ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن جماعة الحوثي، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، لاتز ال مستمرة في تجنيد الأطفال وإجبارهم على القتال في صفوفها، مستغلة الظروف  المادية السيئة لعائلاتهم.

وبين مارس 2015 وسبتمبر 2022، تحققت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من 3995 حالة تجنيد لأطفال في اليمن للقتال، على الرغم من أن الأرقام من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير.

وتقدر منظمات حقوقية أخرى، مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنه تم تجنيد أكثر من 10 آلاف طفل قسريًا للقتال، في حين تعتقد الأمم المتحدة أن بعض الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السابعة، يضطرون إلى تنظيف الأسلحة.

وقال مدير منظمة "ميون" لحقوق الإنسان، عبده الحذيفي، إن الحوثيين "استغلوا الظروف المعيشية الرهيبة التي تعاني منها الأسر التي تعيش في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لإجبارها على إرسال أطفالها إلى المخيمات الصيفية ومن ثم إلى الجبهة".

كيف أصبح الحوثيون أبزر حلفاء طهران في مشروع الهيمنة الإيراني؟ تدعم الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر المشروع الإيراني الرامي إلى بسط نفوذ طهران في المنطقة، وتشير تحليلات إلى أن جماعة الحوثي باتت شريكا أساسيا مع طهران لتحقيق هذا الهدف.

وذكر أن "الأطفال المجندين يتلقون أولا دورات عقائدية في المعسكرات الصيفية.. ثم يتم نقلهم إلى معسكرات التدريب العسكري والقتال، لتلقي التدريب على أنواع مختلفة من الأسلحة".

ومن الصعب تقدير عدد الأطفال الذين كانوا في هذه المعسكرات، نظرا للطبيعة الغامضة للنشاط المسلح.

وفي تقرير لها بعنوان "الأطفال المحاربون"، وثقت منظمة "ميون" انتهاكات تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود في الصراع المسلح في اليمن، خلال الفترة من 1 يوليو 2021، حتى 31 ديسمبر 2022.

ووثق التقرير "2233 طفلاً مجنداً تم استخدامهم بشكل مباشر في النزاع المسلح لدى جميع الأطراف؛ موضحا أن عدد الأطفال الذين تم التحقق من قيام جماعة الحوثي بتجنيدهم في الجبهات بلغ 2,209 أطفال، أي ما نسبته 98.9 في المئة من نسب الأطفال الذين شاركوا مع كافة أطراف الصراع".

بعد الضربة المشتركة.. هل سيرتدع الحوثيون عن هجماتهم؟ بعد تحذيرات متلاحقة لوقف أعمالهم العدائية بالبحر الأحمر، نفذت قوات أميركية وبريطانية، ضربات استهدفت بنيات تحتية عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، لدفع الجماعة المسلحة لخفض تصعيدها، وحماية حركة الملاحة والتجارة التي تضررت جراء هجماتها على السفن التجارية بهذا الممر البحري الحيوي.

وأكد التقرير تحققه من مقتل 1,309 أطفال، أحدهم طفل صومالي الجنسية، وإصابة وتشويه 351 طفلاً، من إجمالي الحالات المجندة في صفوف جماعة الحوثي؛ مبينا أن "الفئة العمرية للأطفال ما بين سن الـ16 والـ17 هي الفئة الأكثر تعرضاً لانتهاكات التجنيد والاستخدام كجنود" لدى الجماعة الموالية لإيران.

كما وثق بلاغات بـ"تجنيد 25 طفلاً ينتمون إلى عائلات مهاجرين أفارقة، تم التحقق من وجود 4 منهم في صنعاء وحجة".

الإغرء بالطعام

وفي شهادته، قال الطفل أيمن، البالغ من العمر 14 عاما، إنه ذهب إلى معسكر صيفي خارج مدينة الحديدة الساحلية، بعد أن حصلت أسرته على "عرض مغر لا يقاوم" يتضمن حصصا غذائية تكفيها لنحو شهر أو أكثر، وفق "تلغراف".

كما حصلت العائلة على وعود بأن ابنها سيكمل دراسته، بيد أنه لم يمض وقت طويل حتى كان ذلك الطفل يتدرب مع رفاقه على استخدام بعض أنواع الأسلحة لمدة 40 يوما.

وقال أيمن الذي كان يسمع أصوات الانفجارات الناجمة عن استهداف مقاتلات أميركية وبريطانية لمواقع حوثية، ردا على استهداف تلك الجماعة لسفن تجارية في البحر الأحمر: "كانوا يدربوننا على كيفية إطلاق النار وكيفية حماية المعسكر وإدارة نقاط التفتيش".

وفي النهاية، قام أحد أصدقاء أيمن بـ"عمل جيد" لدرجة أنه حصل على سلاح رشاش، في حين قال الأخير: "رفضوا إعطائي بندقية من طراز AK-47 لأنني لم أكن أجيد إطلاق النار".

وتحاول جماعة الحوثي استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر بحجة دعم حركة حماس، المصنفة إرهابية، في حربها ضد الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة.

وأعلن الحوثيون أنهم سيوقفون تلك الهجمات بعد انتهاء الحرب في غزة، والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.

في المقابل، شكلت الولايات المتحدة تحالفا دوليا لمواجهة التهديدات الحوثية التي أثرت على حركة التجارة الدولية، حيث جرى قصف العديد من الأهداف الحوثية، والتي يعتقد أنها تحتوي على صواريخ باليستية ومخازن أسلحة.

على خطى أيمن

ومثل أيمن، قرر والد وائل أن يرسل ابنه إلى إحدى المعسكرات الصيفية بعد أن وعدته جماعة الحوثي بالحصول على مساعدات غذائية لمدة شهر على الأقل.

وفي الصباح، كان الأطفال يتلقون تعليما أيديولوجيا بالاعتماد على تصريحات وأقوال حسين الحوثي، أحد زعماء الجماعة البارزين والذي لقي حتفه عام 2004 خلال الاشتباكات بين تلك المنظمة والجيش اليمني.

وتتضمن تلك الدروس أفكارا مناهضة للغرب، وفق وائل، الذي أوضح أنه في المساء كان يتلقى وأطفال آخرون تدريبًا على الأسلحة، وطُلب منهم استخدام مهاراتهم الجديدة على الفور، حيث تم تكليفهم بحراسة المعسكر طوال الليل.

وكجزء من عملية التلقين الأوسع، قال وائل إنه تم عزله وغيره من الأطفال، في المعسكرات، مضيفا: "لقد منعونا من الاتصال بالأشخاص خارج المخيمات، حتى مع عائلاتنا".

وبالعودة إلى الحديدة، حيث شارك أيمن في معسكر صيفي، فإن الخوف يخيم على الأجواء، حيث يشعر العديد من السكان اليمنيين بالقلق من تصعيد الحرب، باعتبار أن الحوثيين يستخدمون مواقع في مدينتهم لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

واختار البعض منهم الفرار إلى المناطق الجنوبية من المدينة، والتي لا تزال تحت سيطرة الحكومة الشرعية في اليمن.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر الأطفال الذین جماعة الحوثی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

معهد واشنطن يدعو لدعم عملية برية ضد مليشيا الحوثي في اليمن والتنسيق مع الرياض وأبوظبي ..ودعم مجلس القيادة الرئاسي

 

حذّر تقرير صدر عن معهد واشنطن من أن حملات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لتعطيل حركة الشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تمثل تهديداً مباشراً لقدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها بسرعة وتأمين إمداداتها في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

ويطرح التقرير، الذي أعدّه العقيد جيمس إي. شيبرد، زميل معهد واشنطن للعام 2024-2025، حزمة من الحلول المتكاملة اللوجستية والعسكرية والدبلوماسية لمعالجة هذا الخطر.

