مصدران لـCNN: زيلينسكي بصدد إعلان إقالة القائد الأعلى للجيش مع تزايد الخلاف حول الحرب
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
(CNN)-- قال مصدران مطلعان لشبكة CNN، إن قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، تم استدعاؤه لحضور اجتماع في مكتب الرئيس، الاثنين، وتم إبلاغه بإقالته، بعد أسابيع من التكهنات المتزايدة حول التوترات بين فولوديمير زيلينسكي وقائده الأعلى.
ولم يصدر إعلان رسمي، مما يعني أن زالوجني لا يزال في منصبه حتى مساء الأربعاء، ومع ذلك، من المتوقع صدور مرسوم رئاسي بحلول نهاية الأسبوع، حسبما قال أحد المصادر لشبكة CNN، فيما سيكون أكبر تغيير عسكري لزيلينسكي منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق قبل عامين تقريبًا.
وانتشرت شائعات عن الاجتماع وإقالة زالوجني في جميع أنحاء كييف، مساء الاثنين، مما أضفى مصداقية على الخلاف المفهوم على نطاق واسع أنه حدث بين الرئيس وقائده الأعلى بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني العام الماضي.
ويقال إن التوترات تصاعدت بشكل خاص عندما وصف زالوجني الحرب مع روسيا بأنها وصلت إلى طريق مسدود، وذلك في مقابلة ومقالة مع مجلة الإيكونوميست في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال المتحدث الرئاسي، سيرهي نيكيفوروف بتصريح لشبكة CNN وآخرين، الاثنين، إن الشائعات حول إقالة قائد الجيش غير صحيحة. كما نشرت وزارة الدفاع رسالة على قنوات التواصل الاجتماعي جاء فيها: "أيها الصحفيون الأعزاء، الرد الفوري على الجميع: لا، هذا غير صحيح".
ووفقًا لأحد المصادر، أعلن زيلينسكي، في تجمع صغير في مكتبه، الاثنين - حضره أيضًا وزير الدفاع رستم أوميروف- أنه "اتخذ قرارًا بإقالة القائد الأعلى للقوات المسلحة"، بتصريحات تتماشى مع تقارير أخرى، بما في ذلك ما ذكرته واشنطن بوست وفايننشال تايمز.
وفي محادثة وُصفت بأنها "هادئة"، شرع زيلينسكي بعد ذلك في عرض منصب مختلف على زالوجني، وهو ما رفضه قائد الجيش، وأكد الرئيس الأوكراني بعد ذلك قراره قائلا إن حقيقة رفض زالوجني للمنصب الجديد لا تغير حقيقة إقالته من منصبه الحالي.
وتواصلت CNN مع مكتب زيلينسكي، الأربعاء، لطلب مزيد من التعليقات لكنها لم تتلق ردا حتى كتابة هذا التقرير.
ولفت أحد المصادر وهو قائد عسكري كبير، بتصريح لشبكة CNN، أن هناك اسمان على وجه الخصوص تتم مناقشتهما كخلفاء محتملين بمنصب زالوجني، أحد هؤلاء هو الرئيس الحالي لمديرية استخبارات الدفاع، كيريلو بودانوف، وهو جنرال يبلغ من العمر 38 عامًا معروف بعلاقاته القوية مع زيلينسكي ويُنظر إليه على أنه يمثل جيلًا جديدًا من القادة العسكريين.
وسألت CNN بودانوف في مقابلة، الثلاثاء، عما إذا كان من المقرر أن يصبح القائد الجديد للجيش الأوكراني، رفض بودانوف ذلك، مشيرا إلى أنه من غير المرجح أنه يجري مقابلة مع CNNفي تلك اللحظة إذا كان هذا التعيين قد تم للتو، مضيفا: "نحن في حرب، وجميع الأطراف تستخدم كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك حرب المعلومات".
أما المرشح الثاني فقال القائد العسكري إن المرشح الأوفر حظاً هو قائد القوات البرية الأوكرانية حاليا، أولكسندر سيرسكي.
