلال اللعب- بسيطة في البداية، ولا تتعدى مدتها نصف ساعة مرة واحدة في الأسبوع لفترة.

ومع مرور الوقت يمكن زيادة وقتها ومناقشة المزيد من الأمور، وتاليا بعض النقاط التي عليك اتباعها لحوار عائلي إيجابي:

حدد أسسا وقواعد للاجتماعات العائلية: مثل ضرورة الاستماع للمتحدث والنظر إليه وعدم مقاطعته، واحترام كل شخص لما يقوله الآخر حتى وإن لم يتفق معه، مع عدم السماح بالسخرية من رأي أحد أو التقليل منه، والحرص على التوصل لحلول ترضي الجميع. إضفاء المرح: يمكن إضفاء نوع من المرح إلى الجلسة عبر تحضير نوع حلوى خاص وتناوله أثناء النقاش، أو جعلها نزهة للأسرة إذا لم يكن الأمر جادا، ويحتاج للنقاش المطول. حدد موضوعات النقاش: يجب التأكيد على أن الغرض من الاجتماع العائلي هو التعاون وحل المشكلات، وليس تحديد المذنب وإلقاء اللوم على بعضنا البعض، وتعلم الجديد.

ابدأ وانته بالمديح: بدلا من البدء بالتحدث عن المشكلة فورا، يمكن خلق أجواء إيجابية أولا بالإشادة بمجهودات أفراد الأسرة في التعاون معا، أو مدح كل شخص بشكل خاص على شيء يقوم به، ثم التحدث عن القضية التي تجب مناقشتها. وعقب الانتهاء من المناقشة يمكن الإشارة إلى الإيجابيات التي تشاركها الأسرة معا مرة أخرى.

ينصح بإضفاء نوع من المرح للاجتماعات العائلية ما لم يكن موضوع النقاش جادا (شترستوك) أشرك الجميع: يجب ألا يكون دور أي فرد سلبيا بأن يكتفي بالصمت. وفي المقابل، احرص على إعطاء فرص متساوية للجميع، حتى يعبّر كل شخص عن رأيه. ناقش الحلول المقترحة: حاول التوصل إلى خطة يوافق عليها الجميع، وينصح بتجنب التصويت على الخيارات المتاحة، إذ قد يتسبب ذلك في انقسام أفراد الأسرة إلى "فائزين" و"خاسرين"، وليس هذا الهدف من الاجتماع. امنح الجميع فرصة للقيادة: تساعد هذه الفرصة أبناءك على الشعور بالمسؤولية وإدراك أهمية الاجتماعات العائلية، وتعلم إدارة الحوار، والتعرف جيدا على قواعد الحوار وكيفية تطبيقها. تابع تنفيذ القرارات: احرص على متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلال الاجتماع العائلي، لترسيخ أهمية هذا الحوار والقرارات التي تم الاتفاق عليها، وأنه ليس مجرد جدال. لا تستسلم: إذا لم يسر اجتماعك الأول بالشكل المطلوب، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعتاد الجميع على التحدث معا ومناقشة الأمور العائلية، فلا تستسلم سريعا. وحتى بالنسبة للآباء الذين لم تكن عائلاتهم تعقد اجتماعات للحديث معا، يمكنهم تجربة ذلك مع أبنائهم، وبالوقت سيصبح الأمر معتادا ومألوفا مثل الاجتماع على الغداء.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

نحو نظرية إسلامية عالمية لبناء القيم والأخلاق والهوية

(شجرة قيمي هويتي للقيم التربوية الإسلامية- النموذج المعرفي الإسلامي المعياري العالمي للتربية القيمية)

نوع المقال

فكري استراتيجي مرجعي معياري طويل الأجل في التربية وبناء القوة البشرية والأمن القومي للمجتمعات والدول والأمة الإسلامية، والتدافع الفطري الطبيعي بين نور الله تعالى وجاهلية العولمة الغربية المتمردة على منهج الله تعالى، بل والمنكرة لوجوده عز وجل.