وقال الكاتب، إنه "يجب جعل الحوثيين غير قادرين أو غير راغبين في تهديد الملاحة. ويستلزم ذلك تصعيد الحملة الحالية بما يتجاوز الضربات الجوية الأمريكية"، مشددا على أنه من الضروري وجود تهديد موثوق من قبل القوات البرية اليمنية، بالتنسيق مع شركاء موثوقين مثل السعوديين أو الإماراتيين.

كما شدد على أنه وينبغي دعم مجلس القيادة الرئاسي، وهو كيان حكومي معترف به دولياً من قبل الأمم المتحدة، لاستغلال الفرصة التي أوجدتها الضربات الجوية الأمريكية.

خلفية

منذ مارس 2023 تصاعدت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية والعسكرية، مستفيدين من دعم إيران وتدريباتها، عبر إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة باتجاه الممر البحري الحيوي، والذي يمر عبره سنوياً نحو تريليون دولار من البضائع و30% من الحاويات العالمية.

ومن ابرز التوصيات السياسية التي دعا لها معهد واشنطن من أجل الحفاظ على الوصول اللوجستي إلى المنطقة، يجب على واشنطن وشركائها العسكريين اتباع نهج مزدوج يركز على أولاً، تلبية الاحتياجات الفورية من خلال الحلول العاجلة والضغط على الحوثيين، وثانياً، البحث عن حلول طويلة الأمد عبر استراتيجية قابلة للتطبيق لتحييد التهديد. وفيما يلي التوصيات التي تلبي كلا الاحتياجين:

مواصلة الضغط : يجب جعل الحوثيين غير قادرين أو غير راغبين في تهديد الملاحة. ويستلزم ذلك تصعيد الحملة الحالية بما يتجاوز الضربات الجوية الأمريكية. ومن الضروري وجود تهديد موثوق من قبل القوات البرية اليمنية، بالتنسيق مع شركاء موثوقين مثل السعوديين أو الإماراتيين. وينبغي دعم مجلس القيادة الرئاسي، وهو كيان حكومي معترف به دولياً من قبل الأمم المتحدة، لاستغلال الفرصة التي أوجدتها الضربات الجوية الأمريكية.

تحويل التركيز نحو المنبع: يجب على إدارة ترامب السعي لردع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من خلال عرض تعزيز قدرات القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة مؤخراً. ويمثل النشر الأمامي لقاذفات "بي- 2" ودخول حاملة طائرات أخرى تهديداً كبيراً لكلا الخصمين - وهو تهديد يجب تسليط الضوء عليه في المفاوضات النووية الحالية مع طهران. فعلى سبيل المثال، يمكن للمسؤولين الأمريكيين مطالبة إيران بوقف جميع أشكال الدعم العسكري للحوثيين كأحد الشروط المسبقة للحصول على تخفيف العقوبات.

توسيع التعاون الأمني: يجب على واشنطن تسريع الجهود الدبلوماسية لحشد تحالف من الدول المستعدة للاستفادة من تأمين البحر الأحمر، بما في ذلك الشركاء الإقليميين مثل مصر، وإسرائيل، والأردن، والسعودية. وتُعد قوة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي -على الرغم من نقص الموارد - نقطة انطلاق جيدة لتمكين تقاسم الأعباء الدفاعية مع القوات الأمريكية.

استكشاف طرق بديلة: في حين أن تأمين البحر الأحمر وباب المندب يجب أن يبقى الهدف الرئيسي للولايات المتحدة، يجب على الإدارة الأمريكية أيضاً تسريع الجهود الرامية إلى تعزيز المرونة في الخدمات اللوجستية في ساحة العمليات وتطوير بدائل برية سريعة وفعالة من حيث التكلفة مثل "خط إمداد إقليمي" و/أو الممر البري بين الإمارات وإسرائيل.