ولم يستجب مكتب سيرسكي لمحاولة CNNالتواصل معه.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الأوكراني
إقرأ أيضاً:
الحضور التركي بأفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟
نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا، سلّطت فيه الضوء على النجاح الذي حققته تركيا من خلال دور الوساطة في المفاوضات بين إثيوبيا والصومال، والتي انطلقت في تموز/ يوليو الماضي.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أنقرة قادت لأول مرة منذ حضورها الفعلي في القارة الأفريقية سنة 2005، مفاوضات بين بلدين بمفردها، في ظل ظرف إقليمي صعب.
وأضافت أن هذا النجاح له طابع خاص من المنظور التركي، لأنه تحقّق في منطقة القرن الأفريقي التي كانت نقطة انطلاق نحو غزو الأسواق الخارجية، ومن خلاله توجه أنقرة رسالة تحدٍ إلى القوى "التقليدية"، وتعزز مكانتها كلاعب محوري في القارة، وتوسع مجال نفوذها هناك.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، ورئيس الصومال حسن شيخ محمود، قد وقّعا في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري اتفاق مصالحة في أنقرة بفضل الجهود التي بذلها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في سبيل ضمان تسوية الخلاف بين البلدين والالتزام "بالمضيّ نحو المستقبل بشكل سلمي".
ثماني ساعات من المفاوضات
نقلت المجلة عن الخبير في مركز أوسرام لدراسات الشرق الأوسط في أنقرة، كان دفجي أوغلو، قوله: "تعززت علاقات تركيا القديمة مع الصومال بفضل الاستثمارات والدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة.
وفي الوقت نفسه، تُعد إثيوبيا أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لتركيا في أفريقيا، ومركزاً دبلوماسياً محورياً في القارة. تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا كان من الممكن أن يهدد مشاريع التعاون والأنشطة التجارية والمصالح الاستراتيجية لتركيا مع هذين البلدين".
وذكرت المجلة أن الأمور كانت على حالها منذ الجولة الثانية من المفاوضات في آب/ أغسطس من العام الحالي، وقد أُلغيت الجولة الثالثة المقررة في أيلول/ سبتمبر الماضي، لكن المشاورات السرية استمرت تحت إشراف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.
وبحلول أوائل كانون الأول/ ديسمبر، أحرزت المحادثات تقدماً خوّل للرئيس التركي، دعوة أبي أحمد وحسن شيخ محمود إلى أنقرة. وبعد ثماني ساعات من المفاوضات، أنهى الزعيمان الخلاف، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.
سبب الأزمة
كانت إثيوبيا التي حُرمت من واجهة بحرية منذ استقلال إريتريا سنة 1993، قد وقعت في كانون الثاني/ يناير 2024، بروتوكول تعاون مع أرض الصومال.
بموجب الاتفاق، تعترف أديس أبابا بأرض الصومال كدولة مستقلة مقابل حصولها على عقد استغلال شريط ساحلي بطول 20 كيلومتراً.
بذلك، تضمن إثيوبيا الوصول إلى البحر الأحمر، مع إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية وتطوير تجارتها، دون الاعتماد حصريا على ممر جيبوتي.
ردا على ذلك، استدعت السلطات الصومالية سفيرها في أديس أبابا، وبدأت خطوات للتقارب العسكري مع مصر، العدو اللدود لإثيوبيا، حسب تعبير المجلة.
وفي شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2024، وقعت الصومال مع تركيا اتفاقاً اقتصادياً وعسكرياً، واتفاقاً للتعاون في مجال الطاقة. ينص الاتفاق الأول على أن تشرف أنقرة على تجهيز وتدريب البحرية الصومالية لمساعدتها في حماية ثرواتها وحدودها البحرية وتعزيز قدراتها ضد عمليات القرصنة وحركة الشباب المجاهدين.
ويمنح الاتفاق الثاني تركيا الحق في استكشاف النفط والغاز في المياه الصومالية واستغلال الحقول الهيدروكربونية عند اكتشافها. ومنذ ذلك الحين، سعت أنقرة لإيجاد حل يرضي الطرفين.
