زهيو: قادة التشكيلات لن يمرروا أي مخرجات أو طرح سياسي جديد
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
ليبيا – رأى رئيس الهيئة التأسيسية للتجمع الوطني، أسعد زهيو، أن مجرد بحث البعثة الأممية ضم أطراف رئيسية جديدة إلى طاولة المفاوضات لن يسفر إلا عن استحالة تحققها.
زهيو قال في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، إنه من الصعب الآن موافقة وتمرير قادة تلك التشكيلات لأي مخرجات سوف تخرج عن المبادرة حال انعقادها، أو أي طرح سياسي جديد.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
أوانطة البرجوازية عن أسباب الحروب الأهلية
قلنا في بوست سابق أن عودة حرب الجنوب لم تكن بسبب إعلان نظام نميري لقوانين الشريعة الإسلامية كما شاع لأنها اندلعت ثم قادها جون قرنق تقريبا في مارس ١٩٨٣ بينما أعلن نظام نميري تطبيق قوانين الشريعة في سبتمبر ١٩٨٣، أي بعد اندلاع الحرب بما يقارب نصف العام.
وذكر الكثير من المعلقين أن الحرب عادت بسبب خرق نميري لاتفاق أديس أبابا بتقسيم أقاليم الجنوب إداريا. ولكن هذا القول أيضا به إنة.
أصلا عادت حرب الجنوب لان صفوة لم ينتخبها أحد قررت أن تعيدها وصرحت بنيتها في عام ١٩٧٢. تقسيم الجنوب لم يكن إلا شماعة مريحة وفرتها صدفة. ولو لم يقسم نميري الجنوب لاشعلت الصفوة الحرب ووجدت سبوبة أخري.
لاحظ أن نميري قسم الجنوب بعد أن شكت قبائل ومناطق الجنوب لطوب الأرض من الهيمنة الخانقة لقبيلة الدينكا علي الجنوب. ولاحظ أن قادة الجنوب، وعلى رأسهم الدينكا، ظلوا يطالبون بالحكم الفدرالى للجنوب حتي لا يهيمن عليهم الشمال ولكنهم أنكروا إعطاء نفس الحق لمجموعات ومناطق الجنوب الأخرى كترياق لهيمنة الدينكا.
وبسبب الهيمنة القابضة للدينكا, تدور الآن، في عام ٢٠٢٥ حرب ضروس في الجنوب تتعلل بنفس هيمنة الدينكا. والان يوجد في الجنود من يقول أن هيمنة المندوكورو كانت أرحم من هيمنة الدينكا.
ولا يهتم أحد بوضع التاريخ في سياقه الصحيح لان سردية التاريخ الرسمي مسيسة حتي النخاع هدفها توزيع الجرم والملام لأغراض غير الحقيقة.
الحروب الأهلية مرض أفريقي عام لا ينحصر على السودان. من أهم أسباب الحروب طبيعة الدولة الأفريقية ووجود تنوعات حقيقية تشكل تحديات سياسية ولكنها أيضا مصادر ثراء وطني لو أحسن الجميع مقاربتها، والجميع هنا لا تستثني قادة الأقليات.
في الحروب الأفريقية، غالبا ما تقوم صفوة طموحة من مغامرين بإستغلال هذه التنوعات والتباينات لإشعال حروب مربحة فقط لهذه الصفوة التي لم تفوضها مجموعتها لإشعال حرب مدمرة للمجتمعات. ثم يتدخل خارج استعماري بعد أو قبل إشعال الحرب لترجيح طرف محارب يناسب مصالحه. وبعد ذلك تأتي جحافل المثقفين والأكاديمين لكتابة نصوص رائعة عن أسباب الحرب تتماشي مع هيمنة السردية الإستعمارية عن تاريخ العالم, وتتدثر السرديات بلبوس الحكمة الليبرالية والمدنية والاستنارة.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب