لبنان ٢٤:
2024-12-16@13:41:42 GMT

بيان هام من تجمع المطاحن... هل نشهد أزمة طحين؟

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

بيان هام من تجمع المطاحن... هل نشهد أزمة طحين؟

رأى تجمع المطاحن في لبنان في بيان، ان "الاقتراح بفرض غرامة او ضريبة استثنائية على الشركات التي استوردت سلعا مدعومة باعتبارها  استفادت منه، ليس في محله، ولم تعرف الغاية من طرحه في المرحلة الراهنة من خارج مشروع الموازنة الذي اعدته لجنة المال في المجلس النيابي ولم تتم قراءته بصورة معمقة". واعتبر  ان "تطبيق هذه الضريبة سيقضي كليا على الحركة التجارية في البلاد ويدفع بالشركات الى الافلاس والاقفال وتشريد آلاف العمل والمستخدمين.

كما انه لا يجوز مطلقا فرض ضريبة على سياسة اعتمدتها الدولة واجبرت الشركات على تطبيقها، إذ ان سياسة الدعم اقرتها الحكومة لمساعدة المستهلك في الظروف الاقتصادية والمالية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد". وأشار الى انه "بالنسبة للمطاحن فقد بدأ تطبيق سياسة الدعم عندما بدأت اسعار الدولار تتقلب بصورة حادة مما دفع بالحكومة آنذاك الى اعتماد سياسة دعم الرغيف وثبتت سعر الطحين على هذا الاساس وتحملت المطاحن وزر هذا القرار حيث منيت بخسائر كبيرة ، وهي لم تستفد من الدعم لان دورها كان  الوسيط ، بل تعرضت الى مصادرة القمح المخزن لديها لصالح الدولة وبيع بالسعر المدعوم". ولفت الى انه "من المعلوم ان وزارة الاقتصاد والتجارة حددت كلفة الطحن وسعر الطحين وربطة الخبز ووزنها ، بحيث اعطت هامشا بخسا من الربح للمطاحن والافران وهناك اختلاف في الرأي حول العناصر المعتمدة في كلفة الطحن. كما اجبرت الدولة المطاحن على استيراد القمح لحسابها وفق برنامج تم وضعه بين مصرف لبنان ووزارة الاقتصاد والتجارة – المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري، وكل الملفات والمستندات العائدة لكل العمليات موجودة في الوزارة تثبت الواقع، وهناك ملفات كثيرة لم تتم معالجتها بعد على الرغم من توقف البرنامج المذكور اعلاه". وسأل: "ما الغاية من هذه الضريبة الاستثنائية؟ هل المطلوب تدمير قطاع الاستيراد والقضاء عليه لغاية شعبوية؟ هل المطلوب تدمير قطاع المطاحن الذي يعتبر الركيزة الاساسية للوضع التمويني الغذائي؟ ام المطلوب احداث ازمة قمح وطحين ورغيف في المرحلة الراهنة ونحن بغنى عنها؟". ورأى  أن "القانون المطروح هو صك براءة للمهربين المحظوظين الذين استفادوا بملايين الدولارات على حساب من طبق القانون والنظام، يجب ان يطبق عليهم لا على الشركات التي نفذت ما طلب منها وفقا للقوانين والانظمة المرعية الاجراء".   وأعلن ان "المطاحن تمر بازمات وصعوبات كثيرة تعمل على تذليلها تدريجيا مع المسؤولين كافة، فلا يجوز مطلقا تعريضها لمشكلة كبيرة من جراء تطبيق ضريبة رأى البعض فيها موردا ماليا ضخما للخزينة  قد يؤدي بهذه المؤسسات الى الافلاس".   وحذر "المسؤولين المعنيين من مغبة القرارات الارتجالية مثل هذا الاقتراح الضريبي، والتي لا تفيد احدًا، بل تؤدي الى شلل  في الدورة الاقتصادية  وبالتالي الى أزمة طحين وخبز نحن بغنى عنها في ظل الحرب المتربصة بلبنان".  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الشفشفة: التفكيك العاقب لـدولة الإنقاذ (1-2)

عبد الله علي إبراهيم

ملخص
هذه الشفشفة ممارسة في هذه الحرب لم تستقل بتحرٍّ خاص فيها لمعرفة أوثق بنظام "الإنقاذ" الذي هو ليس أطول عهود الحكم في دولة 1956 إذا شئت فحسب، بل مكّن بنيات في الدولة والسياسة والثقافة ستبقى معنا لزمن طويل.