ومن خلال هذه التدابير وغيرها، يمكن للولايات المتحدة وضع استراتيجية شاملة ضرورية للمهمة طويلة الأمد المتمثلة في التصدي للتهديدات الحوثية والإيرانية للخدمات اللوجستية العسكرية والتجارة العالمية بشكل نهائي.

   

وفي الخامس عشر من آذار/مارس، أطلق الرئيس ترامب حملة عسكرية متواصلة ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، مستهدفاً كبار المسؤولين ومراكز القيادة ومستودعات الأسلحة والبنية التحتية في جميع أنحاء البلاد.

"يتمثل هدف الإدارة الأمريكية في استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث نفذ الحوثيون المدعومون من قبل إيران هجمات متفرقة على مدار سنوات قبل أن يصعدوا من استهدافهم للسفن التجارية والعسكرية مع بدء الحرب على غزة في عام 2023".

إن الدور الحاسم لهذا الممر المائي في التجارة العالمية معروف جيداً - فهو يسهل نقل بضائع بقيمة تريليون دولارسنوياً، إلى جانب 30% من حركة الحاويات في العالم.

ومع ذلك، يعمل هذا الممر أيضا بوصفه طريق عبور رئيسي للخدمات اللوجستية العسكرية المشحونة تجارياً، مما يتيح النشر السريع والفعال للقوات والموارد الأمريكية عبر مسارح عمليات متعددة.

ومن خلال تعطيل كل من هذين الدورين، تمثل هجمات الحوثيين تحدياً مباشراً لما وصفته الولايات المتحدة بأنه "مصلحة وطنية أساسية".

تحدي استراتيجي

ينبع بروز هذا التهديد من الاستراتيجية الأوسع نطاقاً التي تنتهجها إيران، والمتمثلة في تمكين وكلائها من حرمان خصومها من حرية المناورة في المنطقة. فقد تضمنت التعزيزات الضخمة التي قامت بها الولايات المتحدة وقوات التحالف في حملتي 1991 و2003 في العراق استخدام الموانئ في جميع أنحاء الخليج العربي.

 ورداً على ذلك، طورت إيران استراتيجية متعددة الطبقات (A2AD)، اعتمدت فيها على الميليشيات الوكيلة، وأنظمة الضربات بعيدة المدى، والصواريخ أرض - جو، والقوات غير التقليدية، بهدف تقييد حرية الوصول إلى الخليج.

وفي اليمن، أتاح دعم طهران وتوجيهها للحوثيين إمكانية تهديد حركة المرور في البحر الأحمر والموانئ السعودية الرئيسية مثل جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، مما يعزز الهدف الإيراني المتمثل في عرقلة الطرق اللوجستية البديلة ويخدم مصالح الحوثيين أيضاً.

وتُعزى تكتيكات الجماعة - التي تشمل الضربات الدقيقة بالمسيرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية - إلى التدريب الإيراني والمعدات وغيرها من أشكال الدعم.

ورداً على هذا التهديد، واصلت السفن العسكرية المتحالفة عبور مضيق باب المندب، غير أن العديد من شركات الشحن التجارية اضطرت إلى سلوك مسار أكثر تكلفة من الناحية المالية والبيئية حول رأس الرجاء الصالح.

وبذلك، فإن قدرات الحوثيين تبطئ وتيرة الدعم اللوجيستي العسكري، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت الجماعة قد نجحت فعليًّا في "تحييد" واشنطن وشركائها في البحر الأحمر بشكل فعال.

ومن أجل الحفاظ على العمليات القتالية المشتركة في زمن الحرب، تعتمد الولايات المتحدة على الشحن التجاري لنقل ما يصل إلى 80% من العتاد الدفاعي.