أهداف المقال

1- توجيه ميول العاملين في بناء الإنسان وفق المنهج الرباني الإسلامي إلى البناء التربوي العلمي الممنهج.

2- تعريف العاملين بالتربية الإسلامية بالنموذج المعرفي والمنهج الإسلامي في تخطيط وبناء القيم التربوية وبناء وتعظيم قدرات وقوة الإنسان والمجتمع المسلم.

3- تمكين العاملين بالتربية الإسلامية بالإطار العام والدليل المعرفي الاستراتيجي لتخطيط ويناء القيم.

 عناصر المقال:

- المقدمة التعريفية


1- ماهية شجرة قيم التربية الإسلامية.

2- المرتكزات العقائدية والفلسفية لنظم القيم العالمية التي تتصارع على هوية العالم.

3- أهداف ومقاصد شجرة القيم.

4- عناصر شجرة القيم.

5- منهج ووثيقة بناء شجرة القيم.

6- الدعم الفني اللازم لتطبيق شجرة القيم التربوية.

7- النتائج المتوقعة لتطبيق لشجرة القيم ومنهج قيمي هويتي الإسلامية.

لكل أمة رسالتها ومهمتها التي تحدد سبب وجودها في الحياة، ومن ثم رؤيتها وهويتها الخاصة التي تعبر عن شخصيتها ورسالتها، والتي يتم تجسيدها في نظامها القيمي وشجرة القيم التأسيسية الخاصة بها، والتي تمثل نظامها القيمي لتربية أبنائها وأجيالها المتعاقبة في مراحل العمر والتعليم الأساسي قبل الجامعة، ويترجم إلى مشروع وطني للتربية والثقافة والهوية ضمن مهام لجنة الأمن القومي المسئولة عن رسم ومتابعة خطة ثقافة وهوية الدولة، وتدفع بها إلى الوزارات الست لبناء الإنسان وفى مقد متهم وزارة التربية والتعليم، ليتطلب من وزارة التعليم اعداد الدراسات اللازمة لتخطيط القيم وصف منظومة القيم التربوية الأساسية لتربية أجيال المجتمع للصفوف الدراسية من واحد إلى اثني عشر قبل التعليم الجامعي.

في هذا السياق وبحكم تخصص مؤسسة قيمي هويتي لدراسات القيم والهوية الإسلامية، ولكونها المؤسسة الرائدة المعنية بدراسات القيم وإنتاج المعرفة المتجددة المبتكرة لعلم القيم والهوية الإسلامية، وكافة أشكال الدعم الفني (رصد وتحليل بحوث ودراسات- كتب وموسوعات- معايير ونظم للعمل في القيم والعاملين بها- أدلة ونماذج- مناهج- حقائب تدريبة ودبلومات وتدريب وتأهيل) اللازمة لتطبيقه في مجالات الحياة المختلفة وبناء وتعظيم القوة البشرية للدولة والأمة الإسلامية، ورغبة المؤسسة في خدمة وتقديم الدعم والتعاون مع وزارات التعليم وقطاع التعليم الخاص.. فقد قامت بمسح علمي وتحليلي لمعايير تخطيط وبناء القيم لأكثر الدول تقدما في تعليم القيم (اليابان- بريطانيا- سنغافورة- أمريكا).

وتحملت "قيمي هويتي" المسئولية، وبادرت بالدراسات اللازمة لتحديد مفهوم ومراحل ومعاير تخطيط القيم وصف منظومة القيم الإسلامية وفق معايير علمية وشرعية وواقعية ومستقبلية، وأعدت هذه الدراسات في ثلاث كتب مرجعية (مفهوم منظومة القيم الإسلامية- تخطيط وبناء القيم- القيم التأسيسية)، على إثرها تم اختيار وصف أول منظومة للقيم التربوية للمجتمعات العربية والإسلامية لمراحل التعليم الأساس وتجسيدها في شكل شجرة القيم الإسلامية- قيمي هويتي.

