صحيفة فرنسية: نفوذ الإمارات بالسودان وإثيوبيا يتسبب بكوارث إنسانية
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
سلطت صحيفة "موند أفريك" الضوء على دور دولة الإمارات العربية المتحدة في إقليم شرق أفريقيا، حيث تمارس نفوذًا واسعًا في السودان وإثيوبيا، مشيرة إلى أن المنطقة أصبحت ساحة لنفوذ أبوظبي في ظل تجاهل من المجتمع الدولي.
وذكرت الصحيفة الفرنسية، في تقرير لها، أن الإمارات تعتمد على المليشيات المسلحة دون هوادة في ترسيخ نفوذها، بما في ذلك قوات الدعم السريع التابعة للجنرال السوداني المتمرد، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي".
وأشارت إلى أن حمديتي، كقائد لمليشيات "قوات التدخل السريع"، يقف وراء عشرات الآلاف من القتلى في دارفور وتشاد منذ سنة 2003، والمذبحة التي ارتكبت بين سنتي 1997 و2000 ضد السكان المدنيين في اليمن، وأخيرا "حرب الجنرالات" التي جعلت السودان في حالة من الفوضى منذ أبريل/نيسان 2023.
وأكدت "موند أفريك" أن الكثير من التدخلات الوحشية التي قام بها "الجنرال المجرم" لم تكن ممكنة إلا بفضل الدعم المالي والدبلوماسي الهائل من دولة الإمارات، التي أصبحت خبيرة في فن ممارسة الحرب بالوكالة.
سباق البحر الأحمر
وبفضل الدعم الثلاثي من الإمارات وإثيوبيا وتشاد، أصبح حميدتي الآن مطلق الحرية في محاولته لتقسيم السودان المستنزف، إن لم يكن للاستيلاء على السلطة في كامل البلاد.
وعاد حوالي 40 ألف رجل من قوات حميدتي، التي تم حشدها في اليمن، إلى بلادهم، ويحاولون منذ نيسان/أبريل 2023 هزيمة الجيش النظامي بقيادة، عبدالفتاح البرهان، وأجهزة المخابرات الموروثة من دكتاتورية الرئيس السابق، عمر البشير.
وهكذا أصبح حميدتي لاعبًا جيوسياسيًّا حاسما في شرق أفريقيا، على الرغم من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المسجلة على مدى العقد الماضي.
واستولت "قوات التدخل السريع" على غرب السودان وكل الخرطوم تقريبا، وتتجه الآن نحو الشرق، وسيطرت في نهاية سنة 2023 على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
اقرأ أيضاً
صراعات شرق أفريقيا.. نفوذ الإمارات يشعل الحرائق بالسودان والصومال
وإضافة لذلك، فمن الممكن أن تتمكن مليشيات حميدتي العنيفة، المدعومة من حلفائها الإماراتيين، من الوصول إلى البحر الأحمر قريبا والاستثمار في بورتسودان.
ويتناسب ذلك مع استراتيجية رئيس الإمارات، محمد بن زايد، المستمرة للسيطرة على الموانئ الأفريقية والعربية، على الرغم من الفشل الذي تعرض له في جيبوتي؛ حيث سيطر الصينيون على منشآت الموانئ من خلال إقامة قاعدة عسكرية.
لكن النفوذ الإماراتي لا يقتصر على السودان، بل يمتد إلى إثيوبي، إذ مارس رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بانتهاكات في إقليم تيجراي تسببت في وفاة ما بين 500 ألف ومليون شخص في سنة 2018، ولم تكن هذه الانتهاكات ممكنة إلا بفضل الدعم بالسلاح والمساعدات من قبل الحاكم الفعلي للإمارات آنذاك، محمد بن زايد.
وسمحت الضمانة الإماراتية لرئيس الوزراء الإثيوبي بإبادة مئات الآلاف من المدنيين دون أدنى عقوبة من الغرب، بحسب الصحيفة الفرنسية.
إريتريا وإيران بالمرصاد
وإزاء ذلك، لا يرى الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، تقدم الإمارات نحو البحر الأحمر أمرًا جيدًا لبلاده، غير أن التنافس الداخلي المتزايد على السلطة في أسمرة يعيقه.
ولذا فإن إريتريا عالقة بين إثيوبيا، التي وقعت معها على اتفاق سلام هش بعد الحرب على الحدود الدموية بين سنتي 1998 و2000، وبين السودان، ولا تستطيع، كدولة صغيرة، أن تخاطر بالقتال على هذه الجبهات، بينما يسعى جزء من شبابها إلى الفرار من البلاد.
وهنا تمثل إيران الملاذ لكل من إريتريا والسودان، إذ يدرك البرهان جيدًا أن طهران وحدها هي القادرة على مساعدته في قلب توازن القوى بمواجهة تمرد حميدتي، ولهذا السبب أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتخلص الصحيفة الفرنسية إلى أن رئيس الإمارات لا يأمل في تحقيق نصر كامل "لقوات الدعم السريع"، لأنه أمر غير محتمل في ظل قوة وشرعية الجيش السوداني، لكن السيناريو المحتمل سيكون مشابها للوضع في ليبيا، حيث تتصارع مجموعات متنوعة من أجل مناطق النفوذ على مساحة شاسعة من الأراضي في حالة من "اللاحرب واللاسلم"، سيكون السكان المدنيون في شرق أفريقيا أول ضحاياها.
اقرأ أيضاً
ماذا تريد الإمارات من أفريقيا؟.. تنزانيا نموذجا
المصدر | الخليج الجديد + موند أفريكالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الإمارات شرق أفريقيا السودان حميدتي البحر الأحمر إثيوبيا آبي أحمد إريتريا شرق أفریقیا
إقرأ أيضاً:
السودان: هجوم للدعم السريع يقتل 6 ويصيب 7 في النيل الأبيض”
أعربت الشبكة عن قلقها من توسع عمليات القتل والتهجير التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية واندلاع كارثة إنسانية
التغيير: الخرطوم
أعلنت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 7 آخرين في هجوم نفذته قوات الدعم السريع على قرية “شكيري” بولاية النيل الأبيض.
وفي بيان نشرته الشبكة على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، أكدت أن الهجوم أدى إلى مقتل 6 أشخاص، فيما تعرض 7 آخرون لإصابات، وصفت حالتهم بأنها مستقرة.
وأعربت الشبكة عن قلقها من توسع عمليات القتل والتهجير التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية واندلاع كارثة إنسانية نتيجة هذه الممارسات.
ودعت الشبكة المنظمات الدولية والإقليمية إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإيقاف الهجمات المتزايدة ضد المدنيين العزل، مطالبة بفتح مسارات إنسانية عاجلة للمناطق المحاصرة في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وجّهت اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، منها استهداف المدنيين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب.
وقد أجبر النزاع نحو 11.3 مليون شخص على النزوح، بينهم قرابة 3 ملايين فروا إلى خارج السودان، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي وصفت الوضع الإنساني بأنه “كارثة”.
كما يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، فيما أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم بإقليم دارفور.
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة العنف، حيث أبلغت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، أن كلا الطرفين يعتقد أن بإمكانه حسم الصراع عسكرياً.
الوسومالسودان انتهاكات الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع ولاية النيل الأبيض