أشار تقرير بموقع "إنترسبت" الأميركي اليوم الخميس إلى ما عدّه قوانين حرب من الواضح أن إسرائيل خرقتها أثناء دهمها لمستشفى في الضفة الغربية.

وذكر كاتبه جون شفارتس أنه في يوم الأربعاء الماضي عندما دهم أفراد من الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود وجهاز الأمن التابع لها، الشاباك، مستشفى ابن سينا في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كانوا جميعهم يتنكرون في زي المستشفى أو الأطباء، كما أظهرت كاميرات المراقبة الداخلية بالمستشفى، وأطلقوا النار على 3 رجال فلسطينيين فقتلوهم.

ورجّح شفارتس أنهم بفعلهم هذا يكونون قد انتهكوا العديد من قوانين الحرب، بما فيها حظر الغدر وقتل الأشخاص المحميين. وألمح إلى أن الظروف الحقيقية لمقتل الرجال الثلاثة لم تتضح بعد، مع وجود تفاوتات في التقارير المختلفة.

ونبّه إلى ما قاله مدير المستشفى ناجي نزال لوكالة رويترز إن الإسرائيليين "أعدموا الرجال الثلاثة وهم نيام في الغرفة… أعدموهم بدم بارد بإطلاق الرصاص مباشرة على رؤوسهم في غرفة العلاج".

وتابع الكاتب أن احتمال أن تكون عملية الدهم غير قانونية واضح في ظاهره، وعلّق بأنه من المؤكد أن الولايات المتحدة كانت ستشعر بالانزعاج خلال حرب العراق إذا تسلل عراقيون يرتدون زي الأطباء والممرضين إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في واشنطن العاصمة، وقتلوا العديد من الجنود الأميركيين. وبالمثل إسرائيل كانت ستعترض إذا تمكن الفلسطينيون من الوصول إلى مستشفى تل أبيب متخفين في زي طبي، ثم اغتالوا جنودا إسرائيليين.

واستشهد بما يقوله كينيث روث، الرئيس السابق لهيومن رايتس ووتش، بضرورة إجراء تحقيق مستقل لمعرفة حقيقة الموقف. كما يؤكد روث حقيقة أن "تنكر الجنود الإسرائيليين في هيئة أفراد طبيين لا تعرّض العاملين الطبيين الحقيقيين للخطر فحسب؛ بل تشير -أيضا- إلى أن الإسرائيليين مذنبون بارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الغدر".

وهو ما يوافقه فيه أوريل ساري، الأستاذ المشارك في القانون الدولي العام بجامعة إكستر، بقوله إن "الغدر يتضمن قتل الخصم أو إصابته بطريقة تغري أولا ثقته في الحماية التي يوفرها قانون النزاعات المسلحة، ولكنها تخونها بعد ذلك. وفي هذه القضية، ادعاء أنك موظف في المجال الطبي أو مدني، وكلاهما يتمتع بالحماية بموجب القانون، (سيكون غدرا)".

وختم تقرير إنترسبت بأن إسرائيل واحدة من الدول القليلة (والولايات المتحدة دولة أخرى) التي لم تُصدِّق على "البروتوكول" الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، وهو تعديل سنة 1977 الذي يحظر الغدر تحديدا. ومع ذلك فإن الغدر يُعدّ -كذلك- غير قانوني بموجب القانون الدولي. ويشير ساري إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية قبلت بأن إسرائيل ملزمة بالقانون الدولي العُرفي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تقرير: فوز ترامب "قنبلة دبلوماسية" في حروب إسرائيل

تنتظر المنطقة نتائج فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وتأثير ذلك على مسار الحروب، سواء في قطاع غزة أو لبنان.

ووصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" فوز ترامب بـ"القنبلة الدبلوماسية"، والتي يشعر بآثارها الجميع على الفور، وقالت إن سياسات ترامب بشأن جميع القضايا المتعلقة بغزة ولبنان وإيران ستكون مختلفة تماماً عن سياسات سلفه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسوف يرسم مساراً جديداً، والسؤال الآن هو ما الذي يمكن أن يحدث في الأشهر الثلاثة المقبلة، وما الذي سيحدث بعد 20 يناير(كانون الثاني).

ماذا سيفعل ترامب؟

من الناحية النظرية، يجب أن يكون فوز ترامب حدثاً احتفالياً للإسرائيليين اليمينيين ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، على وجه الخصوص.
وكان ترامب جيداً أيضاً لإسرائيل في وقت السلم لأنه أكثر قدرة عند استخدام القوة الناعمة، والآن يعود إلى البيت الأبيض في وقت الحروب الكبرى، بما في ذلك في الشرق الأوسط، والتي قد تنذر بحرب عالمية ثالثة محتملة.

