تفاصيل جلسة استماع ساخنة لـعمالقة التكنولوجيا أمام الكونغرس بشأن انتهاكات الأطفال
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
حضر مجموعة من الرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات التكنولوجيا، وعلى رأسهم رئيس شركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، جلسة استماع في الكونغرس حول المعدلات المتزايدة للانتهاكات والاعتداء الجنسي ضد الأطفال عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي حضور أسر ضحايا من الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات، اتهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الشركات وقال: "أياديكم ملطخة بالدماء"، بحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عما دار في جلسة الاستماع المثيرة للجدل.
وبدوره اعتذر زوكبربيرغ للعائلات التي حضرت الجلسة، وقال: "آسف على كل شيء مررتم به. لا ينبغي أن يمر أحد بتلك الأشياء التي عانيتم منها، ولهذا السبب نستثمر الكثير (من الأموال)".
امتدت جلسة الاستماع لقرابة 4 ساعات، حيث سعى الرؤساء التنفيذيون، مارك زوكربيرغ من شركة ميتا، وشو زي تشيو من تيك توك، وليندا ياكارينو من منصة "إكس"، وإيفان شبيغل من "سناب تشات"، ولمنصة "ديسكورد" جيستون سيترون، إلى طمأنة أعضاء مجلس الشيوخ والعائلات بشأن خطواتهم لمواجهة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.
وبحسب بيانات المركز الوطني للأطفال المفقودين والمتعرضين للاستغلال، وهي مؤسسة غير ربحية تتبع مثل هذه القضايا لصالح الحكومة الأميركية، فإن الصور ومقاطع الفيديو الجنسية للأطفال باتت منتشرة على نطاق أوسع من أي وقت مضى.
وأوضحت المؤسسة أن المحتوى الموجود على الإنترنت من هذا النوع، زاد من 32 مليونا عام 2022 إلى أكثر من 36 مليونا خلال عام 2023، وأصبح منتشرا بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي العملاقة مثل فيسبوك، على الرغم من جهود لسنوات لمواجهة المشكلة.
يذكر أن "ميتا" المالكة لفيسيوك وإنستغرام، أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أنها ستحجب المزيد من المحتوى الذي يمكن أن يشاهده المراهقون على الموقع والتطبيق، بعد ضغوط عليها من جهات رقابية حول العالم، للحد من المحتوى الذي قد يتسبب في أضرار للأطفال والمراهقين.
وقالت الشركة في بيان، إنها ستفرض على المراهقين قيودا أشد لضبط المحتوى في هذه التطبيقات، وستقيد أيضا مصطلحات البحث الإضافية في تطبيق إنستغرام للصور، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضافت أن هذه الخطوة "ستصعب على المراهقين الوصول إلى المحتوى الحساس"، كالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل، عند استخدامهم ميزات على إنستغرام منها "البحث" و"الاستكشاف".
وبالعودة إلى جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ، الأربعاء، فقد ركزت على مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال. واعترف المشرعون أنهم "فشلوا" في تحركاتهم من أجل إيجاد قوانين للحد من هذه الأزمة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وكان من بين الحضور، عدد من عائلات وأصدقاء أطفال انتحر بعضهم بسبب التنمر أو تعاطي المخدرات بتشجيع عبر الإنترنت، ورفعوا قبل دقائق من انطلاق جلسة الاستماع، لافتات للضحايا، مما أضفى جانبا عاطفيا على الجلسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العائلات سخرت طوال جلسة الاستماع من حديث مسؤولي شركات التكنولوجيا عن التزامهم بسلامة الأطفال، وأشادت بتعهد أعضاء مجلس الشيوخ بمحاسبة الشركات.
من جانبه، تطرق زوكربيرغ إلى الاستثمارات الكبيرة في مجال السلامة والتغييرات الأخيرة التي نفذتها شركته في سياساتها لمنح الآباء مزيدا من السيطرة على بيانات أطفالهم، ودعا الكونغرس إلى إجبار متاجر التطبيقات الإلكترونية (مثل غوغل وآبل) على لعب دور أكبر في التشديد على أنشطة الأطفال عبر الإنترنت.
وفي أول شهادة أمام الكونغرس لمسؤول في شركة "إكس" منذ استحواذ الملياردير إيلون ماسك على المنصة المعروفة سابقا باسم تويتر، تطرقت ياكارينو إلى خطط تشكيل فريق سلامة جديد، وإطلاع الحكومة على بعض تقارير الشركة فيما يتعلق بالمواد المسيئة للأطفال.
أما المدير التنفيذي لتيك توك، فأكد خلال الجلسة على أنه على الرغم من الانطباع السائد بأن منصته يسيطر عليها الصغار، فإن متوسط عمر المستخدمين هو أكثر من 30 سنة.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن بعض الآباء الحضور لم يتأثروا بتصريحات المديرين التنفيذيين، واتهموا زوكربيرغ بأنه "مخادع".
وعن زوكربيرغ، قالت ديب شميل، وهي تحمل صورة ابنتها بيكا (18 عاما) التي توفيت جراء تسمم بالفنتانيل جراء تناول حبة اشترتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إنه اتخذ بعض الخيارات التي لا تمنح أولوية لسلامة الأطفال، وما حدث هو نتيجة لذلك".