اتفاق المصالحة
يقوم اتفاق الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر على نقطتين أساسيتين، إذ تنص النقطة الأولى على اعتراف إثيوبيا بوحدة أراضي الصومال وسيادتها، أما الثانية فإنها تنص على حق أديس أبابا في الوصول التجاري إلى البحر "في إطار القانون الدولي مع احترام سيادة الحكومة الفيدرالية الصومالية".
إلى ذلك، تعهّدت مقديشو وأديس أبابا بتوقيع اتفاقيات تجارية ثنائية من شأنها تأمين وصول إثيوبيا بشكل آمن وموثوق إلى البحر تحت إشراف السلطات الصومالية.
ومن الناحية العملية، يتعين على الفرق الفنية من كلا البلدين بدء مفاوضات تحت إشراف تركيا بحلول شباط/ فبراير 2025، على أن تُختتم في غضون أربعة أشهر. وأي نزاع يتعلق بتفسير أو تنفيذ هذه الالتزامات ينبغي حله عبر الحوار، مع إمكانية اللجوء إلى تركيا إذا لزم الأمر.
سياسة براغماتية
أضافت المجلة أن الرئيس التركي قد راهن من خلال تدخله بشكل شخصي في المفاوضات على العلاقات القوية التي تجمعه مع أديس أبابا ومقديشو. في 2005، عندما كان رئيسا للوزراء، اختار أردوغان إثيوبيا لتكون وجهته الأولى في أفريقيا.
يوجد في الوقت الراهن أكثر من 200 شركة تركية في إثيوبيا، كما لعبت الطائرات المسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" التركية، دورا كبيرا في النزاع بين حكومة أبي أحمد والمتمردين في تيغراي.
من جهتها، تعد الصومال منطقة حيوية مهمة لتركيا في القارة، حيث تدير شركتا البيرق وفافوري ميناء ومطار مقديشو، وقد أنشأت أنقرة قاعدة عسكرية في البلاد تعمل على تدريب الجيش الصومالي على "مكافحة الإرهاب".
وأكدت المجلة أن تركيا لن تتخلى عن نهجها البراغماتي في هذه المنطقة التي تقع عند مدخل مضيق باب المندب، أحد أكثر الطرق التجارية ازدحاماً في العالم.
ويقول دفجي أوغلو في هذا السياق: "لا تعترف تركيا بأرض الصومال كدولة مستقلة، لأن ذلك قد يضر بوحدة أراضي الصومال وبعلاقاتها مع أنقرة. مع ذلك، تدرك تركيا أن أرض الصومال بحاجة إلى تحقيق الاستقرار والتنمية. لذلك، تقدم لها المساعدة بشكل غير مباشر من خلال بعض المشاريع الإنسانية والاقتصادية".
مصالح متضاربة
ترى المجلة أن التوترات في المنطقة تفتح الباب للتساؤل عن إمكانية صمود اتفاق 11 كانون الأول/ ديسمبر، في ظل وجود أطراف مؤثرة أخرى، على غرار عدد من الدول الغربية التي تملك قواعد عسكرية في جيبوتي ومصر، التي تخوض نزاعًا مع إثيوبيا بشأن تقاسم مياه النيل.
ووفقا للمجلة، تلعب الإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي دورا محوريا في المنطقة، حيث أقامتا علاقات مع أرض الصومال، القريبة جغرافيا من الحوثيين في اليمن. رغم نجاحها الدبلوماسي الأخير، لم تتمكن تركيا من حل الخلاف الإقليمي الذي تغذيه التوجهات الانفصالية.
ويقول الباحث في السياسة الخارجية بمركز سيتا في أنقرة، تونتش دميرتاش: "تم تعزيز صورة ومصداقية تركيا على الساحة الدولية بفضل مسار أنقرة. من خلال العمل وفقًا لمبدأ حلول أفريقية لمشاكل أفريقيا، قد تتمكن تركيا، إذا طُلب منها ذلك، لعب دور الوسيط لاستئناف المحادثات بين الصومال وأرض الصومال أو بذل جهود للوساطة بين السودان والإمارات العربية المتحدة".