1- ماهية شجرة قيم التربية الإسلامية



1- شجرة قيمي هويتي هي الأساس والمرجع المعياري القيم على كافة عمليات تخطيط وتربية وبناء القيم في العالم، لما تمتلكه من توثيق شرعي وعلمي وعملي ونتائج تجريبية ناجحة في افريقيا واوربا وآسيا:

- "ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ، قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرا حَسَنٗا" (الكهف: 1-2).

- "قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ" (الأنعام: 161).

-"ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ" (التوبة: 36)، أي القيم على كل ما سواه.

2- شجرة القيم تنطق من نظرية ونموذج الإسلام في بناء القدرات البشرية الخاصة للمسلم.

3- شجرة القيم الإسلامية النموذج والدليل المرجعي المعياري لتربية القيم القرآنية وترجمتها للسلوك، ونمط حياة وثقافة راسخة للمجتمع وقدرات وقوة بشرية متكاملة.

4- شجرة القيم هي أول منظومة قيم إسلامية للتربية التأسيسية لمراحل التعليم قبل الجامعي، تم إعدادها بمعايير علمية وشرعية ولمواجهة تحديات الواقع وتلبية الاحتياجات التربوية للمستقبل.

5- شجرة القيم هي أول نظام قيمي يعبر عن الهوية الإسلامية الأصيلة يصلح للمجتمعات الإسلامية من كافة القوميات.

6- نظام قيمي إسلامي قرآني المصدر رباني المرجعية نقي من أي دخن.

7- شجرة قيمي هويتي النموذج المعرفي الإسلامي الخاص لتحرير التربية القيمية واستقلال وتمايز التربية والثقافة والهوية الإسلامية منهج لا إله إلا الله، لا قيم إلا قيم الله تعالى ووفق منهج ومعايير الله تعالى، تمايزا وعلوا وتحررا من نظام العولمة الكافرة بقيم ومنهج وبوجود الله تعالى.

8- شجرة القيم الإسلامية بداية ومفتاح التحرر من نظرية ونظام التعليم الغربي إلى نظرية التعليم المحمدية.

9- شجرة قيمي هويتي النموذج المعرفي الإسلامي الخاص لتربية وصناعة المسلم العالمي التفكير والطموح والقدرات، والقوة على تغيير العالم بمنهج الله تعالى رحمة للعاملين.

10- نموذج متسلسل ومتكامل البناء القيمي والمفاهيمي والسلوكي صعودا مع نمو العمر والحصيلة المعرفية والمعرفية والمهارية، واتساع المجال السلوكي للطلاب.

11- نظام قيمي سهل الفهم والتصور والحفظ كشجرة محددة الجذر والساق والفروع والثمار، ومنتظمة القيم وفق طبيعة الشجرة نفسها.

12- شجرة ونظام قيمي هويتي هما التأسيس التربوي الصحيح لوحدة الفهم والعمل والاتحاد والتعاون والاحتشاد لمسلمي العالم من كل القوميات وتنفيذا عمليا لمفهوم الأمة الإسلامية العالمية رحمة للعالمين.

شجرة القيم الإسلامية ونظام قيمي هويتي هو التطبيق والتأسيس التربوي الصحيح لمفهوم الأمة الإسلامية العالمية الواحدة، "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92) للتدافع الفطري ووقف تمدد العولمة الكافرة وحماية البشرية من ظلام جاهلية العولمة: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 257).

2- المرتكزات العقائدية والفلسفية لنظم القيم العالمية التي تتصارع على هوية العالم

من سنة الله تعالى في الخلق التدافع والصراع الدائم بين الكفر والإيمان والحق والباطل والخير والشر:

- "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّة وَاحِدَة ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود: 118)

- "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرا ۗ" (الحج: هود).

- "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا" (البقرة: 217).

ويتحقق ذلك جليا في واقعنا المعاصر ومحطتنا التاريخية الحالية في صراع القيم والهوية بين القيم والهوية الإسلامية وهوية العولمة الغربية.


3- أهداف ومقاصد شجرة القيم

أ- التخطيط التربوي المنتظم المتدرج وفق للمعايير التربوية والعملية والشرعية.

ب- امتلاك نموذج تربوي موحد يحقق وحدة التأسيس والبناء التربوي الإسلامي العالمي.