كما قالت جوليانا أرنولد، التي توفيت ابنتها كوكو (17 عاما) بسبب تسمم الفنتانيل بعد شرائها حبة عبر إنستغرام، إنها ترى أن الأزمة تتفاقم.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن حساب إنستغرام لتاجر المخدرات الذي باع ابنتها الفنتانيل، ظل يعمل لمدة 4 أشهر بعد وفاة ابنتها. وأوضحت أيضًا أنها أبلغت الشرطة مؤخرا أنه عاد إلى منصة التواصل الاجتماعي مستخدما حسابا جديدا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی جلسة الاستماع
إقرأ أيضاً:
5 أسابيع حاسمة أمام الجمهوريين للحفاظ على أغلبيتهم في الكونغرس
حذّر كورت أندرسون وسام كاي، من مؤسسة أون ميسدج إينك للاستطلاعات والإعلانات الجمهورية، من أن الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس النواب باتت مهددة، حتى قبل الانتخابات النصفية المقررة عام 2026.
أول انتخابات كبرى منذ فوز الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر
وكتب أندرسون وكاي في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن المعركة الحاسمة تدور في ولاية ويسكونسن، حيث سيتوجه الناخبون في الأول من أبريل (نيسان) إلى صناديق الاقتراع لانتخاب قاضٍ في المحكمة العليا للولاية، في سباق قد تكون له تداعيات وطنية كبرى.
وحالياً، يمتلك الجمهوريون أغلبية ضئيلة في مجلس النواب (218 مقعداً مقابل 215 للديمقراطيين)، لكن إذا سيطر الليبراليون على المحكمة العليا في ويسكونسن، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة رسم خريطة الكونغرس، ما قد يكلف الجمهوريين مقعدين وربما يؤدي إلى فقدانهم السيطرة على المجلس.
تكرار أخطاء الماضي؟وفي عام 2023، أساء الجمهوريون التعامل مع سباق مماثل، حيث أنفق الديمقراطيون خمسة أضعاف ما أنفقه الجمهوريون لدعم مرشحهم، ما أدى إلى خسارة المحافظين بفارق 11 نقطة. وآنذاك، تدفقت أموال الديمقراطيين من مختلف أنحاء البلاد، بينما غاب الجمهوريون على المستوى الوطني عن المشهد.
ويحذر الخبراء من أن التاريخ قد يعيد نفسه إذا لم يتحرك الجمهوريون سريعاً.
"Republicans have only 5 weeks to save their House majority" (@TheHillOpinion) https://t.co/bWkgwtPm0e
— The Hill (@thehill) March 4, 2025 انتخابات غير حزبيةورغم أن الانتخابات القضائية في ويسكونسن غير حزبية رسمياً، فإنها تجري وسط استقطاب حاد، حيث يعلن المرشحون مواقف واضحة بشأن قضايا كبرى مثل الإجهاض، الجريمة، التدقيق في هوية الناخب، والضرائب.
ولم تُخفِ المرشحة المدعومة من الديمقراطيين، القاضية سوزان كروفورد، استراتيجيتها وهي مهاجمة خصمها المحافظ، المدعي العام السابق براد شيميل، بشأن ملف الإجهاض، وجمع الأموال استناداً إلى وعدٍ بأن فوزها سيساعد الديمقراطيين في إعادة رسم الدوائر الانتخابية للولاية.
رهانات سياسية كبيرةوبحسب الكاتب، على الجمهوريين والمانحين إدراك أهمية هذا السباق، فهو أول اختبار انتخابي رئيسي منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وستكون وسائل الإعلام مستعدة لتحويل أي خسارة جمهورية إلى عنوان بارز مثل: "ويسكونسن ترفض ماغا!" أو "قبضة ترامب على ويسكونسن تتلاشى!".
"سياسة كارثية".. خلافات بين ترامب والجمهوريين - موقع 24قد يعتقد البعض أن انتخاب رئيس قضى سنوات في انتقاد البنك المركزي سيوفر فرصة لأفكار الجمهوريين لإصلاح الاحتياطي الفيدرالي، لكن مجلة "بوليتيكو" ترى أن ما يعتقد ذلك مخطئ، لأن دونالد ترامب ومصلحي الاحتياطي الفيدرالي المحافظين لديهم رؤى مختلفة للغاية.وأظهر استطلاع حديث أجرته أون ميسدج إينك أن السباق لا يزال متقارباً، حيث حصل كل من شيميل وكروفورد على 38% من نوايا التصويت، لكن الجمهوريين قد يخسرون إذا كرروا خطأ 2023 وسمحوا للديمقراطيين بإنفاق أموال أكثر منهم.
المانحون الجمهوريون في موقف المتفرجللفوز، يحتاج الجمهوريون إلى تمويل عاجل لحشد 1.7 مليون ناخب من أنصار ترامب في ويسكونسن، لكن حتى الآن، لم تصل الأموال اللازمة، لأن المانحين الجمهوريين لم يدركوا بعد خطورة الموقف.
ويقول الكاتب أنه حتى الآن يعتبر رجل الأعمال إيلون ماسك، هو الجمهوري الوحيد الذي انتبه لأهمية هذا السباق، إذ تشير التقارير إلى أنه يضخ أموالًا لدعم المرشح المحافظ عبر لجنة عمل سياسي.
ومع ذلك، لا يزال الدعم الجمهوري ضعيفاً مقارنةً بالهجوم الديمقراطي الذي انطلق بالفعل.
ومع تبقي خمسة أسابيع فقط، السباق في ويسكونسن قد يكون مؤشراً مبكراً على مصير الأغلبية الجمهورية في انتخابات 2026.