تكرر على فيديوهات مذاعة وقفة مجند في "الدعم السريع" أمام مشهد لجماعة من المدنيين ممن يسمونهم "المتفلتين" اعتقلها وفي حوزتها مسروقات من أسواق أو أحياء. ومع أن أخذ حق الناس مما لم يسلم منه منسوبو "الدعم السريع" أنفسهم إلا أن عبارة المجندين الذين ظهروا على تلك الفيديوهات عن نذالة الحرامية ترن صادقة. وفي بعضها اشمئزاز يمثل الخلق الديني مما يرون يجري من نهب أمامهم وباسمهم بغض النظر عن توظيف مثل هذه الفيديوهات بواسطة قيادة "الدعم السريع" لتبرئة ساحتها مما تسميه "الظواهر السلبية" التي التبست بهم جراء خسائس هؤلاء المتفلتين وخفة يدهم. بل أنشأت هذه القيادة إدارة باسم "محاربة الظواهر السلبية" لتطهر اسمها من فسوق هؤلاء المتفلتين.

فيديوهات وظواهر
وقف في فيديو أخير مجند دعامي على مشهد في سوق مدينة ود مدني التي احتلتها "الدعم السريع" يقرع جمعاً من فقيرات النساء وأطفالهن وغيرهن على كسرهن لدكاكين السوق ونهبها. فقال، وهو يمر عليهن وعلى منهوبهن بعدسة موبايله، إن هؤلاء مواطنين استباحوا السوق وسيخرج من يقول إنه من عمل "الجاهزية"، وهو اسم آخر لـ"الدعم السريع".
جاء مجند "الدعم السريع" بعبارة من شأنها أن نطالع منها صورة للحرب غير تلك التي اقتصرت على انتهاكات "الدعم السريع". فقال المجند، وهو يطوف بجماعات المدنيين الناهبة، إن المواطنين هم أنفسهم "ظواهر سلبية" لا تتورع عن أخذ ما ليس حقها متى ما سنحت السانحة وأين.
جاء ذكر مثل هذه الظواهر السلبية في الأدب التاريخي الإسلامي. فعرفوا بـ"العياريين" ومفردها "عيار" وهو في اللغة الرجل كثير الحركة. وتمدح العرب به وتذم. فيقال رجل عيار في المعاصي كما يقال إنه عيار في طاعة الله. وجاء ذكرهم عند المقريزي ك"الزعار". كما يسمونهم "الرعاع والأوباش والطرارين". كما يسمونهم "الفتيان". فظهر العيارون في بغداد بعد فتنة الأمين والمأمون (809) في شبه تنظيم عسكري ليتحولوا إلى عصابات. وسموهم "الشطار" أيضاً. ولأخذهم أموال الناس قيل عن شطارتهم إنها "شطارة فسق". أما "الزعار" فظهروا بعد فتن أعقبت وفاة السلطان الظاهر برقوق (1399) في مصر ثار فيها أهل الريف تحت وطأة الضرائب وانتشرت عصابات النهب من "الزعار وقطاع الطرق".
والأقرب إلى ظاهرة "زعار" السودان وعيارييه في يومنا الحداثي هذا هو مفهوم "فائض البشر" عن أهل المدينة الذين هم عند الاقتصاديين الكلاسيكيين منتج، أو بثور، بداية النظام الرأسمالي في بلد ما مرزؤ بالفقر والعطالة. وهم من جاء مالتس (1766-1834) بنظريته عن سبل الطبيعة في التخلص منهم كفائض عن الحاجة. أما ماركس فكان سيئ الظن بهم فسماهم الـ"بروليتاريا الرثة" ليميزهم عن طليعته الـ"بروليتاريا"، أو القاع الطبقي في معنى الرعاع، وجعلهم من أدوات الرجعية. وأعاد كلايد دبليو بارو المفهوم إلى دائرة البحث بكتابه "الطبقة الخطرة: البروليتاريا الرثة" (2020).
وهكذا فنحن حين نتكلم عن "المواطنين الظاهرة السلبية"، فإنما نتطرق إلى فئة اجتماعية حضرية ادخرت تظلمات من دولة استدبرتها لتنتهز سانحة سقوطها كما حدث لحكومة السودان على يد "الدعم السريع"، لتفرغ غبنها بيدها.
من أين جاء هؤلاء المواطنون ذوو السمعة السيئة؟
جاؤوا جسداً كنازحين من حروب السودان الأهلية في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور التي تفاقمت خلال فترة دولة الإنقاذ بمعدلات هندسية. وسكنوا عشوائياً حول المدن في الشمال بما عرف بـ"الحزام الأسود" الذي لم تتورع بعض الدوائر عن إرعاب الناس منه بما قد يتولد من عنف عنه. وكان ذلك دافع الحركة الإسلامية للتعاقد مع الأكاديمي عالم الاجتماع المسلم عبده ملقم سيمون لينصحها حتى في الثمانينيات حول تصميم استراتيجيتها للتعامل مع هذا الحزام. وقال سيمون إنهم لم يحسنوا الإصغاء إليه وأهملوه ثم تركوه. وكتب عن تجربته مع ذلك "الحزام الأسود" في كتاب مميزبعنوان "في أي صورة؟ الإسلام السياسي والأنشطة الحضرية" (1994).