ج- ترجمة النموذج المعرفي التربوي الإسلامي في صورة محددة واضحة وسهلة الحفظ والتذكر، يحدد ويبين قيم كل مرحلة عمرية وتدرجها وعلاقتها البنائية.

د- البناء الشامل المتكامل المتوازن للجوانب الستة لشخصية الطالب (العقائدي والعبادي- العقلي والثقافي- النفسي والاجتماعي- الأخلاقي والسلوكي- الوجداني- الصحي والبدني) وتعظيم قدراته السبع:


1- قدرة وقوة التفكير والامتلاك المبكر للبصيرة والحكمة.

2- قوة العلم والقدرة على انتاج المعرفة وتطبيقاتها العملية في الحياة.

3- قوة السلوك والأخلاق ونمذجة الشخصية الربانية- المتدين الصحيح.

4- قوة الفعل والقدرة على الإنجاز.

5- قوة الاتصال والقدرة على بناء علاقات واسعة وجيدة.

6- قوة الجاذبية الشخصية والقدرة على التأثير.

7- قوة الكاريزما الشخصية والحضور الفاعل.

4- عناصر شجرة القيم

شجرة قيم التربية الإسلامية الجذر والفروع والثمار تمر بثلاث مراحل بنائية تراكمية متدرجة:

أولا: القيم التأسيسية للصفوف من 1 إلى 6:

وتشمل قيم بناء العقيدة وتوحيد المنبع والمصدر والمرجعية والمعيار، وبناء الاتصال والعلاقة الدائمة القوية بالله تعالى وبالرسول الأسوة الحسنة، والعلاقة المنتظمة مع العالم المحيط وتشمل قيم: 1- حب الله تعالى، 2- حب الرسول، 3- الصدق، 4- الاحترام، 5- الخشوع، 6- العلم والمعرفة.

ثانيا قيم البناء للصفوف من 7 إلى 9:

وتشمل قيم بناء القدرات الأساسية الذهنية والنفسية والروحية والأخلاقية والتنظيمية والحياتية: 7- التفكير والتدبر، 8- الربانية، 9- الفريق، 10- الوقت، 11- الأخوة، 12- الحياء.

ثالثا: قيم الإنتاج والإبداع للصفون من 10 إلى 12

وتشمل قيم العمل والإنتاج والإنجاز والإبداع والتميز: 13- البر، 14- الطموح، 15- الكرامة، 16- العدل، 17- الإتقان، 18- المواطنة، 19- المسؤولية، 20- التعايش، 21- الرجولة (للشباب) 22- الأنوثة (للفتيات).


5- منهج ووثيقة بناء شجرة القيم

منظومة قيم التربية الإسلامية المجسدة في شجرة القيم التربوية

تعتبر نظاما قيميا تربويا مترابط العلاقات، متكامل الأدوار والمهام، لتحقيق أهداف تربوية محددة تم اختيارها وتجميعها وتنظيمها وتبوبيها وفق أربع بحوث ودراسات متخصصة قامت بها المؤسسة وأصدرتها في أربع كتب: مفهوم ونظرية القيم والأخلاق الإسلامية، منظومة القيم، القيم التأسيسية، بناء القيم التربوية.

معايير اختيار منظومة قيم شجرة التربية الإسلامية:

أولا: معايير علمية: تتعلق بالاحتياجات المفاهيمية والسلوكية والنفسية والوجدانية لكل مرحلة عمرية، حيث يتوافق فضاء التصور المعرفي، والحصيلة اللغوية المتوفرة لدى الطلاب في كل مرحلة.

ثانيا: معايير شرعية: تتعلق بالبنية العقدية والأخلاقية التأسيسية التي حددتها مقاصد القرآن الكريم في بناء الإنسان المسلم والمؤمن والتقي والمحسن.

ثالثا: معايير قيمية: تتعلق بقوة القيمة من حيث بنائها المفاهيمي والسلوكي ومكانتها في التشريع الديني.

رابعا: معايير ميدانية: تتعلق بتحديات ومشاكل الواقع السلوكية والأخلاقية وكيفية مواجهتها وتقويمها.