وحتى قبل فوزه في الانتخابات الأمريكية، وعد بإحلال السلام في كل من الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلمات ترامب تفتح السؤال حول ما إذا كان ترامب سيكون جيداً لإسرائيل في زمن الحرب، خاصة بالنظر إلى تردده في الانخراط عسكرياً.

ويعتقد البعض أن دخوله في الجغرافيا السياسية للحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل، من شأنه أن ينهيها. ومن المتوقع أن يضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس ومع حزب الله أيضاً.

عاد لينتقم؟.. فوز ترامب يثير رعب أعدائهhttps://t.co/FI5s2Gcuoi pic.twitter.com/J1jzQVx5ho

— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2024 تنسيق المواقف

وقالت الصحيفة إنه من المرجح أن يكون نتناياهو وترامب متفقين بشأن القضايا المتعلقة باليوم التالي للحرب مع حماس في قطاع غزة. ولو فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس، لكانت أصرت على الارتباط بين خطة اليوم التالي وحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وكانت لترغب أيضًا في رؤية السلطة الفلسطينية تعود إلى غزة، وهو الأمر الذي من المرجح أن يعارضه ترامب.

وسيعمل البيت الأبيض بقيادة ترامب أيضاً على تقليل التوتر مع إسرائيل بشأن القضايا الحاسمة بالنسبة لبايدن بشأن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والقضايا الإنسانية في غزة، وخطط نتانياهو للإصلاح القضائي.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية "تفتقر إدارة بايدن الآن إلى القوة، التي يمكنها من خلالها دفع إسرائيل إلى تحسين الوضع الإنساني في غزة، من خلال تهديدها بحظر الأسلحة.

ومن المفترض أيضًا أن يدعم ترامب العمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران، بما في ذلك قصف مرافقها النووية، ولقد أظهر الإيرانيون أنفسهم أنهم يخشون ترامب، لذلك لا يزال من الممكن أن يؤدي عودته إلى البيت الأبيض إلى تأثير مباشر على طهران.

وقد تتأثر صفقة الرهائن المجمدة بشكل خاص خلال تلك الأشهر، خاصة بالنظر إلى إصرار نتانياهو على أنه لن يلبي مطلب حماس بأن يسمح أي اتفاق من هذا القبيل بوقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل لجيش الدفاع الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإن فوز ترامب قد يدفع حماس إلى تفضيل صفقة تحت قيادة بايدن، معتقدة أن الشروط ستكون أفضل بالنظر إلى مواقف ترامب المؤيدة لإسرائيل، وعلاقاته القوية مع قطر.

Trump’s victory throws diplomatic bombshell into Israel's multi-front war. The Trump win could push Hamas to prefer a deal under Biden, believing terms would be better given Trump’s pro-Israeli stances and Qatar ties.https://t.co/mOnIRFVfcl

— Laurentiu B . ???????? (@laurbjn) November 6, 2024

وفي غياب ذلك، لن يكون لدى بايدن سوى عدد قليل من أدوات الضغط التي يمكنه من خلالها دفع الصفقة إلى الأمام، خاصة مع ترسيخ الجانبين لمواقفهما.

مقالات مشابهة

  • كانت شاهدة على جرائم إسرائيل في لبنان.. الصحافية نجلاء أبو جهجه في ذمة الله
  • إدانة فلسطينية لقانون إسرائيلي يسمح بترحيل أقارب "منفذي العمليات" ضد الإسرائيليين
  • بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل..
  • تقرير: فوز ترامب "قنبلة دبلوماسية" في حروب إسرائيل
  • قانون خفض التضخم.. هل يكون هدف الجمهوريين الأول بعد فوز ترمب؟ (تقرير)
  • بعد إنهاء إسرائيل الاتفاق مع الأونروا| محلل سياسي: تحدٍّ سافر للقانون الدولي.. واستخفاف بالأمم المتحدة
  • شركات الطيران الأجنبية تطلب تعديل القوانين للعودة إلى إسرائيل
  • أهداف إسرائيل وراء حظر الأونروا واعتداءاتها المتواصلة على القانون الدولي| ماذا يحدث؟
  • وكيل "خطة النواب" لوزير المالية: من السهل إصدار القوانين لكن الصعب هو تطبيقها
  • تنتهك القوانين الدولية في غزة ولبنان.. مطالبات بوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل وضمان حماية المدنيين