وإضافة إلى قدرات النقل البحري الخاصة بالجيش، يمكن لوزارة الدفاع الوصول إلى السفن المملوكة للقطاع الخاص أثناء الأزمات من خلال اتفاقية النقل البحري الطوعي متعدد الوسائط، مما يعزز مرونتها ويخفض التكاليف ويضمن الانتشار السريع في مسارح العمليات البعيدة.

ويتطلب هذا الاعتماد الكبير على النقل البحري التجاري خطوط إمداد آمنة لنقل الخدمات اللوجستية العسكرية دون عوائق خلال عمليات الطوارئ. غير أنه نظراً للموارد المحدودة للبحرية الأمريكية والتزاماتها الواسعة النطاق، لا يمكن حماية كل شحنة غير مسلحة بمرافقة عسكرية.

فضلاً عن ذلك، حتى السفن المرافقة تعرضت للهجوم من حين لآخر في البحر الأحمر، وإن كان ذلك دون جدوى. لذا، فإن التهديد البحري المستمر للحوثيين سيكون له تداعيات خطيرة على أي عمليات طوارئ تكون فيها الخدمات اللوجستية ذات أهمية قصوى.

وللإيضاح: إذا سلكت شحنة نفط من بحر العرب إلى روتردام، الطريق البديل حول رأس الرجاء الصالح، فستحتاج إلى ما يقدر بخمسة عشر يوماً إضافياً وما يصل إلى مليون دولار من الوقود الإضافي، وبالتالي، من المرجح أن تواجهه الشحنات اللوجستية في الاتجاه المعاكس تأخيرات مماثلة (انظر الرسم البياني).

وحتى إذا كانت شركات النقل التجاري مستعدة للمخاطرة لتفادي هذا التأخير بعبور البحر الأحمر، فإن التأمين ضد مخاطر الحرب قد يرفع التكاليف بنسبة تقارب 1 % من قيمة تأمين السفينة.

بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، فإن زيادة وقت العبور حول أفريقيا ستجعل هذا الخيار غير عملي بالنسبة للسيناريوهات التي تتطلب حركة سريعة وآمنة للموارد العسكرية عبر مسارح عمليات واسعة.

أذ تتطلب الطبيعة العالمية للمنافسة بين القوى العظمى من البنتاغون نقل الأصول بين المناطق الأوروبية، والوسطى، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وحتى في الظروف الاعتيادية، سيكون استخدام باب المندب إلزامياً كلما أصبحت هذه التحولات ملحة.

ومن الجدير بالذكر أن النقل البحري هو وسيلة النقل الأكثر فعالية من حيث التكلفة المتاحة للخدمات اللوجستية العسكرية. أما النقل الجوي فهو أكثر تكلفة وأكثر طلباً، لكن البنتاغون سيستمر في استخدامه لإعادة التموضع الاستراتيجي الفوري للقدرات ذات القيمة العالية.

 ويستعرض القسم التالي كيف يمكن للجيش الاستفادة بشكل أكبر من النقل البري كخيار ثالث.

خيار النقل البري؟

بالنظر إلى قدراتهم في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ، يمكن للحوثيين استهداف سفن الشحن في مختلف أنحاء البحر الأحمر وجزء كبير من بحر العرب وشمال المحيط الهندي، وذلك على الرغم من أن إصابة السفن المتحركةمن مسافة بعيدة تُعد مهمة صعبة.

وتكون السفن أكثر عرضةً للخطر أثناء تفريغ حمولتها في الموانئ، إلا أنه بمجرد نقل الشحنة إلى الشاحنات أو الطائرات أو غيرها من وسائل النقل داخل الميناء، تنخفض احتمالات اعتراضها.

وبناءً على ذلك، فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل بالإضافة إلى باب المندب يمكن أن يساعد في التخفيف من التهديد الحوثي.

وتقترح شبكة النقل عبر البحر العربي (TAN)، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي يشمل المطارات، الموانئ البحرية، والمحاور البرية - في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية بهدف تنويع خيارات الشحن.