"باسم توبة الدولة إلى الدين"
وجاؤوا في رزقهم المقتر من دولة الإنقاذ التي أسقطت عنها كل تكليف من تكاليف الولاية على الناس. فحكمت باسم توبة الدولة إلى الدين، حكماً مطلقاً أساء إلى حس الناس بمواطنتهم. وألقت بهم في فيافي الاقتصاد الهامشي لينصرف طاقمها إلى أكل أموالهم بينهم بالباطل. وجرى وصف دولة الإنقاذيين بالفساد. وهو تهوين كثير من إفراطها فيه حتى انقلب إلى شيء آخر. فالفساد يقع كجريمة في بلد ماله العام في حفظ ولاية الدولة وصونها. فيطاول القانون من خرق القانون واستولى على مال بالحرام. ولم تكن "الإنقاذ" دولة لها ولاية على المال العام. فمكّنت منه الحاكم وبطانته بالتجنيب والشركات الحكومية وسبل أخرى مما سنرى. وربما لم يصح عليها حتى وصفها بمصطلح حديث هو "الفساد المتوحش". فاستباحة المال العام على ذلك النحو شديد الإفراط جعل من الإنقاذ "دولة لصوص" kleptocracy في مصطلح علم السياسة الأفريقي. فهي ليست دولة فاسدة وكفى لأن الفساد فيها صار عاملاً من عوامل الإنتاج عن فكرة أذاعها الأكاديميان الواثق كمير وإبراهيم الكرسني في الثمانينيات سميا فيها الفساد في الدولة بـ"العامل الخامس للإنتاج" (الأرض والعمل ورأس المال وودبارة الاستثمار). وأرادا بذلك أن الفساد ليس مجرد اختلاس مال عام، بل عاملاً ينتج الثروة لطائفة من ولاة الأمر بقوة السلطة.
ونواصل

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • وزير قطاع الأعمال: تعزيز قدرات الشركات نحو الاقتصاد الأخضر وتحسين الأداء البيئي
  • ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية: قد نشهد تنظيما أقوى من داعش الفترة المقبلة
  • أزمة الطلاب السودانيين في تشاد تثير جدلا بمنصات التواصل
  • حملة صارمة ضد الشركات التي ترفع الأسعار في تركيا!
  • مجدي الجلاد: الصحافة المصرية لم تواكب التطور العالمي.. واختيار القيادات ينبع من النوايا التي تضمرها الدولة
  • الشفشفة: التفكيك العاقب لـدولة الإنقاذ (1-2)
  • الضرائب:⁠ إلزام الشركات بالانضمام إلى منظومة توحيد أسس ومعايير احتساب ضريبة الأجور
  • تكريم «إيركايرو» كأعلى الشركات انتشاراً فى المطارات السعودية
  • بدائل ضريبة الدخل على الأفراد
  • الإنتاج الحربى: الشركات والوحدات التابعة للوزارة حققت معدل نمو بنسبة 44%