خامسا معايير تربوية: تتعلق بتراتبية البناء التربوي التراكمي التكاملي في نفس الطالب.

المنهج العلمي لتصميم شجرة القيم

ينطلق منهج تصميم شجرة القيم التربوية- قيمي هويتي من خمس مبادئ أساسية:

1- الأصالة والعلاقة بالوحى العظيم



 شجرة ومنهج قيمي هويتي تتخذ الوحي الإلهي العظيم القرآن الكريم معتقدا ومصدرا ومرجعا ومقصدا وواجبا ومعيارا ومؤشر وهديا في تخطيط وبناء القيم والهوية الإسلامية: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام دِينا" (المائدة: 3).

2- مبدأ الشمول والتكامل العلمي:

 شجرة ومنهج قيمي هويتي تلتزم الشمول العلمي في بناء المحتوى المفاهيمي والتطبيقات السلوكية لكل قيمة في بناء المفهوم التربوي والحضاري للقيمة والذي يتم بمشاركة فريق متخصص من خبراء في المجالات التالية:

أ- أستاذ الشريعة الإسلامية: يبين ماهية وغاية وأهداف القيمة، والمكانة التشريعية للقيمة.

ب- أستاذ المقاصد: يكشف المقاصد المتنوعة للقيمة والآفاق المتجددة لتطبيقاتها في حياة الفرد والمجتمع.

ج- أستاذ التربية: يحدد الأبعاد والأهداف وتطبيقات علم النفس التربوي للقيمة في المراحل العمرية للطالب.

د- أستاذ الاجتماع: يكشف مفاهيم وتطبيقات وأهداف والمآلات الاجتماعية والسياسية للقيمة.

هـ- أستاذ الإدارة: يكشف أسرار القيمة في تحسين جودة الأداء والإنجاز البشري.

و- أستاذ المنطق: يكشف فلسفة القيمة في بناء قدرات الإنسان والمجتمع.

ز- أستاذ القيم والهوية: يدير تكامل الإنتاج المعرفي والفكري السداسي ويجمعه في منطق علمي رابط.

3- مبدأ العملية


منهج قيمي يعمل على تحديد وبناء المحتوى المفاهيمي الخاص بكل قيمة في أربع مفاهيم كبرى أساسية، ثم ترجمة مفاهيم القيمة إلى اثني عشر واجبا عمليا ومهارة سلوكية قابلة للتطبيق والقياس والتقويم، وفق النموذج المعياري القرآني لمعايير المهارات السلوكية:

4- مبدأ تراكم البناء التربوي

يتكون منهج قيمي هويتي من تراكم وتكامل عضوي تربوي متدرج من بناء القيم التأسيسية ثم قيم البناء ثم قيم الإنتاج والإبداع وفق نموذج شجرة قيمي هويتي وفق معايير علمية وشرعية وعملية.

5- الدور الوظيفي للقيم في بناء قدرات الإنسان الستة وشخصيته بشكل كامل

نظرية ونموذج الإسلام في بناء وتعظيم القدرات البشرية الخاصة للمسلم

فرض الله تعالى القيم في وحيه العظيم القرآن الكريم لبناء وتعظيم القدرات الستة للإنسان والقوة البشرية للمجتمع والأمة الإسلامية، وتعزيز قدرة ومساهمة كل مسلم على الوفاء بمهمة الاستخلاف في الأرض وعمارة الحياة بمنهج الإسلام وتقنيات الحياة المتجددة.

لذلك أنزل الله تعالى القيم في القرآن الكريم وجعل لها مكانة عظمى في الإسلام، ومنحها درجات تشريع ورغب وحفز المسلمين إليها، لدورها الوظيفي في تزكية المسلم وبناء قدراته وقوته البشرية الخاصة.

أ- قدرة وقوة التفكير والحكمة.

ب- قوة العلم والقدرة على إنتاج المعرفة.

ج- قدرات السلوك وقوة الأخلاق.

د- مهارات وقدرات الفعل وقوة الإنجاز.