فعلى سبيل المثال، يمكن لبعض السفن أن تتجاوز المضيق وترسو في جدة، ثم تنقل حمولتها بعد ذلك جواً أو براً.

وكما ذُكر سابقاً، تقع جدة ضمن نطاق استهداف الحوثيين، غير أن إدخال هذا المسار وغيره من المسارات البديلة من شأنه أن يربك حسابات الجماعة ويوفر قدراً أكبر من المرونة في اتخاذ القرارات الأمريكية الرامية إلى تعزيز السلامة والجاهزية بشكل عام.

وقد تم اختبار نظام (TAN) ، إلا أنه لم يتم تفعيله بشكل كامل بعد. وتشير تجارب القيادة المركزية الأمريكية، التي بدأت عام 2015، إلى التوصل لنتائج واعدة، إلا أن التأخيرات الجمركية لا تزال قائمة بسبب عدم توحيد اللوائح، كما أن الاشتراطات المسبقة للتخليص الجمركي تُعيق الكفاءة.

من الناحية النظرية، يمكن أن يتعامل الممر الجمركي مع آلاف الأطنان يومياً إذا تم تفعيله بالكامل وتطبيق الاتفاقيات الجمركية كافة، مما قد يجعله منافساً لحجم التجارة اليومية عبر مضيق هرمز في الخليج العربي.

غير أن هذا الممر ما يزال مقيداً بمشكلات تتعلق بالمقاولين، وحدود الشحنات العسكرية، وضعف التكامل بين وسائل النقل، فضلاً عن أن جهود تحسين العمليات لم تكتمل.

ومن بين الخيارات المطروحة أيضاً الممر البري بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا الإسرائيلي، مروراً بالأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين، وصولاً إلى الإمارات، ليربط الخليج العربي مع تجاوز البحر الأحمر بالكامل.

وتنشط شركتا نقل - شركة "تراك نت" الإسرائيلية وشركة "بيور ترانس" الإماراتية - بالفعل على طول هذا الطريق، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي.

وقد جرى تجهيز هذا الممر حالياً لاستقبال ما يصل إلى 350 شاحنة يومياً، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز الممر الذي يعمل بكامل طاقته.

أياً كانت الخيارات التي تعتمدها واشنطن، فإن إيجاد بدائل متعددة ومرنة سيكون ضرورياً طالما ظل الشحن البحري تحت التهديد.

ومع المزيد من الاستثمار في الاستكشاف واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة، كتعزيز الدفاعات الجوية في موانئ التفريغ، يمكن لكل من ممر النقل البحري والممر الإماراتي الإسرائيلي تلبية هذه المتطلبات، ودعم عمليات النقل العسكري في مسرح الشرق الأوسط، وربما أيضاً تقليص أوقات التسليم إلى وجهات مثل الأردن، والكويت، والسعودية، والإمارات.

 

المصدر : معهد واشنطن

 

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يقصفون إسرائيل ويعلنون ضرب حاملة طائرات أميركية
  • الحوثيون: نفذنا عمليتين بمسيرتين على هدفين في تل أبيب وعسقلان بإسرائيل
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • الحوثي تكشف تفاصيل تنفيذ عمليتين ضد الاحتلال في تل أبيب وعسقلان
  • جماعة الحوثي تعلن قصف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ فرط صوتي
  • جماعة الحوثي تستهدف قاعدة “نيفاتيم” الإسرائيلية بصاروخ بالستي
  • البنتاغون يقرّ بتحسن قدرة الحوثيين على إسقاط المسيرات الأميركية
  • افتتاحية عبرية: واشنطن فشلت امام جماعة لا تهزم
  • معهد واشنطن يدعو لدعم عملية برية ضد مليشيا الحوثي في اليمن والتنسيق مع الرياض وأبوظبي ..ودعم مجلس القيادة الرئاسي
  • جماعة الحوثي تعلن إحصائية أولية لضحايا الغارات الأمريكية على صنعاء وصعدة