مسؤول سوداني سابق: تصريحات الجنائية الدولية بشأن جرائم دارفور “تخلط الأوراق”
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
أكد الحقوقي السوداني والوالي السابق لولاية الخرطوم، الطيب عبد الجليل، أن تصريحات مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، حول اعتقاده بأن طرفي الحرب في السودان ارتكبا جرائم حرب في دارفور لا يستند إلى براهين وساوى بين الدولة والتمرد.
وأضاف في اتصال مع “سبوتنيك”، اليوم الأربعاء، المعروف أن عمل مدعي الجنائية الدولية يعتمد على وجود عناصر الاتهام، ولا يرقى أي اتهام إلى فعل مُجرم أو مدان ما لم يكن مشفوعا بالأدلة، ولو عدنا إلى القانون الدولي نجد أن مدعي الجنائية الدولية يخلط بين الأشياء.
وأضاف أن الدولة السودانية ذات سيادة ورئيس مجلس السيادة اليوم هو رئيس دولة، وحكومة الأمر الواقع الحالية ألغت قانون الدعم السريع وقامت بحله، لذا يجب على المجتمع الدولي أن يحترم الدولة وتشريعاتها وقوانينها الداخلية، وهنا تكون التصريحات تعبير عن موقف سياسي وليس قانوني.
وقال عبد الجليل، إن أي أفعال قام بها الجيش السوداني كانت بناء على مسوغات قانونية استمدها من مشروعية الدولة التي ينتمي إليها، وبناء على ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن الأرض بالشكل الذي يحفظ كيان الدولة السودانية ضد التمرد الذي قامت به مليشيا الجنجويد (الدعم السريع سابقا).
وأشار الحقوقي السوداني، إلى أن تصريحات المدعي العام للجنائية الدولية لو أن المقصود بها الفترة السابقة قبل اندلاع الحرب أو إبان حكم البشير ربما تأخذ بعض المعقولية، لكن عندما تتعلق بالوضع الراهن وتساوي بين التمرد والشرعية فهو أمر غير منطقي، لأن هناك ملاحقات قضائية من جانب المحكمة بحق أشخاص ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور إبان الحكم السابق.
وأوضح عبد الجليل، أن المدعي العام للجنائية الدولية يتعاون حاليا مع الحكومة السودانية وما يتحدث عنه هو اتهامات وليست أدلة ذات مصداقية حتى تكون في مواجهة القوات المسلحة التي تنطلق من مسوغ قانوني وما تقوم به من حفظ الأمن القومي والمحافظة على الدولة هو من صميم عملها وفق الدستور والقانون والمواثيق والأعراف الدولية.
ولفت الحقوقي السوداني، إلى أن المدنيين اليوم يهربون من مناطق الدعم السريع إلى مناطق القوات المسلحة، فكل الجرائم التي حدثت في دارفور تنسب للدعم السريع السابق قبل حله وليس للجيش، لذا لا يمكن أن تتم المساواة بين الدولة والقوات المتمردة.
ويرى عبد الجليل، أن تصريحات مدعي الجنائية الدولية كريم خان، لا تستند على وقائع، وكان عليه أن يلبي دعوة الحكومة ويزورها للحصول على معلومات ذات مصداقية.
وقال مدعي المحكمة الجنائية الدولية، إن هناك أسبابا للاعتقاد بأن الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي- الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية- تُرتكب في دارفور من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والجماعات التابعة لهما.
وحذر كريم خان من الآثار الإنسانية الوخيمة للنزاع الحالي، مشيرا إلى أننا نقترب بسرعة من نقطة الانهيار، ونبه إلى أن الصراع في السودان يتطلب اهتمام أعضاء مجلس الأمن الآن أكثر من أي وقت مضى بحسب صحيفة التغيير السودانية.
وأشار المدعي العام للمحكمة الجنائية إلى فشل المجتمع الدولي في تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية وما تلا ذلك من غياب المساءلة يؤديان إلى تأجيج أعمال العنف الناجمة عن الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وشدد خان على “الحقيقة المرة التي لا مفر منها” هي أن الفشل في التحرك الآن سيعرض الأجيال القادمة لمصير مماثل. وشدد على “أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد”، وحث السودان على الامتثال بحسن نية لقرارات مجلس الأمن والتعاون مع مكتبه وتقديم المعلومات المطلوبة إليه والسماح للمحققين بالعمل في البلاد.
وأكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن توفير العدالة والحماية للناس في دارفور هو مسؤوليتنا الجماعية “ونحن نبذل كل جهد ممكن للعمل مع أعضاء المجلس والمنظمات الإقليمية والمجتمع المدني، ومع السودان وتشاد، ومع أي شخص، كي نضمن وضع حد لتحقيق العدالة، وندرك أنه بدون المساءلة، ستكون هناك دورات جديدة من العنف، والمزيد من انعدام الأمن، وعدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم”.
وكالة سبوتنيك
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجنائیة الدولیة القوات المسلحة الدعم السریع المدعی العام عبد الجلیل فی دارفور إلى أن
إقرأ أيضاً:
المندوب الروسي يهاجم مدعي الجنائية الدولية والأمريكي يشيد بدوره
هاجم مندوب روسيا بالأمم المتحدة دور المحكمة الجنائية الدولية في ليبيا، قائلا إنها تنفذ أجندة سياسية.
وقال المندوب الروسي خلال جلسة مجلس الأمن إن خان يسمح بتقويض التحقيق في الحالات المحالة إليه ويتجاهل معايير القانون الدولي، مضيفا أنه من الملائم سحب ملفات ليبيا من المحكمة وإحالتها إلى السلطات القضائية الوطنية الليبية.
من جانبه أشاد مندوب الولايات المتحدة، بالتقدم في مسارات التحقيق مشددا على ضرورة بدء محاكمة واحدة على الأقل قبل نهاية 2025.
وقال المندوب الأمريكي إنه ينبغي إنهاء الإفلات من العقاب و”نحث السلطات الليبية على تعزيز المساءلة والتعاون مع المحكمة عبر توفير المعلومات وجلب المطلوبين بمذكرات توقيف”، قائلا إنهم يتذكرون الجرائم البشعة التي ارتكبتها الكانيات ومن تعاون معهم
ودعا المندوب الأمريكي إلى إقامة برامج لحماية الشهود وتوفير الدعم النفسي والتصدي لحلقات العنف، مؤكدا دعم عمل المحكمة الذي يعتبر أساسيا لتحقيق العدالة في ليبيا وفي أماكن أخرى من العالم، وفق قوله.
بدوره، أعرب مندوب الصين عن أمله في أن تحترم الجنائية الدولية سيادة ليبيا القضائية وأن تعمل بشكل وثيق مع السلطات هناك وأن تتمتع بالحيادية والموضوعية، وفق قوله.
وقال المندوب الصيني إن ولاية المحكمة على ليبيا ينبغي ألا تستمر إلى ما لا نهاية، مؤكدا أن الهدف منها دعم ليبيا في التصدي للإفلات من العقاب، بحسب قوله.
من جهته قال مندوب فرنسا إن الإستراتيجية الجديدة لخان سرعت التقدم في التحقيق ونرحب بالكشف عن مذكرات التوقيف الأخيرة والانتقال لمرحلة المحاكمات قبل نهاية 2025.
وأضاف المندوب الفرنسي أن التعاون المتزايد من السلطات الليبية أمر مهم وأنهم يشجعونها على مساعدة المحكمة في الوصول للمعلومات، مضيفا أنه من المهم أن تحظى المحكمة بالموارد المالية والبشرية اللازمة داعيا إلى تخصيص ميزانيات لها، بحسب قوله.
من جانبه، دعا مندوب المملكة المتحدة السلطات الليبية إلى تنفيذ سيادة القانون، مجددا التزامهم بالعمل مع المدعي العام، ومؤكدا دعمهم القوي للمحكمة واستقلالها، بحسب قوله.
بدوره، دان مندوب الجزائر أعمال العنف في ليبيا، قائلا إن لديهم علاقات قوية مع ليبيا ويتابعون الأزمة فيها بقلق عميق، مؤكدا أن موقفهم يستمد من قداسة العدالة وسيادة ليبيا وضرورة الاستقرار الإقليمي، وفق قوله.
وقال مندوب الجزائر إن الأزمة الراهنة هي نتيجة مباشرة لقرار مؤسف من المجلس عام 2011، مضيفا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية وعليه دين كبير للشعب الليبي، وفق قوله.
وشدد مندوب الجزائر على ضرورة أن تحترم المحكمة الجنائية الدولية السلطات القضائية الليبية وألا تكون بديلة لها، داعيا الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال ومباشرة الملاحقة القضائية لمجرمي الحرب في فلسطين والأراضي المحتلة، بحسب قوله.
المصدر: جلسة مجلس الأمن
الأمم المتحدةالمحكمة الجنائية الدوليةالولايات المتحدةروسيا Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0