هـ- قدرات الاتصال وقوة التأثير والتوجيه.

و- الكاريزما الشخصية ونمذجة الشخصية الإسلامية القوية المعاصرة الجديدة.

6- الدعم الفني اللازم لتطبيق شجرة القيم التربوية (50- 20- 20- 10)

تتكون منظومة التربية القيمة من أربع عناصر أساسية لكل منها وزنها النسبي الخاص في نجاح التربية القيمية:

1- إعداد المحتوى التربوي الواجب بناؤه في نفوس الطلاب المتمثل في أدلة السلوك التربوي لشجرة القيم التربوية بواقع 22 دليل سلوك تربوي، دليل واحد لكل قيمة يتناول البناء المفاهيمي والتطبيقات السلوكية لكل قيمة، يتم إنتاجه بعد ذلك في شكل منهج تعليمي قيمي هويتي لتعليم القيم يتناول التمارين والحالات العملية والقصص والاناشيد والوسائل والأدوات التعليمية (50 في المئة).

2- إعداد وتأهيل معلمي ومعلمات القيم التربوية بالحصول على الدبلوم المهني للتربية القيمة (20 في المئة).

3- البيئة التعليمة الداعمة لتعزيز البناء القيمي لدى الطلاب والتي تحتوي على: القدوات العملية- لوائح ونظم المدرسة المنظمة لثقافة المدرسية- البيئة المكانية وتجسيدها لشجرة القيم التربوية (20 في المئة).

4- الفعاليات والأنشطة والوسائل والأدوات التعليمية لتعلم القيم وممارستها عمليا (10 في المئة).

7- النتائج المتوقعة لتطبيق لشجرة القيم ومنهج قيمي هويتي الإسلامية

إنتاج طالبة وطالب:

 أ- يفكر عالميا:

- بمنهجية علمية وحكمة وبصيرة وعقل استراتيجي كبير.

- رسالي مبتعث يمتلك أهداف وغايات عالمية لحمل رسالة الإسلام للعالمين.

- يتعلم ويفكر عالميا.

ب- يلتزم القيم الإسلامية العالمية

- يتمسك ويعتز بذاتية القرآنية المحمدية الإسلامية.

- يتخلق بقيم وأخلاق القرآن الكريم وأولها شجرة القيم الإسلامية.

- يحترم القيم والثقافات والديانات الأخرى.

ج- يعمل وفق المعايير العالمية

- يفهم ويستوعب المعايير العالمية لتخصصه.

- يتعلم ويعمل وفق المعايير العالمية للتخصص.

- يبتكر ويطور ويساهم في تطوير المعايير العالمية للتخصص

د- التعايش مع قوانين العصر

- يفهم ويستوعب قوانين العصر.

- يستجيب لتحديات العصر ويتعاطى معها بإيجابية.

- يستثمر قوانين العصر لتحقيق مقاصده الرسالية في عمارة الحياة.

هـ- الوعي الذكي بالذات

- واع بحقيقة وأشكال صراع الكفر مع الإيمان وأشكاله في حرب القيم والهوية.

- متمسك ومحافظ على قيم وهويته.

- التواصل الذكي مع الهويات العالمية والتطوير المستمر لهويته.

مقالات مشابهة

  • المستشارة هايدي الفضالي تكشف لـ«الأسبوع» عن دور مكاتب تسوية المنازعات الأسرية
  • هيئة الطرق: الطريق الساحلي السريع أحد أهم الطرق الرئيسية بمنطقة جازان التي أسهمت في دعم الحركة السياحية
  • هيئة البيئة بالداخلية ترصد النتائج الإيجابية لمبادرة «حماة البيئة» بالجبل الأخضر
  • انتحار القيم
  • ليبيا تشارك باجتماع منظمة العمل العربية في القاهرة
  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • نحو نظرية إسلامية عالمية لبناء القيم والأخلاق والهوية
  • محاكم رأس الخيمة تصدر أول حكم قضائي في نزاعات الشركات العائلية
  • تطبيقات تساعد طفلك على تعلم البرمجة.. تعرفي عليها