دولة عربية تقر أكبر موازنة عسكرية في تاريخها.. ما علاقة حرب غزة؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
لعبت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دورا محوريا على أداء الموازنة العامة للأردن لعام 2024، عبر توجيهها بالشكل الذي يمكن الاقتصاد المحلي من مواجهة آثار الحرب وتبعاتها. ووافق مجلس النواب، اليوم الأربعاء بأغلبية 89 صوتا من أصل 114 نائبا حضروا الجلسة، على قانون الموازنة العامة التي اعتبرت الأكبر في تاريخ البلاد من حيث الإنفاق العسكري.
وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها المملكة، فإن حجم إنفاقها الدفاعي في الموازنة الجديدة ارتفع بصورة كبيرة إلى نحو ملياري دولار من جملة 17 مليار دولار. ظروف جيوسياسية وبحسب مراقبين، فإن تطورات الأوضاع العسكرية والأمنية في الإقليم فرضت على الأردن زيادة حجم الإنفاق العسكري وتحديث أسلحته ومعداته العسكرية. ويرى الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار أن الظروف الجيوسياسية الحالية كانت سببا رئيسيا في زيادة الموازنة العسكرية. وقال إن التوقعات باحتمالية نشوب نزاع إقليمي في المنطقة أو حدوث تطورات عسكرية أو أمنية“ تفرض علينا زيادة في الموازنة العسكرية”. وأشار إلى أن القوات المسلحة الأردنية بحاجة دائما إلى تحديث سلاحها وعتادها العسكري، موضحا أن ”كلفته المالية عالية جدا”. وتحدث الخبير العسكري عن التهديدات المتعلقة بالحدود الشمالية للأردن مع سوريا، من حيث تهريب المخدرات أو السلاح عبر المسيرات. وأوضح أن الطائرات المسيرة غيرت مفاهيم الحرب، مما يجعل عمان بحاجة ماسة للحصول على راجمات الصواريخ كالباتريوت القادرة على تهديد وردع أي دولة مجاورة في حال نشوب نزاع. موازنة داعمة وكان وزير المالية الأردني محمد العسعس قد شدد في كلمته أمام مجلس النواب على أن“ إعداد مشروع القانون جاء في ظل ظروف غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلة”. وأضاف أن موقف الأردن الثابت، بحكم ارتباطه الوجداني والتاريخي والعضوي بالقضية الفلسطينية، يؤكد أن عمان ستبقى في طليعة المدافعين عن القضايا العربية والإسلامية. وأشار المسؤول الحكومي إلى أن موازنة عام 2024“ تضمنت أعلى مستوى تاريخي لمخصصات الإنفاق الرأسمالي، وأعلى مخصصات مالية لأجهزتنا الأمنية والقوات المسلحة”. وأوضح أنها جاءت“ داعمة لموقف الأردن السياسي المشرف والمدافع عن الحق في غزة وعن أطفالها وعن المسجد الأقصى ومقدساته”. وتأتي هذه الموازنة الجديدة بعد أسابيع من الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج إصلاحات ل4 أعوام بقيمة 1.2 مليار دولار. بالمقابل، أكد الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي أن التهديدات على الحدود الشمالية مع سوريا والغربية مع الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة زعزعة استقرار البلاد، وتحريك القطع العسكرية المختلفة على طول الحدود مع سوريا وفلسطين المحتلة، أسهم في رفع التكاليف المالية للقوات المسلحة الأردنية. وبشأن تأثير الموافقة على إقرار أكبر موازنة عسكرية في الأردن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، قال الشوبكي إن ذلك سينعكس سلبا على الإنفاق على قطاعات مهمة كالصحة والتعليم، خاصة أن العجز المالي في الموازنة وصل إلى 114 % من الناتج المحلي، مما قلل من مساحة التحرك الحكومي في الإنفاق على قطاعات حيوية يحتاجها الناس. جوار ملتهب وحسب تصريحات حكومية سابقة، فإن مشروع موازنة عام 2024 نجح في خفض العجز الأولي وللسنة الرابعة على التوالي، وستتمكن الحكومة من خفضه ليصل إلى 812 مليون دينار بنسبة 2.1 % من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة ب2.6 % عام 2023. ويرتبط الأردن مع إسرائيل بحدود مشتركة يبلغ طولها 400 كيلومتر، لكن الخطر الإسرائيلي لا يشكل وحده سببا لزيادة حجم الموازنة العسكرية، إذ إن البلاد تعاني منذ أعوام جوارا ملتهبا ومضطربا شمالا وشرقا، سواء لجهة تهريب المخدرات أو السلاح من الأراضي السورية، أو وجود“ جهات مسلحة" في العراق.
ووفق أرقام رسمية وردت في موقع دائرة الموازنة العامة، يزيد الإنفاق العسكري الأردني عن 1.8 مليار دولار سنويا ليشكل 5 % من الناتج المحلي الإجمالي، ويصنف الأردن في المرتبة الخامسة من حيث إنفاقه العسكري في المنطقة قياسا إلى هذا الناتج.
ويعود تاريخ تأسيس القوات المسلحة الأردنية لعام 1920، وخاض الجيش الأردني حروبا عدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، من أبرزها“ معركة الكرامة”. ويتكون الجيش الأردني من القوات البرية والخاصة، والحرس الملكي، وسلاح الصيانة، وسلاح المشاة، والدروع، والمدفعية، والدفاع الجوي والهندسة، وسلاح الجو، والقوة البحرية. وتمتلك القوات الجوية الأردنية 260 طائرة حربية، من بينها 46 مقاتلة و74 طائرة هجومية، إضافة إلى طائرات الشحن العسكري والتدريب.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
شراء سيارة وإعادة البيع ممنوعة .. إجراء جديد في دولة عربية
أعلنت شركة “ستيلانتيس”، الوكيل الرسمي لعلامة “فيات” في الجزائر، عن اعتماد إجراء جديد يُلزم العملاء بتوقيع تعهد خطّي يمنع إعادة بيع السيارات.
ووفقا لصحيفة “النهار” الجزائرية، يهدف الإجراء الجديد إلى مواجهة الممارسات غير المشروعة التي شهدها السوق المحلي في الآونة الأخيرة بغرض المضاربة.
ووفقًا للوثيقة الرسمية، التي يتعين على العملاء توقيعها، يقرّ المشتري بأنه على علم بوجود عمليات مضاربة غير قانونية تستهدف سيارات “فيات” في السوق، ويتعهد بعدم المشاركة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وينص التعهد أيضًا على أن “إعادة بيع السيارة لأغراض المضاربة يُعد مخالفة يعاقب عليها القانون، وقد يترتب عليها مسؤولية قانونية سواء على المستوى المدني أو الجزائي”.
وأكدت الشركة أن “هذا الإجراء يأتي ضمن جهودها لتعزيز الشفافية والالتزام بالأنظمة الوطنية، وضمان عدم استغلال توفر السيارات لأغراض غير قانونية أو لتحقيق أرباح غير مشروعة”.
من جهته، عقد وزير الصناعة الجزائري سيفي غريب، اجتماعًا مع مسؤولي “فيات” المحليين، ناقش فيه ضرورة التصدي للمضاربة والسمسرة، خاصة فيما يتعلق بطرازات محددة مثل “دوبلو بانوراما”، التي شهدت إقبالا واسعا في السوق.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب